...
Show More
" الغد سيكون زمنا آخر ، أو أنه هو نفسه سيكون شخصا آخر في زمن مماثل لهذا ، من سأكون أنا غدا "
في شخصيات بتكون في تركيبتها وحياتها وتفاصيلها ممكن تبان بعيد عنك بس فجأة تلاقي نفسك بتشبه عالشخصية ، بتحس انها مش مجرد شخصية في رواية، بتلاقي حاجة شبهك اوى ولمستك بشكل غير متوقع مع ان الشكل الخارجى مختلف لكن في تفاصيل صغيرة بتعرفك قد ايه انتوا متشابهين. ده اللى حسيته مع شخصية دون جوزيه . الرواية وفكرتها واللى هى كعادة ساراماغو الغالى لازم تكون مختلفة وغير تقليدية مجذبتنيش في البداية بس مع كل صفحة وكل تفصيل صغير ، الرواية كانت بتدخل جوايا، كانت بتدخل جوه جلدى وانا مش واخدة بالي . لحد ما في لحظة كده وقفت وحسيت ان حياتي تشبه حياة دون جوزيه في حاجات كتير . الوحدة ، الفراغ ، خوفه ، تردده ، تخيله لأسوأ السيناريوهات التى يمكن أن تحدث ، البحث والاهتمام بأشياء قد تكون غريبة بالنسبة للآخرين لكنها منطقية بالنسبة له وتشغل اوقاته وتفكيره . ربما لا أعيش بمفردي في حجرة بائسة مثل دون جوزيه لكن لا تجعلوا المظاهر تخدعكم فكما قلت هناك تفاصيل صغيرة اهم من المظهر الخارجي .
" دون جوزيه يريد ولا يريد ، يرغب ويخشي ما يرغب فيه ، حياته كلها كانت على هذا المنوال "
"أنا لم أسئ إلى أحد قط ، بصورة واعية متعمدة على الأقل، وهذا كل ما يمكنني قوله لك
- وماذا عن الاخطاء بحق نفسك
- لا بد أنني أقترفت الكثير منها وربما كان هذا هو السبب في كوني وحيدا."
دون جوزيه هو كاتب بسيط في المحفوظات العامة في الخمسين من عمره ، مهمته تسجيل المواليد و الوفيات وهو الموظف الوحيد الذي لايزال يسكن في آخر المساكن البدائية الخاصة بالمحفوظات العامة .
" مساكن بسيطة وبدائية مشيدة في الخارج ، على امتداد الجدران الجانبية ، لها شكل صوامع مهملة راحت تتشبث بجسد المحفوظات الراسخ
يقضى وقته في جمع قصاصات صحف ومجلات تتضمن اخبار وصور أناس مشهوريين ، وفى احد الايام قرر ان يضيف الى مجموعته معلومات من ارشيف المحفوظات العامة ( شهادة ميلادهم، مكان ولادته ، من عراباه واى معلومات متوفرة لديهم ) وظل يجمع كل يوم ليلا هذه المعلومات حتى وقع بالخطأ في يده مع بطاقة إحدى الشخصيات المشهورة بطاقة لشخصية عادية " كانت البطاقة لامرأة في السادسة والثلاثين ، مولودة في تلك المدينة نفسها "
لماذا هذه البطاقة بالذات دون غيرها !لماذا هذه السيدة دون غيرها ! إنها المصادفة هي التي وضعت بين يديه تلك البطاقة دون غيرها .
" المصادفة لا تختار ، وإنما تعرض ، والمصادفة هى التي جاءته بالمرأة المجهولة ، والمصادفة وحدها هى التي تملك صلاحية الاختيار في هذا الشأن "
ومن هنا بدأت حياة دون جوزيه منحني آخر، ماذا سيفعل بهذه المعلومات ؟ هل سيبحث عنها ؟ هل سيجدها ؟!
ستظل طوال الرواية في حالة تساؤل وبحث مع دون جوزيه .
" لقد حان الوقت للبدء بتدوين ملاحظات حول تقدم عملية البحث ، واللقاءات والمحادثات ، والتأملات ، وخطط وتكتيكات تحقيق يبدو انه سيكون معقدا "
مالذي يجعلنا نفعل شيئا دون غيره ؟ ما الذي يجعلنا نتخذ قرارات معينة ؟ مالذي يجعلنا نخرج عن مسيرتنا الطبيعية وتغيير تصرفاتنا ؟ كيف نتصرف مع احداث وتغيرات حياتنا ؟ ما تأثير الوحدة على تصرفاتنا وافكارنا وقرارتنا ؟ ما تأثير كل حدث يحدث لنا على حياتنا ؟ هل يمكن لمصادفة ان تغير مسار يومك وأفكارك وتصرفاتك وتجعلك تخرج عن روتينك المعتاد ؟ هل تسائلت يوما من أنت ؟ ومالذي يجعلك مختلف عن الاخرين ؟
نحن لسنا مجرد ورقة تحمل تاريخ الميلاد والوفاة والاحداث الرئيسية فى حياتنا فقط كما ترانا المحفوظات العامة ، نحن كثير من الاشياء والأحداث التي تؤثر في حياتنا وتصرفاتنا وقرارتنا. واختيارتنا لكيفية قضائنا لأوقاتنا .
" الأمر لم يكن لهواً ، وإنما كان تسلية "
مبدع ومختلف كما اعتدت معك ياسارماغو . وطبعا كعادة سارماغو في الكتابة لا توجد فواصل او شكل مميز للحوار كما نعتاد ، سواء حوار دون جوزيه مع نفسه او مع الآخرين او حتى مع سقف غرفته . لذا كما اعتدت أن انصح من يقرأ سارماغو عليه ان يتحلى بالتركيز .
كنت بفكر هقرأ ايه وجات رواية كل الأسماء في بالى وكنت لسه مترددة وبالصدفة لقيت صديقتي شروق بتقول انها بتقرأها فقلت دى علامة وقررت ابداها معاها وانضم لينا الصديقتين حنين وسارة سمير فشكرا على مشاركة القراءة الجميلة دى لكاتب مخذلنيش لحد دلوقتي و بحب افكاره وكتاباته .
٢٥ / ١٢ /٢٠٢١
في شخصيات بتكون في تركيبتها وحياتها وتفاصيلها ممكن تبان بعيد عنك بس فجأة تلاقي نفسك بتشبه عالشخصية ، بتحس انها مش مجرد شخصية في رواية، بتلاقي حاجة شبهك اوى ولمستك بشكل غير متوقع مع ان الشكل الخارجى مختلف لكن في تفاصيل صغيرة بتعرفك قد ايه انتوا متشابهين. ده اللى حسيته مع شخصية دون جوزيه . الرواية وفكرتها واللى هى كعادة ساراماغو الغالى لازم تكون مختلفة وغير تقليدية مجذبتنيش في البداية بس مع كل صفحة وكل تفصيل صغير ، الرواية كانت بتدخل جوايا، كانت بتدخل جوه جلدى وانا مش واخدة بالي . لحد ما في لحظة كده وقفت وحسيت ان حياتي تشبه حياة دون جوزيه في حاجات كتير . الوحدة ، الفراغ ، خوفه ، تردده ، تخيله لأسوأ السيناريوهات التى يمكن أن تحدث ، البحث والاهتمام بأشياء قد تكون غريبة بالنسبة للآخرين لكنها منطقية بالنسبة له وتشغل اوقاته وتفكيره . ربما لا أعيش بمفردي في حجرة بائسة مثل دون جوزيه لكن لا تجعلوا المظاهر تخدعكم فكما قلت هناك تفاصيل صغيرة اهم من المظهر الخارجي .
" دون جوزيه يريد ولا يريد ، يرغب ويخشي ما يرغب فيه ، حياته كلها كانت على هذا المنوال "
"أنا لم أسئ إلى أحد قط ، بصورة واعية متعمدة على الأقل، وهذا كل ما يمكنني قوله لك
- وماذا عن الاخطاء بحق نفسك
- لا بد أنني أقترفت الكثير منها وربما كان هذا هو السبب في كوني وحيدا."
دون جوزيه هو كاتب بسيط في المحفوظات العامة في الخمسين من عمره ، مهمته تسجيل المواليد و الوفيات وهو الموظف الوحيد الذي لايزال يسكن في آخر المساكن البدائية الخاصة بالمحفوظات العامة .
" مساكن بسيطة وبدائية مشيدة في الخارج ، على امتداد الجدران الجانبية ، لها شكل صوامع مهملة راحت تتشبث بجسد المحفوظات الراسخ
يقضى وقته في جمع قصاصات صحف ومجلات تتضمن اخبار وصور أناس مشهوريين ، وفى احد الايام قرر ان يضيف الى مجموعته معلومات من ارشيف المحفوظات العامة ( شهادة ميلادهم، مكان ولادته ، من عراباه واى معلومات متوفرة لديهم ) وظل يجمع كل يوم ليلا هذه المعلومات حتى وقع بالخطأ في يده مع بطاقة إحدى الشخصيات المشهورة بطاقة لشخصية عادية " كانت البطاقة لامرأة في السادسة والثلاثين ، مولودة في تلك المدينة نفسها "
لماذا هذه البطاقة بالذات دون غيرها !لماذا هذه السيدة دون غيرها ! إنها المصادفة هي التي وضعت بين يديه تلك البطاقة دون غيرها .
" المصادفة لا تختار ، وإنما تعرض ، والمصادفة هى التي جاءته بالمرأة المجهولة ، والمصادفة وحدها هى التي تملك صلاحية الاختيار في هذا الشأن "
ومن هنا بدأت حياة دون جوزيه منحني آخر، ماذا سيفعل بهذه المعلومات ؟ هل سيبحث عنها ؟ هل سيجدها ؟!
ستظل طوال الرواية في حالة تساؤل وبحث مع دون جوزيه .
" لقد حان الوقت للبدء بتدوين ملاحظات حول تقدم عملية البحث ، واللقاءات والمحادثات ، والتأملات ، وخطط وتكتيكات تحقيق يبدو انه سيكون معقدا "
مالذي يجعلنا نفعل شيئا دون غيره ؟ ما الذي يجعلنا نتخذ قرارات معينة ؟ مالذي يجعلنا نخرج عن مسيرتنا الطبيعية وتغيير تصرفاتنا ؟ كيف نتصرف مع احداث وتغيرات حياتنا ؟ ما تأثير الوحدة على تصرفاتنا وافكارنا وقرارتنا ؟ ما تأثير كل حدث يحدث لنا على حياتنا ؟ هل يمكن لمصادفة ان تغير مسار يومك وأفكارك وتصرفاتك وتجعلك تخرج عن روتينك المعتاد ؟ هل تسائلت يوما من أنت ؟ ومالذي يجعلك مختلف عن الاخرين ؟
نحن لسنا مجرد ورقة تحمل تاريخ الميلاد والوفاة والاحداث الرئيسية فى حياتنا فقط كما ترانا المحفوظات العامة ، نحن كثير من الاشياء والأحداث التي تؤثر في حياتنا وتصرفاتنا وقرارتنا. واختيارتنا لكيفية قضائنا لأوقاتنا .
" الأمر لم يكن لهواً ، وإنما كان تسلية "
مبدع ومختلف كما اعتدت معك ياسارماغو . وطبعا كعادة سارماغو في الكتابة لا توجد فواصل او شكل مميز للحوار كما نعتاد ، سواء حوار دون جوزيه مع نفسه او مع الآخرين او حتى مع سقف غرفته . لذا كما اعتدت أن انصح من يقرأ سارماغو عليه ان يتحلى بالتركيز .
كنت بفكر هقرأ ايه وجات رواية كل الأسماء في بالى وكنت لسه مترددة وبالصدفة لقيت صديقتي شروق بتقول انها بتقرأها فقلت دى علامة وقررت ابداها معاها وانضم لينا الصديقتين حنين وسارة سمير فشكرا على مشاركة القراءة الجميلة دى لكاتب مخذلنيش لحد دلوقتي و بحب افكاره وكتاباته .
٢٥ / ١٢ /٢٠٢١