Community Reviews

Rating(4 / 5.0, 100 votes)
5 stars
36(36%)
4 stars
31(31%)
3 stars
33(33%)
2 stars
0(0%)
1 stars
0(0%)
100 reviews
April 17,2025
... Show More
تنبعث هذه الحكاية التي يرويها عبدالرحمن منيف من قلب الصحراء، هذا المكان العجيب الذي يبعث دائماً الطاقة والخيال لتسرب الحكايات وصيد الكنوز المتعلقة بالإنسان، حيث الفطرة ما زالت في طور النمو والعالم ما زال مقيداً بأحكام وأعراف صارمة، أهل الصحراء الذين هم عبارة عن مكونات غريبة من البشر، حيث العاطفة المتعمقة في الداخل مع مظهر لا يلين وصلابة تقسو مع الأيام حتى يصبح الإنسان في تلك البقعة أخاً شرعياً للطبيعة الصحراوية ..


تبدأ الحكاية ببداية إكتشاف النفط في الصحراء العربية، في مدينة صغيرة تشبه الكثير من المدن العربية، مدينة خيالية أخترعها الكاتب لتكون أنموذجاً للعديد من مدن النفط التي نشأت فيها شركات استخراج النفط عن طريق الشركات الغربية، تظهر الرواية الصراع الأبدي بين قوى الاستعمار متخفية في ثوب الباحث عن النفط وبين السكان الأصليين الذين يعيشون على تراث وطريقة فإذا بهم بين يوم وليلة تتغير حياتهم وتتفجر ينابيع الشك والريبة وتتصاعد الاحقاد بوجود الغرباء ويتحول الأمر إلى صراع خفي ومراوغة يسعى المستعمر لإثبات نياته الحسنة في إعمار الأرض واستخراج النفط لخدمة العباد والبلاد بينما يلبس الصحراوييون والسكان الأصليين لتلك المدن ثوب الريبة والقلق حول المصير والمآلات وهم يرون التغيير يزحف يوماً بعد آخر لتطل على حياتهم القديمة ، حيث يجر المستعمر اللطيف لا فقط شركات النفط وقطع الحديد والمنشئات العملاقة بل أيضاً تأتي بثقافة جديدة لا تلاقي أي ترحيب بل تحمل في طياتها لب الصراع وأس الشك الذي يتصاعد بشكل ذكي وبالغ الرتابة طيلة صفحات الرواية حتى تصل إلى الذروة التي كانت منتظرة من هذا التلاحم الغير مريح بين طرفين لا يجمع بينهما شيء سوى تمديد فترة السلام لأطول فترة ممكنة ..


الشحصيات التي يصنعها منيف بالغة الرقي ومعجونة بطابع الواقع العربي والبدوي ، كل شخصية هي حكاية وقصة مكتملة بحد ذاتها، ما أن تتلاقى مع إحداها حتى تشعر وكأنه شخص عادي فإذا بك تتعلق به وتحاول أن تسير معه في مساره ونضج شخصيته وتطوره للوصول إلى ما يريدك الكاتب أن تتبعه ، شخصيات منيف عادة هي ما تغني رواياته وهي من جمال صياغتها تشعر وكأنها حقيقية وليست من خيال المؤلف، تشعر وكأنك تعرفهم وألتقيت بهم من قبل لذا كل من تقرأ عنه من شخصيات إنما هو بلورة لشخصية حقيقة جداً وحية جداً وإنسان بكل عيوبه وجنونه وحزنه وخيباته وتناقضاته ، إنه يحول الشخصية إلى صراع، الشخصية عنده هي الرواية بل هي الأساس ، أما الباقي فهي مجرد تفاصيل قد لا تهمك، يعجبني كيف يتمكن من رسم شخصية ثم يجعلك تتبعها رغماً عنك، تهتم بمصائرها وتحتك بوجودها وتغرق في الحوارات وكأنها شأن حميمي بين الأصدقاء ..


ليست مجرد رواية بل ملحمة عربية تختزل الكثير من صورة تاريخنا العربي منذ بداية القرن الماضي وحتى هذه اللحظة من تصوير لأدوات الإستعمار، إلى دور الشعوب التي تترنح أمام الواقع الجديد وما زالت، وللأسف، قلما تتعلم الدرس وتتعامل مع الوجه الحضاري الجديد بريبة مطلقة أو تناغم يجعل الإنسان هنا ممسوخا وكائناً تابعاً بكله لوجه الاستعمار البشع بل وخادماً مطيعاً لسيده الأبيض .. الرواية درس قاسٍ من الماضي وهبة في وجه الظلم وتبصر بمعالم الفوضى التي تعج بها البلاد ، حيث الثائر يتحول إلى شبح والبطولة التي تتغنى بها الشعوب تبقى هي الوسيلة الوحيدة الخروج من التيه .. التيه الذي يصنعه مدن الملح وتفتته الجموع البشرية المتعطشة لإسترداد ولو بعضاً من حقها في ما كانت تملك ..

هذا هو الجزء الأول من الخماسية وعسى أن نوفق في قراءة باقي الأجزاء وأن تكون بهذا المستوى من العظمة الروائية التي تليق بقلم منيف ..
April 17,2025
... Show More

(مدن الملح1)

كيف يمكن للأشخاص و الأماكن أن يتغيروا إلى الدرجة التي يفقدون صلتهم بما كانوا عليه , و هل يستطيع الإنسان أن يتكيف مع الأشياء الجديدة و الأماكن الجديدة دون أن يفقد جزءًا من ذاته ؟

في الفلكلور المصري توجد قصة طريفة عن (عوّاد) ذلك الفلاح البسيط الذي فتنته الدنيا ليبيع أرضه , ويصبح بعد ذلك مثار للسخرية بل موضوع لأغنية شهيرة تقول : عوّاد باع أرضه , ياولاد , شوفوا طوله وعرضه ! يا ولاد . وهكذا .

نحن هنا أمام أمة بيعت بأكملها على يد أبناءها , وبدلُوها بالذهب والفضة , ليعانوا بعد ذلك طوال عمرهم , ولكن مهلا . وماذا كان بأيديهم أن يفعلوا ؟ وما أدراك أنهم غُصبوا على الرضوخ , والبيع !

نحن أمام عمل على درجة عالية من الحساسية , فالكاتب أبى إلا أن تكون روايته من العظمة بمكان , فقد اختار التركيز على تغيرات المجتمع السعودي بعد اكتشاف البترول وتدفق العمران على نواحي المملكة , وكيف كان هذ التغير حسنًا في الظاهر إلا أنه أصبح وبال فيما بعد ذلك .

و إن كان السعوديين قد باعوا شئ من حضارتهم أو طريقة حياتهم , فإن تلك العملية (البيع) كانت وما زالت إلى الآن هي الصفة المشتركة الأكبر بين بني العرب ومجتمعاتهم أجمعين , فمن باع وطنه لأغراب لكي يحوزوا رضا ومن باع وطنه لمورد اقتصادي خادع إلى ما دون ذلك .

هي تلك الأعمال التي تترك بداخلك رعشة , قد تكون رعشة حزن أو رعشة حسرة , رعشة لاإرادية تنتابك وتجعلك على تواصل مع شخصيات و أحداث الرواية .

العمل بسيط محكم , يقدم لك الأحداث و أثرها على البشر يصورة بليغة غاية الحكمة , يتلاعب بالحكم لكي يصل إلى غرضه النهائي وهو حسن توصيف الوضع .

العمل ملئ بالدراية وحسن استيعاب الوضع كما أنه عليم بالغاية بالنفس الإنسانية وما تلجأ إليه من وسائل لدرء الهجوم عنها .

يعيد الكاتب تذكر أيام النفط الأولى بحس خبير بارع في الوصف والتحليل , خبير خالط الناس والآلات فترة كافية تجعله جيد في توصيف العلاقة بينهما و لأن “الذاكرة لعنة الإنسان المشتهاه ولعبته الخطرة، إذ بمقدار ما تتيح له سفراً دائماً نحو الحرية، فإنها تصبح سجنه. وفي هذا السفر الدائم يعيد تشكيل العالم والرغبات والأوهام” فقد كانت الذاكرة سجن لناس ولعنة لهم وكانت حرية لآخرين.

و في النهاية تذوي التفاصيل , تتراجع ثم تغيب . وحتى تلك التي لا تزال عالقة بالذاكرة , ربما ولدتها الرغبة أو ولدها الخيال الجامح , لأنه أية محاولة لاستعادة صورة الأشياء , والأماكن و الملامح تصطدم بالنسيان الذي يتمدد كالهواء الساخن , يجعل كل ما جرى أقرب إلى الحلم . ليبقى كل ما جرى أقرب إلى الحلم.

عمل روائي محكم , مستوفي جميع شروط العظمة , واستحقاق الخلود الأدبي :

من لغة متقنة غاية في القوة والبلاغة , واستخدام مريح للفصحى تجعل القراءة سلسة ممتعة , حتى إذا تخللتها بعض الجمل الحوارية العامية .
إلى قوة التشبيهات و الوصف وحسن توظيفها وترجمة خبرة الكاتب العملية إلى تجربة روائية جميلة ,
إلى رسم للشخصيات من أبلغ ما يكون و تقديمها بالصورة الكافية التى تجعلنا نعايشها ونتأثر بها .

في النهاية عمل عظيم يستحق المكانة التي يحتلها والتقدير الذي يناله.
April 17,2025
... Show More
رواية ذكية مؤلمة تصيبك بالحيرة الشديدة وتقودك إلى كثير من التساؤلات والتأملات.. تتساءل هل الوضع الذي حصل كان أفضل الحلول?? وهل الكرامة كانت ضريبة الحضارة في الجزيرة العربية?? هل من حقهم إجبار البدو على تغيير ما لا يرغبون فيه?? هل كان يفترض بعرب الجزيرة البدء من الصفر ومن اختراع الآلات البدائية بأنفسهم والتطور شيئاً فشيئاً حتى يتعلموا ويكتشفوا تدريجياً دون الحاجة لتدخل أيدي وآلات غرباء هل يعقل هذا?? وكيف سيتم ذلك أصلاً والحال أن كل همهم أساسيات الحياة والصبر هو مبدأهم الأول والأخير في الحياة!! لم يكن لديهم رغبات أو طموح.. هل نعذرهم بسبب الظروف الصعبة??
بالنسبة للشخصيات -التي رغم أنها خيالية لكن ما هي إلا نماذج من الواقع- لا تدري من تلوم وعلى من تشفق وهل تؤيد أم تعارض فالأمر ليس أبيض وأسود بل تنتابك الحيرة في موقفك تجاه متعب الهذال وابن راشد ومفضي الجدعان وغيرهم وغيرهم!!
في البداية ترددت بقراءتها كنت متخوفة من الملل كونها في البادية وما هي البادية سوى خيام وصيد ورعي وزواج وقتل وقهوة ولن أتحمل هذا طوال ألفين وخمسمائة صفحة!! أجلت البدء بها دائماً.. لم أتخيل أنها ستكون بهذا الأسلوب وتضعك في الصورة لتعايش التغيرات على حياة بدو الجزيرة العربية من كل النواحي.. تاريخ وعلم اجتماع وسياسة وعلم نفس وحياة اجتماعية.. كل شيء فيها عميق ومفهوم..
آلمتني جداً لا أعلم هل لأنها ذكرتني مئة مرة أننا نستهلك كل شيء من الآخرين ونكتفي بالانتقاد.. ولا نفكر حتى بأن نسأل أنفسنا كيف تعمل الأشياء!! ونعتبر الحضارة استخدام آلات بدون محاولة اكتساب علم يؤدي لصناعتها!! ونسعى لها كرفاهية لا كتطور علمي..
هل لأنها ذكرتني أن بعالمنا العربي كل من تكون بيده سلطة ومال ينسى نفسه كيف كان وكيف بدأ ويتحول لشخص أناني ويفسد معنى كل شيء يقع تحت يده حتى الأشياء السامية الجميلة تنحرف عن معناها ومسارها فتتحول التنمية والوظائف إلى جمع مال ومصالح شخصية..
هل بسبب أنها عرفتني عن قرب على لون جديد من السفر والفراق ذلك اللون المرتبط بيأس وانتظار لا يشبه يأسنا ولا انتظارنا..
أم لأنها ذكرتني أننا نحترم ونجل من يذلنا ونحتقر صاحب المبادئ إن لم يكن ذا منزلة و"ما نمشي إلا بالعين الحمرا".. حقيقة فكرت ولم أجد طريقة أخرى كان يمكن بها التغيير والانتقال نحو التحضر برضا وألفة واتفاق.. لا مفر من الصراع ليس هناك حل..
أم لأنها تناولت تناقضاتنا.. نرفض الشيء ونفعله.. نكره شخصاً ظالماً ثم نمجده عند موته..
أم لأن الشخصيات -السيئة خصوصاً- فيها من الواقعية الشيء الكثير.. (وهنا تذكرت مقطع قرأته بكتاب أنه عند الرغبة بإحداث إجراء فيه ضرر بفئة من الناس يتم تقسيم الإجراء الذي سيحصل ضدهم على عدة جهات كل منها يقوم بجزء صغير بحيث لا تشعر أي جهة بأنها هي من أخطأت بحق هؤلاء الناس)..
أم لأنها ذكرتني بأننا نحرم كل شيء جديد ثم بعد فترة نستخدمه ثم نغضب عندما يقولون أن ديننا يعارض الاكتشافات والعلم..
وأضف على ذلك الشعور بالدونية الناتج عن الجهل والحاجة للآخرين والشعور أمامهم بأنك طفل.. هذا الوضع الذي يقودنا مجبرين أو طائعين إلى (الذل) دون أن نشعر فالمؤلم ليس فقط إجلاء أهل تلك المناطق بل تكسير مجاديفهم وحصرهم في خيارات محدودة ثم غدروا بهم كذلك النظر لهم بانتقاص وهم لا ذنب لهم.. وتشعر بالغيظ والشفقة بنفس الوقت تجاههم عندما ينظرون للأجانب كدخلاء الكاتب تناول كل أنواع الأجانب من باحثين عن الرزق أو هوامير منافقين أو موظفي الشركة الذين يتزايدون ومن خلال قراءتك تلمس تأثير وجودهم بطريقة تجعلك تشعر بالكثير من التضارب في أفكارك..
شيء لفت انتباهي وضايقني من البداية لماذا لهجة الحوارات عامي وفصيح.. جيد كون الأحداث فصيح والحوار عامي.. لكن في نفس كلامهم الحوار دمج عامي وفصيح في نفس الجملة!!
كذلك ضايقتني بعض الايحاءات والتعبيرات..
أما بالنسبة لأحداث الوفيات أبدع فيها ولو نظرت ببساطة ستقول لماذا رواية بهذه الواقعية تموت فيها أربعة من الشخصيات متأثرة نفسياً وكأن الموت من الصدمة أو الحزن أو الخوف شيء مألوف- أرى أنه لم يضع وفاة كل منهم بهذا التوقيت لمجرد أن يريح أعصاب القراء بل وفاتهم كما لو كانت نقطة نظام تبدأ من خلالها قصة جديدة وتزيد التساؤلات والصراع أكثر..
ألاحظ أن بعض الريفيوهات الأجنبية!!
يا ترى في النسخة الانجليزية كيف تمت ترجمة:
اخز الشيطان علامك يا رجل ـ اسمع يا بن الحلال - وكل الله يا بو مسفر.. وغيرها الأصعب من هذا..
اقتباسي المفضل في الكتاب:
"مع الوعود السخية تهديدات غير مباشرة"
أتساءل عن ماذا ستكون بقية الأجزاء!! ماذا سيضاف فيها!! أتمنى أن تكون بنفس المستوى..
April 17,2025
... Show More
أخيراً حان وقت الخماسية!

"بعد سنوات من السعي للوصول إليها في ظل المنع، ثم أشهر من انتظارها على الرف، أجد نفسي أخيراً مع مدن الملح، "مشتاقة تسعى إلى مشتاق.

احتلت خماسية مدن الملح مكانة فريدة في الأدب العربي، نظراً لتمكنها من رصد التحولات الاجتماعية ,والاقتصادية في الجزيرة العربية عقب اكتشاف النفط. هذا ما قرأته عنها لذلك توقعت رواية عالية القيمة، شديدة الجفاف. غير أنني فوجئت بمستوى الإمتاع في الرواية إلى جانب براعتها في النقد الاجتماعي. هناك الكثير من الحكاوي الممتعة، أساطير صحراوية، أحداث سحرية، ومفاجآت هنا وهناك. كما لا يمكن أن تخطئ النفس نغمة الحنين في النص، والتوق إلى الحياة البسيطة بأفراحها وأتراحها.

يتدفق الذهب الأسود من باطن الأرض ليغير كل ما هو على ظاهرها. هي صدمة للشجر والحجر والماء والبشر. واحات تُطمر، مدن تنهض، وبيداء تُعمّر، شركات بين الفيافي، أمريكان بين العشائر، وبدوٌ يرون البحر لاول مرة. أما الأشخاص فهم ما بين مستبشر ومتخوف، متمرد وراضخ، هذا تستميله الثروة وهذا تخضعه عصا السلطة.

وكما تنقل بنا منيف بين المناطق فقد تنقل بين الشخصيات بشكل مذهل. هذا يضحكك وهذا يُلهمك، هناك من يثير اشمئزازك وآخر تتمنى بقاءه طوال النص. وليس الأمر بهذه البساطة، فمنيف يجيد اللعب على مختلف الأوتار، فهذا مفضي الجدعان، على سبيل المثال، يضحكك ثم يغيظك ولكنك في النهاية لا تملك سوى أن تحترمه أو -على الأقل- أن تتعاطف معه.

كما يقول الرائع جبرا إبراهيم جبرا: "هناك نفس ملحمي في الرواية"، وهذا جلي في عظمة الأحداث وغزارة الشخصيات التي تظهر وتختفي حسب ما يتقضي النص. ينتهي الجزء بزفرة ملحمية ملائمة جداً لنص بهذا الحجم والجودة.

ليس هذا سوى الجزء الأول، ومع ذلك فقد ضم ما يربو على ستمائة صفحة مكتنزة الأسطر. لا ما نع لدي من هذه الكثافة إذا كانت بقية الأجزاء بنفس الجودة. أتمنى أن أتحلى بطول النفس حتى أفرغ من السطر الأخير من الجزء الخامس. والآن فلننتقل من التيه إلى الأخدود.
April 17,2025
... Show More
بداية حكاية تلك الأرض التي استحال فيها التراب الطيب ملحاً، والإنسان الحر عبداً، والأخ منافساً وعدواً.

السرد مستفيض، الإيقاع بطيء ومتروّي، والأحداث متتابعة بتمهل من دون ذرى أو نقاط تحول .. كل ذلك جعل الرواية كطريق يتم تعبيدها شيئاً فشيئاً أو وجبة تُحضّر على نار هادئة؛ الأمر الذي لم أعتده من منيف المشتعل دوماً والذي يفجر الألغام من حولك أينما سرت في أعماله.

لا أدري ما سيكون عليه الحال في الأجزاء المقبلة، لكن حتى الآن ما قرأته للكاتب سابقاً كان أقوى وأمتعني أكثر.!

إلى الجزء الثاني ..
April 17,2025
... Show More
n  n

عبدالرحمن منيف يؤرخ بالرواية لفترة لم تعشها ولم تتعرف على تفاصيلها أجيال مابعد الطفرة، يتحدث عن قصة تغيير خارطة حياة كاملة عرفها البدو قبل ظهور البترول، قصة ظهرت فيها الوحوش الصفراء على أنقاض البيوت والمزارع.
الشركة  تظهر للوجود مع اكتشاف ذهب البدو الأسود، تستخدم هؤلاء البدو في التنقيب وحفر آبار البترول في ظروف معيشية من أسوأ مايكون، جهل تام للعمال أصحاب الأرض بما تحت أقدامهم من ثروة، شخصيات كثيرة تصنع أحداث الرواية، لكل شخصية حيزها وتفاصيلها الخاصة التي تجعلك تحفظها في الذاكرة وكأنها شخصية البطل الرئيسي الأوحد.
عبدالرحمن منيف نقل تلك الفترة بحرفية بالغة، الأجيال الأولى التي بدأت العمل في n  أرامكوn تحت إدارة أمريكية تسميها مثل أبطال منيف (الشركة) لأنه ببساطة لايوجد غيرها ذلك الوقت، يتحدثون عن ساعات العمل الطويلة تحت الشمس في ظل قبعات العمل الحديدية، واللهجة الأمريكية -الدرامية- المؤثر الصوتي المرافق لضجيج آلات التنقيب.
الرواية ترصد بداية التغييرات وتدرجها على البشر والحجر، التخلي عن الملابس العربية التي تعيق العمل، بيع العمال لمطاياهم، ترك الخيام والعيش في علب البركسات الأسمنتية، سفينة الغواية تطلّ على الشاطئ في فجيعة حضارية لم يفكر ذو العيون الزرقاء في تأثيرها على أصحاب الأرض ، قلب الأمير أخّضر أكثر مما يجب ونسيّ هموم مواطنيه بإعتبار أن الحكومة أصبحت المسؤولة عن تسيير أمور البدو، يلهو بالمنظار ثم الراديو والهاتف بانبهار يجعله حبيس دار الإمارة.
تنبؤات على لسان شخصيات منيف تعبّر عن مخاوف البدو بعد قدوم العفاريت -الأمريكيون- لبلادهم، سلطة المال والحكم  ونشأتها الأولى تغزو تلقائية حياة البدو، يظهر السجن كعلامة من علامات التمدن ومفضي الجدعان أول الزائرين.
فهمت أصل الفكرة المسبقة السائدة عن عرب الخليج -بدو وثروة- شاهدت لقاء سابق لأسامة الرحباني تحدث فيه عن عدمية ثقافة الخليج الموسيقية وأرفقها بشيء  من -بدو وثروة- ، فكرة نمطية أظنها بحاجة لتحديث في أذهان من يحملون الرؤوس المتورّمة ثقافياً.
سعيدة بترجمة هذه الرواية وتقديمها كملحمة عربية خالصة توازي أعمال أدبية مهمة على مستوى العالم، أدرك المتعة في الغرق في محلية البلدان القصية والتعرف عليها بلا رتوش ، كزيارة خاطفة لعقول الصينين مع مو يان وذرته الرفيعة الحمراء مثلاً، عبدالرحمن منيف يملأ هذا المكان بجدارة لأنه ارتبط بالأرض والإنسان أكثر من أي شيء آخر.
n  هناn حلقة خاصة من برنامج روافد تأبين للراحل عبدالرحمن منيف عرض فيها لقاء سابق له، قناة سعودية للثقافة عرضت لقاء مع صديق للكاتب، كانت الحلقة مقدمة على استحياء من فكر وأدب منيف والصديق أيضاً مال للجانب الشخصي والعائلي للكاتب بشكل لا أظنه راق لعائلته.
April 17,2025
... Show More
لا أدري ما اقول عنها بالضبط.. قررت الدخول إلى هذه الرواية بدون تخطيط وقد كنت متخوفة منها في البداية كعادة الروايات المشهورة التي يدور حولها مديح كثير
ولكن صدمني الأسلوب السردي السلس للكاتب ووصفه للأماكن والناس بطريقة تشد القارئ ولا تشعره بالملل
أما القصة التي تحكي فترة كنت أحب أن أعرف عنها بعض المعلومات (الجزيرة العربية قبل النفط، كيف كانت اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وكيف أصبحت ما هي عليه الآن) فقد أعجبتني
والنهاية التي أغلق بها الجزء الأول من خماسيته كانت جميلة وغير متوقعة

متحمسة للجزء الثاني على غير ما كنت أتوقع
April 17,2025
... Show More
ما يقارب الشهرين وأنا أخوض فيها. الروايات العميقة الطويلة بالعادة أفضل تكون قراءة مشتركة بحيث أن نناقش الفصول ونشجع بعضنا.

هي ليست سيئة لكن هذه أنا مع الصفحات الكثيرة ملولة قرأت كتب عدة في هذه الفترة وأعود لـ التيه ولا أكون تائهه بل معهم والشخوص ما زالت في مخيلتي.. أعود مشتاقة ف ابحث عن متعب الهذال عن أبنائه؟ هل سيعود؟ هل سينتقم من الأمريكان! هل ستعود وادي العيون ك السابق!
ماذا سيحل بحران العجرة!

الأحداث جميعها في أحياء بدوية في الصحراء! الأشرار هنا الأمريكان والبترول والتطور الذي داهمهم فجأة وأربك استقرار المجتمع. وزاد من الأطماع والخطط واستغلال الضعفاء الفقراء.

أذكر أني كنت أرى الخماسية معروضة في أفضل زاوية قي مكتبة الجامعة وأحد الدكاترة نصح بها.

إنها تحكي أجدادنا تحكي المعاناة تحكي التسهيلات والتطور الذي دخل عليهم كيف تم قبولها وكيف تم الرفض وكيف اجبر الناس على استخدامها.

أصدقاء الأمريكان هم فقط من يبحثون عن المال والطمع. مستعدين لفعل أي شيء من اجل المال ومرضاة الأجانب.

الراشد الأمير .. نعيم وغيرهم.

الجميل في هذه الرواية أنك بحق تعيش كل الأحداث كل الشخصيات، المجتمع هنا البطل الضوء مسلط عليه فقط. الأبطال عند مُنيف يموتون أو ينفون! يختفون فجأة ويظل ذكر اسمهم فقط.



تستحق القراءة..تحتاج نفس طويل في القراءة.
الخطة نهاية الخماسية قبل حلول العام الجديد.
April 17,2025
... Show More

أي كلام يجزئ الرواية!
بدايتي مع عبدالرحمن منيف، وسأستكمل ما كتبَ.
أولى روايات خماسية مدن الملح والتي جاءت بعنوان "التيه"، أسلوب جميل جدا استخدمه منيف، بداية مع وادي العيون وصولًا في النهاية إلى حران، فكتب الأماكن بطريقة متقنة، أما الشخوص فكانوا في غاية التكوين، وكل أخذ وقته ومكانه وفرصته في الوجود داخل الرواية.
كيف بدأت حكابة التنقيب عن النفط، ومن ثم دخول هذا العالم الجديد المتحضر الغريب في عالم الصحراء الساحر، كيف اختلفت طباع الناس، وكيف تعاملوا وتأقلموا وتطبعوا. صراعات المال والسلطة، واستغلال الفرصة لإثبات الوجود، والانتقال إلى درجة أعلى.
أعتقد أن عبدالرحمن منيف سيستمر على نفس المنوال في خماسيته، بقيت لي أربع روايات، لذا فمن الأولى أن تكون هذه الرواية ذات خمس نجمات، والباقيات في وقتهن.

هناك شخصية واحدة غريبة ومحبوبة وعميقة وآمل أن تبقى حتى النهاية، متعب الهذال ♥
April 17,2025
... Show More

توقعت أفضل من هذا. أشعر بالخيبة حقا من هذا العمل!

عاش العرب حياة مثيرة للاهتمام في الماضي ، بحيث لا تستطيع أن تزيل عينيك عندما ترى الصعوبات والمشقة الذي واجهها العرب وسط الصحراء القاحلة الحارة و لقد صور لنا منيف أول مراحل التطور في البلاد العربية حول الدير، الشعب، الطباع، العادات، إلخ..

و لن أعطي الكتاب الأول سوى نجمتين، و إليكم الأسباب، سأبدأ في الإيجابيات:


- عنصر الفكاهة في بعض المواقف التي أضحكتني كثيراً.

- تصوير منيف لردة فعل العرب من التطور.

- شرح منيف كيف تعايش العرب و كيف كانت علاقاتهم مع بعضهم البعض.

أما السلبيات:
- لقد أحببت شخصيات الرواية في البداية و كنت أظنها شخصيات رئيسية و لكن فجأة اختفت و كأننا اصبحنا في رواية أخرى!

- السرد لا ينتهي!

- مقدمة بائخة! وبالنسبة لي، من خلال المقدمة ، يمكنني الحكم على مدى جودة الكتاب. بعض المؤلفين يجيدون كتابة المقدمة فقط ، والبعض يكتب مقدمة سيئة و لكن قصة جيدة. بالنسبة لي ،المقدمة يمكن أن تعطيني تلميحًا عن مدى رغبتي في قراءة الكتاب لذا شخصياً أكره المقدمات المملة. و أول ما أنظر إليه عند شراء كتاب ما، هو مقدمة الرواية، أو أول أسطر من الرواية.

- السرد باللغة العربية والحوار باللهجة الخليجية الذي قد لايفهمها الجميع.

- تصوير البدو على أنهم قوم يجهلون و غير ما وصفهم به من رذائل كان تصوير خاطئ و سيء! لقد ذكر الكثير من الرحالة الغرب في كتبهم محاسن البدو و ذكروا بأنهم أكرم الخلق في بلاد العرب و اذا ما أتى زائر، فقدموا إليه لحم الإبل ليرحبون به و كانوا يطعمون الغريب و القريب. و لقد كان أهل المدن يذمون البدو و هذا التصوير الذي قدمه منيف كان صائباً دون أدنى شك.

- الرواية مملة لأبعد الحدود، أضجرتني كثيراً. لا أعلم إذا ما كنت انوي إكمالها، اخاف ان يزيدني الجزء الثاني ضجر و غم.
-
April 17,2025
... Show More
I took this novel off my shelf because it had been sitting there for years, taking up more space than any other book. What I found astounded me: a great long novel (and the first volume of a trilogy of novels), its greatness based largely on what isn’t there, such as sense of time, protagonists, women, plot, and voice. It makes the novel very difficult to describe.

What is important is that it is a totally different reading experience, and the reason for what is there is that the society being pictured — Saudi society at the dawn of American oil exploration — apparently had little sense of time, was very communal, left women to themselves, changed very slowly (hence the novel moves by changes from outside), and would not recognize the concept of voice. The closest thing I have read to this novel is Ivo Andric’s The Bridge on the Drina, but that consists more of traditional storytelling. This novel is relatively abstract. It consists more than anything of emotions and rumors and reactions. It lets stories and characters go. There is a great deal of repetition, because that’s what life was like.

However, in the final third of the novel, after the novel has moved from a desert oasis to a growing port town, as Western culture and working for Americans in a town makes people less communal, the novel becomes more plot- and character-oriented, more ordinary, to reflect the changes in the society. The novel becomes less special, but only out of necessity.

Peter Theroux's translation does a great job of capturing Munif's approach to this world, and his plain, rhythmical prose is beautiful.
April 17,2025
... Show More
أجلت كثيراً قراءة هذه الرواية بسبب طولها وأجزائها الخمسة (أنهيت قراءة الرواية الأولى) لكنها تستحق عناء قراءتها فهي رواية غنية بالشخصيات المتنوعة في سياق تاريخي غير محدد يعود إلى فترة اكتشاف النفط وتوافد الأميركيين للاستفادة منه بمساعدة أولياء السياسة في الجزيرة العربية وسط حيرة وتيهان السكان. رواية محزنة ومؤلمة لما فيها من انتهاك لنقاء الأرض وسكانها الأصليين تبدأ بتمرد رجل وتنتهي بتمرد شعب لكن التمردين وكما هو حال معظم التمردات والثورات في العالم يسحقان بالقوة أو بدهاء السياسة.. إنها قصة الظلم الذي لا ينتهي إنها قصة طغيان أميركا في الجزيرة العربية وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط الذي يأخذ شكلاً ودوداً حيناً ويعتمد بطش الحكام أحياناً. إنها قصة الحاكم العربي والشعب المغلوب على أمره.. إنها قصة كل زمن وكل أرض وكل قضية...
Leave a Review
You must be logged in to rate and post a review. Register an account to get started.