...
Show More
حظيت بصحبة راي برادبيري خلال صباحات الإسبوع الماضي، ليتحدث هو عن الكتابة كلون فني يعرفه ويمارسه بإتقان بينما أتلقى أنا كمُريد هام على وجهه دون أن ينسى أحلام شبابه الأولى في أن يصبح كاتب ذات يوم ..لكنها- الكتابة - تحولت مع الوقت من حُلم إلى غصة في الحلق تُذكره دائما بالأشياء التي ود أن يفعلها ولم يفعل..
الزِن كلمة بوذية تعني التأمل والإستغراق في التفكير والتعبد، وعلى غرار كتاب (الزِن في فن الرماية ) ليوجين هيرجل، يتحدث راي برادبيري عن الكتابة
باعتبارها فن، لا يتطلب جزء كبير من الوعي بقدر مايتطلب خيال ..حرية .. استرسال مع اللاوعي ..وبالطبع تدريب وممارسة لا تقل صرامة عن الممارسة التي يحتاجها فن الرماية وأي فن آخر ..ربما هذا التصور بعيد جدا عن تصورنا في الشرق عن الكتابة باعتبارها عملية معرفية تهدف لإعطاء دروس أخلاقية ومعلوماتية .. هذا ينعكس أيضا في نوع منصات النشر التي نفضلها، إما أن تقدم لي وجبة دسمة بالمعلومات والحقائق وإما أن أحكم عليك بالفشل والضحالة، ويغيب عنا مفهوم الكتابة كعملية إبداعية يكفي فيها أن تسمح لشخص آخر باقتحام خيالك وتقديم صورة عن العالم كما يراه هو وكما يحبه هو، ربما هذا التصور - الكتابة المعرفية الدسمة - هو أيضا ما يعطي فرصة لكُتاب لا يجيدون سوى (رَص) جمل عن حياتهم الشخصية، لكنهم يلبون إحتياجات القارئ الذي لا يميل للكتاب الملئ بالمعلومات والحقائق، لا أنكر أهمية الكتاب المعرفي لكن غياب مفهوم الكتابة الإبداعية حتى في الروايات يجعل عملية القراءة بكاملها مُنفرة ويحولها من حسناء تُغري الناظر إليها ليتأمل تفاصيلها ويقترب من عالمها إلى عجوز حكيمة لا تجذب إلا المُتعبين.
الزِن كلمة بوذية تعني التأمل والإستغراق في التفكير والتعبد، وعلى غرار كتاب (الزِن في فن الرماية ) ليوجين هيرجل، يتحدث راي برادبيري عن الكتابة
باعتبارها فن، لا يتطلب جزء كبير من الوعي بقدر مايتطلب خيال ..حرية .. استرسال مع اللاوعي ..وبالطبع تدريب وممارسة لا تقل صرامة عن الممارسة التي يحتاجها فن الرماية وأي فن آخر ..ربما هذا التصور بعيد جدا عن تصورنا في الشرق عن الكتابة باعتبارها عملية معرفية تهدف لإعطاء دروس أخلاقية ومعلوماتية .. هذا ينعكس أيضا في نوع منصات النشر التي نفضلها، إما أن تقدم لي وجبة دسمة بالمعلومات والحقائق وإما أن أحكم عليك بالفشل والضحالة، ويغيب عنا مفهوم الكتابة كعملية إبداعية يكفي فيها أن تسمح لشخص آخر باقتحام خيالك وتقديم صورة عن العالم كما يراه هو وكما يحبه هو، ربما هذا التصور - الكتابة المعرفية الدسمة - هو أيضا ما يعطي فرصة لكُتاب لا يجيدون سوى (رَص) جمل عن حياتهم الشخصية، لكنهم يلبون إحتياجات القارئ الذي لا يميل للكتاب الملئ بالمعلومات والحقائق، لا أنكر أهمية الكتاب المعرفي لكن غياب مفهوم الكتابة الإبداعية حتى في الروايات يجعل عملية القراءة بكاملها مُنفرة ويحولها من حسناء تُغري الناظر إليها ليتأمل تفاصيلها ويقترب من عالمها إلى عجوز حكيمة لا تجذب إلا المُتعبين.