...
Show More
هروبًا من القراءات الطويلة لبعض الوقت وقع اختياري ع هذه المجموعة القصصية.
هذه هي المرة الثانية ليّ مع أدب زوسكند بعد رواية العطر... الآن من حقي أن أجُزم أن زوسكند لديه نكهته الخاصة في كتاباته، جمعه بين الأدب الممتع الخفيف الغير المألوف، والتأمل والايحاءات والسرد الغير المباشر والأفكار الغير تقليدية، يجعله يقدم كتابات في غاية الروعة..
ثلاث حكايات
أولها *البحث عن العمق*
هذه الحكاية الأقرب إلي قلبي وأقلها غموضًا أكثرها استفادة...
تدور حول فتاة رسامة تتزعزع ثقتها بنفسها بسبب ناقد وَجه إليها نقدًا مبهمًا بأن رسمها يفتقد العمق، لتظل الفتاة تائهة مع هذا النقد وتنقلب حياتها رأسها علي عقب،ويُودي بها الأمر إلي الانتحار.
القصة تدور حول فكرة النقد وكيفية تقبلنا له، بل وتأثيره علي مجري حياتنا، وأن النقد لا يحتاج عمقًا ليوصل فكرة النقد ولكنه يحتاج مرونة وسلاسة.
الحكاية الثانية *الصراع*
وتدور حول منافسة شطرنجية بين رجل عجوز متمرس باللعبة لم يُهزم خلال تسع سنوات ماضية ومشهور ببرودة ودقة لعبه، وشاب غريب لديه ثقة عالية يخطف أنظار الحاضرين بطريقة لعبة، فيجذب الجميع حوله حتي يظنون أن الفوز سيؤول له، وبعد عدة حركات من الشاب تؤكد أنه الفائز لا محالة تنتهي المنافسة بفوز العجوز بنفس طريقة لعبه المعتادة.
الحكاية الثالثة*وصية المعلم موسارد*
وهي وصية إحدى شخصيات جان جاك روسو، ينقلنا زوسكيند لحكاية غريبة يكتشف فيها موسارد نهاية العالم بسبب تصدّف الأرض، والذي اكتشفه صدفة وقاده بعد تحليل علمي لتلك النهاية، ليموت موسارد متحجراً، في شكل واحد، بزاوية قائمة، ولا يستطيع الناس دفنه إلا بحفر قبر يناسب جسده المتحجّر.
كانت أطولهم وأقلهم جذبًا لي لكثرة التعمق والحيرة التي أصابتني أثناء قراءتي لها.
ثلاث حكاية توقفنا جميعا عند النقد وتأثيره علي مُتلقيه، الفجوة المتسعة بين الشيخوخة والشباب وفرق الأجيال والصراع المترتب عنه، العبثية في النظرات العلمية الحديثة وكيف تنشأ من عدم..
_______________________________________
نأتي للختام وسأسيمها *الكريزة اللي فوق التورته* :'D
وهي الملاحظة التأملية الساخرة التي يختم بها زوسكند كتابه* فقدان الذاكرة الأدبية*
أكثر جزء أمتعني وجعلني أقف أمام نفسي، لأنها صدمة للقارئ عندما يبحث عن المتبقي في ذاكرته مما يقرأ .. كثير منا أو جميعنا يسقط بعضًا أو جزءًا كبيرًا مما قرأه أو أثناء قرائته لكتاب معين ثم ينقطع عنه فتره ويعود لاستكماله لا يتذكر شيء، آفة النسيان التي تلازمنا جميعاً.
ليبقي السؤال المتكرر دائمًا والمتغير إجابته تبعًا لكل مرحلة:
كيف تستفيد من قراءتك؟ وما هو الكتاب الذي أثر فيك؟
شكراً زوسكند المبدع وأظن أنني لن أنسي هذا الكتاب مهما عانيت من فقدان الذاكرة الأدبية :"D
_______________________________________________
اقتباس من الكتاب:
"إن وجه الحقيقة مرعب ومرآه مميت كمرآى رأس الميدوزا. لكن من وجد الطريق إليها، بحكم الصّدفة أم نتيجة البحث الدائم، لا بد أن يمضي فيه إلى نهايته، حتى لو كان لن يجد بعدها السكينة ولن يجد المواساة، وحتى لو لم يشكره أحد علىه.
في هذا المكان، قارئي المجهول، قف وتمعن قبل أن تداوم القراءة. هل أنت قوي كفاية لتتناول أهوال الحقيقة؟ ما أقوله لك لم يسمع له مثيل وإذا ما فتحت عينيك، فإنك ستبصر عالماً جديداً ولن يعود بمقدروك رؤية القديم. لكن هذا العالم الجديد سيكون قبيحاً ومقبضاً وخائفاً. لا تنتظر أن يبقى لك أمل ما، مخرج ما، أو مواساة، إلا مواساة معرفة الحقيقة وأن هذه الحقيقة ، هي الحقيقة النهائية، لا تثابر على القراءة إذا كنت تخشى الحقيقة."
......
Arageek article:
https://www.arageek.com/2020/08/13/th...
هذه هي المرة الثانية ليّ مع أدب زوسكند بعد رواية العطر... الآن من حقي أن أجُزم أن زوسكند لديه نكهته الخاصة في كتاباته، جمعه بين الأدب الممتع الخفيف الغير المألوف، والتأمل والايحاءات والسرد الغير المباشر والأفكار الغير تقليدية، يجعله يقدم كتابات في غاية الروعة..
ثلاث حكايات
أولها *البحث عن العمق*
هذه الحكاية الأقرب إلي قلبي وأقلها غموضًا أكثرها استفادة...
تدور حول فتاة رسامة تتزعزع ثقتها بنفسها بسبب ناقد وَجه إليها نقدًا مبهمًا بأن رسمها يفتقد العمق، لتظل الفتاة تائهة مع هذا النقد وتنقلب حياتها رأسها علي عقب،ويُودي بها الأمر إلي الانتحار.
القصة تدور حول فكرة النقد وكيفية تقبلنا له، بل وتأثيره علي مجري حياتنا، وأن النقد لا يحتاج عمقًا ليوصل فكرة النقد ولكنه يحتاج مرونة وسلاسة.
الحكاية الثانية *الصراع*
وتدور حول منافسة شطرنجية بين رجل عجوز متمرس باللعبة لم يُهزم خلال تسع سنوات ماضية ومشهور ببرودة ودقة لعبه، وشاب غريب لديه ثقة عالية يخطف أنظار الحاضرين بطريقة لعبة، فيجذب الجميع حوله حتي يظنون أن الفوز سيؤول له، وبعد عدة حركات من الشاب تؤكد أنه الفائز لا محالة تنتهي المنافسة بفوز العجوز بنفس طريقة لعبه المعتادة.
الحكاية الثالثة*وصية المعلم موسارد*
وهي وصية إحدى شخصيات جان جاك روسو، ينقلنا زوسكيند لحكاية غريبة يكتشف فيها موسارد نهاية العالم بسبب تصدّف الأرض، والذي اكتشفه صدفة وقاده بعد تحليل علمي لتلك النهاية، ليموت موسارد متحجراً، في شكل واحد، بزاوية قائمة، ولا يستطيع الناس دفنه إلا بحفر قبر يناسب جسده المتحجّر.
كانت أطولهم وأقلهم جذبًا لي لكثرة التعمق والحيرة التي أصابتني أثناء قراءتي لها.
ثلاث حكاية توقفنا جميعا عند النقد وتأثيره علي مُتلقيه، الفجوة المتسعة بين الشيخوخة والشباب وفرق الأجيال والصراع المترتب عنه، العبثية في النظرات العلمية الحديثة وكيف تنشأ من عدم..
_______________________________________
نأتي للختام وسأسيمها *الكريزة اللي فوق التورته* :'D
وهي الملاحظة التأملية الساخرة التي يختم بها زوسكند كتابه* فقدان الذاكرة الأدبية*
أكثر جزء أمتعني وجعلني أقف أمام نفسي، لأنها صدمة للقارئ عندما يبحث عن المتبقي في ذاكرته مما يقرأ .. كثير منا أو جميعنا يسقط بعضًا أو جزءًا كبيرًا مما قرأه أو أثناء قرائته لكتاب معين ثم ينقطع عنه فتره ويعود لاستكماله لا يتذكر شيء، آفة النسيان التي تلازمنا جميعاً.
ليبقي السؤال المتكرر دائمًا والمتغير إجابته تبعًا لكل مرحلة:
كيف تستفيد من قراءتك؟ وما هو الكتاب الذي أثر فيك؟
شكراً زوسكند المبدع وأظن أنني لن أنسي هذا الكتاب مهما عانيت من فقدان الذاكرة الأدبية :"D
_______________________________________________
اقتباس من الكتاب:
"إن وجه الحقيقة مرعب ومرآه مميت كمرآى رأس الميدوزا. لكن من وجد الطريق إليها، بحكم الصّدفة أم نتيجة البحث الدائم، لا بد أن يمضي فيه إلى نهايته، حتى لو كان لن يجد بعدها السكينة ولن يجد المواساة، وحتى لو لم يشكره أحد علىه.
في هذا المكان، قارئي المجهول، قف وتمعن قبل أن تداوم القراءة. هل أنت قوي كفاية لتتناول أهوال الحقيقة؟ ما أقوله لك لم يسمع له مثيل وإذا ما فتحت عينيك، فإنك ستبصر عالماً جديداً ولن يعود بمقدروك رؤية القديم. لكن هذا العالم الجديد سيكون قبيحاً ومقبضاً وخائفاً. لا تنتظر أن يبقى لك أمل ما، مخرج ما، أو مواساة، إلا مواساة معرفة الحقيقة وأن هذه الحقيقة ، هي الحقيقة النهائية، لا تثابر على القراءة إذا كنت تخشى الحقيقة."
......
Arageek article:
https://www.arageek.com/2020/08/13/th...