הכרך הזה הוא סיום ראוי לטרילוגיה היפה הזו. כתמיד מחפוז הוא מספר בחסד וכתיבתו מלוטשת ומחברת ביד אומן את החברתי, הפילוסופי והאישי.

זמן ההתרחשות הוא מלחמת העולם השנייה, הספר ממחיש יפה את השינויים שחלו בחברה המצרית מאז ימי סוף מלחמת העולם הראשונה בהם התרחשה עלילת הכרך הראשון. בני הדור הראשון כבר זקנו ומגיעים בכרך זה אל סוף חייהם ובני הדור השני כבר חלפו מעבר לשיאם. נוספות כאן לעלילה שלל דמויות בנות הדור השלישי. אם בכרך הראשון איחדה דמות האב שני קצוות מנוגדים – השתיין ההולל והסוחר האדוק ואם בחלק השני התוודענו לתודעתו המתבגרת והמתלבטת של הבן כמאל הרי שבחלק זה הדמויות מרובות יותר וכל אחת מורכבת פחות. למעשה המורכבות הפנימית מומרת כאן במורכבות חברתית פאנורמית, בשפע של טיפוסים שונים ומשונים. התרחשות הדברים מהירה יותר ומבטאת את רוח המודרניות המתחילה לפעם בחברה המצרית בת הזמן.

מעגלים נסגרים. הכתיבה טראגית בחלקה - נוסטלגית מחד ומפוקחת כואבת מאידך. אנו מתוודעים שוב אל רוב הדמויות שצצו לאורך החלק הראשון והשני בטרילוגיה ועומדים על השתנותן וגורלן בחלוף השנים. דמותה של האם אמינה, שההכרות איתה פתחה את הסדרה, מסיימת במותה את הספר.

למרות שמאז פרוץ המגיפה הקריאה שלי הואטה מאוד, נהניתי מן הקריאה וחבל היה לי להיפרד מן הדמויות ששבתי לפגוש בהן לפרקים במהלך קריאתי בטרילוגיה בשנתיים האחרונות.

ولك أن تعزي نفسك فتقول: زوجنا البنات وربينا الصبيان ورأينا الأحفاد، ولنا مال موفور يسترنا للموت، وذقنا حلو الدنيا سنين - سنين حقًا؟ - وآن لنا أن نشكر، والشكر لله واجب، دائمًا وأبدًا، ولكن آه من الحنين، وسامح الله الزمن، لو أن الأحجار تنطق لسألت هذه الأماكن أن تحدثني عن الماضي، لتخبرني أحقًا كان هذا الجسم يهد الجبال؟ وهذا القلب المريض لا يكف عن الخفقان؟ وهذا الثغر لا يمسك عن الضحك؟ وكل هذا الشعور لا يعرف الألم؟ وهذه الصورة معلقة في كل قلب؟ ومرة أخرى سامح الله الزمن!



انتهت الرحلة.
الجزء الثالث هو الأجمل، أحداث متلاحقة سريعة بدون ملل صادفته وكان رفيقي في الجزء الثاني.

نجيب محفوظ بيهزر يعني ايه اخلاص رواية يجي ١٤٠٠ صفحة(طبعة ديوان) و أكون لسه عاوز تاني و عاوز أكمل مع الشخصيات يجي٤٠٠-٥٠٠ صفحة كده..
المراجعة كمان كام سنة كده عشان ناوي اني اقرأ كل أعمال نجيب محفوظ الادبية في خلال الكام سنة الجاية على الاقل عمل كل شهر وهختم بقراءة الثلاثية مرة أخرى...

(السكرية)
تبدأ احداث هذا الجزء بالحديث عن الزمن
فالفاتحة الزمنية للجزء الثالث والأخير من ثلاثية محفوظ تشير إلى التحول الذي شهدته الأسرة بعد مأساة "عائشة"،مأساة الفقد وفجيعته
فوقع المأساة قد يكون اشد تأثيرًا من الزمن، في إحداث التحولات الجذرية للبشر،فبعض الأحزان لها القدرة الخارقة على التهام الصبا والجمال في أيام معدودات ،وربما أقل.
فنجد أن محفوظ استهل الحكاية برسم مشهد غاية في البراعة- فيصف فيه الأيادي التي اجتمعت حول المجمرة
(يدا "أمينة"النحيلتان ،ويدا "عائشة" المتحجرتان ،ويدا "ام حنفي" التي تشبه غطاء السلحفاة)
ثم ينهي المشهد بالإشارة إلى الجيل الثالث،جيل الأحفاد، والذي سيبدأ معه العصر الجديد فيقول:
وأما اليدان الناصعتي البياض الجميلتان،فكانتا يدي "نعيمة"..
فكل وصف لكل يد؛ ينبئ بما آلت إليه كل شخصية،وماتحمله من تغيرات لم يكن الزمن أساسها

فالزمن لم يكن غير ثمان سنوات ،لكن التحول يشير إلى دهرًا كاملًا أضيف لملامح بعضهم كعائشة،وأمها
فيصف محفوظ شكل الحضور في مواجهة الغياب،متكئ على الزمن كإطار يكمل الدهشة

في هذا الجزء،تغفو الطفولة للأبد، وينهض الصبا والشباب مع الأحفاد،ويشيب الجيل الأوسط متمثلًا في أبناء "عبد الجواد" بطل الحكاية، والذي ترهل عمره ،وودعه عنفوانه وعافيته،كما ودعه أصحابه بالرحيل تباعًا،فتخور قواه ويقترب من النهاية التي لم يحسب لها حسابًا من قبل،وتظل أمينة برغم شيخوختها دافئة ،ممتلئة حبًا وصلابة ،لا تشكو ضعفها إلا لخالقها،وتتفانى في العطاء والدعاء كما عهدناها ،فتحيط عائشة بالحنان ،وتبثها الصبر ،وتسأل الله لها السلوان،وتتفانى في خدمة زوجها حتى مرقده الأخير

فأرى أن هذا الجزء يمثل عصر الحصاد.. ففيه يجني كل زارعٍ زرعه

فتسدد الديون وإن لم يكن سدادًا كاملًا ، فنرى من اغترف من المحرمات، ابتلي في شبابه وأولاده
ولكن الحقيقة المؤكدة ان هناك ديون وحسابات لا تسدد بالنيابة عن أحد،مهما أحببنا أصحابهاوتمنينا أن نحمل عنهم الألم سيقتص منهم القصاص العادل، إن لم يكن في الدنيا، فسوف يكون يوم الحساب

يبدو ايضًا أن الإنحرافات الجنسية لم تكن وليدة عصرنا الحديث فقط ،فهي منذ بدء الخليقة ولها شياطينها ومحترفيها ،فنجد الكاتب يشير إلى (المثلية) متمثلة في الحفيد،الذي يفوق أباه في الإنحراف الجنسي،ففساد الأصل،ينتج عنه فساد الفرع لا محالة.

يظل كمال الشخصية المحورية على الرغم من قلة تواجده في هذا الجزء عن الجزء السابق،ويصر الكاتب على أن ينتهي الحال به ،بنفس التيه،والشك وانكار الوجود والتشكيك في كل حقيقة ثابتة،يستند كمال مثله مثل الكثير من الملحدين لقانون السببية الذي يعني أن هناك سببا من وراء كل عمل،على الرغم من ذكر علماء الفلسفة أن الشيء لا يكون علّة نفسه، فلا بد من وجود علّة أولى هي الله الخالق لكل هذا الوجود

يقول بعض النقاد : أن شخصية كمال ،تمثل شخصية الكاتب في فترة من فترات حياته ،ولكنني أعيب على الكاتب أنه أصر على وضع شخصية كمال في هذا القالب إلى النهاية.

وعن الجانب السياسي يركز الكاتب على فصيلين (الإخوان المسلمين,والشيوعين) ولعل الحديث عن هذا الجانب يحتاج إلى متخصصين ،لكن ما يثبته الزمن عبر كل العصور أنه لا يوجد فصيل قد أخلص إخلاصًا تامًا لإنتمائه ، وآمن به قولًا وفعلًا ،فنجد الحفيد في أول مواجهة فعلية واحتكاك بالطبقات الفقيرة، يشعر بالإشمئزاز والتقزز ، ويقول:
أهذا هو الوطن والمواطن الذي عشت من اجله!!

من النقاط السلبية للكاتب أيضًا ،انه أسرف في الحديث عن الملامح وخاصة ملامح (كمال)فمذ متى وكانت الملامح مقياس للقبول أو عدم القبول ؟

في النهاية الأجزاء الثلاثة تتأرجح بين الروعة في الجزء الأول ،ثم تهبط في الجزء الثاني للرتابة والملل وتباطؤ الأحداث ،ثم تعاود الصعود في الجزء الاخير وإن لم يكن بنفس قوة الجزء الأول

اعجبتني النهاية الشبه مفتوحة، وودعت أمينة بقبلة افتراضية على جبينها الطاهر والقيت عليها السلام وودعت زمن حمدت الله أنني لم اعشه ،برغم أن نسل عبد الجواد لازال بيننا، ويبدو أنه لن ينتهي ابدااا.

انتهت
.
.
.
.
هكذا
الثلاثية الأروع بعد خماسية مدن الملح للكبير عبدالرحمن منيف

الجيل الثالث جيل الأحفاد. جيل مصر بعد الثورة و بعد موت سعد زغلول و الاستقلال الصورى و حياة واهنة للماضى ممثلا في الجد الأكبر و امتلاك المصير لجيل الوسط و يكبر الأحفاد ويطلبون نصيبهم من الحياة ويريدون أن يفرضوا وجودهم.

رضوان ابن ياسين بعد أن ينهي دراسته تساعده الظروف على التعرف بأحد أقطاب الوفد. فتنفتح له أبواب الإدارة والسياسة ويساعد بعض أقاربه على الدخول إلى الوظيفة.

عبد المنعم تجتذبه دعوة الإخوان المسلمين فيصير من أنصارهم و أخوه أحمد يقتنع بالمبادئ الشيوعية فيصبح من المناضلين في سبيلها. وينتهي الأمر بالأخوين المناضلين إلى دخول السجن دفاعا عن مبادئهما.

كل هذا. وكمال الحائر لا يزداد إلا حيرة وترددا. فلا هو استطاع أن يخرج من فلسفته إلى فكرة يؤمن بها. ولا هو أمكنه أن يقدم على الزواج. بالرغم من تقدم سنه وإلحاح الجميع عليه. فهو في وسط أفراح العائلة وأحزانها يعيش بقلب طيب. ويعطف على الجميع ويرى الكل يتجدد شيء في حياته من حين لآخر بينما هو واقف في نقطته الأولى لا ينطلق ولا يتراجع. ويشاهد حوله سلسلة من الفواجع. فالأب يموت. والأم تموت. وعايدة التي ألهمته اصدق حب وأطهره تموت.

خلاصة نجيب التي كررها في أكثر من رواية : ينبغي أن تذكر أن لكل عصر أنبياءه. وأن أنبياء هذا العصر هم العلماء

01
انتخابات مزورة. كل شخص في البلد يعلم انها مزورة. ومع ذلك يعترف بها رسمياً وتحكم بها البلاد. ويعني هذا أن يستقر في ضمير الشعب أن نوابه لصوص سرقوا كراسيهم. وأن وزراءه لصوص سرقوا بالتالي مناصبهم. وأن سلطاته وحكومته مزيفة مزورة. وأن السرقة والتزييف والتضليل مشروعة رسمياً.. ألا يعذر الرجل العادي إذا كفر بالمبادئ والخلق وآمن بالزيف والانتهازية؟
02
كيف نكون أمة متحضرة والعساكر تحكمنا !؟
03
إن نشر العلم كفيل بطردهم كما يطرد النور الخفافيش
04
الإخوان يصطنعون عملية تزييف هائلة.فهم حيال المثقفين يقدمون الإسلام في ثوب عصري.وهم حيال البسطاء يتحدثون عن الجنة والنار.فينتشرون باسم الإشتراكية والوطنية والديموقراطية

La Trilogie du Caire est une fresque sociale magistrale.

Ce que j’ai le plus apprécié c’est la nuance et la profondeur psychologique que Mahfouz donne à chacun de ses personnages.

En dévoilant les contradictions internes de chacun des membres de la famille el Gawaad, l’auteur révèle parallèlement celles de la société égyptienne.

C’est intelligent et poignant

أنهيت الثلاثية منذ يومين و لا أدري بأي كلمات سأصف روعة هذا العمل الخالد.
حقاً إن الجهل هو أعظم و أعتى عدو للإنسان و البلاء أن الجاهل لا يعلم بجهله و يعتقد صحة اختياراته و قراراته
و حقاً إن حياتك هي من صنع قرارك و اختيارك ولكن أرى أن للبيئة التي يولد فيها الإنسان بعض التأثير
رواية رائعة ولا تنسى.

أخيرا انتهت رحلتي مع سيرة عائلة سى السيد التي رسمها محفوظ كلوحة تمثل المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين
يختم نجيب محفوظ رواياته الثلاث بحضور الموت، في الجزء الأول يحوم حول الموت دون أن يضعنا وجهًا لوجه معه،و في الجزء الثاني يتحول للحديث عن آثاره في نفوس الأحياء.

وكما اختتم الجزء الأول والثاني بالموت يختتم محفوظ الجزء الثالث أيضا بانتظار الموت ولكن مع حياة جديدة تولد والاستعداد لحياة جديدة قد تنتظر كمال

وانتهت الثلاثيه الممتعه....مع كل كتاب اقرأه لنجيب ازداد اقتناعى به كملك متوج على عرش الروايه العربيه...الروايه الخامسه عشر التى اقرأها لنجيب محفوظ...ولا زلت مع كل نهايه روايه ارغب بالقراءه له المزيد والمزيد

فى "السكرية" تتواصل الضربات القدرية على أسرة السيد أحمد عبد الجواد.. هذا الجزء هو -بامتياز- الأكثر شحناً للعواطف.. مرور الزمن.. الأمر الوحيد الّذى نقف أمامه عاجزين عن فعل أى شئ مهما تقدم بنا العلم وارتقت عقولنا.. الأمر الأكثر إيلاماً لدرجة الجنون هو أن تراقب دورة الحياة إذ تقترب من نهايتها، وترى أحبة ملأوا الأرض والحياة يذوون شيئاً فشيئا قبل أن يذوبوا فى المجهول الّذى يذوب الجميع فيه.. مشكلة إنسانية ولحظات قاسية نخاف منها جميعاً وسر قسوتها هو يقيننا التام أنها آتية ولا ريب

كمال أحمد عبد الجواد وأزمة الشك التى عصفت بحياته.. الشك الّذى هدم أركان إيمانه بكل وأى شئ ركناً ركنا.. التركيز الشديد على أزمة كمال جعلنى أتساءل إن كان محفوظ نفسه مر بهذه الأزمة فى حياته قبل أن يستقر على الحل الّذى استقر عليه كمال فى نهاية الثلاثية بإيعاز من أحمد ابراهيم الشاب الشيوعى إبن خديجة شقيقته وهو: "إنى أومن بالحياة وبالناس، وأرى نفسى ملزماً باتباع مثلهم العليا مادمت أعتقد أنها الحق إذ النكوص عن ذلك جبن وهروب، كما أرى نفسى ملزماً بالثورة على مثلهم ما اعتقدت أنها باطل إذ النكوص عن ذلك خيانة" أما الوقوف محلك سر من دون أى رد فعل أو موقف فهو الموت بعينه الّذى تعذب به كمال منذ اللحظة التى كفر بها بكل شئ.. المثير للدهشة بالنسبة لى -وهو أمر شخصى بحت- هو تزامن قراءتى للثلاثية وتطور شخصية كمال وكفره بالمبادئ مع تغير موقفى الشخصى من الثورة والثوار.. كفرت كما كفر كمال بمبادئ ومثل عليا قامت عليها الثورة ونادى بها الثوار، فإذا بها بالوقت والتجارب العملية تتكشف عن وهم محض وخيال رومانسى لدرجة الضحك كقيمة الديمقراطية مثلاً التى نرددها طيلة الوقت ونحلم بها غير ملتفتين لحقيقة واضحة كالشمس هو أنها غير مطبقة وغير قابلة للتطبيق فى أى مكان فى العالم إلا كإطار شكلى ملون وبراق

أحمد وعبد المنعم.. الفكرة الشيوعية والفكرة الإخوانية.. هل هما حقاً متضادتان أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟

البانوراما التاريخية تعرض لأحداث الفترة بشكل أفضل مما تفعل كتب التاريخ.. تفصيلة كصعود رضوان ياسين السياسى والوظيفى القائم على علاقته المثلية بعبد الرحيم باشا عيسى كافية لعرض القدر الهائل من الفساد والعفن الذى استشرى فى الحياة السياسية المصرية فى الفترة التى نعدها الفترة الليبرالية الذهبية فى مصر، ولكن وراء الأكمة ما وراءها واقترابنا من القمر (الذى نره من بعيد قرصاً فضياً) يجعلنا نرى ما على صفحته من نتوءات وحفر



ليس لدىّ المزيد مما يمكن كتابته الآن عن الثلاثية إلا أننى من الممكن الآن -والآن فقط- أن أعتبر نفسى قارئاً للأدب.

كيف نخلق لأنفسنا إيمانا جديرا بالحياه!