...
Show More
...أعتقد أني قرأت في مكان ما ربما في ذاكرة ماركيز عشتُ لأروي عن أن هذه الرواية كتبت عن جريمة حدثت في بلدته الصغيرة وما أوقعني في سحر ماركيز من جديد علما بأني لم أخرج منه حتى الآن خاصة بعد أُخذتُ بمائة عام من العزلة هذه التفاصيل التي يغرق فيها وهو يصف الأحداث على لسان راوي من عائلة القتيل ويحكي فيها قصة شاب من أصول عربية و يدعى (سنتياغو نصار) كان يعيش فيها وحيداً مع والدته في مزرعة وقد قتل بطريقة وحشية بسكاكين لذبح الخنازير على يد أخوين توأمين بسبب الإتهام الذي وجهته شقيقتهم أنجيلا لسانتياغو حيث تبين لزوجها في ليلة عرسها بأنها غير عذراء وأنه هو من ارتكب هذا الفعل , ليس في الأمر جريمة فقط ولكن كل أحداث الرواية تشير إلى الجريمة كان معلن عنها قبل أن تحدث وأن أغلب أهالي القرية كانوا يعرفون بأن الأخوين كانت لديهما النية بالقتل وكانا قدأعلنا ذلك للغادي والرائح ويصر ماركيز على أنهما كانا ربما ينتظران من يمنعهما عن هذا الفعل غير أن الجهود التي بذلت لمنع الجريمة لم تكن ذا شأن فلم يؤخذ الأمر بجدية ولم تكن هناك أية جهود جادة لدفع الجريمة !
كان ماركيز يتلاعب بمهارة بالقارىء فهو في الوقت الذي يثير فيه الشكوك بأن سانتياغو كان بريئا من التهمة التي ألقتها أنجيلا وأصرت عليها في محضر التحقيق إلا أنه لم يكن هناك أي دليل على وجود علاقة بين الطرفين وعلى هذا الأساس أنت لا تستطيع سوى أن تشعر بالشفقة على هذه الضحية التي راحت نتيجة اللامبالاة والإتكال والتهمة الجائرة !
ولكن لن يتركك ماركيز إلا وهو يطرح احتمالا آخر لماذا لا يكون سانتياغو هو من تسبب في هدم سعادة أنجيلا زوجة اليوم الواحد التي أعادها زوجها حين اكتشف أنها ليست عذراء ومن خلال مشهد لا يتعدى سطورا قليلا وهو يصف الأحداث التي جرت قبل الجريمة
حين التقى بخطيبته فلورا وقالت له :خذ، وعسى أن يقتلاك !
يتقافز الإحتمال الثاني إلى ذهنك لأن ذلك يعني أن فلورا اكتشفت ماقام به سانتياغو مع أنجيلا فرمت له رسائله وأقفلت الباب في وجهه !
وهكذا كل أحداث الرواية تصف كيف كانت كل الأمور تسير ضد سانتياغو حتى والدته أغلقت الباب قبل أن تحدث الجريمة بدقائق بسيطة ظنا منها أن ابنها في البيت بينما كان هو يتلقى الطعنة تلو الأخرى أمام الباب :(
أن حبكة الرواية التي استقت تفاصيلها من حادثة حقيقة لا يمكن إلا أن توصف بالبراعة والذكاء الحرفي وما أثر بي حقيقة مشهد القتل الذي قاما به التوأمين والذي سيبقى مطولا في ذاكرتي فمنذ أنهيت الرواية وأنا أتخيل السكاكين وهي تقطع أحشاء سانتياغو وأراه وهو يحملها إلى بيته ويسقط قتيلا في مطبخه , إن براعة الرواي هي التي تبقي تفاصيل الحكاية ماثلة أمام ذهنك لوقتٍ طويل .
الرواية بالنسبة لي كانت ممتعة جدا
كان ماركيز يتلاعب بمهارة بالقارىء فهو في الوقت الذي يثير فيه الشكوك بأن سانتياغو كان بريئا من التهمة التي ألقتها أنجيلا وأصرت عليها في محضر التحقيق إلا أنه لم يكن هناك أي دليل على وجود علاقة بين الطرفين وعلى هذا الأساس أنت لا تستطيع سوى أن تشعر بالشفقة على هذه الضحية التي راحت نتيجة اللامبالاة والإتكال والتهمة الجائرة !
ولكن لن يتركك ماركيز إلا وهو يطرح احتمالا آخر لماذا لا يكون سانتياغو هو من تسبب في هدم سعادة أنجيلا زوجة اليوم الواحد التي أعادها زوجها حين اكتشف أنها ليست عذراء ومن خلال مشهد لا يتعدى سطورا قليلا وهو يصف الأحداث التي جرت قبل الجريمة
حين التقى بخطيبته فلورا وقالت له :خذ، وعسى أن يقتلاك !
يتقافز الإحتمال الثاني إلى ذهنك لأن ذلك يعني أن فلورا اكتشفت ماقام به سانتياغو مع أنجيلا فرمت له رسائله وأقفلت الباب في وجهه !
وهكذا كل أحداث الرواية تصف كيف كانت كل الأمور تسير ضد سانتياغو حتى والدته أغلقت الباب قبل أن تحدث الجريمة بدقائق بسيطة ظنا منها أن ابنها في البيت بينما كان هو يتلقى الطعنة تلو الأخرى أمام الباب :(
أن حبكة الرواية التي استقت تفاصيلها من حادثة حقيقة لا يمكن إلا أن توصف بالبراعة والذكاء الحرفي وما أثر بي حقيقة مشهد القتل الذي قاما به التوأمين والذي سيبقى مطولا في ذاكرتي فمنذ أنهيت الرواية وأنا أتخيل السكاكين وهي تقطع أحشاء سانتياغو وأراه وهو يحملها إلى بيته ويسقط قتيلا في مطبخه , إن براعة الرواي هي التي تبقي تفاصيل الحكاية ماثلة أمام ذهنك لوقتٍ طويل .
الرواية بالنسبة لي كانت ممتعة جدا