باستثناء المشهد البانورامي الممتع الذي يأتي في خواتيم الرواية ويحاول استعراض الحياة القاهرية في نفس واحد، فإني لم أحب هذه الرواية على اﻹطلاق، ولنفس السبب الذي جعلني لا أحب رواية (الكرنك) التي قرأتها معها في نفس اليوم، شعرت أن كل أراد قوله هنا عن الحقبة الساداتية ونتائج سياسة الانفتاح الاقتصادي كان مفرط في التقليدية والتكرار، كما أن قيمة الحكاية تتواري تمامًا لحساب تسجيل الموقف من سياسات السادات الاقتصادية.
رواية غنية وهذا هو المعهود في أغلب الأحيان على قلم (نجيب محفوظ) الفذ والمقرب للنفس. في ١٠٠ صفحة حكى وصوَّر الحياة الاجتماعية في عصر "الانفتاح"، عصر التخبط والسخط عالكثير وعلى ما آلت إليه الأحوال. في ظل هذه الخلفية الاجتماعية السياسية، نعيش مع عائلة "المحتشمي". يُسلط الضوء فيها على الجد"محتشمي زايد" والذي يُمثِّل صوت الحكمة والإيمان وهو ملهم العائلة -وسوف نتطرق له فيما بعد- و"علوان" الشب الذي يصارع الفقر ويصارعه إلى أن يتغلب عليه ونرى ذلك في قراراته حتى العاطفية منها وما ستؤول إليه الأحداث وكيف ستتشابك وتتعقد مع حبيبته"رندة" - - الرواية "واقعية زيادة عن اللزوم"وبالنسبة لي ليست بالشئ السلبي على الإطلاق بل بالعكس
"الانسان يجب أن يعشق الدنيا و أن يتحرر من عبوديتها في آن .."
يوم قتل الزعيم...نوفيلا سياسية رائعة للمبدع دائماً نجيب محفوظ... تدور احداث الرواية حول ثلاث رواة وهم الجد محتشمي زايد،حفيده علوان وخطيبته راندا اللي علي الرغم من ارتباطهم ببعض لسنوات طويلة ولكنهم قرروا الانفصال لعدم قدرتهم علي تحمل تكاليف الزواج الباهظة أو نقدر نقول إنهم قرروا ينتقلوا من عصر الحب إلي عصر العقل و المصالح..
الرواية بتلقي الضوء علي عهد الرئيس الراحل أنور السادات وقت الانفتاح الإقتصادي بكل ما فيه من فساد ورشوة وغلاء للأسعار كما إن الرواية من أول صفحة لأخر صفحة، فيها نقد لاذع وهجوم شديد علي السادات علي غير عادة نجيب محفوظ.. "الزي زي هتلر والفعل شارلي شابلن..!
صحيح هو لو يذكر اسمه ولا حتي مرة ولكن الكلام واضح ومفهوم و عنوان الرواية يرمز إلي يوم إغتياله وهو طبعاً الزعيم المقصود هنا..
"لا خلاص إلا بالخلاص من كامب ديفيد.. العودة الي العرب والحرب ..حرب أبدية والويل لعملاء التطبيع.."
الحوارات كالعادة رائعة ،إسلوب السرد ممتع..رسم الشخصيات كان متقن بالذات شخصية الجد اللي حسيت إنها تمثل نجيب محفوظ شوية خصوصاً إنه كتب هذه الرواية وهو عنده تقريباً ٧٠ سنة...
مش عارفة قريت كام كتاب لنجيب محفوظ...يمكن يكون دة الكتاب نمرة ٤٠...رقم كبير لكن الأهم من الرقم هو إني كالعادة مش قادرة أشبع منه..
" الأمل في الزمن..هو أيضا يميت ويحيي..وسيهلك الميكروب ذات يوما ويتجلى وجه الشفاء ولن يخذل الله مؤمن صادقا".. ٥ نجوم للنجيب و ٤ لصغر حجم الرواية..هي قصة قصيرة ان أمكننا القول.. قصة بسيطه بين شاب وفتاه إبان عهد الانفتاح الذى فاجأ المصريين وتدهور الحالة الاقتصاديه (كما شاع وقتها) ومحاولة تطبيق السادات للرأسمالية التي وان كان طبقها وأكملها لكان اختلف الحال.. المهم، تتعدد شخصيات الرواية وتتعدد وجهات النظر ف الحياه والموت والفرص الضائعة ، بين صوفى النزعه وملحد عاقل وشاب متعب وفتاه بائسة.. قتل الزعيم.. قتل السادات ، قتله نجيب مرتين ، مره وهو يجلده بين صفحات الرواية و مره اخيره وهو يروى موته في نهاية القصه. كلمات نجيب كما هي ، منتقاه بعنايه تشرب منها الحكمه و أشياء أخرى..
رواية قصيرة لكنها محشوة وممتلئة بكثير من الأفكار والرسائل والآراء يلي كان القمر نجيب محفوظ بده يعبر عنها..
ما رح بلش الريفيو بالحديث عن الحدث أو الأحداث السياسية يلي اتناولتها الرواية وكانت السبب في التخطيط لحياة الشخصيات والتدخل بحرف مسارها (زي ��ا بتعمل حاليا)، كونه العالم مليان أحداث من قبل وبعد تاريخها لهالرواية، وكل هالأحداث على الأقل عم تعطي تأثير ونتائج متشابهة عالناس والأرض. بالإضافة لكون الريفيوز الثانيين حاكيين عن هالشي فما حذكره. ♡
الرواية بتصور شو ممكن ينتج عن قرارات حكام ورؤساء أنانية وغبية وشو تأثير هيك قرارات على الشعب على لسان ٣ شخصيات بالتناوب، من خلالهم بناخد تصور عن قصة عائلتين بيجمع بيناتهم حب رقيق بين ابن الأولى وابنة الثانية بتتطور لاحقا لخطبة حنشوف إنها امتدت لمدة طويلة نتيجة الوضع الاقتصادي تبع البلد. من خلال قصة هالشباب وقصة العائلتين وعرض لحالة البلد بعد هال��حداث السياسية، حنشوف قديش كان تأثيرها على حياتهم وعلى علاقاتهم وحبهم واستقرارهم وتأثيرها على أيامهم وروابطهم. من خلال هالقصة نجيب بيصورلنا معاناة الشباب بهالجيل وواقعهم السيء والحمل يلي فوق طاقتهم..
الرواية تناولت أفكار وحوارات كمان حول الإيمان، الشك والإلحاد، الصوفية، العلاقات، والحب وقديشه ممكن يكون مجدي أو قديشه ممكن يصمد وقت الأزمات والتحديات..
من بعد فترة طويلة كنت عمدا ببعد عن كلشي مكتوب عليه "نجيب محفوظ"، خوفا من لغته (كنت بفكرها حتكون بغاية الصعوبة) وخوفا من كون المحتوى صعب ومعقد بالنسبة لإنسانة مالها كثير عالسياسة والرمزيات الصعبة كثير. لكن بعد ما قرأت هالعمل كسرت الحاجز، وقدرت أتعرف على نجيب البسيط السلس، نجيب السهل الممتنع، نجيب الرقيق والصريح والمتقن لتوصيل أفكاره. حبيت جدا طريقته بالكتابة وجمله الرشيقة. وكثير حبيت طريقة توظيفه للقصة والأشخاص ليعرض أفكاره أو التاريخ يلي بده يحكي عنه. بالوقت يلي كثير بيعملوا العكس. ما رح أحكي إنو فيك تتشرب الرواية بسهولة، لكن مع تركيز وتجارب في التفكير مسبقا حتقدر تتشرب جمل الرواية كافة وخصوصا هديك يلي كانت حول الإيمان والإلحاد والصوفية.
الرواية ما مجرد سرد لقصة حب بين اثنين وما آلت إليه، ولا سرد لتاريخ وآراء سياسية وبس. بقدر ما هي وصف لحالات متكررة جدا، وعالمنا حاليا عم يشهد أسوأ منها بكثير وكل ماله عم يتدهور أكثر وأكثر، لدرجة إنو ما عم بقدر أتخيل شو ممكن يصير أسوأ من يلي عم يصير حاليا؟ لكن العالم ما بيقصر وفيو يفاجئنا ويتفنن بشي يقهرنا أكثر وأكثر بكل صباح جديد..
***عالهامش: حبيت جدا جانب نجيب "الرجل" يلي أظهره بالرواية بطريقة صريحة وعفوية ولذيذة، وكان عم يعطي آراءه الشخصية بنظرته لفئة من النساء اكتشفت بعد حوار مع صديقة إنه ذاكر ذات الشي برواية آخرى وهيك بنكون كشفناه