...
Show More
• "لو رُد إلى الحياة لصاح بكل رجل: لا تخف، الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة، ولستم يا أهل حارتنا أحياء، ولن تتاح لكم الحياة ما دمتم تخافون الموت."
• لو كنت قرأت هذا الكتاب بعقليتي سنة ٢٠١٨ لكنت خرجت منه مكفرًا نجيب محفوظ، لكن من حسن حظي وحسن حظ نجيب محفوظ أنني الآن شخص آخر من ناحية العقلية والتجربة.
• أحترم بشكل خاص الأديب أو الفنان الذي يحاول قص حكاية الدنيا من منظوره الفني، يستغل حرفته ونافذته على العالم في محاولة جلب قصة الحياة المقدسة إلى شكل يمكن مشاهدته أو قراءته في إطار محدود في وقت محدد.
• هذا يفتح مجال استخلاص الدروس والعبر، والأهم هو إسقاط حكاية الدنيا على حاضرك، فالذي استنتجته أن الدنيا لا تُبدع في أحداثها، القصة تتكرر كل زمن وكل عهد، بنفس تفاصيلها الدقيقة مع اختلاف الشخصيات، ومع الاحتفاظ بلمسة إبداع تحفظ لكل عصر حقه في التميز، فكل عهد له بصمة وطابع خاص.
• وهنا الكاتب استغل كل قدرة خيالية لديه في حكي قصة الخلق، منذ قرر اللّٰه أن يصطفي آدم ويجعله له خليفة في الأرض، مرورًا بتمرد إبليس، وطرده من رحمة اللّٰه، ثم قصة قابيل وهابيل، وكانت قصة أدهم تصوير لقصة آدم عليه السلام.
• اختار محفوظ أن يحكي قصة الخلق من خلال تصوير قصة آدم، التي أسست لوجود البشر على الأرض، الأرض التي يرمز لها بحارتنا، مع قصص الرسل الثلاثة الذين أتوا بالديانات السماوية، فقصة جبل هي تصوير لقصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل.
• وقصة رفاعة كانت تصوير لقصة عيسى عليه السلام، استكمالًا لقصة بني إسرائيل، ثم جاءت قصة قاسم وهي تصوير لقصة سيدنا محمد صلى اللّٰه عليه وسلم، وختم بقصة عرفة، وهنا أبدع محفوظ ووضع كل عبقريته، فعرفة هو تصوير للعلم في العصر الحديث.
• محفوظ صور أن العلم متوقف على حسب من يحمله، فقد يكون أداة في يد الضعيف لمواجهة القوي، أو سلاح في يد القوي يسيطر به على الضعيف، وقد يُستخدم العلم كمعول هدم لفكرة الدين، أو يبنى عليه أكثر التصورات العقلانية للدين فيكون خير عون على معرفة اللّٰه.
• كعادة محفوظ، وضع كل خبرته وعبقريته الفلسفية في هذا الكتاب، واستطاع تصوير كل صنوف النفس البشرية، وقدم لكل مبتغٍ مبتغاه، إذا كنت تبحث عن السياسة، أو الاجتماع، أو الفلسفة، أو الخيال، أو التدين، فكل ذلك وأكثر يقدمه لك محفوظ بقدراته الأدبية.
• أحد المخرجين المفضلين بالنسبة لي هو دارين أرونوفسكي، وفيلمه Mother! كان يداعب ذاكرتي أثناء القراءة، كأقرب شيء مثير للجدل من الناحية الدينية والفلسفية شبيهة بهذه الرواية، لأن الفيلم صور الطبيعة الأم، وحكى قصة الأرض من منظوره الخاص، اختلفت معه أو اتفقت لكن لا جدال على جمال حكي قصة من منظور فني أو أدبي، قد تعجبك الحكاية ولا تتفق معها، وقد تعتبرها مجرد حكاية للمتعة لا غير.
• الاقتباسات ليست حاضرة في هذه الرواية كبقية ما قرأت لنجيب، كل شيء يريد قوله ضمّنه بين السطور وفي القصص والمواقف، ويصعب عليّ أن أحكي وأستطرد في الحكي عن كل كبيرة وصغيرة فأفسد على القارئ أي متعة منتظرة، أو صدمة مقصودة أرادها الكاتب لمن يقرأ كتابه، لكن بكل تأكيد من لم يقرأها قد فاته الكثير، فيجب قراءتها، ولكن احذر أن تبدأ بها لمحفوظ.
• أهم فكرة أريد توضيحها أنني كنت "ملجم" عند الحديث عن هذه الرواية، فكل فكرة حاولت التعبير عنها حذفتها مرة أخرى، لأنها رواية ملغمة، وحمالة أوجه، ووجدتني مضطر لتوضيح كل فكرة بشكل ممل، حتى لا تُفهم في إطار ضيق يمس الدين أو شخصيات دينية، لذلك آثرت الاحتفاظ بها لنفسي، وكم كنت أريد الحديث عن تطلع الإنسان دائمًا إلى سلطة عليا مجهولة وقوية.
• فهمت كيف استطاع محفوظ مواجهة الحملة التي اشتعلت ضده بسبب هذا الكتاب حتى وصلت إلى محاولة اغتياله، والحقيقة أن القارئ الموضوعي للكتاب لا يستطيع انتقاد الكاتب من الناحية الدينية، لأنه وإن حكى القصص من منظور خيالي بحت بشخصيات ومواقف مختلفة تمامًا فهنا اُعتبرت إبداع روائي خيالي، أو حتى إذا اعتبرناها قصة الدنيا فهي لم تخرج عما يعرفه الناس، لم يحرف الكاتب ولم يخلق تصور شخصي أو عقدي نابع من داخله، بل استخدم قلمه لإنتاج قصة تلخص الحياة.
• وبذلك خلُصت إلى أن القارئ الموضوعي الحقيقي، الغير مشحون بدفعة تعصب أو تشدد أو تحزب ديني، أو سياسي لأن للسياسة باع طويل في هذا الكتاب، سيخرج من هذا العمل أكثر إيمانًا، أكثر استيعابًا للحياة والناس، أجدر على المواجهة، أحكم وأعقل وأفهم للدين والدنيا .. ولكن آفة حارتنا دائمًا النسيان.
• لو كنت قرأت هذا الكتاب بعقليتي سنة ٢٠١٨ لكنت خرجت منه مكفرًا نجيب محفوظ، لكن من حسن حظي وحسن حظ نجيب محفوظ أنني الآن شخص آخر من ناحية العقلية والتجربة.
• أحترم بشكل خاص الأديب أو الفنان الذي يحاول قص حكاية الدنيا من منظوره الفني، يستغل حرفته ونافذته على العالم في محاولة جلب قصة الحياة المقدسة إلى شكل يمكن مشاهدته أو قراءته في إطار محدود في وقت محدد.
• هذا يفتح مجال استخلاص الدروس والعبر، والأهم هو إسقاط حكاية الدنيا على حاضرك، فالذي استنتجته أن الدنيا لا تُبدع في أحداثها، القصة تتكرر كل زمن وكل عهد، بنفس تفاصيلها الدقيقة مع اختلاف الشخصيات، ومع الاحتفاظ بلمسة إبداع تحفظ لكل عصر حقه في التميز، فكل عهد له بصمة وطابع خاص.
• وهنا الكاتب استغل كل قدرة خيالية لديه في حكي قصة الخلق، منذ قرر اللّٰه أن يصطفي آدم ويجعله له خليفة في الأرض، مرورًا بتمرد إبليس، وطرده من رحمة اللّٰه، ثم قصة قابيل وهابيل، وكانت قصة أدهم تصوير لقصة آدم عليه السلام.
• اختار محفوظ أن يحكي قصة الخلق من خلال تصوير قصة آدم، التي أسست لوجود البشر على الأرض، الأرض التي يرمز لها بحارتنا، مع قصص الرسل الثلاثة الذين أتوا بالديانات السماوية، فقصة جبل هي تصوير لقصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل.
• وقصة رفاعة كانت تصوير لقصة عيسى عليه السلام، استكمالًا لقصة بني إسرائيل، ثم جاءت قصة قاسم وهي تصوير لقصة سيدنا محمد صلى اللّٰه عليه وسلم، وختم بقصة عرفة، وهنا أبدع محفوظ ووضع كل عبقريته، فعرفة هو تصوير للعلم في العصر الحديث.
• محفوظ صور أن العلم متوقف على حسب من يحمله، فقد يكون أداة في يد الضعيف لمواجهة القوي، أو سلاح في يد القوي يسيطر به على الضعيف، وقد يُستخدم العلم كمعول هدم لفكرة الدين، أو يبنى عليه أكثر التصورات العقلانية للدين فيكون خير عون على معرفة اللّٰه.
• كعادة محفوظ، وضع كل خبرته وعبقريته الفلسفية في هذا الكتاب، واستطاع تصوير كل صنوف النفس البشرية، وقدم لكل مبتغٍ مبتغاه، إذا كنت تبحث عن السياسة، أو الاجتماع، أو الفلسفة، أو الخيال، أو التدين، فكل ذلك وأكثر يقدمه لك محفوظ بقدراته الأدبية.
• أحد المخرجين المفضلين بالنسبة لي هو دارين أرونوفسكي، وفيلمه Mother! كان يداعب ذاكرتي أثناء القراءة، كأقرب شيء مثير للجدل من الناحية الدينية والفلسفية شبيهة بهذه الرواية، لأن الفيلم صور الطبيعة الأم، وحكى قصة الأرض من منظوره الخاص، اختلفت معه أو اتفقت لكن لا جدال على جمال حكي قصة من منظور فني أو أدبي، قد تعجبك الحكاية ولا تتفق معها، وقد تعتبرها مجرد حكاية للمتعة لا غير.
• الاقتباسات ليست حاضرة في هذه الرواية كبقية ما قرأت لنجيب، كل شيء يريد قوله ضمّنه بين السطور وفي القصص والمواقف، ويصعب عليّ أن أحكي وأستطرد في الحكي عن كل كبيرة وصغيرة فأفسد على القارئ أي متعة منتظرة، أو صدمة مقصودة أرادها الكاتب لمن يقرأ كتابه، لكن بكل تأكيد من لم يقرأها قد فاته الكثير، فيجب قراءتها، ولكن احذر أن تبدأ بها لمحفوظ.
• أهم فكرة أريد توضيحها أنني كنت "ملجم" عند الحديث عن هذه الرواية، فكل فكرة حاولت التعبير عنها حذفتها مرة أخرى، لأنها رواية ملغمة، وحمالة أوجه، ووجدتني مضطر لتوضيح كل فكرة بشكل ممل، حتى لا تُفهم في إطار ضيق يمس الدين أو شخصيات دينية، لذلك آثرت الاحتفاظ بها لنفسي، وكم كنت أريد الحديث عن تطلع الإنسان دائمًا إلى سلطة عليا مجهولة وقوية.
• فهمت كيف استطاع محفوظ مواجهة الحملة التي اشتعلت ضده بسبب هذا الكتاب حتى وصلت إلى محاولة اغتياله، والحقيقة أن القارئ الموضوعي للكتاب لا يستطيع انتقاد الكاتب من الناحية الدينية، لأنه وإن حكى القصص من منظور خيالي بحت بشخصيات ومواقف مختلفة تمامًا فهنا اُعتبرت إبداع روائي خيالي، أو حتى إذا اعتبرناها قصة الدنيا فهي لم تخرج عما يعرفه الناس، لم يحرف الكاتب ولم يخلق تصور شخصي أو عقدي نابع من داخله، بل استخدم قلمه لإنتاج قصة تلخص الحياة.
• وبذلك خلُصت إلى أن القارئ الموضوعي الحقيقي، الغير مشحون بدفعة تعصب أو تشدد أو تحزب ديني، أو سياسي لأن للسياسة باع طويل في هذا الكتاب، سيخرج من هذا العمل أكثر إيمانًا، أكثر استيعابًا للحياة والناس، أجدر على المواجهة، أحكم وأعقل وأفهم للدين والدنيا .. ولكن آفة حارتنا دائمًا النسيان.