يحدثنا منيف كيف استبدلوا الرمل الزاهي بالإسمنت المقيت. كيف تحولت البادية بعاداتها و تقاليدها و نزواتها و جهلها إلى حاضرةٍ تتخلى شيئاً فشيئاً عن أطباعها و أهلها مع وصول الأمريكان. هذا الجزء تتجلى فيه الصدمة الحضارية و البساطة الهائلة التي كانت تغمر الجميع. قبل أن ينقسم الناس بين متمرد و منافق و متردد. منيف يحدثنا عن السعودية و آل سعود بأسماء مستعارة سرعان ما ستتبين لنا مع الجزء الثاني.

أعتقد أن الرواية اكتسبت ضجة أكثر مما ينبغي ربما بسبب منعها

أفضل ما في الرواية هو وصف ردة فعل المجتمع تجاه المتغيرات المصاحبة لاكتشاف النفط

لم ترق لي الحوارات و لا السرد المطول

الرواية جيدة بالمجمل لصاحب النفس الطويل

رواية مدن الملح
لعبد الرّحمن منيف
أشهر من نار على علم..
عبارة عن خمسة أجزاء..
بدأت الجزء الأوّل منها وعنوانه (التّيه) يرصد فيه الكاتب حال الجزيرة العربيّة قُبيل اكتشاف النّفط فيها.. وما جرى بعد ذلك من أمور وتفاصيل وتغيير جذري للبلدة والمكان ونفسيّة النّاس وطرق معيشتهم..
للأسف كثير ما أسمع انتقادات عن تخلّف الأمّة العربيّة وبالتّالي المسلمين.. وكيف أنّهم وراء النّاس وخلف الحضارة..
طبعاً الأمر متشعّب وله الكثير من الأسباب القريبة منها والبعيدة..
ولكن لا يخفى علينا المشكلة الدّاخليّة فيما بيننا..
فمن يريد أن ينتقد ويفنّد لا يفوته أن يكون على اطّلاع بعلم الاجتماع ونفسيّات النّاس..
ولا يهذي بما لا ��عرف.. أو لنكون صريحين أكثر.. ربّما يعرف ويتحايل ليرمي غيره ويتملّص هو.. فما أسهل من رمي التّهم على الآخر..
فأوّل مشاكلنا الجهل..
وثانياً أكل النّاس بعضهم لبعض وضعف نفسيّاتهم وتكالبهم على مصالحهم الشّخصيّة ولو على حساب أهلهم وذويهم..
ترى أهل البلدة الواحدة والقبيلة الواحدة قد فرّقهم ما رأوه من مغريات يوم وصول الأمريكان ورمي الفتات لهم.. فكان هذا الفتات كفيل بأن يعمي بصرهم ومن ثمّ بصيرتهم.. ويتآمرون ولو على حساب أهل جلدتهم..
آلمني كيف بدأ أصحاب النّفوس الضّعيفة والمريضة بالعمل لمصلحتهم الشّخصيّة على حساب عذاب ذويهم وتألّمهم..
وتأكّد لي كيف أنّ الجهل والسّوس الدّاخلي الذي ينخر في داخلنا هو سبب وضعنا السّيئ وعدم تقدّمنا.. فمهما حاولنا يأتي هذا السّوس والعفن الدّاخلي ليجهز على أي محاولة مهما كانت..
ولا أنكر بالمقابل أيضاً ما ذكرته أوّلاً أنّه من أحد أهم الأسباب الجهل وضيق ذات اليد فيأتي الآخر وهو يعرف من أين تؤكل الكتف..
يرمي الفتات مزيّناً له أنّه الجنّة ونعيمها..
ويعرف للأسف لمن يرميه..
النّرجسي الذي يدور في فلك نفسه وذاته ومصالحه..
يزيّن له أنّه الأفضل – رغم أنّه لا ميزة تجعله يفوق من حوله سوى سوء طويّته – فيستغل بالتّالي تميّزه الزّائف وما أوتي من صلاحيات وزخارف.. فيغرق فيها وينسى أهله وخلّانه والويل لمن يقترب أو يحاول أن يساومه على ما أوتي أو يشاركه فيه..
وهكذا تبدأ الفِرقة ويبدأ التّشرذم والحقد والأغلال التي تنمو عبر السّنين والأيّام..
هذا باختصار محور قصّة الجزء الأوّل من هذه الخماسيّة..
لا بأس بها.. أسلوبها يشد نوعاً ما.. أو ربّما يجعلك تعيش مع الأبطال وكأنّك فرداً منهم..
ولكنّي لاحظت أنّ الكاتب يكرّر الأسلوب نفسه في كلّ الأحداث وخاصّة المأساويّة منها التي تتمثّل في معاناة الشّخص الاجتماعيّة مع من حوله وتجمهرهم ضدّه ومن ثمّ قتله سواء بشكل مباشر أم غير مباشر..
كنت أنتظر أمراً جللاً بعد كل نهاية فصل ختمه بموت أحدهم بقوله أنّ ما بعد هذا اليوم لن يكون عاديّاً أبداً.. ولكن أنهيت الرّواية بصفحاتها السّتمئة ولم أر جللاً..
على كل كانت تجربة جيّدة وسأتابع مع بقيّة الأجزاء..
ذكّرتني بقوله تعالى: (ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام.. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنّسل والله لا يحبّ الفساد..)
وفاء
أيلول 2017

مملة .. غير مشوقة.. واقعية ..
الكاتب كان عندو بعض التضمينات الذكية بس كانت قليلة كتير ... الموضوع الي بتتناولوا الرواية بيقدر يتحمل تشبيهات اكتر واحلا و اعمق ...
الحبكة باخر خمين صفحة
ووعندو قدرة كبيرة عل نقل بسلاسة من قصة. ل قصة ..
قرأتها كرمال 3 امور
اتعود عل قراءات الطويلة
اعرف شوي عن الوضع الخليجي العام
اتفشخر عل غودريدز :3
والمهم كمان، أنو حفّزني اقرأ الفردوس المستعار لـأحمدالعمري، لحاول أفهم الفرق بالقيم بين أميركا و اللا اميركا

رواية مدن الملح لعبدالرحمن منيف تأتي في خمسة أجزاء: (التيه، الأخدود، تقاسيم الليل والنهار، المنبت، بادية الظلمات). تؤرخ الرواية -التي تعد من أشهر الروايات العربية- بأجزائها الخمسة لتاريخ مدن وقرى شبه الجزيرة العربية في فترة إكتشاف النفط وما بعدها، والتحول السريع الذي حدث بسبب هذا الإكتشاف إقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.

حسب علمي فالرواية ظلت ممنوعة داخل المملكة العربية السعودية حتى وقت قريب، كونها تؤرخ لفترة لحقبة لا يكاد الجيل الجديد من أبناء الدولة يعرف عنه شيئا حيث أن متوسط أعمار أكثر من ٦٠٪ من مواطني المملكة يدور حول الحادية والعشرين، ولكون تاريخ حكام “السلطنة الهديبية” في الرواية يتماشى في تطابق مع تاريخ حكم آل سعود.

تبدأ الرواية في الجزء الأول في التطرق إلى اللحظات التي تلت إكتشاف البترول في الجزيرة العربية والتحولات التي حدثت لأهالي تلك المناطق، وكيف تكونت الدولة في البداية ثم يستمر منيف في الجزء الثاني في سرد تاريخ المنطقة فيتحدث عن رجال الأعمال الذين دخلوا في تحالفات مع ساسة وحكام المنطقة، ثم في الأجزاء الثلاثة الأخيرة يتحدث عن التحولات السياسية بشكل أكبر بعد التغييرات السياسية المتتالية التي حدثت للمنطقة.

عن نفسي أعترف بأنني قرأت عن تاريخ المملكة الحقيقي بعدما قرأته في الرواية، هالني التطابق في البداية وفهمت بعده سبب منع الرواية في المملكة. الرواية في نظري من الملحمات النادرة المكتوبة باللغة العربية التي أرخت لهذه الحقبة الإستثنائية في تاريخ المنطقة العربية بالكامل.

لا يوجد للرواية بطل واحد تدور حوله الأحداث، البطل هنا هو فكرة التحول المفاجيء الذي طرأ على المنطقة والأجيال التي شهدته من الحكام والشعوب ومن المستنفعين. ومن هنا أعتبر هذه الرواية بعد ثلاثية نجيب محفوظ، وحدهما، أفضل ما قرأت من “روايات الأجيال” عربيا.

إن هذا السفر محرم لدينا في مدن الملح، لكن ماذا أملك إن كان القوم رغم عطشهم لا يقرؤون ولا يحبون القارئين ؟!
و بعد أن قرأته بكل تشوق أقول: إنما تنفك عرى الحضارة عروة عروة، إذا نشأ في الحضارة من لم يعرف ما قبلها و لم يحزر ما بعدها.

و قد حاول المنيف بسرده الماتع أن يقول لهم أنهم في تيه أكبر من تيه بني إسرائيل، و حاول مرارا أن يفهمهم كيف يجدون أنفسهم و يخرجون من التيه، لكن يبدو أن الناس هنا عطشى لشيء آخر.. و سيموتون عطشا.

قال الشاعر اللبناني طلال حيدر:
حط الملح على الجرح.. وسمّاها.. مدن الملح..
وقاس الوقت بالرمح..
طلع الليل أطول..بفرق الصبح..
==========================
عندما نريد أن نكتب نصا روائيا يتحدث عن صيرورة الحضارة في الأشخاص والنفسيات والمدن العربية فيجب أن نعتمده هذه الوثيقة كمصدر خاص في العملية البناءية لذلك النص.
عبد الرحمن منيف في أدبيته مدن الملح قدم حدثا لم يتطرق له أحد من قبل, نشوء الحضارة في بلدان الخليج العربي, تلك المرحلة الخطيرة من الزمن, والتي ستقوم بلي عنق الحضارة باتجاه مختلف جدا عما كانت ستؤول إليه.
اكتشاف النفط, هو عملية لم تكن مجرد اكتشاف فقط للنفط, بل كان حدثا اكتشافيا تاريخيا للزمن وللجغرافيا وللنفس البشرية وللحضارة العمرانية بشكل كامل, هذا السائل الأسود سيعيد صياغة الصحراء, ويعطيها أبعادا ثالثية ورابعية لمتكن تخطر في بال لا ساكنيها ولا من يقرأون عن ساكنيها.
هنا انطلق عبد الرحمن منيف في سلسلته مدن الملح. ومن الرواية الأولى المعنونة "التيه" استطيع أن أقول بأنه عمل روائي أضاف للأدب العربي مجموعة
فريدة لا تقل فخامة لفظية وأدبية وفكرية عن ثلاثية القاهرة.

تبدأ الرواية بسرد عاطفي وجمالي وحيوي جدا عن الصحراء وأهلها في وادي العيون, ثم لا تلبث أن تبدأ الأمور بالتغير قليلا مع بدء وصول الأمريكان وبحوثهم عن النفط, هنا سيتغير كل شيء, عليك أن تقرأ بتأني كامل كي لا يفوتك أي تفصيل, فكل تفصيلة هي محور هام في تاريخ كامل. وما أثار دهشتي أن منيف لم يفوت أي تفصيل ممكن إلا ويورده وهنا تكمن العظمة في عقلية هذا الأديب, فهو يسبق القارئ دوما إلى أماكن سينساها أو لم تخطر في باله.
ومع تنوع الشخوص وتنوع النفسيات سنشاهد حركة بناء للشخصيات متنوعة جدا فعملية النقل الأدبي والتحليل نفسي لأناس عاشوا طوال حياتهم متلحفين السماء كغطاء والشمس كرداء بين البداوة والحداثة وما بينهما عملية أدبية صعبة جدا, ولكن بخفة عبد الرحمن منيف رأينا سلاسة في هذا النقل حتى أني كقارئ لم أتوه بين الشخصيات على الرغم من كثرتها. وهذه حالة نادرا ما تصادفني في الأعمال الأدبية الضخمة كما حدث معي في الحرب والسلم أو في مائة عام من العزلة على سبيل المثال, كما أن المقدمة وعملية الدخول في الرواية كانت ساحرة ولا تقل روعة عن أعظم المقدمات الادبية في العالم.

يقول عبد الرحمن منيف عن مدن الملح: أقدر أنّ الرواية يمكن أن تضيف جوانب معينة في وضع الشرق الأوسط ومناخه وبالتالي همومه. ومما لا شك فيه أنّ الحافز الأساسي لدي لكتابة هذه الرواية، كان الإحساس بأنّ موضوع النفط بحاجة إلى معالجة وإلى معرفة التأثيرات الكبيرة التي حصلت نتيجة وجود هذه الثروة التي لم يُحسَن التعامل معها. ومن البديهي أنّ إلقاء الأضواء على جزء من ماضي هذه المنطقة سيساعد في قراءة الواقع الراهن ومعرفة هذا الغليان أو هذا الوضع الاستثنائي المتفجر. ولعل السعودية هي إحدى هذه المناطق التي هي بحاجة إلى إعادة نظر.

وحين سُئل عبد الرحمن منيف لماذا سمى روايته مدن الملح وليس مدن النفط الذي هو أقرب إلى موضوعها، بل هو موضوعها الأساس؟ أجاب: عندما يفكر الإنسان للوهلة الأولى لاختيار عنوان لهذه الرواية فسيقع اختياره على مدن النفط، لكني قصدت بمدن الملح، المدن التي نشأت في برهة من الزمن بشكل غير طبيعي واستثنائي. بمعنى ليست نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها، إنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة. هذه الثروة (النفط) أدت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنفجر، أن تنتهي، بمجرد أن يل��سها شيء حاد. الشيء ذاته ينطبق على الملح. فبالرغم من أنه ضروري للحياة والإنسان والطبيعة وكل المخلوقات، إلا أن أي زيادة في كميته، أي عندما تزيد الملوحة، سواء في الأرض أو في المياه تصبح الحياة غير قابلة للاستمرار. هذا ما هو متوقع لمدن الملح التي أصبحت مدناً استثنائية بحجومها، بطبيعة علاقاتها، بتكوينها الداخلي الذي لا يتلاءم وكأنها مدن اصطناعية مستعارة من أماكن أخرى. وكما قلت مراراً، عندما يأتيها الماء، عندما تنقطع منها الكهرباء أو تواجه مصاعب حقيقية من نوع أو آخر سوف نكتشف أنّ هذه المدن هشة وغير قادرة على الاحتمال وليست مكاناً طبيعياً لقيام حاضرات أو حواضن حديثة تستطيع أن تستوعب البشر وأن تغير طبيعة الحياة نحو الأفضل.

عبدالرحمن منيف وخماسية مدن الملح
سلسلة الروريات الي لقت من التفخيم والاسطرة مالقت وتكاد ان تكون من كلاسيكيات الادب السعودي - رغم منع تداولها في السعودية- واستطيع ان أأكد استحقاقها لهذا اللقب .

لم انتهي الا من الرواية الأولى ( التيه) واستطيع ان اقول ان البطل الوحيد هنا هو " التاريخ"
وهو ما أصاب به عبدالرحمن منيف هنا، قلة من الكُّتاب من تكلم عن هذه الحقبة الزمنية في هذا الممكان وفي هذه الظروف، لا تشبه شيئاً قرأته من قبل
وهذه الشخصية شخصية الزمان والمكان هي التي تدفعني لقلب الصفحات بكل لهفة
فضولي الشديد نحو ماذا حدث هناك وكيف اصبحنا هنا
ردات فعل الشخصيات وليس قصصهم
ماذا فعلو عند وصول الامريكان لأول مرة
عندما رأو الات والسفن
عندما رأو النساء
اول مرة رأو المنظار
عندما سمعو الراديو
عندما رأو السيارات
درجة تشابههم بنا الان
عندما القو كل شي جديد بالجن والشياطين
لم اهتم حقا بماذا سيحدث لابن هذال
او ابن راشد او الامير
فلم يكن هناك حوارات آسرة، او لغة عميقة، او حبكة مذهلة.
استمتعت بالرواية لإنها ارضت فضولي التاريخي، و اتطلع لإكمان السلسلة ولست على حافة مقعدي.

"From the first day they came to our village life has been camel piss."

This is a superlative novel, perhaps the superlative Middle Eastern novel. It tells the story of an isolated region, a fictionalized version of the Saudi interior and the UAE, whose quiet, traditional life is upended when an American oil company basically takes over everything in the 1930s and ruins everyone's lives as American oil companies are want to do.
The novel is nearly mosaic, at least episodic, so there isn't a fixed narrative, we drift along the way, encountering various characters and places from the desert and its Bedouins, along the old caravan road to the port at Harran where the Company sets up its headquarters. Much of the action takes place there. You can probably guess how the shit hits the fan, but it does so slowly and poetically.
The Company destroys the old and builds sterile, concrete new. Machinations ensue among the ambitious locals and conflicts galore arise between tradition and "innovation", and in the end you reach the obligatory, violent nadir.
Banned by the Saudis (Munif was stripped of his Saudi citizenship along the way), it isn't a pretty tale, but it's full of a kind of reckless nobility that is often lacking in Middle Eastern novels, not as an excuse for the past, not even as an argument against "modernity", whatever that is, but a clarion call for human decency.

خماسية مدن الملح:
أنهيت الأجزاء الخمسة في شهر يونيو؛ لا أبالغ لو قلت أنه أروع وأمتع شهر في حياتي القرائية.

هنا ملحمة تولسيفسكية (من تولستوي ودوستويفسكي) بعمقها وإنسانيتها ونضجها وتبصرها وتشابك خيوطها.
انها رواية لولبية (متعددة المراكز=الأبطال، والحلقات=الأحداث) تقودك عبر بساط الريح من قلب صحراء موران العربية إلى ناطحات سحاب سان فرانسيسكو مروراً بمروج ألمانيا الخضراء. تأخذك في رحلة عمرها 70 سنة لتكشف لك طغيان السلاطين، سخرية المعدَمين والمسحوقين، إخضاع النساء، مقاومة المتمردين، استغلال التجار، تآمر ونفاق حكومات الغرب...
شخصيات الرواية ليست باهتة، بل لها عمق نفساني تربوي اجتماعي اقتصادي تاريخي.

صديقي القارئ؛
هل تبغض الحكام الطغاة؟؟
هنا ستبغضهم أكثر، لكن في بعض المواقف ستجد نفسك تتعاطف معهم بل تشفق عليهم.
هل تتعاطف مع المحكومين المظلومين؟؟
هنا ستتعاطف معهم أكثر وأكثر، لكن في بعض الأحداث ستجد نفسك تبغضهم، إن لم تحقد عليهم.

في هذا العمل النضالي، نجد الروائي (منيف) خالقا مبدعا حقيقيا، لم يخلق عالما وأشخاصا ليتحكم بها ويوجه حركتها، بل تركها حرة.. تقول ما تريد وتفعل ما تريد،،، هنا (منيف) -وإن اختلف معي البعض- لا يقل براعة عن مجايليه: ميلان كونديرا وأمبرتو إيكو وفيليب روث.

لم أقرأ عملا بالعربية منذ مدة ولكنني استمتعت مرة أخرى في حضرة منيف، والتقييم لهذا الجزء الأول فقط وليس للخماسية بأكملها.

منيف حكاء رائع، ينسج شخصياته من رمال الفلاة الواسعة ورياحها التي تنثر فيما تنثر في وجهك رمالا تلتصق بك وتحدد ملامحك وملامح حياتك. يأخذنا منيف إلى بدايات التنقيب عن البترول، وما صاحبه ذلك من رهبة ورغبة وتحفظ الأهالي الذين وجدوا أنفسهم خائضين في حياة غير تلك التي اعتادوا ومجبرين على نفض الرمال عنهم والتخلص من غلي القهوة وتسلق أشجار النخيل، والتحول بدل ذلك كله إلى عمال يحفرون ولا يدرون عم يبحثون في هذه الأرض الواسعة التي تحولت من بساتين إلى حقول نفط وذهب.

لن أقرأ الخماسية دفعة واحدة بل سأضع بين كل جزء والثاني فاصلا من كتاب أو كتابين لتجنب الشعور بالملل الذي يطوقني مهما كان العمل مثيرا للاهتمام.

كتاب : مدن الملح ( التيه )
الجزء الاول
المؤلف : عبدالرحمن منيف
الناشر : دار التنوير



رواية تتحدث عن فترة تاريخيه من اخطر الفترات على شبه الجزيرة العربية وهي فترة التنقيب عن البترول ، وكيف كانت الحياه الاجتماعيه قبل اكتشاف البترول والتحول الذي حدث اثناءه وبعده وضياع الهويه وتدفق العمران وغيرها من العوامل المؤثره ..

والعجيب قدرة الكاتب على سرد الحوارات بتفاصيل مذهله مما يدل على مخزونه العميق وكيف يرسل الاشارات الرمزيه بين السطور .


واختياره للعنوان يدل على فحوى الروايه ، فعلا عمل عظيم و رائعه بحق ..


10/4/2016