...
Show More
" بيد أن جهاده المتواصل لم يجد في تقليم مخالب الحيرة التي تبلغ حد العذاب ، فالحقيقة معشوق ليس دون المعشوق الآدمي دلالاً ولعباً بالعقول وإثارة للشك والغيرة مع إغراء عنيف بالتملك والوصال ، وهي كالمعشوق الآدمي عرضة لأن تكون ذات وجوه وأهواء وتقلبات ، ولا تخلو في كثير من الآحايين من مكر وخداع وقسوة وكبرياء ، وكان إذا ركبته الحيرة وأعياه الجهد يقول متعزياً " قد أكون معذباً حقاً ولكنني حي ، إنسان حي ، ولن تكون حياة الإنسان الخليقة بهذا الإسم بلا ثمن ! ".
؛
إبتعد نجيب محفوظ عن ملعب الجنس والحب فأخرج السكرية رائعة علي نسق بين القصرين ، بعد ما كان غارقاً في الصراعات الغير مجدية والفلسفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في قصر الشوق .
السكرية وما تحمله في طياتها من خط النهاية للعديد من الشخصيات ، جاءت جميلة ومؤلمة في الوقت ذاته ، وعاد نجيب محفوظ لإلقاء الضوء علي شخصيات قد رماها بعيداً في الجزأ الثاني مثل أمينة وعائشة ، ومن واجب الكاتب ألا يهمل تلك الشخصيات التي خلقها وجعلها بطلاً للحدث ..
إستطاع نجيب محفوظ من جديد أن يعرض لنا ببراعة التحول الإجتماعي الذي كان يسود المجتمع في ذلك الوقت ، وثورة الأبناء علي الآباء ، وإنخراط المرأة بشكل أكثر فاعلية في المجتمع والتعليم ، أما الواقع السياسي الذي تم إهماله بشكل تام في قصر الشوق ، أعطاه نجيب محفوظ حقه وافياً كافياً في السكرية ، حتي أبالغ فأقول أن قراءة السكرية كفيلة أن تعرفك علي مصر سياسياً من مطلع الثلاثينات إلي منتصف الأربعينات دون العودة لمراجع ، بالطبع أبالغ ولكنها مبالغة للتعبير عن القدرة الهائلة لعرض الأحداث السياسية المحيطة .
أيضاً أطلعنا نجيب في حوارات علي ألسنة الشباب ، علي مختلف ألوان التيارات التي سادت توجهات الشباب في تلك الفترة ، شيوعية وبرجوازية وإسلامية وراديكالية وبراجماتية ..
وكان في شذوذ رضوان وعيسي باشا معني أكثر عمقاً يطُلعك علي فساد وتناقض العقليات المسئولة في البلد في ذاك الحين ..
لم أيئس وأشكر نفسي علي هذا بعد قصر الشوق ، وأكملت السكرية ، وحقيقة أنا غير نادم علي قرائتي لتلك الرواية العظيمة ، وإجمالاً تلك الثلاثية التي أرخت للمجتمع - من نظرة نجيب محفوظ - بسهولة ربما تجد مجتمع آخر في نظر شخص آخر عايش تلك الفترة ، ولكن هذا لا يلغي كون أن الشخصيات والعالم الذي بناه نجيب في ثلاثية القاهرة ، لابد وأنها كانت شخصيات موجودة يوماً ما ، بإختلاف الأسماء والأوصاف ..
في النهاية يجب أن أشير أن الرواية كالعادة لم تخل من بعض التجاوزات ولكن هذا أسلوب الرجل في النهاية ولن نغيره فقد مات .
وأيضاً الإشارة إلي أن نجيب محفوظ وإن كان لا يستهويني في أحيان كثيرة إلا أنه كاتب فذ ومتمكن ، يكفي أن تعرف آنه أخرج تلك الثلاثية للعالم في فترة شهدت جمود فكري من الكتاب فيما بعد حركة الضباط الأحرار ومرحلة الإنتقال والتغير من كافة الحوانب التي كان يشهدها المجتمع .
،
" - لقد رحلا مع كثيرين إلي معتقل الطور ..
فتساءل رياض باسماً :
- الذي يعبد الله والذي لا يعبده ؟
- يجب أن تعبد الحكومة أولاً كي تعيش مطمئناً .. "
؛
إبتعد نجيب محفوظ عن ملعب الجنس والحب فأخرج السكرية رائعة علي نسق بين القصرين ، بعد ما كان غارقاً في الصراعات الغير مجدية والفلسفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع في قصر الشوق .
السكرية وما تحمله في طياتها من خط النهاية للعديد من الشخصيات ، جاءت جميلة ومؤلمة في الوقت ذاته ، وعاد نجيب محفوظ لإلقاء الضوء علي شخصيات قد رماها بعيداً في الجزأ الثاني مثل أمينة وعائشة ، ومن واجب الكاتب ألا يهمل تلك الشخصيات التي خلقها وجعلها بطلاً للحدث ..
إستطاع نجيب محفوظ من جديد أن يعرض لنا ببراعة التحول الإجتماعي الذي كان يسود المجتمع في ذلك الوقت ، وثورة الأبناء علي الآباء ، وإنخراط المرأة بشكل أكثر فاعلية في المجتمع والتعليم ، أما الواقع السياسي الذي تم إهماله بشكل تام في قصر الشوق ، أعطاه نجيب محفوظ حقه وافياً كافياً في السكرية ، حتي أبالغ فأقول أن قراءة السكرية كفيلة أن تعرفك علي مصر سياسياً من مطلع الثلاثينات إلي منتصف الأربعينات دون العودة لمراجع ، بالطبع أبالغ ولكنها مبالغة للتعبير عن القدرة الهائلة لعرض الأحداث السياسية المحيطة .
أيضاً أطلعنا نجيب في حوارات علي ألسنة الشباب ، علي مختلف ألوان التيارات التي سادت توجهات الشباب في تلك الفترة ، شيوعية وبرجوازية وإسلامية وراديكالية وبراجماتية ..
وكان في شذوذ رضوان وعيسي باشا معني أكثر عمقاً يطُلعك علي فساد وتناقض العقليات المسئولة في البلد في ذاك الحين ..
لم أيئس وأشكر نفسي علي هذا بعد قصر الشوق ، وأكملت السكرية ، وحقيقة أنا غير نادم علي قرائتي لتلك الرواية العظيمة ، وإجمالاً تلك الثلاثية التي أرخت للمجتمع - من نظرة نجيب محفوظ - بسهولة ربما تجد مجتمع آخر في نظر شخص آخر عايش تلك الفترة ، ولكن هذا لا يلغي كون أن الشخصيات والعالم الذي بناه نجيب في ثلاثية القاهرة ، لابد وأنها كانت شخصيات موجودة يوماً ما ، بإختلاف الأسماء والأوصاف ..
في النهاية يجب أن أشير أن الرواية كالعادة لم تخل من بعض التجاوزات ولكن هذا أسلوب الرجل في النهاية ولن نغيره فقد مات .
وأيضاً الإشارة إلي أن نجيب محفوظ وإن كان لا يستهويني في أحيان كثيرة إلا أنه كاتب فذ ومتمكن ، يكفي أن تعرف آنه أخرج تلك الثلاثية للعالم في فترة شهدت جمود فكري من الكتاب فيما بعد حركة الضباط الأحرار ومرحلة الإنتقال والتغير من كافة الحوانب التي كان يشهدها المجتمع .
،
" - لقد رحلا مع كثيرين إلي معتقل الطور ..
فتساءل رياض باسماً :
- الذي يعبد الله والذي لا يعبده ؟
- يجب أن تعبد الحكومة أولاً كي تعيش مطمئناً .. "