Community Reviews

Rating(4.1 / 5.0, 100 votes)
5 stars
39(39%)
4 stars
36(36%)
3 stars
25(25%)
2 stars
0(0%)
1 stars
0(0%)
100 reviews
April 17,2025
... Show More
"إن مصاحبة أسرة حتى شيخوختها لمما يُحزن."
n
لم تكن كأي رحلة قرأتها من قبل و اجزم إن اطال الله عمرى مهما قرأت مستقبلاً انى لن ارى رحلة تجسد كل معانى الحياة مثل رحلتى فى بيت السيد احمد عبد الجواد , هذا البيت الذى كان يرهبنى منذ ان شرعت فى اعمال نجيب محفوظ فقرات كل ما سبقها و تجاوزتها و قرات ما بعدها رهبةً من هذة الثلاثية و دخلته اخيراً بمشاركة اصدقائى و اعتقد ان قبل دخولى الثلاثية و بعد انتهائى منها تغير الكثير , لا اذكر انى تعلقت بشخصيات بهذا الشكل ، تعلقت بمصائرهم و اصبحت فرد منهم و كم كنت اتمنى ان اتداخل فى حيواتهم و اتجرع لحظات السعادة القليلة و مرارات الحزن الكثيرة .

هل اتغزل فى نجيب مرة اخرى ؟ هل استرسل لماذا هو كاتبى المفضل على الاطلاق ؟ هل اتكلم عن انبهارى برسم الشخصيات لدرجة اصبحت كل شخصية مستقلة بذاتها بطلة لاحداثها ؟ هل ثلاثية القاهرة الاعظم على الاطلاق ؟
كلها اسئلة تدور فى راسى الاجابة عليها سوف تاخذ منى الكثير و لن اوفى نجيب حقه بها .

بدات السكرية كما بدات قصر الشوق بفارق زمنى فتبدا احداثها بعد ثمانية اعوام من نهاية قصر الشوق ونرى كم تبدل الحال و تغير الزمان و ظهر تنوع سياسى و فكري بدل ضيق الافق الذى كان فى بداية الثلاثية و ارتقى الاحفاد لصدر المشهد و اصبح لهم صوت و اراء ، فى حين ذهب السيد احمد و امينة الى الذبول فاصبح وجودهم كالاشباح الهائمة لا تتدخل فى الاحداث و إن كانت رهبة السيد و احترام الجميع له لم يتغير لكن بقت مثل الصداقة اخيرا بين الاب و ابنه فاصبح كمال الصديق لوالده فى اخر ايامه .

جاء هذا الجزء لينهى مصائر شخصيات عايشناها كثيرا و نهاية لجيل و بداية لجيل اخر فكانت رائحة الموت فى كل ارجائه لذلك السكرية كانت اكثرهم تراجيديا و حزن , فعند الختام نرى ابدان تتحطم تحت وطأة المرض اللعين و وطن لا يزال يبحث عن استقلاله و ولادة احزاب سياسية و فكر جديد و حرب عالمية و مكائد سياسية لا تخلو من الشذوذ .

السكرية مسك الختام و خير ختام و لا يشوبها شائبة على الرغم انها اقل الاجزاء تعلقت بها لكن سبب هذا واضح فى حالتى ، لم استطع التعلق بالاحفاد كما تعلقت بالجيل الاول و الثانى ، هذا الجزء جاء لسرد الفكر السياسى الذى طرأ على المجتمع و طغى على الجانب الاجتماعى العائلى الذى امتاز بهم اول جزئين.

السيد احمد عبد الجواد :
كان وجوده كالشبح ،فى ارذل العمر لم يعد كما كان و تملكته الشيخوخة و المرض حتى اصبح لا يستطيع الحراك ولا الصلاة و كان وجوده دائما يدمي قلبى , فكلنا زائلون لا مفر لكن ان اعيش لحظاته الاخيرة مع اصدقائه الاوفياء كانت كالخنجر عندما اراء لا يقوى ان يفعل ابسط الامور و هو من كان الآمر الناهى , لكن احببت صداقته لكمال و ياسين والدفء فى علاقتهم بعد ما كان يشوبها الخوف و الرهبة .

امينة  عائشة :
امينة اصبحت حياتها ما بين خدمة السيد و الاضرحة تصلى و تدعو لابنائها و احفادها براحة البال اما عائشة مع وفاة اولادها و زوجها فى نهاية قصر الشوق لم يتبق لها غير بنتها لكن ذهبت الروح المرحة بلا رجعة و اصبحت كالموتي تعيش فى الماضى و لم يتركها الزمان لتنعم فكأنت حياتها مزيج بين الموت و الموت احاطها من كل جانب .

ياسين  زنوبة :
ياسين لم يتغير , ياسين بين القصرين هو ياسين قصر الشوق هو ياسين السكرية حتى بعد ما تملكه العجز و اصبح فى اواخر الاربعينات فلازال يبحث عن ملذاته و ان كان لم يعد بمثل القوة و من الاشياء التى حزنت عليها قلة ظهوره و وجودة المعتاد مثله مثل السيد , اما زنوبة فاصبحت لا تختلف عن خديجة , زوجة تهتم بشئون بيتها و الحد من نزوات زوجها .

احمد ابراهيم شوكت  عبدالمنعم شوكت  رضوان ياسين :
الجيل الجديد الذى تبؤأ العرش فى السكرية , الاختلاف بينهم كان لرصد حالة مصر الفكرية و التغير السياسى الذى طرأ عليها فكل فرد منهم محدد طريقه و اهدافه , يموت ملك ياتى ملك و مصر لم تتغير و الحكومة الوفدية لازالت فى نفس الصراع لكن ينافسها احزاب جديدة

- احمد شوكت : يمثل الجانب الشيوعى , ابن خديجة الذى اصبح على نهج خاله "كمال" فى نظرته للدين ، شخصيته الثورية و التحررية كانت يواجهها خديجة والدته برجعيته , الصدام بينهم لم ينتهى و ايضا مع اخوه ,اصبح مترجم فى جريدة ثورية .

- عبد المنعم شوكت : يمثل الجانب الدينى بهفواته و غلطاته فانضم لجماعة الاخوان المسلمين الذى كانت فى نشائتها و اصبح على نهجهم و ايضاً لم يسلم من خديجة والدته .
“الإخوان يصطنعون عملية تزييف هائلة،فهم حيال المثقفين يقدمون الإسلام في ثوب عصري،وهم حيال البسطاء يتحدثون عن الجنة والنار،فينتشرون باسم الإشتراكية والوطنية والديموقراطية”
n
رضوان ياسين : الوفدى الغارق فى ملذاته و شهواته و وجوده كان لرصد حالة اصحاب المناصب العليا من فساد و شذوذ .

كمال احمد عبد الجواد :
البطل الفعلى للسكرية و اكثر الشخصيات التى احببتها , كمال التائه فى فلسفته و المتردد فى خطواته , ذهب الاصدقاء و جاء غيرهم و هو لم يتغير , لا يزال يعيش على انقاض حب قديم و افكار لازالت تحاصره و لم يستطع الوقوف على فلسفة واحدة لحياته العبثية , هو الناصح العاقل للاحفاد و الكبار ,وجوده دائما يبعث الدفء و الطيبة , حتى بحثه عن الحب ضائع فى تردده الازلى , الكل تقدم و هو ثابت لم يتغير و لازال حتى النهاية يبحث و يبحث و الكل يذهب من حوله .

" قد نضيق بالحب اذا وجد ، ولكن شد ما نقتفده إذا ذهب "
n
السكرية و الموت كانوا متلازمين حتى النهاية و العائلة تجرعت كل انواع الاحزان و جاءت النهاية لتتركنى مشتت تائه اتمنى ان اصرخ بجانبهم و احزن لاحزانهم , ياسين احببته بحق و النهاية جعلتنى اعشقه ، كمال اصبح فى احزان لا تنتهى و يبحث عن ربطة عنق جديدة ليبدأ حزن جديد سوف يكون الاكثر وجع له و ألم .

بدات الاحداث فى 1918 و انتهت 1943 , ثلاثية القاهرة , ثلاثية مصر , الثلاثية الاعظم فى تاريخنا
نجيب دائما و ابدا لروحك السلام <3

مراجعة الجزء الاول بين القصرين
https://www.goodreads.com/review/show...
مراجعة الجزء الثانى قصر الشوق
https://www.goodreads.com/review/show...
April 17,2025
... Show More
فضلت اكتب مراجعة كاملة للثلاثية- محاولة مدفوعة ليها بشجاعة حمقاء و توهم بالقدرة لكن المتسبب الفعلي فيها الهيام بكل تفصيلة في الثلاث كتب -

ع مر ثلاث اجيال من اسرة عبد الجواد يسرد نجيب الراوي و المؤرخ تغيرات التي تطرأ ع كل شخصية ف الاسرة ع وجه الخصوص و ع الشخصية و الشارع المصري ف وجه العموم فنعود معه قرابة قرن من الرمان ليأخذنا ف رحلة زمنيه من ثورة ١٩. وحتي فترة الاستقلال الصوري
نرى فيها القاسم المشترك و المستمر بين مصر اليوم و الأمس
و نقيم ما بقي متوارث للمجتمع و الشارع من اصلنا و ما طرأ عليه
و نعترف و مع الاسف و او مع الفخر اننا نحن نحن بذات القوة و الطموح نحارب نفس الآفات -التي و ان تجدد ثوبها الا انها متوطنة منذ القدم -و نطمح لنفس الآمال التي لا تتغير الحرية و الرغد
***** ‏" نحن شعب قليل الأدب!
إن الزمن أدَّبنا أكثر مماينبغي، والشيء إذا زاد عن حده انقلب الي ضده، ولذلك فنحن غير مؤدبين ولكن تغلب علينا الطيبة رغم ذلك فالتوبة عادة ختامنا *****
**** ‏والحق أن الاستبداد هو مرضهم المتوطِّن****
****البلد عجيب يندفع في السياسة وراء العاطفة و يتبع في الحب دقة المحاسبين****
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيين القصرين -الجيل الأول
-السيد أحمد عبد الجواد -
المثال الحي دائما وابدا للسلطة الأبوية في المجتمع المصري وانه يشق علي ان يختزل شخصه الملئ بالتناقض و التضاد ف صورة واحدة
فهو الاب الحازم و الصديق المؤنس و الزوج الخائن و المحب الأعمى و التاجر الكسيب و الفاسق العربيد و العبد المخلص لربه و هو الانسان بكل بشريته متربعا ع عرش جميع الشخصيات الرمادية فلا هو شر مطلق و لا هو خير مطلق ع مر الثلاثة اجزاء و بتتابع الأجيال و ع الرغم من جميع هفواته و جناياته الا انني _أعترف_ لم أمقته كما لم احبه لكنه ظفر مني بالتبجيل و الاحترام ووقع من نفسي موقع الهيبه ولا أعلم اكانت كدابه ام مستحقه

****وكأنما لا تعارض بين حق الحياة على قلبه وحق الله على ضميره، فلم يشعر في ساعةٍ من حياته بأنه بعيد عن الله أو عرضة لنقمته، أكان شخصين منفصلين في شخصيةٍ واحدة؟! … أم كان اعتقاده في السماحة الإلهية بحيث لا يصدق أنها تحرم هاتيك المسرات حقًّا، وحتى في حال تحريمها فهي حرية بأن تعفو عن المذنبين ما لم يؤذوا أحدًا؟! الأرجح أنه كان يتلقى الحياة بقلبه وإحساسه دون ثمة تفكير وتأمل****
.......................................
الست -أمينة-
امينه بس بدون لقب او كنية اختزلت كل الاختزال ف تبعيتها لسيدها فهي تفني حياتها يوميا من الفجر و حتى بعد منتصف الليل ف خدمته و توفير سبل راحته غير آملة ف نظره تقدير او حتي كلمة شكر
امينة التي عاشت قرابة الربع قرن تنظر للعالم من فتحات مشربيتها فكل ما تكون لديها هي نقاط متفرقة من ملامح الدنيا صورة غير مكتملة او تجربة غير ناضجة للحياة
وحين اتيحت لها الفرصة مؤخرا ف ان تجوب العالم لم تصل منه الا الي مسجد الحسين و شباك الضريح - ومن ذا الذي يخبرها انه غير موجود تحته-
أمينة وع الرغم. والرغم والرغم الا أنها كانت ام و صنعت بناء عائلة ومنحت الحب للجميع و بدون مقابل
‏****وكم أحبته، وكم أحبت الجميع، وكم أحبت كل شيءٍ في الوجود،ولكن هذه السجايا الطيبة لا تعيها النفس إلا عند الفراق****
.......................................
-فهمي أحمد عبد الجواد -
نقطة النور ليس للاسرة ف حسب و لكن للوطن بأكمله
التي اطفأها مبكرا عم نجيب لنتخبط مع الاسرة ف ظلام بحثا عن امل جديد لها ولنا
-اتسأل هل يشترك مصير جميع الساعين نحو المثالية و التغير في ان تكون نهايتهم قريبة و مسعاهم غير كامل يتكلل بماكسبهم من لا يستحقوا -
كان فهمي انسان واقعي معتدل حتي مع نفسه التي جعل يسائلها في استحقاقه لتصدر المشهد او حمل شعلة التغير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصر الشوق -الجيل الثاني-
ياسين -أفندي -احمد عبد الجواد
فلو انه شابه ابوه ف حزمه مع نفسه و سيطرته ع حيوانته كما شابه ف مجونه و هيئته لكان الامتداد لشخص السيد لكن مثل السيد لا يتكرر مرتين
ملأ ياسين نفسه بالمجون و الطيش و اندفع في الدنيا بنهم لا يشبع يعترف امام نفسه بدانئته و ادمانه و حيوانيته يؤجل توبته حتي يوما يشبع فيه من مجونه فلا يأتي اليوم ابدا

يعزي نفسه دائما ان لكل انسان قذارته الخاصة حتي امه و ابيه

استقرار زواجه بزنوبة علامة استفهام هل احتملته لانها تمنت الخلاص من الحياه القديمه و احبت ان تقبلها المجتمع سيدة وزوجة محترمه
ام لانه وجد شاكلته فانسجمت حياتهم !؟
ينال ياسين وسام الشخصية الاكثر دانئة ف الثلاثية
يلطف من صورته حرصه الدائم ع التقرب من اخوته و ابنائه و عدم تكلفه ف اظهار حبه لهم

‎***كل انسان ملوث في هذه الحياه ومن يزح الستار يرى عجبا ***
**** يهيم بالحياة كما يشتهي ويؤمن بالله كما يؤمن بوجوده هو، ثم يستسلم للتيار دون مقاومة أو ممانعة***
.......................................
كمال أحمد عبد الجواد
تمنيت طوال قرائتي لقصر الشوق ان تكون رحلة شك كمال ماهي الي نفق الخروج الي نور حتي و اني اورثته آمالي لفهمي و تمنيت الخلاص له ف السكرية
ولكن كان كمال يدور و يدور حول نفسه في حلقات مفرغة لا تؤل لأي خلاص مشككا ف كل شئ وكأنه كان يفكر بالنيابة عن نفسه و عن البشرية جميعا
يجلد ذاته لحب طفولي عاشت بطلته و مامتت وهي الأغلب لا تتذكر منه الا المزاح
حتي و لما قدمت له الخياه سبلا للخلاص و التغير و صفعته مرارا و دفعته مرارا راح يجئ ويذهب متشككا اي قرار يأخذ لكن الحياه لا تنتظر أحد…. خيبة أمل مطلقة لكنها واقعية ايضا للاسف و امثالها كثر
-كثيرون يشيعون ان شخصية كمال هي الاقرب لشخص نجيب محفوظ لكن لا اتفق مع ذلك حتي او استخدم الراوي الشخصية لطرح افكاره و تساؤلاته ف الحياة و حتي لو عرض بها رحلة شك الا واقعيا فعم نجيب لم يقضي حياته ف حلقات مفرغه انما انجز عملا و قدم تغيرا و كانت له سلالة و اثر و تخليدا ف الحياه و ما أكتبه حاليا دليل حي ع ذلك -

**** وقد تسأل ما الحق وما الباطل،ولكن لعل الشك نوع من الهروب كالتصوف والإيمان السلبي بالعلم ****

**** ‏" قد يبدو يسيرًا أن تعيش في قمقم أنانيتك ولكن من العسير أن تسعد بذلك إذا كنت إنسانًا حقًّا …"*****
.................................................
عائشة /خديجة احمد عبد الجواد
مالي لا اسمع أصواتهن الداخلية تزاحمت مع اصوات الذكور فاختفت و نضيف اليهم صوت الحفيداتان الاناث لم اتعرف حقيقة ع كريمه او نعيمه غير الوصف الخارجي بأعين الشخصيات الاخري كأنهن لحقن بركب القمع الذي تم ممارسته ع الجدة
وع كل حال فالابنتين خير مثال ان لا تعلم نفس ما اخفي لها فلا سعادة دامت لعائشة و لا عذاب الوحدة بقي لخديجه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السكرية -الجيل الثالث -
رضوان ياسين
الوصول سهل و لكن اذا كنت مستعد لدفع الثمن او
صدمت ف جرأة نجيب لوصف جوانب الشخصية لدرجة اني تشككت في فهمي للوصف معللة ذلك بان الآفة مرض جديد و دخيل و لكن هاهو نجيب يؤرخ وجوده من قبل ان نعرف
....................................
عبد المنعم ابراهيم شكوت
شهادة ميلاد مرض اخر توارث و استمر و استفحل
اذا كانت جماعة الاخوان بهذا القدم فهل اختفؤها حاليا يعني انتهائها

****الإخوان يصطنعون عملية تزييف هائلة،فهم حيال المثقفين يقدمون الإسلام في ثوب عصري،وهم حيال البسطاء يتحدثون عن الجنة والنار،فينتشرون باسم الإشتراكية والوطنية والديموقراطية*****
........................
أحمد ابراهيم شوكت

اعتبره النسخة الأكثر ارادة. وقدرة من شخص كمال والحمد لله
عبر من الشك الي الحقيقة ع الاقل حقيقته هو حتي و ان كانت ناقصة ولكن لم يحبس نفسه ف امال واهمه
n  .إني أؤمن بالحياة والناس، وأرى نفسي ملزماً باتباع مثلهم العليا مادمت أعتقد أنها الحق، إذا النكوص عن ذلك جبن وهروب، كما أرى نفسي ملزماً بالثورة nعلى مثلهم ما اعتقدت أنها باطل، إذا النكوص عن ذلك خيانة! وهذا هو معنى الثورة الأبدية”

تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــت
April 17,2025
... Show More
ودائما أبدا يقول عقله : لا فيقول قلبه : نعم ، ثم يتلقفه ذلك الصراع المخيف الذي ينتهي بالهزيمة والندم . كل يوم تجربة وكل تجربة جحيم فمتى ينقضي هذا العذاب؟!

*****************************************************

فارتسمت على شفتيه ابتسامة ما واستشعر من توه عالمه الخاص الحافل بالمتناقضات الذي يبدو من تعارض متناقضاته وكأنه فراغ .

*****************************************************

تقدم به العمر وهو لا يدري ، منتصف الحلقة الرابعة ، وكأنما قد استهلك نصيبه من السعادة ، وإذا قارن بين تعاسته الراهنة وتعاسته الماضية لم يدرِ أيهما أشد ، ولكن ماذا يهم العمر وقد ضاق بالحياة ؟ حقا إن الموت لذة الحياة.

*****************************************************

ربما كان من الخطأ أن نبحث في هذه الدنيا عن معنى ، بينا أن مهمتنا الأولى أن نخلق هذا المعنى..

*****************************************************

وسوف يمضي وقت طويل قبل أن يسكن جيشان هذا الصدر لا من الحزن أو الألم ولكن من الذهول والدهشة ، ومن خلو العالم من مباهج الأحلام ، ومن ضياع سر الماضي الساحر إلى الأبد ، وإن كان ثمة حزن فعلى أنك لم تحزن كما كان يجدر بك!

*****************************************************

كثيرون يرون أن من الحكمة أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير في الموت ، والحق أنه يجب أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير في الحياة...
April 17,2025
... Show More
و ختام الثلاثية مسك...
و عصارتها بكل بساطة و عبرتها ، الآية الكريمة رقم ستة من سورة الإنشقاق: { يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ } .



* وتساءل لم يبدو لنا الموت بهذه الغرابة؟ وكان كلما جمع أفكاره ليتأمل تشتت وغلبه الانفعال . كان الأب ـ حتى بعد انزوائه ـ يملأ هذه الحياة، فلن يكون غريبا إذا وجد غدا البيت غير البيت الذي عهده ،والحياة غير الحياة التي ألفها، بل عليه منذ اللحظة أن يعد نفسه
لدور جديد .

وعاد يفكر في اختفاء أبيه من هذه الحياة فكبر عليه تصور هذا، ثم ذكر حاله الأخير فأكل الحزن شغاف قلبه . وذكر صورته القديمة الماثلة في خاطره ، وهو في تمام أبهته وقوته، فشعر برثاء عميق للكائنات جميعا،




* ومضى ينظر في حـزن إلى الوجه الشاحب الصامت ، أجل لينظر إليه طويلاً فعما قريب لن يكون له إلى رؤيته سبيل . هذه الحجرة نفسها ستتغير معالمها وستتغير بالتالى معالم البيت في مجموعه، ولن ينادى به أحد «أمي»، لم يكن يتصور أن موتها سيحمل قلبه هذا الألم كله، ألم يألف الموت بعد؟ . . بلى، ولديه من العمر والتجربة ما يقيه الجزع، ولكن لذعة الفراق الأبدى موجعة، ولعله مما يلام عليه قلبـه أنه رغم مـا كـابـد مـن ألـم يتألم كالقلب الغض .
April 17,2025
... Show More
ها قد علمت لماذا يمدحونها بهذا القدر ، و لماذا لا يكفون عن ترشيحها لي .. عن ثلاثية القاهرة أتحدث
عن رتابة الحياة و ألاعيبها و صدماتها ، عن الموت
عن العبث و الوجود و اللامبالاة و البعث
عن الإيمان الحق ، عن الإلحاد ، عن التوبة بعد الفجور عشرات الأعوام
عن ثلاثة أجيال متعاقبة ، أختلفت في ظواهر التفكير ، و لكن أجمعهم يدور حول نقطة واحدة .

أقربهم إلى القلب هي " السكرية " و بلا منازع.
طوال قرائتي للثلاثية "و هي فترة تزيد عن شهرين " شغلني سؤال واحد
كيف سيُنهي محفوظ تلك الملحمة التي ورط نفسه بها .
إنتهت كل من " بين القصرين " و " قصر الشوق " بفاجعة موت أحدهم .
فيصعقني بمشهد النهاية .
و يا له من مشهد مثالي .. تحرك بي من فزعة موت الأم ، الكيان الخفي المُحرك للبيت .. إلى مشهد "كمال" حين لامس عقله النور أخيراً بعد عذاب و تألم في عالم التيه .. يأتيه الإيمان و الإجابة ع تساؤلاته اللامنتهية من أبن أخته الصغير القريب لقلبه و رفيقه في درب التيه ، الشيوعي المُنادي بالعدالة الإجتماعية .

فيقول كمال بهيأته كيفلسوف تائه في دروب التفكير ، بنظاراته الذهبية ..

" قال لي أن الحياة عمل و زواج و واجب إنساني عام ، و ليست هذة المناسبة للحديث عن واجب الفرد نحو مهنته أو زوجه ، أما الواجب الإنساني العام فهو الثورة الأبدية ، و ما ذلك إلا العمل الدائب على تحقيق ارادة الحياة ممثلة في تطورها نحو المثل الأعلى .. "

" أتعلم ماذا قال أيضاً ؟ ، قال : إني أؤمن بالحياة و بالناس ، و أرى نفسي ملزماً بإتباع مثلهم العليا ما دمت أعتقد أنها الحق اذ النكوص على ذلك جبن و هروب ، كما أر�� نفسي ملزماً بالثورة على مثلهم ما أعتقدت أنها باطل اذ النكوص عن ذلك خيانة ، و هذا هو معنى الثورة الأبدية "

و ليُكمل "كمال" طريقه ، كأنه بعث جديد لا موت يتربص به في البيت ، فموت الأم لن يُوقف الحياة .. فيتوقف لشراء رباط عنق أسود جديد ، بعد أن بال القديم طوال إرتدائه أثناء وفاة والده .
ماراً بالحسين و الغورية .. بالشيخ متولي عبد الصمد رمز قائم كالحُسين .
في شمس مغيب القاهرة


April 17,2025
... Show More
السكرية
نجيب محفوظ
................
قرأتها منذ شهرين تقريبا، وقد بقيت حلاوتها في عقلي ونفسي طويلا _ ولا زالت باقية _ حتي لم أقدر علي كتابة كلام يليق بها وبجلالها وجمالها. لكن الآن ما أكتبه هو فعل اضطراري لا أكثر.
في هذا الجزء يتحدث النجيب عن جيل الأحفاد، جيل ما بعد سعد زغلول، وما بعد ظهور حركة الإخوان المسلمين والكثير من المتناقضات في المجتمع المصري التي قلبته وغيرته تماما، فالسيدة امينة صارت تخرج من البيت تقريبا كل يوم لزيارة الحسين والكثير من المساجد بعد أن كانت حبيسة البيت، بينما أصبح السيد أحمد عبد الجواد حبيس البيت بسبب المرض لا يزار لأنه فقد كل أصحابه، وأصبحت حياته باعثه علي الحزن فعلا.
انضم بعض أحفاد السيد عبد الجواد للإخوان المسلمين، وبعضهم صار شيوعيا، مات الكثير من أحفاده في حياته _ أبناء عائشة _ وولد غيرهم كثيرون.
انهدمت بيوت عتيقة ومقاهي قديمة، وبنيت مكانها عمارات شاهقة وأنشئت مكان المقاهي كافتيريات فخيمه مضيئة بالكهرباء. مجتمع انقلب تماما ولم يعد فيه طوبة فوق طوبة مما مضي، إلا كمال أحمد عبد الجواد.. هو الوحيد الذي بقي علي حاله، حتي ليكاد الجزء الثالث من الثلاثية يحكي عنه بصورة أساسية.
خيوط كثيرة تفرقت بين الجزئين الأولين، جمعها محفوظ بعبقرية نادرة، فالضابط الذي انشغل بعائشة وشغلها يوم كانت صبية، وهو من أبلغ العائلة باستشهاد فهمي، انتهي دوره تماما بعد هذين الحدثين في الجزء الأول لكنه يرجع كي يقبض علي أحد أفراد العائلة فعرفهم وعرفوه.
كذلك بدور.. أخت عايدة التي أحبها كمال، بعد أن هاجروا جميعا وبعد غياب استمر لأكثر من عشرين سنة، رجعت ورجع أخيها وحاول كمال الاقتراب منها ليعرف أخبار اختها، إلا أنه فوجيء بأنها ماتت، وفوجيء أكثر بأنه حضر جنازتها قبل عامين دون أن يعرف أنها جنازتها.
حزن عظيم جدا يملأ أجواء الرواية عند الحديث عن الحالة الجديدة التي انقلب إليها حال السيد أحمد عبد الجواد، بعد أن شاخ وبعد أن مات كل أصحابه الذي كما وصفتهم أمينة: لم تكن تسعهم الدنيا بصخبهم. وحزن أعظم يملأ الدنيا عند موته. حتي عالم (العوالم)؛ الذي لم يفارق حياته حياة السيد أحمد عبد الجواد، ينتهي هو الآخر إلي فناء فآخر حضور لهن في الحياة المصرية كان مع هذا الجيل الذي شهد زول عالمهم.
دنيا جديدة تولد وتحيا علي أنقاض دنيا تموت. لكن الدنيا التي ماتت رغم ما بها من نقص شديد، وفساد عظيم، كانت الأجمل. تنتهي الرواية وفي قلبي حزن عظيم علي كل من مات، وكل من عجز عن أن يحيا كما يتمني، وعلي كل شخص أحببته فيها، وتنتهي الرواية بموت أمينة.. الأم، والجدة. وفي النهاية يأتي إلي الدنيا مولود جديد.
April 17,2025
... Show More
I know the Cairo Trilogy is really just one long book, but Sugar Street was the best of the three segments. The first two were kind of soap opera-y, but they served the purpose to get you invested in the family and specifically to understand the forces that had shaped all of them so the heavy-hitting existentialist stuff in Sugar Street had a lot of impact. Kamal, Aisha, Yasin (and their next generation, Abd al-Mun'im and Ahmad) deliver observations and actions that strike to the core of the human experience...awesome.
April 17,2025
... Show More

القراءة الأولى للثلاثية ومشاهدة الأفلام المُقبتسة أخذت مني أحد عشر يوماً، وأقول القراءة الأولى لأنني بكل تأكيد سأقرأها مرات أخرى، أما تجربة مشاهدة الأفلام فأظن أنها ستتوقف عند مرة واحدة، عشت مع تاريخ هذه العائلة التي كانت مثالاً لعائلة تتحول، وتنتهج التغيير الذي طرأ على مصر، ففي بين القصرين كانت السياسة أقل وطأة على الحضور، ولكن بنهاية السكرية تجد بدايات الكوارث التي وقعنا فيها ولا زلنا نُعاني من أثارها حتى الآن. لقد وقعنا في الفخ إذاً، ولا أعتقد أننا لناجون قريباً.

"فقاموس حياته لم يعرف للحب من معنى سوى الألم، ذلك الألم العجيب الذي يحرق النفس حتى تُبصر على ضوء نيرانه المتقدة عجائب من أسرار الحياة، ثم لا تخلف وراءها إلا حطاماً."

في الجزء الثالث "السكرية" كانت الأحداث أكثر جمالاً وجاذبية، هذا الجزء هو أكثر جزء اقترب لينشد الكمال الأدبي، لولا الأحاديث السياسية الزائدة والمُرهقة والمُملة، ولا أقصد بالأحاديث السياسية هو صراع الإيديولجيات الرائع والمُتجسد في شخصيات الأحفاد وذويهم، ولكن الأحاديث السياسية العامة مثل فلان شالوه وفلان ودوه وفلان جابوه، أعلم أنها مهمة لتأريخ سياسة حكومة مصر في ذلك الوقت، ولكنها بداخل الأحداث كانت زائدة ولاهية. ولكن ذلك لا يمنع أن للسكرية جاذبية خاصة، ليس فقط من تطعيمها بشخصيات جديدة براقة، ذو خلفية جذابة، وآراء مُثيرة للفكر والاهتمام، ولكن لأنها تُجسد نهاية الرحلة، وجميعنا نعلم أن نهاية الرحلة دائماً ما تكون الموت، في هذا الجزء كان الموت جاثماً وراقداً حصد كل الجذور، وترك لنا الأحفاد حائرين، ولكن من كان المُعذب الأكبر من وجهة نظري؟

“إذا لم يكن للحياة معنى فلم لا نخلق لها معنى؟!”

كمال، كمال كان المُعذب الأكبر، الأكثر أرقاً، فبعدما كرهنا دلاله وولهه في الجزء الثاني "قصر الشوق" وجدناه هنا شخصاً ناضجاً بعد أحداث الجزء الثاني بثمانية سنوات، كمال اللاديني العدمي، المُتحير دائماً والمُتشكك، أنه حتى يتشكك من لادينيته وإلحاده، كمال كان بمثابة إيكاروس، فقد حرقته المعرفة، كان يُريد معرفة كل شيء، فانتهى به المصير وحيداً غير متأكداً من أي شيء، حتى نفسه. إنه يرفض الزواج، يرفض الأديان، يرفض السياسية، يرفض عمله ولولا حاجته لراتبه لاستغنى عنه، يا لك من قلب رهيف يا كمال، حتى عندما جاءتك الفرصة لتخرج من كل ذلك، ظللت تتعلق بظلال الماضي، وتجتر الأحزان وكأن بؤسك لا يكفيك، وكأنك لا تجرأ على أن تأخذ خطوة قد تُريح عقلك قليلاً، وكأنك ترى طريق السعادة فتتخذ الطريق المُعاكس، لما لا يهدأ بالك وترتاح؟ الجميع حصلوا على نهايتهم، الجميع نرضى بنهايتهم، وأنت الوحيد بينهم كانت نهايتك الحيرة والشك.

"قد نضيق بالحُب إذا وجد، ولكن شد ما نفتقده إذا ذهب."

ولكن الأحاديث السياسية لم تكن عائقاً يمنعك من الاستمتاع بالرواية فالمواضيع المُختلفة التي تحدث عنها نجيب لتدهشك، من كثرتها ومن ندرتها وقتها، تحدث عن الطائفية والنسوية، الأخوان والشيوعيين والإشتراكيين، الشذوذ الجنسي، وإنتهاء عرش الملكية وما جرى للعائلات التابعة لها، ولكن الموضوع الأساسي في الرواية هو تقدم الزمن، يمر بنا الزمن فلا ندركه، فركز على ما فعله الزمن بالشخصيات الأساسية، من مات فقد ارتاح، ومن عاش فلا راحة له، فالزمن هو العدو الوحيد لك الذي لن تستطيع هزمه، فيستعين الزمن بصديقه العزيز الموت فحصد الأموات شخصاً وراء الأخر، إنها الحياة، ولشد ما كانت الحياة بائسة ومُحيرة، وإن الألم هو مُعرفها الأساسي، ومن لم يختبر ألم الحياة فلهو هانئ قرير البال، لا خوف عليه.

ختاماً..
انهيت الثلاثية ولكنها لن تنتهي مني، في المجمل كانت على مستوى التطلعات والآمال، وأن كنت أطمع في أكثر من ذلك رُبما أجده مُستقبلاً في أعمال أخرى لنجيب، أو عندما أقرأ الثلاثية مرة أخرى، فهي لا تُقرأ مرة واحدة أبداً، فمن الجلي والواضح أن كل مرة ستقرأ هذا العمل الخالد، سينكشف لك معنى كان متوارياً.

بكل تأكيد يُنصح بها.
April 17,2025
... Show More
«إن مصاحبة أسرة حتى شيخوختها لمما يُحزن»، قالها كمال أحمد عبد الجواد، وصدق.

فقد "أحمد عبد الجواد" صحته، فتهدّم جبروته وخارت قوته وخبت سطوته، وذهبت سهراته، فعانى العجز المطلق، واليأس المطلق، فكانت أمينة تروح وتجيء وينتظرها هو بالبيت يشكو لها تأخرها عليه وتركه! وتفكّر محاولا مواساة نفسه: «ذقنا حلو الدنيا سنينا -سنينا حقا!- وآن لنا أن نشكر، والشكر لله واجب، دائما وأبدًا، ولكن آه من الحنين وسامح الله الزمن، لتخبرني أحقا كان هذا الجسد يدق الجبال!»

كمال الذي كان في شبابه حُبّا خالصا، وحزنا خالصا، وثّابا مفعما بالحماس، ثم فقد الحب وفقد الإيمان، وترهلت أركانه فقارب الأربعين وهو مشتت أشعث مسافر لا برّ له، والأرض تحته تموج وتضطرب، والدنيا لفظة قديمة اندثر معناها، فكان يقنع بالفلسفة والتأليف وبيت مشبوه يذهب له كل مساء.
يرثيه صاحبا ضاحكا ثملا: «إنك تعاني من أزمة فريدة، كل ما عندك مزعزع الأركان، نضال أليم مع أسرار النفس والحياة، إني أرثي لك».
ولكنه وضع يده على علته في بيت جليلة لما قال «ربما كان من الخطأ أن نبحث في هذه الدنيا عن معنى بينما أن مهمتنا الأولى أن نخلق هذا المعنى».
وها هو يتعرّض لخيبة قلبية أخرى، لكن هذه المرة إثر تردده وتبعثره، وسؤال بلا جواب، أيتزوج! ولمَ! أيُقدم فيندم طول عمره؟ أم يُدبر فيتحسّر طول عمره؟
حتى تم الزواج لها فكانت الحسرة من نصيبه، وعاد متدثرا بالخيبات متعثّرًا بماضيه «ستكون ليلة بلا نوم، ولكنها ليست الأولى من نوعها، فعنده منها ذخيرة يصح جمعها في مؤلف واحد تحت عنوان "ليالي بلا نوم" ولن يقول إن حياته عبث ففي النهاية سيخلف عظامًا قد تصنع منها الأجيال القادمة أداة للهو»!
وعايدة؟ ماتت، أصبحت امرأة كبيرة تزوجت فخانها الرجل، فطُلقت ورضيت أن تكون زوجة ثانية لآخر، وأنجبت مرارًا وركبها الفقر فعاشت في بيت متواضع بعد قصر منيف، ثم أقعدها المرض وهد أركانها فماتت، فها هي مثله العليا تتمرغ في التراب، وعلم كمال بضياع سر الماضي الساحر إلى الأبد فجاش صدره وخلا العالم من مباهج الحياة، فغادر بعدها المقهى ثقيلا كئيبا يقول لنفسه: "إني حزين يا عايدة لأني لم أحزن عليكِ كما كان يجدر بي..».

وعائشة؟ وخديجة؟ وأبنائهن؟ أحمد وعبد المنعم؟ وزوجاتهما! وأمينة؟ وإنها لكانت ألف وخمسمائة صفحة مفعمة بالحياة والتجارب، ولا يجوز قراءتها مرة، حرام وخطيئة، إنها للدراسة ومعايشة الحياة واختبار أيامها والانفعال معها، وإني ليعزّ عليّ إنهائها، وممَّ تستمد قصصك يا نجيب ليجيش صدري هكذا، وبأي مداد تكتب لينطبع كجرح غائر في قلبي لا يبرأ..
April 17,2025
... Show More
الكلمتين اللي اقدر اوصف بيهم الجزء ده هما (الحزن_الوجع)
April 17,2025
... Show More
أفضل أجزاء ثلاثية محفوظ الخالدة

"ولك أن تعزي نفسك فتقول: زوجنا البنات وربينا الصبيان ورأينا الأحفاد، ولنا مال موفور يسترنا حتي الموت، وذقنا حلو الدنيا سنين -سنين حقًا- وآن لنا أن نشكر، والشكر لله واجب دائما أبدًا، ولكن آه من الحنين، وسامح الله الزمن، الزمن الذي مجرد حياته -حياته التي لا تتوقف لحظة- خيانة وأي خيانة للإنسان، لو أن الأحجار تنطق لسألت هذه الأماكن أن تحدثني عن الماضي، لتخبرني أحقًا كان هذا الجسم يهد الجبال؟ وهذا القلب المريض لا يكف عن الخفقان؟ وهذا الثغر لا يمسك عن الضحك؟ وهذا الشعور لا يعرف الألم؟ وهذه الصورة معلقة في كل قلب؟ ومرة أخري سامح الله الزمن!"
Leave a Review
You must be logged in to rate and post a review. Register an account to get started.