...
Show More
أنا بحب النوعية دي من الرويات , النوعية المتشائمة السوداوية الكئيبة , اللى بتكون أقرب للواقعية من أي شئ آخر , فالواقع سخيف لن تقدر على التعبير عنه إلا من خلال كتابة سوداوية تواجه ذلك السخف.
الرواية عبارة عن مجموعة من المصائب , مصيبة إثر كارثة وهكذا , فتجد أن الرواية في النهاية مآساة إغريقية جديرة بالتسجيل.
وتسجيل الكاتب لتلك الأحداث كان في غاية الظرف , تسجيل سلس مؤثر حقيقي للغاية .
ويبدو أن الكاتب قد بذل مجهود جبار لكي يخرج لنا مثل هذا العمل ففي النهاية يرى الكاتب أن :
(الكتابة عملية صعبة للغاية , إنها من المسئوليات الكبرى , يكفي التفكير في العمل الشاق الذي يحتاجه الترتيب الزمني للأحداث , أولًا هذا , وبعده ذاك , أو , لو كان متوافقًا مع الفعل المطلوب , فحدث اليوم موضوع قبل فصل الأمس , وألعاب أخرى ليست أقل خطورة , كتابة الماضي كما لو كان يحدث الآن , والحاضر كما لو كان مستمرًا بلا نهاية , لكن مهما بذل المؤلفون من جهد , هناك قدرة لا يمكنهم إعلانها , أن يضعوا في وقت واحد شيئين وقعا في ذات الوقت . )
وقد برع في ذلك للغاية , فالأحداث متداخلة بصورة مكثفة ولكنه متقنة , الكاتب يمسك بخيوط عمله بابداع .
العمل معقد عميق , تتداخل فيه الشخصيات مع الأحداث مع براعة الوصف لينتج لنا عمل مميز للغاية.
لقاء آخر مميز مع الساحر البرتغالي .