...
Show More
" يمكن للمتعة والألم ان يكونا متشابهين كأختين "
لكل إنسان منا جزء من الحظ في العالم، فينا المحظوظ بالمال او بالعلم او بالصحة ولكن أكثرنا حظاً دائما هو المحظوظ بالصديق الجيد ، الصديق الجيد بمثابة مكاشف للروح يصادق روحك ويكاشفك بعيوبها مهما كانت حده الإختلاف بين روحيكم ، فكيف إذا كان هذا الصديق فيلسوف وعلي درب البحث عن الهدف مثلك تماما، بين نرسيس رجل الدين اللاهوتي و غولدموند محب الصعلكة والفنان البوهيمي تنشأ صداقة كلنا نطمح إليها .
تبدء الرواية بتعرف نرسيس أحد أساتذه الدير علي الطالب الجديد غولدموند ،نرسيس هذا الأستاذ المتفرد وأفضل من يستشف الروح من الوجه يتخذ غولدموند صديق له رغم فرق السن والإختلاف الظاهر بينهم، ثم تبدء الحياه تفرق بينهم فنرسيس يهب حياته للدير أما غولدموند فينطلق بحثاً في العالم عن هدف يلائمه بتحريض من نرسيس الذي خلصه من هدفه الوهمي المفروض عليه من والده، ثم تبدء الحياه ترسم خطوطها بينهم لتعمق إختلافاتهم ، الاول يصبح رئيس الدير والأخر يجد في الفن ضالته .
يتلخص الغرض من الرواية في ثنائية الروح والمادة وعلاقتها بالحقيقة الكليه، فالمادة لا تصلح سوي في التشكل والفناء ولا تقترب حتي من الحقيقة الكلية اما الروح فلا حدود لما يمكن أن تصل إليه، كذلك هي الفلسفة مبحثها مادي فتفني وتتجدد اما الفن فهو يخلد الاشخاص في منحوتات ولوحات اقرب ما تكون لما في روح المنحوت او المرسوم من حزن او سعادة .