...
Show More
ثرثرة فوق النيل؟
آه...يبدو أنها بالفعل مجرد ثرثرة، و أبْشِعْ بها ثرثرةٌ!
...........................................
لسْتُ من تلك الفئة التي تنحاز بتعصُّب أرعن لكل عمل أنتجه كُتَّابُهم المفضلون، أحاول قدرَ الإمكان التزام جانب الحياد، و لكن هنا تحوّل حبي الشديد لنجيب محفوظ إلى غضب و عدم تصديق، لكل جواد كبوة و لكن هذه الكبوة جعلتني عند وصولي إلى الصفحة الأخيرة، أقاوم رغبة ملحة في الحكم عليها أنها مجرد عمل شبابي حديث من تلك الأعمال التي نراها تُلّوث مجتمعنا الأدبي.
للأسف، هذا عملٌ سقط و فشل بسبب عيب مريع، عدم المنطقية! نعم، أريد إجابةً من أحد المعجبين بهذه الرواية، كيف لمجموعة مساطيل أن يدورَ بينهم هذا الحوار الفلسفي العميق، الأمر مستفزٌّ للغاية و بصراحة لم تكن أكثر من محاولة صريحة و واضحة للفذلكة و العمق الأحمق.
كم يؤلمني و بشدة أن أكتب مثل هذه الجمل عن رواية كتبها نجيب محفوظ، و لكن كلٌّ يُؤخذ و يُرَد عليه، و أتذكر أيضًا نفوري الشديد من روايته " أمام العرش " و أعتقد أني كرهتها لنفس العلة، فالواضح أن عم نجيب بالرغم من موهبته العبقرية قد نسي أن لكل مقام مقال، و نسي الفرق بين الموضوع و المضمون.
أن تقرر كروائي كتابة عمل يتحدث عن العبثية و الجدية و فلسفة معقدة تدور حول الغرض من هذه الحياة و الطريقة المثلى لإعادة اكتشاف هويتنا الإنسانية و كل هذه القضايا الشائكة، فيجب أن تختارَ بيئةً و نمط زماني و مكاني مناسبين، ثم يأتي دور الشخصيات، لا أعلم ماهية الشخصيات اللائقة و لكن بالتأكيد لن أوافق على سهرات مساطيل و عوامة على النيل و إيحاءات جنسية و بواب لا يقول سوى " أوو " و جو غامض يكتنف أشياء كثيرة في حاجة إلى التوضيح!
ثم ما ضرورة أن تأتي بشخصيات ثانوية لا قيمة لها؟ شخصية الصحافية سمارة التي تمثل التيار المحب للحياة المليء بالجدية لم أستطع فهمه! و شخصية سناء أيضًا!
هذا عمل يجعل القارئ بعد الانتهاء منه في حالة غضب و عدم تصديق، ما شاء الله أصبح المساطيل بعد الجوزة فلاسفة، يتناقشون حول أصل الكون و يرددون جمل جوفاء لا ضرورة لها و ربما لو أكملنا الرواية، كنا سنرى أنيس قد اخترع حلًّا لمشكلة الأزمة الفلسطينية!
آه أتذكر رواية الغريب و قرأتها و تقريبًا تشابه الغرض عند محفوظ و كامو، و لكن ليست حماسة لكل ما هو غربي، الفكرة فقط أن كامو قد صنع تناسبًا واضحًا بين المعنى المراد و أجواء البيئة و الشخصيات، لا أرفض تناول مشاهد الهذيان و السطل و الحب و النساء و لكن المونولوجات الداخلية تجعل القارئ و كأنه يستطلع خواطر لسارتر و أفلاطون!
ثم كانت النهاية لتجعلني أنفجر و تتملكني الرغبة الملحة في حرق هذه الرواية، نهاية فارغة والله، نهاية لكاتب شعر هو نفسه بالتقزز مما كتبه فا أراد التخلص من هذا الإثم!
تمَّت.
آه...يبدو أنها بالفعل مجرد ثرثرة، و أبْشِعْ بها ثرثرةٌ!
...........................................
لسْتُ من تلك الفئة التي تنحاز بتعصُّب أرعن لكل عمل أنتجه كُتَّابُهم المفضلون، أحاول قدرَ الإمكان التزام جانب الحياد، و لكن هنا تحوّل حبي الشديد لنجيب محفوظ إلى غضب و عدم تصديق، لكل جواد كبوة و لكن هذه الكبوة جعلتني عند وصولي إلى الصفحة الأخيرة، أقاوم رغبة ملحة في الحكم عليها أنها مجرد عمل شبابي حديث من تلك الأعمال التي نراها تُلّوث مجتمعنا الأدبي.
للأسف، هذا عملٌ سقط و فشل بسبب عيب مريع، عدم المنطقية! نعم، أريد إجابةً من أحد المعجبين بهذه الرواية، كيف لمجموعة مساطيل أن يدورَ بينهم هذا الحوار الفلسفي العميق، الأمر مستفزٌّ للغاية و بصراحة لم تكن أكثر من محاولة صريحة و واضحة للفذلكة و العمق الأحمق.
كم يؤلمني و بشدة أن أكتب مثل هذه الجمل عن رواية كتبها نجيب محفوظ، و لكن كلٌّ يُؤخذ و يُرَد عليه، و أتذكر أيضًا نفوري الشديد من روايته " أمام العرش " و أعتقد أني كرهتها لنفس العلة، فالواضح أن عم نجيب بالرغم من موهبته العبقرية قد نسي أن لكل مقام مقال، و نسي الفرق بين الموضوع و المضمون.
أن تقرر كروائي كتابة عمل يتحدث عن العبثية و الجدية و فلسفة معقدة تدور حول الغرض من هذه الحياة و الطريقة المثلى لإعادة اكتشاف هويتنا الإنسانية و كل هذه القضايا الشائكة، فيجب أن تختارَ بيئةً و نمط زماني و مكاني مناسبين، ثم يأتي دور الشخصيات، لا أعلم ماهية الشخصيات اللائقة و لكن بالتأكيد لن أوافق على سهرات مساطيل و عوامة على النيل و إيحاءات جنسية و بواب لا يقول سوى " أوو " و جو غامض يكتنف أشياء كثيرة في حاجة إلى التوضيح!
ثم ما ضرورة أن تأتي بشخصيات ثانوية لا قيمة لها؟ شخصية الصحافية سمارة التي تمثل التيار المحب للحياة المليء بالجدية لم أستطع فهمه! و شخصية سناء أيضًا!
هذا عمل يجعل القارئ بعد الانتهاء منه في حالة غضب و عدم تصديق، ما شاء الله أصبح المساطيل بعد الجوزة فلاسفة، يتناقشون حول أصل الكون و يرددون جمل جوفاء لا ضرورة لها و ربما لو أكملنا الرواية، كنا سنرى أنيس قد اخترع حلًّا لمشكلة الأزمة الفلسطينية!
آه أتذكر رواية الغريب و قرأتها و تقريبًا تشابه الغرض عند محفوظ و كامو، و لكن ليست حماسة لكل ما هو غربي، الفكرة فقط أن كامو قد صنع تناسبًا واضحًا بين المعنى المراد و أجواء البيئة و الشخصيات، لا أرفض تناول مشاهد الهذيان و السطل و الحب و النساء و لكن المونولوجات الداخلية تجعل القارئ و كأنه يستطلع خواطر لسارتر و أفلاطون!
ثم كانت النهاية لتجعلني أنفجر و تتملكني الرغبة الملحة في حرق هذه الرواية، نهاية فارغة والله، نهاية لكاتب شعر هو نفسه بالتقزز مما كتبه فا أراد التخلص من هذا الإثم!
تمَّت.