...
Show More
"لو كنا نقتصد في أحلامنا، أو كنا نستلهم الواقع في خلق هذه الأحلام، لما ذقنا طعم الأسف أو الخيبة"
في زقاق ضيق من أزقة القاهرة العتيقة، حيث تتنفس الجدران همسًا قديمًا، وتختلط روائح الحياة بصرخات الصمت، تبدأ رحلة أسرة تكافح ضد رياح القدر العاتية
تبدو للوهلة الأولى كأي أسرة تواجه تحديات الحياة اليومية، لكنها تحمل في تفاصيلها قضايا وجودية أعمق فتصبح رمزا يصور الضعف الإنساني في مواجهة القدر.
تبدأ الرواية بفقدان الأب، ذلك الركن الذي كان يحمل سقف الأسرة على كتفيه و يمنحها الاستقرار، فيتحول الموت من حدث عابر إلى حجر دومينو يُسقط بقية القطع واحدة تلو الأخرى ومن هنا، يبدأ محفوظ في سبر أغوار الشخصيات بتفصيل دقيق يبرز صراعاتهم الداخلية، آمالهم المجهضة، وطموحاتهم التي تتحول أحيانًا إلى كوابيس في سرد يتدرج ببراعة بين ما هو فردي وما هو مجتمعي.
كل شخصية في الرواية ليست مجرد إنسان، بل هي حالة رمزية تمثل شريحة اجتماعية أو صراعًا نفسيًا أو أزمة أخلاقية، يجعلنا الكاتب نرى الشخصيات ليست كأفراد، بل كأنماط وجودية معلقة بين الحلم المستحيل والواقع القاسي بأسلوب يمزج بين الواقعية الجارحة والشاعرية العذبة، لغة نجيب محفوظ في الرواية ليست مجرد وسيلة نقل للأحداث، بل هي كائن حي ينبض بالشاعرية، كل جملة تحمل ثقل المعاناة، وكل وصف ينقل القارئ إلى أعماق الأزقة والقلوب المحطمة دون اعتمادِ على الزخرفة، بل على القوة الكامنة في التفاصيل البسيطة التي تفضح القبح والجمال معًا.
تتجلى عبقرية الرواية في قدرتها على معالجة التناقض بين البدايات النقية والنهايات المأساوية فالأسرة التي تبدأ ككيان متماسك رغم الفقر، تنتهي إلى شظايا متناثرة بفعل القرارات الفردية والضغوطات الخارجية وكأن الكاتب يسألنا هل نحن سجناء خياراتنا أم ضحايا قدر لا مفر منه؟
بداية ونهاية" هي عملٌ أدبي لا يُقرأ بقدر ما يُعاش، رواية تنساب كالنهر في أعماق النفس الإنسانية، حيث تتلاطم أمواجه بين اليأس والأمل، بين الحلم والانكسار.
هذه ليست مجرد قصة عن الفقر والطموح، بل هي قصيدة حزينة عن هشاشة الإنسان في مواجهة أقداره. من خلال شخصياته، يعرض محفوظ كيف يمكن لحلم واحد أن يُضيء حياة أو يُحيلها إلى ظلام دامس. الرواية تجعلنا نرى أنفسنا في عيون أبطالها، فتستفزنا لنتأمل في هشاشة القيم، وفي قدرة الحب والخطيئة على تغيير المصائر.
باختصار هذه الرواية هي تحفة أدبية تبقى معك حتى بعد أن تغلق الكتاب، كذكرى لا تُنسى أبدا
في زقاق ضيق من أزقة القاهرة العتيقة، حيث تتنفس الجدران همسًا قديمًا، وتختلط روائح الحياة بصرخات الصمت، تبدأ رحلة أسرة تكافح ضد رياح القدر العاتية
تبدو للوهلة الأولى كأي أسرة تواجه تحديات الحياة اليومية، لكنها تحمل في تفاصيلها قضايا وجودية أعمق فتصبح رمزا يصور الضعف الإنساني في مواجهة القدر.
تبدأ الرواية بفقدان الأب، ذلك الركن الذي كان يحمل سقف الأسرة على كتفيه و يمنحها الاستقرار، فيتحول الموت من حدث عابر إلى حجر دومينو يُسقط بقية القطع واحدة تلو الأخرى ومن هنا، يبدأ محفوظ في سبر أغوار الشخصيات بتفصيل دقيق يبرز صراعاتهم الداخلية، آمالهم المجهضة، وطموحاتهم التي تتحول أحيانًا إلى كوابيس في سرد يتدرج ببراعة بين ما هو فردي وما هو مجتمعي.
كل شخصية في الرواية ليست مجرد إنسان، بل هي حالة رمزية تمثل شريحة اجتماعية أو صراعًا نفسيًا أو أزمة أخلاقية، يجعلنا الكاتب نرى الشخصيات ليست كأفراد، بل كأنماط وجودية معلقة بين الحلم المستحيل والواقع القاسي بأسلوب يمزج بين الواقعية الجارحة والشاعرية العذبة، لغة نجيب محفوظ في الرواية ليست مجرد وسيلة نقل للأحداث، بل هي كائن حي ينبض بالشاعرية، كل جملة تحمل ثقل المعاناة، وكل وصف ينقل القارئ إلى أعماق الأزقة والقلوب المحطمة دون اعتمادِ على الزخرفة، بل على القوة الكامنة في التفاصيل البسيطة التي تفضح القبح والجمال معًا.
تتجلى عبقرية الرواية في قدرتها على معالجة التناقض بين البدايات النقية والنهايات المأساوية فالأسرة التي تبدأ ككيان متماسك رغم الفقر، تنتهي إلى شظايا متناثرة بفعل القرارات الفردية والضغوطات الخارجية وكأن الكاتب يسألنا هل نحن سجناء خياراتنا أم ضحايا قدر لا مفر منه؟
بداية ونهاية" هي عملٌ أدبي لا يُقرأ بقدر ما يُعاش، رواية تنساب كالنهر في أعماق النفس الإنسانية، حيث تتلاطم أمواجه بين اليأس والأمل، بين الحلم والانكسار.
هذه ليست مجرد قصة عن الفقر والطموح، بل هي قصيدة حزينة عن هشاشة الإنسان في مواجهة أقداره. من خلال شخصياته، يعرض محفوظ كيف يمكن لحلم واحد أن يُضيء حياة أو يُحيلها إلى ظلام دامس. الرواية تجعلنا نرى أنفسنا في عيون أبطالها، فتستفزنا لنتأمل في هشاشة القيم، وفي قدرة الحب والخطيئة على تغيير المصائر.
باختصار هذه الرواية هي تحفة أدبية تبقى معك حتى بعد أن تغلق الكتاب، كذكرى لا تُنسى أبدا