حقا إنه لمما يدمي القلب أن تنتهي هذه الرحلة العظيمة و لن أنسى أبدا ذلك الشعور بالرهبة و الخوف كلما تقدمت في قراءة هذا الجزأ إشفاقا من فراق أعلم كم سيكون مريرا و من واقع سيصدمني بحلوله فجأة بعدما انفصلت عنه لأيام أحيا فيها بكل صدق في زمن آخر و مصر أخرى
في السكرية ينضح الألم من كل صفحة و و تذوي حيوات و تنطوي بعد أن تعلق المرأ بها على مدار الجزأين السابقين ، السيد أحمد عبد الجواد الذي ما عاد السيد بل خفت بريق حضوره المرعب ليحل شخصا جديدا لينا تشعر معه بالتعاطف و تنساب دموعك لموته
و الست أمينة بطيبة قلبها وسذاجتها المحببة للنفس و بالها المنشغل على الجميع حتى نست نفسها و أفنت عمرها لأجل زوجها و أولاده من بعده حتى أنها لم تمنح الحق لنفسها لتحزن أمامهم إشفاقا من إحزانهم
وكمال الذي يستمر في حيرته و دائرته التي لا مهرب منها بعد أن خسر محبوبته الوحيدة و كل ما آمن به، و أعرض عن كل مباهج و مظاهر الحياة بعقله حتى و إن بقت في قلبه رغبة في الحياة لازالت تنبض على طول هذه السنين
خديجة و عائشة و ما حل بها بعد أن كانت وردة البيت و مثار غبطته حتى أنها تغمد خنجر الألم في قلبك حينما تصيح : (( ماذا تفعل يا ربي ؟)) و الجيل الجديد من الأحفاد بأحلامهم و مبادئهم الجديدة ، جيل أكثر صلابة و قوة و إصرارا على المضي في طريقه أيا كانت عواقبه و ذلك نتيجة لغياب دور الديكتاتور في التربية، فنجد رضوان الذي يتقرب من نائب منحرف من الوفديين فيسهل له الطرق ، و عبد المنعم الذي ينضم للإخوان المسلمين و أخوه أحمد الذي على عكسه تماما نجده شيوعيا ملحدا و هما من نفس البيت و كلاهما يلقى به في السجن.
كل أولئك في ميدان الحياة بتنقاضاتهم و اختلافاتهم و قصصم و التحولات المحورية في مصائرهم و أفكارهم و إيمانهم و حيرتهم جزأ لا يتجزأ من القاهرة في ذلك الزمن كلهم نتاج ذلك المكان بتاريخة و معتقداته و أحداثه التاريخية و السياسية و عاداته و تقاليده و تقاليعه المستحدثه.
و من خلال كل ذلك قدم لنا النجيب الكثير من التأملات الفلسفية الرائعة و العبقرية و طرح الكثير و الكثير من الأسئلة عن الإيمان و العلم و الثورة و الحب و التزامات الإنسان نحو نفسه و بني جلدته.
إن الكلمات لتعجز أن تفي هذه التحفة الفنية قدرها و حسبنا أنها ماثلة خالدة ما بقي الأدب و الناس.
آخر جزء من ثلاثية محفوظ الرائعة وأفضلها بالنسبة إلي. أحببت هذا الجزء خاصة، وآلمني أكثر من السابقين لكثرة الوفيات به.. لشد ما أحزنتني طريقة إلقاء محفوظ لخبر الموت، كأنه يخبرنا أن الجو اليوم معتدل ويذهب إلى موضوع آخر، كأنه يود تعويد قارئه على الحزن حتى لا يتشبع به. الرواية الثالثة والأخيرة، المهتمة بجيل آخر، جيل أحفاد السيد أحمد، رواية تسرد الحياة كما هي، بتناقضاتها وأحزانها دون مغالاة في ذلك ولا تجميل للواقع أيضا... فكيف للقارئ إذن أن يصدق أن هذه العائلة ومعارفها كلهم مما نسجه خيال محفوظ؟ كيف يمكن ذلك وقد عايش حياتهم بأدق تفاصيلها وكأنه كان من الدائبين على زيارتهم؟ سيظل كمال شخصيتي المفضلة بكل ما تتنازعه نفسه من آلام وتناقضات، وسيظل هذا الجزء من الثلاثية المفضل عندي لما جمعه من نكسات لعائلة أحمد عبد الجواد ولما ولده في نفسي من أحاسيس ولحظات غالبت فيها البكاء.. لن يسعني أن أكتب عن جميع الشخصيات فربما أفسد متعة قارئ يتطلع الآراء، فأكتفي بقول أن هذه الثلاثية استحقت النجمات الخمس والولوج إلى لائحة كتبي المفضلة.
ـ"إنى أومن بالحياة والناس وأرى نفسي باتباع مثلهم العليا مادمت أعتقد أنها الخق إذا النكوص عن ذلك جبن وهروب، كما أرى نفسي ملزما بالثورة على مثلهم ما اعتقدت أنها باطل إذا النكوص عن ذلك خيانة" هكذا انتهت الثلاثية
يقال أن الكتاب الجيد هو ما تحزن عند الانتهاء منه كأنك فقدت صديقا وعلى هذا القول فإن ثلاثية نجيب محفوظ هى الأفضل على الإطلاق
نسخة صوتية.... وتأتي نهاية هذه الثلاثية لتكون بهذا الكم من الحزن.... وتمنيت ألا تنتهي..... فبين التيارات الفكرية والحوارات السياسية للوضع السائد حينها، يأتي التفكر بالموت والوصف الجميل المؤلم للفراق والفقد......
ايا كان الريفيو فأنه بالتأكيد سيكون تافه بالقياس لتلك الرواية الرائعة ... من لم يقرأ ثلاثية القاهرة لا يدري عن الادب العربي شيء في تلك الرواية يسمح لك عم نجيب بالتطفل في حياة تلك الأسرة تفرح لفرحهم وتجزع لجزعهم كم اشتاق لمعاودة قراءة بين القصرين في تلك الرواية الأسرة لا يفوت نجيب شيء في الحياة فقد تطرق إلى الصداقة والحب والزواج والجنس والدين والالحاد والصراع والموت .......... لا ادري ما اكتب عن تلك الرواية فالكلمات تبدو ضئيلة بجانبها
Third book of the Cairo Trilogy, this book begins in 1935, some eight years after the end of the previous volume, Palace of Desire. Spanning ten years, Sugar Street is set against the backdrop of the Second World War and domestic Egyptian political unrest. A new generation has grown up since the close of the previous book, the tyrannical patriarch of the family from the previous volumes is now in his dotage, and the matriarch mother is at peace with life making daily pilgrimages to the local mosque.
Kamal, the precocious child of the first volume and the aspiring student of the second volume is now a middle aged teacher/writer doomed to ponder his unrequited romantic aspirations. Fortunes have reversed for some with a rich family from the previous story now reduced to common status, a former local fruit vendor now wealthy, and the son of the lowly shop clerk now a successful prosecuting attorney.
In this final volume life has become more modern and westernized with the political/religious/philosophical debates discussed front and center through the dialogs and internal thinking of the book's characters. The book ends with two young third generation members of the family held in prison on suspicion of sedition, one being a Marxist and the other a member of the Moslem Brotherhood, thus generating a portent of future generations of Egyptian political unrest. Symbolically, a 4th generation child of one of the imprisoned young men is about to be born as the book ends providing a reminder that life goes on.
This trilogy provides a glimpse into a time capsule of Arabic middle class urban Cairo during the first half of the twentieth century. It represents a region of the world that continues to play a significant part of international politics in today's news.