Community Reviews

Rating(4 / 5.0, 99 votes)
5 stars
34(34%)
4 stars
31(31%)
3 stars
34(34%)
2 stars
0(0%)
1 stars
0(0%)
99 reviews
April 17,2025
... Show More

"الداء الحقيقي هو الخوف من الحياة لا الموت."

خاف أبطال رواية "ثرثرة فوق النيل" من الحياة، فالموت بالنسبة لهم غاية بعيدة المنال، هم يحبون الحياة بكل تأكيد، ولكن، ليس تلك الحياة التي نعهدها ونعرفها، تلك الحياة الغارقة في أبخرة الحشيش، تلك الحياة التي تجعل من الواقع جنة، بدلاً من مرارة سوداويته، يُدخنون الجوزة المعمرة بالحشيش، فيسنون العالم بما فيه، فلتذهب كل المشاكل السياسية والاجتماعية إلى الجحيم، أفلامي فاشلة ولا أحد يراها؟ لا يهم! أكتب نقداً من أجل المصالح الشخصية والمنفعة؟ لا يهم! أتحايل على القانون بدلاً من أن أطبقه؟ لا يهم! أسوغ مبررات لنفسي لكي أخون زوجي؟ لا يهم! أدائي مختل في عملي وعلى بعض خطوات من أن يفصلوني؟ لا يهم! كل تلك الأشياء المسماة حياة لا تهم طالما الجوزة لا تزال في فمي، استنشق أبخرتها، فتذهب إلى عقلي فتغيبه، تفصله عن الواقع، بل أعيش في واقعاً موازياً، أتأرجح فيه وأسقط دون أن أتحرك من مكاني، ولكن كما تعلمون هذا عمل لنجيب محفوظ، وليس عملاً توعوياً عن خطورة الإدمان، فهنا رمزية شديدة التعقيد عن الشعوب المُغيبة، ورغم أن الرواية مُحدد زمنها بداخل أحداثها، ولكن، هذه رواية تصلح لكل الأزمان، فالسلطات على اختلاف أنواعها تُحاول بشدة وضراوة أن تُغيب شعبها، ونحن -كمصريين- ندرك ونعي مصطلح "بُص العصفورة" الذي أصبح مُطبقاً في العالم كله.

❞إنه لم يكن عجيبًا أن يعبد المصريون فرعون ولكن العجيب أن فرعون آمن حقًّا بأنه إله.❝

أغلب شخصيات الرواية لديها خيبات دفعتهم دفعاً إلى الهروب من واقعهم إلى واقع مواز، يعيشون فيه، كل فرد فيهم لديه مأساته الخاصة، السياسية والاجتماعية والمالية وإلخ إلخ، فأتخذوا من العوامة ملهاة عما يشغل تفكيرهم، لا يريدون تعكير أفكارهم بحال البلد أو الحروب أو أي شيء خارج حدود العوامة، أتخذوا من العوامة بلداً لهم تحميهم وتأويهم، الداخل إليها مولود، والخارج منها مفقود، وهذه النوعية من المواطنين تُحبه السلطات، تتمنى أن يزيد ويزيد ويزيد عددهم، تبني لهم السلطات صوراً خيالية في عقلهم، من خلال إعلام مُضلل، فتقنعه بأن البلد يقوم بإنجازات هائلة في نفس الوقت الذي يجد أسعار كل شيء حوله تزايدت، فإلى أي مصب تذهب هذه الإنجازات؟
فيصبح الشعب مسطولاً، يتطوح يميناً ويساراً، ملهياً بأسعار سلعة ما ارتفعت، وينسى أي شيء خارج نطاق حدود حياته (عوامته)، وحتى لو كانت حياته ميسرة أو مرفهة، فيختار مُلهياً أخر، لكي يبتعد عن خيبات الأمل وما على شاكلته، الأمل شيء خطير، أليس كذلك؟

ختاماً..
رواية "ثرثرة فوق النيل" دسمة وأحداثها تكاد تكون معدومة، المهم هنا هو الرمزية، المهم هنا هو الفلسفة، وجدوى الحياة، هل نختار أن نكون "مسطولين" بأيدينا؟ نُغيب ونُدجن؟ أم أننا نستطيع المقاومة والخروج عن ابتسامة البلهاء المسطولين؟ وهل لو نجحنا وخرجنا مرة أو مرتين، فهل يضمن ذلك أن الحياة ستصبح جنة أو على الأقل تُطاق بعد ذلك؟ هذه رواية تعج بالأسئلة، لا تكف عن إزعاجك وإفاقتك من سطلانك، فتحتاج أن تقرأها كل فترة، لعلها يكون فيها طوق الإنقاذ من الغرق.

April 17,2025
... Show More
تهتز العوامة على سطح النيل، و تهتز معه جلسة الأنس على العوامة، فيما يجري الزمن سريعا، و تتقاطر الأحداث كثرثرة متقطعة من عدة عوالم حتى يضيق بها عالم الواقع فيحسبها ثرثرة مساطيل أخذت الجوزة عقلهم فضلوا في عوالم أخرى لا يسعها عالمنا، و فيما تتقاطع أحاديثهم بحثا عن المعنى، يتبدى العبث كحقيقة لا تقبل الجدال أو النقض.

نحن نختار أن ننسى و نتجاهل و نعيش في عوالم يغرقها الحلم أكثر مما تتضوع فيها الحقيقة، و الحقيقة هي الأخرى جدل عقيم قاصر في حد ذاته، و فيما يسأل البعض ( من أين أتينا؟ لماذا؟ و إلى أين نحن ذاهبون؟) يعيش اخرون فترة ( الإحتراق ) و التي تبدأ منذ إشعال الشمعة بانتظار ما لا مهرب منه و هو نفاذ خيط الإشتعال، و ذوبان الشمع المحيط به.

نحن نقبل مسؤلياتنا الصغيرة، نجد أنها كل ما علينا فعله، و نتعامى عن مسؤوليات أكبر، مسؤولية التغيير، و لكن هل التغيير ممكن؟ ان الإنسان هو الإنسان، و مهما حاولنا التغيير، فلا بد أن تمتد يد العبث لتطيح بكل شيء فيه، بل حتى ان طلب التغيير قد يكون ( سطلة ) أيضا من نوع آخر أدمنا عليه، دون أن ندري، لنعمى عن الحقائق.

نغرق في أحلامنا حتى نرى المستحيل ممكنا، و حين نواجه الحقيقة نستهيض عن حقيقة حالنا بصورة له، صورة نحن نرسمها لنخدع بها الآخرين، و الغريب أننا في أغلب الحالات نذعن لقوة الخداع فنظنه حقيقة، رغم أننا صناعه و مخرجيه. فمنى نستيقظ من سطلتنا الجماعية؟ لن نستيقظ، لأننا ما ان نستيقظ حتى يبدأ الجنون، و ما أن ندرك كم من الجرائم كنا نحن احدى لبناتها، سواءا بإرادتنا أو بدونها، حنى نتلهف للهودة إلى قبضة الجوزة المحك��ة، نفس الجوزة التي تدور ( بقضاء ) كما ودور الأفلاك في العوالم العليا.

متى بدأ الإنسان في السقوط، لم يبدأ الإمسان في السفوط أبدا، فالسقوط ملازم له منذ خروجه من عخدة الحيوان الوحش، و لتبدأ بشيء عليك أن تكون دونه قبلا، و هذا ليس الحال، و كما أن الحياة هي العد التنازلي للموت، كذلك الإنسان هو العد التنازلي للوقوع.

إذن ما المهزلة؟ و ما الجد؟
هما الشيء نفسه، غير أن الجد يظهر بصورة مغلفة لا يظهر ما داخله، و الهزل هو النظر إلى الداخل مباشرة.
April 17,2025
... Show More
Anis Zaki is what one might call an escapist. It is the 1960's he and his friends gather every evening in order to smoke kif on his houseboat, escaping from the reality of life in Nasser's Egypt. In a state of a more or less constant high, they discuss, philosophize and halluzinate together, creating their own absurd paradise where the rules of reality no longer apply:

"Love is an old and worn-out game, but it is sport on the houseboat. Fornication is held as a vice by councils and institutions, but it is freedom on our houseboat. Women are all conventions and marriage deeds in the home, but they are nubile and alluring on the houseboat. And the moon is a satellite, dead and cold, but on the houseboat, it is poetry ..."

As Samara, a journalist and aspiring playwright enters this kif-fueled enclave, tensions and erotic complications slowly erode the fragile harmony of that escapist refuge, and paradise is transformed into hell as reality seeps in.

Interestingly, this novel for large parts reads like a chamber play. Line upon line of mere dialogue, some hard to follow without sufficient background knowledge of politics and life in Egypt at the time, some mesmerizing and poetic.
With one foot deep in existentialism it elegantly asks about the design of human nature, about what to do with ourselves when nothing seems worth doing.

I am sure this won't be my last Mahfouz.
Leave a Review
You must be logged in to rate and post a review. Register an account to get started.