...
Show More
احب اعمال نجيب محفوظ الى قلبى لانها كانت بداية القراءة المنتظمة لاعماله
مجتمع الاربعينات القاهرى بكل واقعيته وظروفه . واقع يحكى عن عز العمل الحكومى وما كان يمثله بالنسبه لمن يعمل فيه. موظف الحكومة نزلت عائلته طبقه اجتماعيه كاملة حين مات (تمثلت فى ا��هم نزلوا من طابق سكنى الى البدروم)
دائما عظمة اعمال محفوظ تتمثل فى تأريخه الساحر للمجتمع المصرى الذى لم نعش معظم فتراته.
مشهد افتتاح الروايه يعبر عما كان عليه نهج التعليم فى هذا الزمن :
-وجود امن دائم فى المبانى التعليميه
-التزام قاس بالزى المدرسى
-احترام مشوب برعب من مسئول المدرسه
فى المجمل صورة صادقه فيما لا يتجاوز 5 صفحات فى بداية الروايه
فى تفاصيل الروايه تصدق الجمله الخالدة : لو كان الفقر رجل لقتلته
وفى كل ذلك يظلم الجميع انثى العائله ويشارك الجميع فى اغتيال براءتها وهتك عرضها من مجتمع ظالم وظروف اسريه قاسيه ومحبه صادقه منها تجاه اشقائها مع ضعف انسانى بداخلها لينتج لنا عاهرة اكثر شرف من الكثيرين
وتبقى لنا صورة الام فى اسمى واصدق صورها. الام بواقع مر فرض عليها الحاجه والفقر وان تثكل ابنائها
فى النهايه من اجمل ما كتب محفوظ على الاطلاق.
هامش: وضعت هذه الروايه فى ذهنى مقارنه مع رائعة ديستويفسكى (الأخوة كرامازوف) ومن وجهة نظرى فمحفوظ كان متأثر بها عند كتابة هذا العمل وفجرت بداخل السؤال الأبدى : من هو المذنب الحقيقى ؟ أهو المجرم ذو الضمير الحى ولكن الفعل المشين أم الضابط ذو المظهر الحسن والقلب الميت أم الأنثى التى هتكت برائتها متخيلة أنها بذلك تحمى أسرتها ولكنها فى الحقيقه تشبع شهوتها؟