...
Show More
يتجدد لقائي مع إيتالو كالفينو مباشرةً بعد انتهائي من رائعته "لو أن مسافرًا في ليلة شتاء"، في كتابه "الهزل في قصص الأزل" الذي أحلم منذ سنوات بقرائته. قد تحقق الحلم أخيرًا، لكن هناك الكثير حقًّا مما قد يقال، رغم أن الصمت (أو الانبجار، كما تكلم عنه كالفينو) يغريني وأعلم أنه سوف ينتصر حتمًا بعد كتابة بضعة كلمات.
هذا الكتاب كتبَه عبقري، لا شك عندي. ولم يجب أن يتصدى لترجمته سوى مترجم متفرد في تمكنه من فهم العلوم ونقل ما استلهمه الكاتب منها بلغة تُنافس أجمل الشِّعر. أما ما عانيتُه هنا مع ترجمة معظم قصص الكتاب، فكان مسخًا مؤسفًا لنصوص كالجواهر. تشهد على ذلك مئات المواضع، منها صفحة 232 بأكملها.
وهنا ينبغي أيضًا أن أقول إن صفحة 222 وصفحة 258 كانتا -ببساطة- من كتاب آخر (أو كتابين بالطبع)، وهو ما لا يعني فقط أن الصفحتين الأصليتين قد ضاعتا إلى الأبد، وإنما يعني أيضًا تقديم مثال حي على ما كان كالفينو يتخيل -في روايته "لو أن مسافرًا في ليلة شتاء"- إمكانية حدوثه في دار نشر في عالَم أصيب بالخبل.
أما عن القصص فلا أعرف كيف أصفها. "أغانٍ صعبة" حقًّا، مثل العنوان الذي اختاره كا��فينو لبعض قصصه الأخرى. كتاب سيظل صعبًا على أغلب القراء، حتى الذين سيقرؤونه بلغته الأصلية أو بترجمات أقل إجرامًا. خيالات تستلهم العلوم، وتتفجر بالجنون والشاعرية والذكاء وخفة الظل، وتتحدى سخافة مصطلح "تبسيط العلوم" الذي صار رائجًا في عالمنا المخبول، وتدعو ربما إلى تعقيد العلوم قليلًا، أو على الأقل تركها في حالها.
ويبدو أن رغبتي في الصمت سوف تنتصر الآن. لكنني سجلتُ قصة بصوتي ونشرتُها على ساوندكلاود؛ لأُعطي مثالًا على روح النصوص وأفكارها، وما اقترفه المترجِم في حقها:
https://soundcloud.com/thirdsaturday/...
وأخيرا، سأذكر هنا أسماء القصص التي سأحب أن أعود مرارًا إلى قرائتها:
المسافة عن القمر
علامة في الفضاء
بلا ألوان
ألعاب لا تنتهي
الخال المائي *
الديناصورات
الأعوام الضوئية
الدوامة
الكريستال
الانقسام الاختزالي
المطاردة *
النيازك
ما دامت الشمس
الأصداف والزمن
ذاكرة العالم
الانبجار
هذا الكتاب كتبَه عبقري، لا شك عندي. ولم يجب أن يتصدى لترجمته سوى مترجم متفرد في تمكنه من فهم العلوم ونقل ما استلهمه الكاتب منها بلغة تُنافس أجمل الشِّعر. أما ما عانيتُه هنا مع ترجمة معظم قصص الكتاب، فكان مسخًا مؤسفًا لنصوص كالجواهر. تشهد على ذلك مئات المواضع، منها صفحة 232 بأكملها.
وهنا ينبغي أيضًا أن أقول إن صفحة 222 وصفحة 258 كانتا -ببساطة- من كتاب آخر (أو كتابين بالطبع)، وهو ما لا يعني فقط أن الصفحتين الأصليتين قد ضاعتا إلى الأبد، وإنما يعني أيضًا تقديم مثال حي على ما كان كالفينو يتخيل -في روايته "لو أن مسافرًا في ليلة شتاء"- إمكانية حدوثه في دار نشر في عالَم أصيب بالخبل.
أما عن القصص فلا أعرف كيف أصفها. "أغانٍ صعبة" حقًّا، مثل العنوان الذي اختاره كا��فينو لبعض قصصه الأخرى. كتاب سيظل صعبًا على أغلب القراء، حتى الذين سيقرؤونه بلغته الأصلية أو بترجمات أقل إجرامًا. خيالات تستلهم العلوم، وتتفجر بالجنون والشاعرية والذكاء وخفة الظل، وتتحدى سخافة مصطلح "تبسيط العلوم" الذي صار رائجًا في عالمنا المخبول، وتدعو ربما إلى تعقيد العلوم قليلًا، أو على الأقل تركها في حالها.
ويبدو أن رغبتي في الصمت سوف تنتصر الآن. لكنني سجلتُ قصة بصوتي ونشرتُها على ساوندكلاود؛ لأُعطي مثالًا على روح النصوص وأفكارها، وما اقترفه المترجِم في حقها:
https://soundcloud.com/thirdsaturday/...
وأخيرا، سأذكر هنا أسماء القصص التي سأحب أن أعود مرارًا إلى قرائتها:
المسافة عن القمر
علامة في الفضاء
بلا ألوان
ألعاب لا تنتهي
الخال المائي *
الديناصورات
الأعوام الضوئية
الدوامة
الكريستال
الانقسام الاختزالي
المطاردة *
النيازك
ما دامت الشمس
الأصداف والزمن
ذاكرة العالم
الانبجار