...
Show More
بداية العنوان مثير وجذاب
فقدر ما يحوي من مداعبة لابن بطوطة
إلا أن فكرة الانتساب إلى الأم أعجبتني وإن كان سببها ظلم حاق بالبطل
يحاول نجيب محفوظ البحث عن اليوتوبيا الضائعة متنقلاً بين أغلب الأنظمة التي يمكن أن تحكم بلداً سواء أكانت حقيقية أو قريبة من خيالات الفلاسفة وتأملاتهم مفنداً
أشهر الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية في تاريخ البشرية
ومع كل المرارة التي تجلّت في الكتاب مفشية حيرة نجيب محفوظ وتأملاته الحائرة في الكون
كانت رحلة ابن فطومة تحاكي رحلة نجيب محفوظ الفكرية والروحية في هذا العالم
وتعبر عما اعتراه على مدار سنوات عمره من تخبط بين الفلسفات والرؤى السياسية وطريقة الوصول لغاية الإنسان وهي السعادة
ابن فطومة شاب صدم في حبّه وقرر الخوض في رحلة يبحر خلالها خلال العوالم الأسطورية التي صنعها محفوظ من وحي الحقيقة
فأنشأ عالماً خيالياً بأسماء مستعارة وإن استمدت من عوالمنا المختلفة أشكالها وغرائبها وأضاف إليها من عنده
وقنديل محمد العنابي أو ابن فطومة هو الباحث عن الضياء ويحمل كما لإسمه نوره في داخله وهي روحه القلقة المتسائلة الغير راضية عن الظلم والتواقة إلى الرحمة والحب
يمر على مدار خمسين عاماً بالبلدان المختلفة البدائية منها والغارقة في الحضارة والروحانية الخالصة كذلك
ومن خلال تجاربه المختلفة يمكنك استخلاص شيئاً واحدة : لا مفر من الظلم والانتهاك
وكأن الإنسان خُلق ليشقى بالفعل
فالبلاد البدائية متحررة من القيم ينقصها الحب الحقيقي
والاشتراكيون لا يخلون من جمود وتعسف ودموية وكبت هائل للحريات
والبلاد القائمة على الحرية المغرقة في العلمانية قدر ما تذهلك باحترامها للأديان وحريات الفرد قدر ما تنفرك بجمودها واستعدادها للخوض في الدماء في سبيل مزيد من الحرية
ويبقى الحاكم وحاشيته دوماً مثالاً للطغيان والطمع وإنعدام العدل
وابن فطومة يتساءل : أين المدينة الفاضلة الكاملة
ويتحرق للوصول لدار الجبل غاية المراد والمكتملة فيها السعادة الفردية
والتي قد تعني الموت أو الوصول لأقصى درجات التصوف والسعادة الروحية
ولكي تصل إلى السعادة الكاملة لابد من تدريبات شاقة على الــ نرفانا
فتعمل بلا انتظار ثواب وتطهر روحك من الشوائب
وهذا التدريب يتم في دار أخرى تسمى دار الغروب
حتى يستطيع المتصوف القاصد دار الجبل الطيران -فعلياً لا مجازياً
فيقول المعلم لابن فطومة
الدار هنا تقوم على هذه القوى ، وبها شارفت الكمال
وتقوم حرب جديدة ويضطر رحالتنا إلى الذهاب هناك قبل أن يستكمل تدريبه
ويترك نجيب محفوظ النهاية بلا جواب فقد انتهت مخطوطة ابن فطومة وما وصلنا منها أثناء الرحلة لدار الجبل
فهل بلغ الكمال حقّاً
أم أنه حلماً بعيد المنال
؟
من الملاحظ على الرواية جمالية وصف نجيب محفوظ وانتقاله بين الدور المختلفة بما يدلل على تطور العمران بدءاً من المجتمع البدائي الشهواني إلى الروحاني السامي وما بينهم من مجتمعات تطورت في حضارتها وظلت كل منها ترى في نفسها انها الأمة الأسعد والأرجح عقلاً وحكمة
وتداعبني طوال قراءتي هذه الكلمات
And I find it kinda funny
I find it kinda sad
The dreams in which I'm dying
Are the best I've ever had
I find it hard to tell you
I find it hard to take
When people run in circles
It's a very, very mad world
http://www.youtube.com/watch?v=SFsHSH...
فقدر ما يحوي من مداعبة لابن بطوطة
إلا أن فكرة الانتساب إلى الأم أعجبتني وإن كان سببها ظلم حاق بالبطل
يحاول نجيب محفوظ البحث عن اليوتوبيا الضائعة متنقلاً بين أغلب الأنظمة التي يمكن أن تحكم بلداً سواء أكانت حقيقية أو قريبة من خيالات الفلاسفة وتأملاتهم مفنداً
أشهر الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية في تاريخ البشرية
ومع كل المرارة التي تجلّت في الكتاب مفشية حيرة نجيب محفوظ وتأملاته الحائرة في الكون
كانت رحلة ابن فطومة تحاكي رحلة نجيب محفوظ الفكرية والروحية في هذا العالم
وتعبر عما اعتراه على مدار سنوات عمره من تخبط بين الفلسفات والرؤى السياسية وطريقة الوصول لغاية الإنسان وهي السعادة
ابن فطومة شاب صدم في حبّه وقرر الخوض في رحلة يبحر خلالها خلال العوالم الأسطورية التي صنعها محفوظ من وحي الحقيقة
فأنشأ عالماً خيالياً بأسماء مستعارة وإن استمدت من عوالمنا المختلفة أشكالها وغرائبها وأضاف إليها من عنده
وقنديل محمد العنابي أو ابن فطومة هو الباحث عن الضياء ويحمل كما لإسمه نوره في داخله وهي روحه القلقة المتسائلة الغير راضية عن الظلم والتواقة إلى الرحمة والحب
يمر على مدار خمسين عاماً بالبلدان المختلفة البدائية منها والغارقة في الحضارة والروحانية الخالصة كذلك
ومن خلال تجاربه المختلفة يمكنك استخلاص شيئاً واحدة : لا مفر من الظلم والانتهاك
وكأن الإنسان خُلق ليشقى بالفعل
فالبلاد البدائية متحررة من القيم ينقصها الحب الحقيقي
والاشتراكيون لا يخلون من جمود وتعسف ودموية وكبت هائل للحريات
والبلاد القائمة على الحرية المغرقة في العلمانية قدر ما تذهلك باحترامها للأديان وحريات الفرد قدر ما تنفرك بجمودها واستعدادها للخوض في الدماء في سبيل مزيد من الحرية
ويبقى الحاكم وحاشيته دوماً مثالاً للطغيان والطمع وإنعدام العدل
وابن فطومة يتساءل : أين المدينة الفاضلة الكاملة
ويتحرق للوصول لدار الجبل غاية المراد والمكتملة فيها السعادة الفردية
والتي قد تعني الموت أو الوصول لأقصى درجات التصوف والسعادة الروحية
ولكي تصل إلى السعادة الكاملة لابد من تدريبات شاقة على الــ نرفانا
فتعمل بلا انتظار ثواب وتطهر روحك من الشوائب
وهذا التدريب يتم في دار أخرى تسمى دار الغروب
حتى يستطيع المتصوف القاصد دار الجبل الطيران -فعلياً لا مجازياً
فيقول المعلم لابن فطومة
الدار هنا تقوم على هذه القوى ، وبها شارفت الكمال
وتقوم حرب جديدة ويضطر رحالتنا إلى الذهاب هناك قبل أن يستكمل تدريبه
ويترك نجيب محفوظ النهاية بلا جواب فقد انتهت مخطوطة ابن فطومة وما وصلنا منها أثناء الرحلة لدار الجبل
فهل بلغ الكمال حقّاً
أم أنه حلماً بعيد المنال
؟
من الملاحظ على الرواية جمالية وصف نجيب محفوظ وانتقاله بين الدور المختلفة بما يدلل على تطور العمران بدءاً من المجتمع البدائي الشهواني إلى الروحاني السامي وما بينهم من مجتمعات تطورت في حضارتها وظلت كل منها ترى في نفسها انها الأمة الأسعد والأرجح عقلاً وحكمة
وتداعبني طوال قراءتي هذه الكلمات
And I find it kinda funny
I find it kinda sad
The dreams in which I'm dying
Are the best I've ever had
I find it hard to tell you
I find it hard to take
When people run in circles
It's a very, very mad world
http://www.youtube.com/watch?v=SFsHSH...