من اجمل ما قرأت منذ قراتها من فترة طويلة وانا لا ازال احفظ اسماء شخصياتها ============================================================================== القراءة الثانية في أكتوبر 2015، استمتعت جدا أيضا بالرواية وبشخيصاتها وأعجبني "رضا حمادة" والدكتور ماهر عبد الكريم ونالت الشخصيات المجهولة من أصدقائه في الحارة إعجابي أكثر، هذه المرة قرأت وأنا متحفز لمحاولة معرفة الشخصية الحقيقية للشخصيات التي يتحدث عنها محفوظ لكني لم أوفق إلا إلى بعض التوقعات اللي جانب شخصية عبد الوهاب اسماعيل المعروف أنه يتحدث فيها عن سيد قطب، مثل جاد أبو العلا التي تشير التوقعات إلى أنه يقصد ثروت أباظة وأعتقد أن عباس فوزي هو العقاد وسالم جبر هو سلامة موسى.
وأكد محفوظ لجمال الغيطاني في "نجيب محفوظ يتذكر" أن صفاء الكاتب" شخصية حقيقية وأنه استنبط منها شخصية "عايدة" في الثلاثية. =============================================================================== بالتأكيد سأقرأها للمرة الثالثة
كنت ممن يسمعون دوماً عن أسطورة زمن المبادئ و القيم و الرقي و التدين و العلم ممن يعاشرون أناساً يتردد علي أفواههم " فين أيام زمان لما كانت الناس ... " و لا أقتنع بهذا الهراء ، وإلا فكيف جئنا بهذه الطباع ! الناس هم الناس و ولو في عصر ما قبل التاريخ ، النفاق هو النفاق ، الخيانة هي الخيانة و الوفاء قلما وجد في تلك الرواية أو لا أعلم حقيقةً ماذا أسميها ، قد نعتبرها فضفضة عمن عاشرهم نجيب ، قد يكونون من وحي خياله ، لا أعلم و لكنهم حقيقيون بطباعهم المتوارثة و الموجودة طوال الدهر من يجعل الدين ستار أخطائه و من ينكر الدين كله من يدعي القيم و يمارس ضدها من تتخذ العلم حجة لإظهار جمالها من يعلم لطلابه الفضيلة و لم يطبقها يوماً جميعهم أشخاص ولدوا علي نفس الأرض و لكن في ظروف غيرت من سلوكهم و حياتهم ، التقوا و افترقوا علي أمل اللقاء بيوم تبدلت فيه أدوارهم و تغيرت أحوالهم كما يحدث دوماً في تلك الحياة ....
طبعاً الرواية، أو مجموعة البورتريهات دي لطيفة جداً بس عندي ملاحظتين:
أول ملاحظة إن كتير من الريفيوز إللي قريتها، أو الناس إللي إتكلمت عن الرواية قبل ما أقراها كانوا بيتكلمواعن فك الرموز وزهير كامل يبقى مين بالظبط وهكذا. حسيت إن الناس قرت الكتاب على أساس إنه فوازير رمضان ولازم نعرف كل شخصية بترمز لإيه وما أعتقدش نجيب محفوظ كان كاتب المرايا على غرار مسابقة "خمن الشخصية وإكسب مج"
الحاجة التانية وإللي عجبتني بمعزل عن جمال الرواية نفسها كانت إنها صححتلي إنطباع معين عن نجيب محفوظ كشخص محافظ أخلاقياً، مش فاكر الانطباع ده إتكون وإتأكد إمتى بالظبط بس في فترة ما لقيت نفسي شايف إن النمط العام لمصير الشخصية "المنحلة" عند نجيب محفوظ هو الضياع. طبعاً حاجة زي دي موجودة عند ليبراليين زي علاء الأسواني لسبب ما، ومشكلتي معاها مش إني عايز الشخصية المنحلة تنتصر قد ما الروايات دي بتنقلي إنطباع إن الكون بيتصرف بشكل أيديولجي مع الناس إللي عايشة فيه، الكون إللي خالقه المؤلف نفسه وبالتالي الواحد بيحس إن علاء الأسواني داخل براسه في سير الأحداث وده بيخلي الحبكة شئ متلفق ورخيص جداً. نجيب محفوظ برضه معتقد إن البنت إللي هتنام مع ولد برّه إطار الجواز لازم هتجيلها إيبولا في آخر تلاتين صفحة من الرواية. المرايا غيرتلي الانطباع ده من خلال تناولها لشخصيات كتير فيه منها المنحرف أخلاقياً، بمعايير المحافظين، ومع ذلك محفوظ كان طيب معاهم وما جابلهمش إيبولا.
النقطة هنا، وإللي بسببها إنطباعي ده هيفضل موجود في الخلفية، إنه نتيجة لكون المرايا مبنية ولو جزئياً على شخصيات حقيقية فده هيفضل فاتح الباب لسؤال: هل نجيب محفوظ كان رحيم مع الشخصيات دي من باب كون الكتاب رصد لحياة الشخصيات دي، وبالتالي مصيرالشخصيات ما كانتش من وحي خيال محفوظ قد ما كانت رصد لواقع محفوظ شايفه سوداوي في مجمله، ولّا خيال نجيب محفوظ لعب دور؟ الفكرة هنا بالظبط: كون نجيب محفوظ شخص متفتح أخلاقياً معتمد تحديداً على قوة دور الخيال في الرواية دي.
لن أضيف كثيراً عن ما كتبه البعض هنا هي رواية شخصيات بامتيار كنت أظن أنه يمكن الأكتفاء من نجيب محفوظ في وفت ما .. فكل رواية له أقرأها .. تأتي لتثبت لي خطأ هذا الاعتقاد كنت لتوى أمر على صفحة صدى النسيان فأقرأ أنها قصص قصيرة جداً .. وهذا اللون محبب إلي فيبدو أنها ستكون القادمة وقرأت في مكان ما من قريب أن اللص والكلاب هي من روايات تيار الوعي فى الأدب العربي يبدو أنها ستلحقهما أيضاً
أما عن المرايا.. فأنا مذهول بمقدرة نجيب محفوظ على تلخيص حيوات كاملة فى ثلاثة أو أربعة صفحات بالتأكيد خبرته فى العمل الحكومي أفادته كثيراً في الرواية والشخصيات لكن بالتأكيد أيضاَ أنه أستكمل كثيراً من التفاصيل من خياله بشكل مثير ومشوق فى آن واحد والرواية تحكي عن معارف رواي الرواية .. الذي لم نعرفه للأسف .. والرواية يروي وهو في ��ن يزيد على الستين مما جعل الرواية وكأنها سرد تاريخي شبه ملحمي .. وهي في هذا الامتداد الزمني تشابه روايته "الباقي من الزمن ساعة"
" ..دميم الوجه.. جاحظ العينين .. مخيف للناظرين .. معقد نفسيا " هكذا رسم نجيب محفوظ شخصية سيد قطب رحمه الله فى هذه المجموعة القصصية ( المرايا ) تحت اسم عبد الوهاب اسماعيل .. فى بدايات نجيب محفوظ كان نكرة لا يعرفه احد و كان سيد قطب رحمه الله نجما فى سماء الادب .. أصدر نجيب رواية * كفاح طيبة * سنة ١٩٤٤ م فكتب عنها قطب مشيدا بها مادحا لكاتبها معرفا به بين الناس .. فكانت مقالاته سببا اساسيا فى شهرة محفوظ
ثم ظل قطب يكتب عن نجيب كلما أصدر رواية جديدة مشيدا بعبقريته .. ثم دارت الايام و تعرض قطب للسجن ثم الإعدام
لا توجد مشكلة ابدا ان يكتب نجيب نقدا لفكر قطب رحمه الله مع اننى متأكد انه ليس قادرا على ذلك ، لو فعل نجيب ذلك لقلنا يواجه الفكرة بالفكر .. لا بأس.. لكن الغير مستساغ ان يكتب نجيب ساخرا من شكل سيد رحمه الله .. و ما كتبه سيد افضل الف مرة من نجيب و من عقل نجيب و من انتاج نجيب .. السخرية من شكل رجل له فضل عليك و منة فى عنقك = لؤم و خبث و قذارة
طوال الوقت كنت اقرء كتاب نجيب محفوظ فى اسرع وقت ولكن هذة المرة اخذ الكتاب منى الكثير من الوقت ليس لعيب فيه ولكن لعيوب عندى انا ولكنى اكتشفت ان البقاء اطول وقت مع رواية نجيب محفوظ متعة ما بعدها متعة المرايا هى مرأة لمجتمع نجيب ولمصر من بعد ثورة 1919 وحتى عام 1970 بكل تفاصيله بداية من حى العباسية والكافتريات مرور بالمدارس والجامعة والمصالح الحكومية ونهاية بصالونات الادب والشخيات السياسية كانت قصص كل فرد من افراد الرواية ذات نهاية قاسية وحزينة ولكن كذلك الحياة ولذلك هى رواية صادقة كا ملاحظ فى الكتاب نظرة المجتمع للمرأة المتعلمة والتى نزلت الى مجال العمل نظرة سيئة تتهمها طوال الوقت فى شرفها وان صدق اغلب الاتهامات خلال القصص ولكن ايضا كان للمرأى تاثير وكيان اقوى من الوضع الحالى كانت شخصية ابراهيم عقل هى اول شخصية فى الرواية وعند قرائتها لم اتعاطف معاها ولكن مع مرور الشخصيات وطول ذكره عدت لاقرأه من جديد واراه بصورة مغايرة زهير كامل رغم انه من اكثر الاشخاص التى تصدمك بسبب نفاقه ولكن ستراه فى كل مكان حولنا ولكن زهير كامل كان على الاقل يدرس ويعلم من اجل ان يجيد النفاق اما حاليا فالنفاق يتم عن جهل ،من اكثر الاشخاص التى شدتنى ماهر عبد الكريم شدنى صالونه الادبى وكيف كان المجتمع يحتوى على اماكن للمناقشة غير متوفرة الان لقد حسدت زمن ومجتمع نجيب على الثقافةومساحات مشاركة الفكر والنقاش التى لم نعد نمتلكها واشار فى الكتاب الى بداية فكرة الهوب والاتجاه للهجرة وكره الشباب لواقعهم حتى هذة لم تخفى عليه فى النهاية اكتشفت ان الحال التى نحن فيها ما هى الا ميراث لتدنى المجتمع من العصور السابقة وان كان حال المجتمع سابق افضل وان الحياة الثقافية الحالية اذا ما قارنت بالماضى فهى فى حالة وفاة من اعوام وانه ليس لدينا مثقفين حاليا الا قليلين
وماذا تركت للآخرين يا عم نجيب ؟ من أجمل روايات نجيب محفوظ. قوية الأركان مليئة التفاصيل. من البداية تدرك أنه سيتخذ الشخصيات تباعا حسب الترتيب الأبجدي. تغلغل في حيوات البعض برغم الإيجاز. الثورة والحب والحرب والعلم والإيمان والتصوف. هناك شخصيات ستطبع نفسها في ذاكرتك دون استئذان وعندما تبدأ في القراءة تذكر القالة :ما أشبه اليوم بالبارحة مأخذي على الرواية كثرة الخائنات فيها في زمن أظنه خيرا مما نحن فيه
بعد قراءة بعض الآراء -------------------- بعد فترة وجيزة من القراءة أدركت أنه لا يجب علينا تخمين الشخصيات ويبدو أن البعض قيم الرواية بناء على ظنه بأن المؤلف يقصد شخصيات يقدسهم فظلم الرواية جدًا. لا تنسى أن العمل الروائي مهما كان مقدار ما يعكس حياة المؤلف لابد من الخيال وإعطاء لمسة إبداع فالواقع لا ينقل كما هو نجاح نجيب محفوظ في أنه يستطيع جعل الجدل دائر دائمًا عما يكتب
قراءتي للرواية في هذا التوقيت بالذات وفي هذه المرحلة ضاعف استمتاعي بها وتفهمي وحبي وكرهي لبعض الشخصيات..أجد كثيراً من التشابه بيني وبين الراوي الذي يحكي عن بشر قابلهم وأثروا فيه أو أثاروا إعجابه وأحياناً دهشته. مجموعة متاكملة من الناس، منهم الحالم، البرجماتي، المخلص، الواطي، الخاين، والكثير من أولاد الكلب. في المجمل، وجدت من العبثية واللامنطقية في حيوات شخصيات الرواية القدر الذي أرضى ذوقي، ولولا عزم تقاطع الطرق بيني وبين نجيب محفوظ تاريخياً لقلت أنه قد قابل الأشكال الزبالة التي قابلتها نفسهم، لكنه قد قابل أكثر..حتى عذه اللحظة. أتذكر وأشارك الراوي (لعله نجيب محفوظ شخصياً) في تساؤلاته وملاحظاته الوجودية والأخلاقية التي تغمر صفحات هذا العمل، على سبيل المثال وليس الحصر:
"بت أعتقد أن الناس أوغاد لا أخلاق لهم، وأنه من الخير لهم أن يعترفوا بذلك وأن يقيموا حياتهم المشتركة على دعامة من ذلك الاعتراف، وعلى ذلك تصبح المشكلة الأخلاقية الجديدة هي: كيف نكفل الصالح العام والسعادة البشرية في مجتمع من الأوغاد؟"
"لعل الانتهازية يعترف بها في النهاية باعتبارها أخلاق جديدة ومهارات جديدة مثل التكنولوجيا."
"ضقت بهمومي الأخلاقية وتذكرت الكثيرين ممن يصفونها بازداء بقولهم "برجوازية"، وقلت لنفسي إنه لمن حسن الحظ أنه لم يبق لنا طويل عمر في هذه الحياة المتعبة الفانية."
لكن عزيزي صاحب الأمل، قد جاء هذا على لسان إحدى الشخصيات، ربما يكون فيه بعض الصحة من وجهة نظرك:
"قولوا في الدنيا ما شئتم، لا جديد في التشاؤم، ولكن الحياة في صالح الإنسان وإلا ما زاد عدده باطراد، وما زادت سيطرته على دنياه."