...
Show More
دخلت إليها بنفسية الرواية، فكانت في غاية الملل ولم أطق إكمالها.
ثم أخبرني صديق أنها أشبه بالمذكرات والشخصيات التي قابلها، فأغراني -بهذه الناحية التاريخية- بها، وزاد في إغرائي بأن فتح لي صفحة "عبد الوهاب إسماعيل" الذي قال لي إنه قصد به الشهيد سيد قطب.
فأعدت قراءتها بنفسية المذكرات والسيرة الذاتية.. ولم تعجبني أيضا.
ثمة أسباب عامة وأسباب متعلقة بهذه الرواية، فالأسباب العامة أني لا أحب أي عمل لا يخرج منه الإنسان أفضل مما كان أو على الأقل ينوي أن يكون الأفضل، لست أحب الأدب المغرق في ما يزعمونه "الواقعية" بينما الحقيقة أنه مغرق في "فلسفة الفساد والانحراف" ولذا فهو يخلو دائمة ليس فقط من الشخصيات المثالية بل يخلو من الشخصيات السوية.
هذه الرواية مثلا، ليس فيها شخصية سوية تعيش حياة طبيعية، ثمة شخصين فحسب احتفظ لهما باحترام بالغ أحدهما حياته كلها كوارث "رضا حمادة" والآخر مات فجأة بعد الأحلام العريضة "جعفر خليل".. وحتى الشخصية التي كادت تقلب وجهة نظري في الرواية "ماهر عبد الكريم" أثار حوله غبار الشائعات التي لا تثبت فأثبتها رغم أنها لا تستحق.
وباقي شخصيات الرواية بين من صعد بالانحراف أو صعد ولا اهتمام له بالوطن أو وطني أصابته الكوارث أو المتناقضين.. وعلى سبيل المثال لا تكاد توجد شخصية نسائية في الرواية لم تمارس الزنا!!!
إنني أكره الأدب الذي لا يرتفع به الإنسان، ولا أرى أن تميز الأديب إنما هو براعته في وص�� الانحراف.. كما لا أرى أن يحكي الأديب انحرافاته وتزواته باعتبار ذلك من الصراحة، بل هذا عندي من المجاهرة بالذنب.
أفهم أن هذا الكلام لا يعجب كثيرا من الأدباء والروائيين.. ولكن من قال إني أهتم لهذا؟
بل أرى أن مبادئهم التي تجعل الفن للفن والأدب للأدب ووصف الانحراف واقعية وصراحة إنما هي مناقضة لأدب الإسلام وتوجيهاته وغاياته.
ثم هذا النمط الذي اختاره في ترتيب الشخصيات أبجديا ساهم في تفتيت الرواية وشرذمة أحداثها وشخصياتها.
ثم لمحة من "الجُبن" دخلت على الرواية لتقلب وتغير في الأسماء والأحداث حتى لا يُفطن إلى المقصود بهذه الشخصيات في عالم الواقع.. هذه أغفرها لكل أحد فالشجاعة أمر لا يطيقه جلُّ الناس، لكني أميل إلى أن يكتب صاحب المذكرات ما أراد حكايته بأمانة لكي يتحقق درس التاريخ باتخاذ العبرة والعظة.
على أن الرواية -إن صح تسميتها بهذا- لا تخلو من مزايا قليلة هي:
1. عمق الشخصيات
2. تصوير تلك الفترة من التاريخ بعيون عامة الناس، وهي نظرة غالية القيمة للمهتم بالتاريخ
3. بعض عبارات ساحرة قيلت كحكمة على لسان شخصيات الرواية.. فكأنها كالمفاتيح الدقيقة تحل ألغازا عويصة.
ثم أخبرني صديق أنها أشبه بالمذكرات والشخصيات التي قابلها، فأغراني -بهذه الناحية التاريخية- بها، وزاد في إغرائي بأن فتح لي صفحة "عبد الوهاب إسماعيل" الذي قال لي إنه قصد به الشهيد سيد قطب.
فأعدت قراءتها بنفسية المذكرات والسيرة الذاتية.. ولم تعجبني أيضا.
ثمة أسباب عامة وأسباب متعلقة بهذه الرواية، فالأسباب العامة أني لا أحب أي عمل لا يخرج منه الإنسان أفضل مما كان أو على الأقل ينوي أن يكون الأفضل، لست أحب الأدب المغرق في ما يزعمونه "الواقعية" بينما الحقيقة أنه مغرق في "فلسفة الفساد والانحراف" ولذا فهو يخلو دائمة ليس فقط من الشخصيات المثالية بل يخلو من الشخصيات السوية.
هذه الرواية مثلا، ليس فيها شخصية سوية تعيش حياة طبيعية، ثمة شخصين فحسب احتفظ لهما باحترام بالغ أحدهما حياته كلها كوارث "رضا حمادة" والآخر مات فجأة بعد الأحلام العريضة "جعفر خليل".. وحتى الشخصية التي كادت تقلب وجهة نظري في الرواية "ماهر عبد الكريم" أثار حوله غبار الشائعات التي لا تثبت فأثبتها رغم أنها لا تستحق.
وباقي شخصيات الرواية بين من صعد بالانحراف أو صعد ولا اهتمام له بالوطن أو وطني أصابته الكوارث أو المتناقضين.. وعلى سبيل المثال لا تكاد توجد شخصية نسائية في الرواية لم تمارس الزنا!!!
إنني أكره الأدب الذي لا يرتفع به الإنسان، ولا أرى أن تميز الأديب إنما هو براعته في وص�� الانحراف.. كما لا أرى أن يحكي الأديب انحرافاته وتزواته باعتبار ذلك من الصراحة، بل هذا عندي من المجاهرة بالذنب.
أفهم أن هذا الكلام لا يعجب كثيرا من الأدباء والروائيين.. ولكن من قال إني أهتم لهذا؟
بل أرى أن مبادئهم التي تجعل الفن للفن والأدب للأدب ووصف الانحراف واقعية وصراحة إنما هي مناقضة لأدب الإسلام وتوجيهاته وغاياته.
ثم هذا النمط الذي اختاره في ترتيب الشخصيات أبجديا ساهم في تفتيت الرواية وشرذمة أحداثها وشخصياتها.
ثم لمحة من "الجُبن" دخلت على الرواية لتقلب وتغير في الأسماء والأحداث حتى لا يُفطن إلى المقصود بهذه الشخصيات في عالم الواقع.. هذه أغفرها لكل أحد فالشجاعة أمر لا يطيقه جلُّ الناس، لكني أميل إلى أن يكتب صاحب المذكرات ما أراد حكايته بأمانة لكي يتحقق درس التاريخ باتخاذ العبرة والعظة.
على أن الرواية -إن صح تسميتها بهذا- لا تخلو من مزايا قليلة هي:
1. عمق الشخصيات
2. تصوير تلك الفترة من التاريخ بعيون عامة الناس، وهي نظرة غالية القيمة للمهتم بالتاريخ
3. بعض عبارات ساحرة قيلت كحكمة على لسان شخصيات الرواية.. فكأنها كالمفاتيح الدقيقة تحل ألغازا عويصة.