رواية متوسطة الجودة لعمنا نجيب محفوظ، تتحدث عن قنديل العنّابي، أو ابن فطومة، والذي يقوم برحلة طويلة من أجل الوصول إلى دار الجبل. كعادة نجيب محفوظ؛ فهو أستاذ في استلال واقعنا المألوف المعاش، وإعادة صياغته في قالب روائي مغاير. يمكنك أن تلمح أن ابن فطومة مقتبس من اسم الرحّالة العربي الشهير ابن بطوطة، والذي له سلسلة رحلات مماثلة، وكذلك يمكنك أن ترى بوضوح قدرة نجيب على التحدث عن المحطات التى مرّ بها بطلنا؛ فهو يمر بدار الأمان التى يعمل أهلها جميعًا، وهناك يمكننا أن نستشعر البلاد الاشتراكية؛ حيث الكل يعمل، وهناك الدار التى تتعامل مع الحرية كقيمة مطلقة، وكذلك الدار التى تعيش حياتها يومًا بيوم من أجل اللحظة، وغيرها. يمكن الاستشعار بأن دار الجبل هي الجنة، مطمح المؤمنين بها في كل الأزمنة. برغم أنها رواية تتخذ أحد الأزمنة الغامضة، لكن جوّ الحارة الذي يتميز به نجيب موجود بها بقوة؛ مرورًا بأسماء مستحدثة، مثل حمادة السبكي، وغيرها. في الجزء قبل الأخير( دار الغروب) يقابل ابن فطومة أناسًا وصلوا للغاية الكبرى في استبطان الأسرار، والتجهز لدار الجبل. نجيب يؤكد حقيقة يؤمن بها بشكل شخصي؛ وهي أن التركيز قيمة عظيمة، وأن الإنسان عليه أن يعمل دون أن ينتظر ثمرة أو جزاء.. هكذا كان نجيب، رحمه الله وبلّل ثراه.

رحلة ممتعة، وأسلوب نجيب محفوظ الجميل جعلها اكثر خفة، النهاية المفتوحة كانت صادمة بعض الشيء. ربما اراد محفوظ أن يومئ إلى أن الكمال غير موجود في هذه الدنيا. فدار الجبل هي دار الكمال، ولا وجود لهذه الدار في دنيانا. على العموم رواية جميلة وممتعة.

" تعلّم أن الرّحّالة لا يجوز أن يسعى وراء علاقة دائمة "

في البدء؛ أنا مُدينة باعتذار لأدب نجيب محفوظ.. للتأخير في الشروع في قراءة أعماله كل ذلك الوقت..لعدم توفيق أول لقاء بيننا..
كان ذلك؛ حتى صالحني معه شخص عزيز ورشح لي ذلك العمل؛ وأخبرني أنها الهُدنة التي ستخلق لي طريقًا لعالمه..

بدأتها؛ وكانت كلما مرّت الصفحات والأسطر؛ ذوبت أكثر والتحمت روحي بها

~رحلة فلسفية بها عَبق تشعر به، يحملُ رمزية واضحة؛ قد تراها رحلة حياة..
وقد تشعر أنها طريق لمسار الإنسان..

تبدأ دار المشرق مع اشراقة عنفوان الشباب، مضفور بخفقات الحب الهارب..

مرورًا بديار تقلبات العمر، وتقلبات مكنون الروح..ويزيد جموح الإنسان ورغبته في الاكتشاف..لكن روحه ستظل تسعى دون اظهار عن السكينة والأُلفة..عن رفيق للروح.

رحلة وجدتُ فيها روحي ونفسي، تعلق قلبي بذلك الرحّال الذي سعى طويلًا حول سبب وجوده، سعى حول عوالم كثيرة..مُشتت حائر القلب…

رحلة؛ خفق لها قلبي وحزنتُ لفراقها، وأتمنى حين أصل لنهاية الطريق تكون لي حياة تستحق التدوين، وألا اتوه في المسعى..


‏و ستظلُ القوافل تسير حاملة الأموال والآمال، فمن يحمل الأحزان؟

تمت

أجمل مافي الرواية اذا وضع الانسان هدفا له لتحقيقه يجب عليه السير في تحقيق ماوضع من اهداف ولا تشغله الامور الثانية لتعطله او تبعده عن هدفه .

بالرغم من ان اللي قرأته لعم نجيب أقل بكتير من اللي لسة مقرأتهوش له إلا إني حغامر واقول ان الرواية دي أجمل وأهم ما كتب

نحن الحائرون بين الواقع القبيح والحلم الذي لا يتحقق

الحياة والموت، الحلم واليقظة، محطات للروح الحائر، يقطعها مرحلة بعد مرحلة، متلقيا من الأشياء إشارات وغمزات، متخبطا
فى بحر الظلمات، متشبثا فى عناد بأمل يتجدد باسما فى غموض، عم تبحث أيها الرحالة؟ أى العواطف يجيش بها صدرك؟
لم تقهقه ضاحكا كالفرسان؟ ولم تذرف الدمع كالأطفال ؟

رحلة قنديل ابن فطومة القلقة المترعة بالرمزية وتكتنفها الفلسفة من كل جانب
بين دار المشرق ودار الغروب وبينهما صراعات الحيرة والحلبة والأمان إلى استقرار في أرض الجبل التي أبهمها العم نجيب وترك النهاية لعقل القارئ

عندما أقرأ لصاحب نوبل أتوقع الكثير..

يأخذنا الكاتب في رحلة ولد يتيم يفقد حبه فيقرر أن يصنع حياته الخاصة بعد أن يسمع أمجاد شيخه وعدم وصوله لدار الجبل ذلك المكان الذي لم يبلغه أحد أو لا يعرف عنه شئ بالأطلاق.

في كل بلد يمر بها البطل يجد نموذجاً مختلف من الدولة بين العلمانية ودولة الحريات ودولة الأمن...، ما المميزات وما العيوب ومقارنتها بحال الدولة الإسلامية..

النهاية مفتوحة.. لو إكتملت لكان لها شأناً آخر.

من امتع ماقرأت لمحفوظ
غير انى قرأتها فى وقتها المناسب حيث ابحث عن روح من الحكمة والتى وجدتها فى هذا الكتاب
فهاهو ذا ابن فطومة يبحث عن حكمتة فى كل بلد يزورها ويبحث عن الكمال (دار الجبل) والذى هو لايوجد فى عالمنا
تمثل كل دار من هذة الديار دولة من الدول وانظمتها السياسية
وتوضح الصراع القائم فى العالم
وانة لا مكان للعدل فى هذة الدنيا
رمزية رائعه جسدها محفوظ واحدث وجمل معبرة واعتبارية
انتهيت من الكتاب فور مابدأتة من شدة استمتاعى به
لم يهدنى املا ولكنة اهدانى واقعية

الحياة و الموت،الحلم واليقظة،محطات للروح الحائر ،يقطعها مرحلة بعد مرحلة،متلقيا من الأشياء إشارات وغمزات ،متخبطا
فى بحر الظلمات،متشبثا فى عناد بأمل يتجدد باسما فى غموض،عم تبحث أيها الرحالة؟أى العواطف يجيش بها صدرك؟
لم تقهقه ضاحكا كالفرسان؟ ولم تذرف الدمع كالأطفال ؟

بداية الرواية بهذه الكلمات المشوقة علمت بأنى قادم على عالم جديد من عوالم الامام ،رحلة ابن فطومة رواية نجيب محفوظ
فى أدب الرحلات،رواية صغيرة الحجم وأسلوب محفوظ السلس ولغته سهلة الوقع على قارئها ساعدت على انتهائى بسرعة
كالعادة فلسفة محفوظ الرقيقة البسيطة المحببة الى النفس والنقد الهادىء لكل مشكلات الامه حاضران فى الرواية سريعة الايقاع هذه
الرواية مقسمة الى سبعة فصول
الوطن ودار المشرق :اول فصلان وفيهما سرد نجيب مولد الرحاله ابن فطومة ،ونسبه الى أمه بدلا من أبيه،وأيضا تكلم عن حال
بلاد الشرق وأمراض العالم الاسلامى وأسباب قيامه بالرحلة
دار الحلبة:ترمز الى الغرب وأوروبا وبالأخص أمريكا ..مجتمع الحرية المفتوح الحرية أهم من اى شىء أخر
دار الامان: تمثل الصين ومجتمع العمل أولا ثم يأتى بعده اى شىء أخر أفضل فصل فى الرواية اعجبى النقد والتحليل
دار الغروب:ترددت كثيراً هل هى بلاد الهند ام ترمز بشكل او بأخر الى مجتمع خاص بالصوفيين ؟!
البداية:هى نهايه الرحلة المفتوحة لم نعلم هل وصل الرحالة الى دار الجبل ام حاد عن الطريق هل يصل الى الجنة
ام انه لايوجد جنة من الاساس؟
الجميل فى الرواية قدرة محفوظ على رسم صور للمجتمعات المختلفة ونقدها على لسان الرحالة ،ومقارنتها بمجتمع أمتنا الشرقى
والاسلامى ..أعتقد انها أراء نجيب محفوظ النقدية والاصلاحية لمجتمعنا الاسلامى وليست كلمات عابرة على لسان البطل
وكأن محفوظ يناجى نفسه ويبكى على مجدنا الضائع وما وصل اليه حال أمتنا المستكينه كقطة تختبىء فى غار خصوصا فى فصل"دار الامان

"ولكن ساءنى أكثرما أل اليه حال الاسلام فى بلادى ،فالخليفة لايقل استبدادا عن حاكم الأمان ،وهو يمارس انحرافاته
علانيه، والدين نفسه تهرأ بالخرافات والأباطيل ،أما الأمة فقد افتراسها الفقر والجهل والمرض ،فالحمد لله الذى لايحمد
على مكروه سواه

فى المجمل رواية ممتازة جدا لا تفوتكم

اللقاء الثالث مع نجيب محفوظ ..
منذ أول عمل له رأيت أن أعظم ما يميز نجيب محفوظ هو خياله الخصب جداً وقدرته على تأليف الحكاية... هو حكّاء بالمقام الأول.... رغم أسلوبه السلس أكثر من اللازم أحياناً، إلا أنه يجعلك تذوب في ثنايا الحكاية وتدافع نفسك لتتقدم في أحداثها، حتى إنك تريد أن تصل لنهاية الحكاية وفي نفس الوقت يعز عليك أن تنتهي منها ....
استطاع محفوظ أن يعبر عن أصناف المجتمعات منذ نشأة الخليقة وبدائية المجتمعات إلى تطورها وظهور أصوات تنادي بالحرية والمساواة، وظهور الأنظمة الاشتراكية والرأسمالية والنظام العلماني في الحكم...
..........................................................................
هكذا خرج الرحالة المسلم قنديل محمد العنابي المعروف بابن فطومة يطوف في بلاد الله معتمدا على ما غرسه فيه شيخه، مندفعاً بنار الظلم والتفريق بينه وبين محبوبته ... ماراً( بدار المشرق) التي يعيش أهلها الوثنيون عيشة بدائية ، يسيرون عرايا ولا يعرفون أدنى صور المَدَنية ويعبدون القمر في صورة البدر، وهنا يقابل (عروسه) شبيهة محبوبته التي يستطع الظفر بها في بلاده نتيجة الظلم

يرتحل بعد ذلك وحيداً إلى (الحيرة) وهي مجتمع تظهر فيه أولى معالم المدنية،، فيجدهم ينقسمون الى الملك وهو عندهم الإله ، ثم الصفوة والباقي عبيد، حياتهم ملك لملكهم..

بعد أهوال عديدة وسجن استمر لعشرين عاماً نتيجة الظلم أيضاً، يرتحل إلى وجهته التاليه (أرض الحلبة) وهنا يجد معالم التحضر والمدنية الملحوظة ولكن بمفارقات غربية لم يعدها : فتلك الأرض تحوي ديانات عديدة كالاسلام واليهودية والمسيحية والبوذية وغيرها .. كل يحتكم إلى شريعته وللدولة قانون وضعي يشترك فيه الجميع ،و الحاكم بالانتخاب .. يزهله أن يرى هناك قدراً هائلاً من الحرية، يرى أنها أزيد من اللازم ... ويرى أن المسلمون هناك يحيدون كثيراً عن الاسلام الصحيح ، ولا يتورع أحد أن يقول رأيه حتى لو كان فيه مخالفة عقيدته أو الاعراف الموروث ة ، حتى أنه هاله مطالبة البعض-من مختلف الديانات والعقائد- بحقوق المثلية الجنسية... وهنا التقى بالشيخ حماده السبكي-واعتقد أن محفوظ قد اختار اسم حمادة عمداً ليدل على ما في هذا الرجل من اللهو وفرط التحرر كرجل دين- ... هنا يتمثل المجتمع الرأسمالي العلماني ... كأن نجيب قد انتقل ببصره فشق حجب الغيب واخترق السنين الطوال ورأى حاضرنا، فوصف المجتمعات العلمانية الحالية كما رآها ولكن ببعض تصرف.... .

الوجهة التالية لقنديل العنابي هي (أرض الحلبة) وهنا تمثيل للنظام الاشتراكي بشكل متقن، كأنه يتحدث عن الصين اليوم، والتحكم الذي تفرضه النخبة الحاكمة على أفرادها ، وتسييرها كل شئ بنظام أكثر من اللازم يجعل الوجوه واجمة وإن كانت الأمور منتظمة جداً...

ينتقل الرحالة قنديل الى (أرض الغروب) حيث يلتقي بشيخ يعلمهم وويدربهم ليكونوا مستعدين وجديرين للذهاب لوجهته الأخيرة التي طالما طمح في الوصول إليها شأنه شأن الكثيرين وهي (أرض الجبل) حيث المثالية والمدينة الفاضلة التي سينهل منها من العلم والنظام والحكمة ما سيجعله قادراً على الرجوع الى وطنه، و تقويم كل اعتلال فيه حتى يصير تماما كدار الجبل ، وتنتهي يوميات الرحالة على أبواب تلك البلد ..
.....................................................................
تمكن محفوظ من نقد كل الأوضاع الفاسدة، من الظلم والقهر،و استغلال الدين في غير مواضعه، و ما حاق ببلاد الإسلام من تبديل لشرع الله وجعله مقصوراً على أهواء طبقة الحكام، يعطلون ما شاءوا ويننفذون ما رضيوا.... فقال ملخصاً الوضع:
"ديننا عظيم، وحياتنا وثنية"

هذه الرواية عمل عظيم، وإن كنت أتمنى أن تطول أحداثها
أرشحها لكل من أرغد أن يقرٱ لنجيب محفوظ