“Bir gün, Abdülrahman ile onu (Abbas Fevzi’yi) ziyarete gittik. Hastaydı, böbrek sorunu vardı. Üstündeki battaniyeyi boğazına kadar çekmiş, yatıyordu.
“Böbrek nasıl Üstat?” diye sordum.
“Böbrek” sözcüğünü halk ağzıyla telaffuz etmiştim. Konuşacak halde değildi ama yine de beni düzetti. Eve dönerken, “Ölünce” dedi mütercim, “Onu sorgulayacak olan meleğin bile telaffuzunu düzeltmeye kalkacak.” :)

لا ادرى اهى قصاصات ام مواقف ام حكايات
ولكن العجيب فى الامر ان هناك ربط بين معظم الشخصيات وبين هذه القصاصات دون تكرار او اعاده للحدث او الموقف

في البداية، خليني أتكلم عن تصنيف العمل ده، ناس بيعتبروها رواية، وناس قالوا مجموعة قصصية، وناس ثانية قالوا إنها بورتريهات لأشخاص حقيقية مكتوبة بشكل رمزي، وبدأوا فعلاً "يأولوا" كل شخصية بتمثل مين المجتمع المصري. في الحقيقة ده كله ميهمنيش أنا بشوف إنها رواية مكتوبة بنفس الأسلوب اللي كتب به مولانا بعدها بسنين رائعته "حديث الصباح والمساء". هي مكتوبة على شكل فصول، كل فصل بيمثل شخصية والفصول مُرتبة بشكل أبجدي.

طيب لو هنتكلم عن الرواية نفسها .. فخليني أقولك إن مولانا نجيب محفوظ، قِدر يجمع في روايته الجميلة دي كل الشخصيات اللي ممكن تقابلها في حياتك، بخيرها وشرها وإن كان شرها أكثر. المُلفت في الأمر هنا، إن حسيت في مواضع كثير إن الرواية تشبه إلى حد كبير حياة نجيب محفوظ نفسه، الراوي هنا نشأ في بيت القاضي وبعدين عاش في الحسين وانتقل للعباسية وبقى موظف، يعني تقريباً نفس ظروف نشأة مولانا. في الحالة دي، لو كانت أقرب للسيرة ومكتوبة بشكل رمزي، فوارد جداً تكون الشخصيات أغلبها حقيقي.

بعيدأ عن ده كله، الرواية جميلة جداً ومكتوبة بطريقة حلوة بس بتلخبط أحياناً علشان كده بحس إنها لازم تتقرأ في وقت قصير ومتتركنش. يمكن كمان الحاجة اللي بشوف إنها بتعيب الرواية إن الشخصيات كثيرة أوي وحياتها متقاطعة، وده بيخلي أحداث كثير تتكرر وبالتالي في بعض الأوقات كنت بحس إني قرأت نفس المشهد بس من زاوية ثانية.

الحقيقة ما استفدتش اي حاجة من التجربة دي ويعز عليا جدا اني اقيم عمل لعم نجيب بنجمتين بس وكان ممكن يبقوا اقل بس من كتابي المفضلين

المرادي مش رواية دا عمل بيشبه بشكل كبير حديث الصباح والمساء .. مجرد تجميعة لشخصيات كتير وكل فصل عن شخصية مختلفة بنعرف خلفية الشخصية وحياتها سواء راجل او امرأة
المرادي بقى لا في ربط اجيال ولا عبر منها ولا اي جمال نهائي دا مجرد اكتر من خمسين شخصية من حثالة المجتمع

بيعرض اغلب الاحداث في فترة ثورة 19 وما يتبعها وبنعرف قصة الابطال لحد اما بيكبروا لو كملوا ما انتحروش او ما ماتوش في حادثة او بشكل طبيعي وبنوصل بيهم للسبعينات كمان

انا وصلت لنص الكتاب وللأسف مش هقدر اكمل للنهاية ابدا .. تركيبة مريبة من الشخصيات وعرض نساء مصر بصورة قذرة وكإنهن لا يملكن الا الفجور
سواء المرأة متزوجة او لا .. آنسة او مراهقة او مسنة حتى .. كمية فساد رهيبة والازواج لو متزوجة بيتقبلوا يكون لزوجاتهم عشاق بكل أريحية

وكأن شعب مصر تحول لوقوادين وقوادات ومنحرفين ومنحرفات وهما دول كريمة المجتمع وهما دول الشباب المثقف والمتعلم واتمسحت صورة وهيبة مصر في فترة من فترات مصر الجميلة .. لا انكر وجود فئة قذرة في كل زمان ومكان ولكنها كانت القلة في الوقت دا مش عموم الشعب بالشكل المنفر دا

وعلى الرغم من ان الفساد الديني والاخلاقي في الوقت الحالي اسوأ بمراحل ربنا يعافينا .. لكن في نفس الوقت ما اقبلش عمل جديد يطلع شكل المجتمع بالمنظر دا وخصوصا ان فيه دايما الكويس وكان الكويس الفئة السائدة زمان والمخطيء بيعمل دا وهو مستخبي عشان عارف ان دا غلط .. مش كل اصحابه ومعارفه واصدقاؤه عارفين بالطريقة دي

الكتاب دا سقطة من سقطات عم نجيب معايا بغض النظر الاسلوب واللغة عاملين ازاي .. لكن مش هقدر اكمل وانا شايفة التلطيش في اهلنا زمان بالطريقة دي وبكل اريحية وكإن دا العادي انتم مستغربين ليه

الكثير من الاشياء والأحداث لم أكن لأعرفها قبل ذلك الكتاب..سهل أن تقرأ التاريخ..صعب أن ترى كيف شعر أحد سكان "عناصر" هذا التاريخ في لحظة من اللحظات..
نجيب محفوظ بعبقريته المعهودة!

بورتريهات لأكثر من خمسين شخصيه ، منها الثورجي والانتهازي والعصامي والعظامي والوفدي والوصولي والطيب والشرس والقبيح والجميل ..
مجتمع ماقبل ثورة 1952 وما بعدها في عرض شيق من النابولياني سيد الرواية العربية بلا منازع ..
شخصيات واقعية من الممكن أن تنطبق على شخصيات في واقعنا الحالي ..
يبهرنا النجيب في كل مرة ..

الرواية على لسان الرواي المجهول الذي تظهر شخصيته تباعاً في حكاياته عن الأشخاص الذين مروا بحياته أثروا فيه أو مجرد عابرين
أكثر من 50 شخصية مكتوبة بإتقان وكأنهم كانوا حقيقة معرفة محفوظ الذي أبدع في جعلنا نعتقد انهم موجودون فعلاً
كالعادة أدب نجيب محفوظ والواقعية تجعل القاريء يعيش الأحداث وكأنه يعاصرها
أناس مروا بحياة الراوي من ثورة 19 إلى بعد نكسة يونيو بسنوات قليلة

فاترينة عرض فيها الحلو والمالح
الفاسد والمحفوظ
بنزعة قد لا تخلو من التعالي
فيها دهاء الدفاع عن النفس
تأتي المرايا في مطلع السبعينيّات
لنجيب محفوظ الذي يدلف إلى الستينيات
وهو يتحرك في ميدانه
باستراتيجية التجريب
ومتمسكا بالتقاليد في توازن عجيب
مثل مترجم ماهر
يزيح شكل الرمز ليضع مكانه لغة أخرى
لكنها تحمل المعنى نفسه بدرجة ما
كان يراهم في نفسه
كما رآهم في واقعه اليومي
وقرر أن يأخذهم دون أن يعرفوا
في نزهة خارج إطارهم
أحاول أن أتخيلهم معا
هؤلاء الذين حجزهم نجيب محفوظ
خلف زجاج الحروف
ليظل انعكاسهم في عقله
حاضرا في الإطار الروائي المحفوظي
نراهم كما رآهم
وتبقى فجوات
بين
الحقيقة
والواقع
والفن
يبقى إدراك المتلقي نفسه ليقتنص رموزا
تصل الكلمات المتقاطعة معا
الواقع ظاهرة يمكن إدراكها
حين نحصرها داخل جملة اعتراضية
أو في حضن قوسين
ونحلل عناصرها بدقة وعمق في صور منفصلة
كل صورة مثل جملة في نص
ثم نعيد تركيبها من جديد في ضوء الفهم الذي تجلى في إدراكنا
هنا نجيب محفوظ ابن الجامعة
الذي يجيد تحديد معطيات الموضوع البحثي
يعمل فيشات (بطاقات) لكل نقطة على حدة
يستخلص منها القيمة الجزئية
ثم يضع محتوى فكره في نسق تتابعي وفقا لتصنيف علمي
أحاول أن أردهم للواقع
وأتعجب من محاولة المبدع اختزال العالم في رموزه التي تتشرب رؤيته
إنه يتحدث عن النموذج والنمط
يتحدث عن الإنسان بوصفه تمثيلا لفكرة
ثم أكاد أتعرّف إلى بعض الملامح
بعض هذه الوجوه يمكن ردها إلى شخصيات بعينها
من صورها في التاريخ
ملامحهم تخايلني
وكأنهم يقفون أمام
المرايا
التي في نفسي
ثم أقول ليسوا هم
إنهم إدراك محفوظ
الذي يقيم مسافة بين عالمين
يتحرك فيها العقل قبل الخيال
لماذا أتعامل مع شخصياته كطفل يفرح بحل الفوازير؟ الفن يتجاوز ذلك والواقع أيضا
أمّا الحقيقة فهي مطلب عزيز نسعى إلى مقاربته جميعا بوسائلنا المعرفية التي ترى في مرايا مدركاتها
أوجه نقصنا الإنساني الدائم
من الذي يظهر في مرآتك؟ أنت أم هم؟ هذا التكوين الإدراكي التفاعلي، كم هو صداق، وخادع
يدل عليك من اختياراتك وموقفك وموقعك وأسلوبك
يدل عليهم من إدراكك ومتابعتك ومشاركتك وحضورك
هل نستطيع أن نفصل الرؤية عن الرائي والمرئي فنصل إلى قناعة
تضع قاعدة ذهبية بصدد الإنسان والآخر والأبجدية؟ محفوظ الرؤية بالمرايا
وهل تستطيع أن تنظر في المرايا أنتمسك بهؤلاء الواقفين خارجها؟ لا يمكن ذلك، تظل تراهم داخل الزجاج، داخل متحف الفن، داخل جاليري الأبجدية،
من منظور الرائي الذي حضر معهم، ثم تركهم وتركوه، بإرادة أم باضطرار
المرايا لوحة لتاريخ العالم في مصر المحفوظية
يرسلها ابن الرواية النجيب لجيله بدهاء أمير السرد
وهو يترك المؤسسة الوظيفية عند بلوغه الستين
يحيلهم إلى التقاعد في نفسه
ليمضي في سبيله باحثا عن صورة جديدة لعالمه
سيلتمسها في الحرافيش بوعي صانع الأسطورة
ويتمكن منها في حديث الصباح والمساء بحرفية المؤلف الشرقي المهموم بالتصنيف المعجمي
هو ياقوت الحموي في عصره
يكتب التاريخ بالحروف الهجائية
لكنه يضع يمارس التمثيل بالحرف في المرايا
في الحرافيش يصوغ تمثلاته الرمزية المتداخلة للإشارة إلى تاريخ خطي
في حديث الصباح والمساء يلعب مع الأبجدية والأزمنة
فيجعل البناء للأبجدية والعلاقات المضمرة للعصور
كأنك ترى وجوه من ازدانت بهم عاصمة النور العربية
وهم سجناء داخل المرايا المحفوظية

كنت اظنها مجموعة من القصص المنفصلة لكن تبين ارتباطها الوثيق ببعضها وبالراوي، تتركز أحداثها في فترات ثورة ١٩ وحركة ٥٢ وما تشهده من تقلبات للنظام الاجتماعي والسياسي والطبقي والثقافي، وهي فترة من التاريخ لا اعرفها. كعادة نجيب محفوظ لا يخرج اهتمامه عن السرد والحكاية ولا ينجرف ابدا ويدعي الحكمة ولا العمق ولا يطيل فيما لا يستدعي فعنده من مخزون الحكايات ما يكفيه ويغنيه عن الحشو، حكاياته مركزة وسريعة، لم أمل لحظة فهو ساحر كالعادة.

المرايا – نجيب محفوظ / هي كرواية حقيقتا رائعة ففكرة سرد احداث معينة في صيغة اشخاص عرفهم الراوي من خلال عرض مجمل او جانب من حياتهم علي مدار فترة معينة كانت فكرة رائعة بحق , فقد فقدر لنا ان نقراء عن ما يقارب خمسين شخصية بين صفحات الكتاب دون ملل .. و لكن ما جاء من احداث في هذة الرواية حقا مفزع ... هو مفزع ان كان نجيب محفوظ يؤرخ لواقع فترة معينة لمصر ما بين ثورة 1919 و الي ما بعد النكسة بقليل .. ولا ادري بصراحة ان كان هذا محض خيال رواية ام هو بالفعل توصيف للحالة الاجتماعية و لحال الشعب المصري في هذة الفترة من خلال عرض هذة الشريحة التي تمثلت في شخص هؤلا الخمسين
ان كان هذا حقا واقع و وصف لتلك الفترة و هو ما اعتقده لتشابهه مع كثير من احداث عرفتها من خلال من عاصروها و من ما نقراء في كتب اخري فلا اجدني الا ان اخلص الي العديد من النقاط عن مصرنا في هذة الحقبة السوداء و انا اعنيها حقا سوداء .. فقد كان سمة رئيسية هي الانتهازية و الوصوليه لاقصي حد و ايضا الخيانة (فعلي مدار معظم نساء الرواية كلهن من اصحاب التجارب العديدة و كذلك الازواج و الاصدقاء فيما بينهم و مع بعضهم البعض) و انعدام الامانة و اللا قيم و اللا اخلاق و اللا دين (كثير من الشخصيات ايضا من الملحدين) ... ايضا من الواضح انه كانت هناك حالة هوس عمياء بحزب الوفد
في ضوء هذة الرواية ايضا اكاد اجزم بان افضل حدث لمصر في العصر الحديث هو نكسة 67 فهو بمثابة نقطة تحول لمصر علي كافة الاصعدة حتي افضل حدث بعده و هو حرب 73 لم يولد الا من رحم 67
للاسف الشديد الرواية كتبت قبل 73 و بالتحديد في سنة 70 فكان دائما يقف بالاحداث مع اشخاص الراوية الي النكسة و ما بعدها ببضعة اعوام فقط و كم تمنيت لو كان الحقها بمثلها
الرواية جميلة و مهمة و تستحق القراءة اكثر من مرة

--
http://reviewslibrary.blogspot.com/20...

خمس قلوب ‏‎<3‎

من اجمل واعمق ما كتب نجيب محفوظ