• في كل ما قرأت لنجيب محفوظ حتى الآن، الرحلة هي محور كتاباته، رحلة الإنسان الروحية للبحث عن الخلاص، سواءً صورها في شكل روائي ملحمي، أو سياسي، أو اجتماعي، أو في شكل رحلة حقيقية كما في روايتنا هنا.
• لخص الكاتب حياة الإنسان متمثلًا في محمد قنديل العنابي أو الرحالة ابن فطومة، بدأ حياته يتيمًا في خصومة مع إخوته غير المعترفين بنسبه، وواجه الحياة بجوار والدته، وأكثر ما أعجبني تصوير صراعاته النفسية مع والدته، فهي ترى أن نظرته للحياة سوداوية، رغم علمها بصدقه، وترهن تصرفاته واختياراته بشماتة إخوته من عدمها، ثم كانت الصدمة عندما فهم ابن فطومة أن أمه إنسانة ككل الناس، لها متطلبات مشروعة، ومن حقها الزواج.
• واستكمالًا لصراعاته النفسية وصدماته فقد خسر حبيبته رغمًا عنه، عندما تزوجت المستشار الثالث للوالي، وهنا تجلت أمام ابن فطومة القوة القاهرة للحكم السياسي الفاسد الذي يحكم دار الإسلام، فهو أصبح في حالة من النقمة على حياته الاجتماعية، وعلى أحوال البلاد السياسية، التي يسودها الظلم والفساد والانحطاط، كل ذلك كان تعجيلًا بالرحلة.
• هذه الرحلة كانت رحلة بحث عن السلام، عن اليوتوبيا، عن الدار المبتغاة في نفس كل إنسان، بحث عن نظام مثالي للحكم، نظام دقيق وعادل للحياة الاجتماعية وطرق العيش، بحث مضني عن العدالة والحرية والأمان، إيجاد تجربة الخلاص لبلاده المنكوبة.
• محفوظ رتب البلدان التي زارها ابن فطومة ترتيبًا يعتمد على تعدد النظم السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية، فدار الوطن هي دار الإسلام موطنه الأصلي، وموطن القهر والاستبداد، ودار المشرق مثلت الحياة الوثنية البدائية، ودار الحلبة مثلت الرأسمالية أو النيو ليبرالية، ودار الأمان مثلت الاشتراكية أو الشيوعية، ودار الغروب كانت مظهر صوفي كعادة نجيب، وكأنه أراد أن يقول أن الدنيا فاسدة وظالمة بكل مظاهرها، وأن الحل في التصوف والتعبد والتأمل، تجهيزًا للوصول إلى "دار الجبل" التي تعتبر جنة في الكمال، وبديل لكل النقص المهيمن على ما سبقها من دور.
• رواية تهيمن عليها الرمزية من أول سطر حتى آخر سطر، حاول خلالها نجيب محفوظ سبر أغوار الإنسانية، ومعالجة الرحلة الأبدية لهذا الكائن الشقي الضعيف الهش المثير للشفقة المسمى "الإنسان"، في محاولته للبحث عن الحقيقة، وإيجاد الخلاص.
An enjoyable and fulfilling allegorical tale on political systems and place of individuals within them. The narrative is deceptively simple, yet rich with philosophical inquiry on systems that govern us. It's a story of how a traveler is failed by his society and spends then his life traveling through and suffering under various societies and their political and ideological systems. The novel, originally published in the 1950s, is a great post war meditation on how societies are organized and is somewhat in the tradition of the allegorical Animal Farm. However, it has more of a spiritual dimension, as the main character's spiritual journey is interwoven with his political journey. I would be interested in learning more about how his novels where received in the Middle East in the 1950s and 1960s, particularly as he's critical on how political systems are all inadequate and ultimately fail us - which I'm sure would have not have gone unnoticed. As I have not read many novelists from the Middle East, I also enjoyed that aspect of the novel, and I look forward to picking up more novels from Mahfouz in the future. Worth a read!
انه الرمز يا عزيزى. أداة نجيب محفوظ المفضلة فى بث الحقيقة أو على الأقل البحث عنها و هو يترك لك الإستنتاج فى النهاية. لك أن تأخذها على أنها رواية مسلية أو تتعذب لفهم ما بها من رموز و البحث عن إجابات لكل الأسئلة.
البرنامج المعلن لرحلة ابن فطومه هو زيارة الديار الست المعروفه: ديار المشرق و الحيرة و الحلبة و ديار الأمان و الغروب و الجبل
يقول جورج طرابيشى في كتابه البديع هرطقات في تحليله للرواية: إن هذه الديار تتشابه بل تتطابق مع تطور التاريخ البشرى بأكمله فدار المشرق التي تطابقها قارة أفريقيا يطابقها أيضا تاريخيا نظام المشاعية البدائية الأمومية
و دار الحيرة التي تطابقها جغرافيا القارة الأسيوية يطابقها تاريخيا نظام الاستبداد الأسيوى و نظام التأليه الأبوى الشرقى
أما دار الحلبة فخريطتها المتطابقة زمانيا و مكانيا هي أوروبا الغربية و في قبالتها دار الأمان المنافسة لها : أوروبا الشرقية و نظام الإشتراكية
تتطابق أيضا تلك الدور مع فصول السنة و مع النمو الطبيعى في العمر
فالشباب العنفوانى لاهب كصيف أفريقيا و سن الرشد معتدلة اعتدال الربيع و الخريف الأوروبيين و الشيخوخة باردة كشتاء روسيا أما دار الغروب فكما يدل اسمها هي دار صقيع ما قبل القبر مثلما أن دار الجبل هي دار ما بعد الموت المتعالية على الزمان و المكان و مقولات الوجود
و بقراءة أخرى فدار المشرق هي دار الوثنية و التأليه الطبيعى و دار الحيرة هي دار التأليه الملكى و دار الحلبة هي دار العلمانية و دار الأمان هي دار الإلحاد و دار الغروب هي دار التصوف و العزوف و دار الجبل هي دار الغيب و السر الميتافيزيقى و في نقطة المركز طبعا من تلك الدور المتداخلة الحلقات دار الوحى المفارق واقعها مع مثالها.
بالنسبة لي رأيتها اختصارا لحياة الانسان على الارض ، الذي يتيه ويتنقل ويكابد الصعاب من أجل هدفه الاسمه ( الجنة ) او ما يقابلها هُنا (دار الجبل ) الدار المطلوبه والمشتاهة والتي لا نعرف هل وصل اليها احد ؟ فلم يعد احد من رحلته ليخبرنا ، لا نعرف عنها سوى اكتمالها التام ، وعدالتها .. لكن الانسان وفي طريق سيره ، ينتحي جانبا وينشغل بامور ثانويه بالنسبة لهدفه لكنها تصبح اساسية ومحور حياته ، فابن فطومة قضى سنين طويله من عمره وتعرض للظلم وتأخر مسيره لأنه علّق قلبه بـ عروسة اولا ثم ساميه ومن قبلهما حليمه .. هذا هو المعنى الذي شعرت به عبر الروايه ، ولا خلاف انها تضمن ترميزا ونقاشا فكريا رائعا وليس بغريب على امام الادباء .. فانت الان امام عدة دول بمذاهب مختلفه ، كل واحدا يرى نفسه الصواب وينعت الاخرين بالكفر ( مر علينا شيئا مشابه اليس كذلك ؟(كل واحد يرى تفسيره للامور بالشكل المثالي ، دولة اباحت الحريه بلا حدود واخرها قيدتها بلا حدود ، دوله قدست البشر واخرى قدست القمر .. ستنتهي الصفحات سريعا لكن حكايتك مع ابن فطومة لن تنتهي ..
كالعادة .. رسالة فلسفية خفية وراء الرواية يمكن الرواية دي من أعلى روايات نجيب , في 120 صفحة قدر يلخص رحلة الإنسان في الدنيا للوصول إلى الكمال أو النعيم "ما لا عين رأت" شبه حياة الإنسان برحلته من دار إلى دار -دار الشروق -دار الحيرة -دار الحلبة -دار الأمان -دار الغروب في كل دار بيشوف حاجة جديدة ولكن الثابت هو تغير فكره من دار إلى دار رواية قمة ف الفلسفة عالية جداً جداً و ف نفس الوقت بسيطة جداً جداً
رواية قصيرة شديدة الكثافة، تأخذك إلى الأجواء الأسطورية التي تميز بها محفوظ في روايات على غرار "ليالي ألف ليلة".. تشريح دقيق لأنظمة الحكم التي مر بها الإنسان في تاريخ تطوره الطويل.. المجتمع البدائي، الملكي، الرأسمالي، الشيوعي، والإسلامي، الذي يقارنه محفوظ بكل ذلك واحدة بواحدة، وانتهاء بفكرة المجتمع اليوتوبي المثالي.. لنكتشف في النهاية أن الدين/المبدأ/القيمة، مهما كانت عظمتها كفكرة، فإن الإنسان هو الذي يطبقها، وهي بالتالي عرضة لأهوائه، ولربما طبق مجتمع وثني مبدأ إسلامي فأحسن تطبيقه أفضل من المجتمع الإسلامي الخالص، الذي يرفع راية الإسلام ولا يطبق من أحكامه شيئاً..
وفي النهاية فإن البطل، الذي يسعى إلى الكمال، لا يكاد يكتفي بكل ما رأي، بل يصر على استمراره في السعي من أجل الوصول إلى اليوتوبيا التي يحلم بها، بعدما أكتشف النواقص في كل المجتمعات التي رأها، والتي أفسدها -في النهاية- الجشع.. فكما قلنا، كل مبدأ إنما يقوم على تطبيقه إنسان..
في كل مجتمع من تلك المجتمعات يكون لابن قطومة دليل يرشده، هو صاحب الفندق الي ينزل به.. وقد حرت قليلاً في تفسير أسمائهم، إن كان لها أصلا تفسير.. فام/هام/قلشم/فلوكة.. وكذلك سبب اختيار المسميات للمجتمعات المختلفة.. دار المشرق/دار الحيرة/دار الحلبة/دار الأمان/ دار الغروب ثم دار الجبل، التي اعتقد ان سبب تسميتها بالجبل يعود إلى فكرة سموها ورقيها إلى ما هو فوق متناول البشر..
الرواية مكثفة بشدة، وتتحدث بشكل مباشر بدءا من "دار الحلبة"، وهو ما لن يعجب البعض.. لكن الفصول الأولى ممتعة في خيالها لمن يهوى الخيال والفانتازيا..
رحلة ابن فطومة عندما تقرأ عمل لنجيب محفوظ تأكد انك امام عمل دسم محترم و عميق المعاني و الأفكار. أعمال نجيب محفوظ تتميز بالإبداع بما تحتويه من فلسفة الأديب الرائع (الفلسفة الشخصية لمحفوظ) فهو يبحر في مناطق نائية و بعيدة فهو لا يشبهه احد من الأدباء. رواية فلسفية رائعة عن رحالة يطوف البلدان هربًا من احزانه في بلده بحثًا عن الحكمة ، فيمر بعدة بلدان تمثل حضارات الإنسان من الانسان البدائي العاري ساكن الكهوف و عابد الاجرام السماوية مرورًا بإمبراطوريات تأليه الحكام و الملوك في الازمنة السحيقة و حتى عصر النزاع بين الرأسمالية و الشيوعية في العصر الحديث يهدف الرحالة (بطل الرواية) إلى العثور على الكمال في ( دار الجبل) في نهاية رحلته و هنا يتركك محفوظ لتطلق العنان لخيالك في تصور ما حل ببطلنا في آخر الطريق.
انه أبداع من إبداعات نجيب الدائمه هنا نرى نفس الانسان و مراحله والحياة التي يسير فيها مابين الشك واليقين الايمان والشك وكيفية مواجهتك لك شي واحنه يبحث عن المدينة الفاضلة ولكن هل هناك وجود لها؟
روايه رائعه مذهله وافضل بكثير من روايه الخيميائى لباولو كويليهو . لا ادرى لماذا لم تحصل على حقها من الشهره رغم انها طبعت عام 1983 . هذه هى البدايه الحقيقيه لى مع نجيب محفوظ . رحله طويله ايتدت فى الوطن وانتهت فى المجهول . مشوار دائم للبحث عن الجكمه والمعرفه فى دار المشرق ثم دار الحيره ودار الحليه ودار الامان وانتهت بدار الجبل .رحله اصر فيها قنديل العنابى ان يعرف نظام الحكم ومقابله حكيم كل بلد . وجميعهم وجه نقده القاسى على دار الوحى ( الاسلام ) ولم يملك قنديل العنابى الا الصمت لصدق النقد وخصوصا للمسلمين روايه عبقريه اراد منها نجيب محفوظ الكثير وتستحق القراءه