...
Show More
لأن عمي ساراماجو من رواياتي المفضلة
ولأن الاجواء المصرية الآن تدفعني دفعا للهروب بين صفحات الرواية، بالاخص تلك بسبب ما كتب علي غلافها الخلفي
ولكن هل يكفي المكتوب علي الغلاف الخلفي ولو كان مثيرا؟
هل تكفي الأفكار الجهنمية لقيام رواية عظيمة؟
حتي لو أستغلت نجاح رواية مبهرة بديعة لتاتي كتتمة لها؟
للأسف رغم العمي الأبيض، والأصوات البيضاء..جائت الرواية بنهايتها سوداء لتقضي علي سبب اعجابي بالجزء الأول
أتذكر انني انهيت المرعة بجملة
((خلي عندك أمل))
لكن ماذا فعلت القصة هنا؟
للأسف ليس الكثير، إن لم تكن اضعفت فكرة الرواية السابقة الأصلية، العمي
** القصة **
النصف الأول
--------
بالضبط كما يصفها الغلاف الخلفي، لقد صوت ناخبو العاصمة بأصوات بيضاء بما لا يتعارض مع القانون الدستوري
ولكن بما يفضح السياسة الشمولية القمعية للدولة الشبيهة بشكل مريب ب■■■ البرتغال
ستجد النصف الاول بين اجتماعات الوزراء ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ، ال'دحلبة' البيروقراطية وال'محلسة' لمن هو اكبر وغيرها من مظاهر التعريص الشهيرة -اسف حقيقي لا ادري كيف اعبر عما قراءته من اسلوب واقعي يصور القادة سوي بتلك الالفاظ
وكيف ان الاب ...الرئيس، ومظاهر الدولة الأبوية حاول ان يصل بقطعان الاغنام اللي هما الشعب للديموقراطية ولكن ابناء العاصمة الجاحدين، الضالين، حق عليهم القول فصار مغضوب عليهم ووضعهم في حصار دون شرطة وبوليس
وبصراحة ياريت الحكاية انتهت عند نصفها الاول وتوقفت لهذا الحد....فرد فعل اهل العاصمة ، المصوتين باصوات بيضاء كان مذهلا، عبقريا، ساخرا، سيريالي بشكل بديع (إنارة النوافذ والبلكونات لتشير للوزراء والجيش ووالشرطة طريق الخروج كان من المشاهد التي اتمني رؤيتها سينمائيا...مشهد مكتوب بشكل ممتاز ، تعاون اهل العاصمة واستقبال الفارين منها اكثر من ممتاز ) لكن يبدأ النصف الثاني بشكل اكثر سيريالية...وقاحة وواقعية سوداء
** القصة **
النصف الثاني
--------
الحكومة والقيادة كلها يستشيطون غيظا...بعد كل أساليبهم الوسخة كالتفجير يريدون حفظ ماء الوجه امام العالم
وهنا يستخدم ساراماجو روايته الأشهر والانجح والتي تسببت في لفت انتباه القائمين علي جائزة نوبل للأدب لمنحه اياها ليغتالها فعليا وبعد 9 سنوات من نشرها يعيد فتح قضيتها، قضية العمي، ليربطها بتلك الرواية وقضية الاصوات البيضاء
ربما يريد هنا اثبات ان الحكومة والسياسة القذرة قد تنجح دوما في العثور علي كبش فداء ولو كان بريئا تماما لتلطيخه ومسح ماء وجوههم به
لم استمتع علي الاطلاق بالنصف الثاني، ليس فقط بسبب النهاية -والتي هي السبب الرئيسي لغضبي من الرواية - وانما لان الاسلوب كان فيه الكثير من التطويل والملل في تحقيقات غبية بلا أهمية بين مامور ومفتش ومعاون للبحث عن بطلة رواية العمي
نعم لوهلات بالنصف الثاني شعرت ببعض الامل في التغيير...شعرت ان الاحداث قد تنقلب بقوة لتخفف اغلب اجزاء النصف الثاني المملة
لكن للاسف لم يكن
*** الاسلوب ***
------------
العجيب ان رغم انني لم امانع كثيرا من اسلوب ساراماجو العجيب في عدم وجود فواصل بين الجمل الحوارية ، بالضبط كالاسلوب الذي اتبعه في رواية العمي ، لكن الاطناب الكثير هنا في تلك الرواية مع قلة الأحداث تقريبا تماما او ضعفها جعل ايقاع الرواية سيئا جدا
للاسف كنت اجر نفسي خلال الصفحات مجبرا إجبار الناخب علي الإدلاء بصوته في الانتخابات
لكن يظل في النهاية الحسنة الوحيدة بالرواية هو حوارات الحكومية الأثيرة التي لن تشعر بغربة تجاهها..لن تشعر انها غريبة عننا
لكن، اعود واقول...اعجبني العمي لانني كما قلت بنهاية مراجعتها
خلي عندك أمل
واذا كان بين سطور رواية البصيرة كتب سارماجو جملة بديعة
“الامل كالملح لا يغذي لكنه يعطى للخبز طعماً”
لكني شعرت ان تلك الرواية احتاجت المزيد من الملح
بالاخص بنهايتها السوداء
الذي غطي علي كل البياض
محمد العربي
من 25 مارس 2018
الي 27 مارس 2018
فترة الانتخابات المصرية
ولأن الاجواء المصرية الآن تدفعني دفعا للهروب بين صفحات الرواية، بالاخص تلك بسبب ما كتب علي غلافها الخلفي
“في يوم ممطر في مدينة متخيلة، يحجم المقترعون عن التوجه إلى صناديق الاقتراع حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، ثم يصلون جميعا في الوقت نفسه. و عند إحصاء الأصوات يتبين أن نحو ثلاثة أرباع المقترعين وضعوا في الصناديق أوراقا بيضاء، و بعد أسبوع من حالة ذعر تسيطر على الحكومة تجري عملية الاقتراع مرة اخرى في يوم مشمس فتأتي النتيجة صادمة حيث يلقي ثلاثة و ثمانون في المائة من الناخبين بأوراقهم بيضاء”فقد قررت الإنتقال لمدينة سارماجو المتخيلة تلك لأري ماذا فعل سكان تلك المدينة في الإنتخابات
ولكن هل يكفي المكتوب علي الغلاف الخلفي ولو كان مثيرا؟
هل تكفي الأفكار الجهنمية لقيام رواية عظيمة؟
حتي لو أستغلت نجاح رواية مبهرة بديعة لتاتي كتتمة لها؟
للأسف رغم العمي الأبيض، والأصوات البيضاء..جائت الرواية بنهايتها سوداء لتقضي علي سبب اعجابي بالجزء الأول
أتذكر انني انهيت المرعة بجملة
((خلي عندك أمل))
لكن ماذا فعلت القصة هنا؟
للأسف ليس الكثير، إن لم تكن اضعفت فكرة الرواية السابقة الأصلية، العمي
** القصة **
النصف الأول
--------
بالضبط كما يصفها الغلاف الخلفي، لقد صوت ناخبو العاصمة بأصوات بيضاء بما لا يتعارض مع القانون الدستوري
ولكن بما يفضح السياسة الشمولية القمعية للدولة الشبيهة بشكل مريب ب■■■ البرتغال
ستجد النصف الاول بين اجتماعات الوزراء ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ، ال'دحلبة' البيروقراطية وال'محلسة' لمن هو اكبر وغيرها من مظاهر التعريص الشهيرة -اسف حقيقي لا ادري كيف اعبر عما قراءته من اسلوب واقعي يصور القادة سوي بتلك الالفاظ
وكيف ان الاب ...الرئيس، ومظاهر الدولة الأبوية حاول ان يصل بقطعان الاغنام اللي هما الشعب للديموقراطية ولكن ابناء العاصمة الجاحدين، الضالين، حق عليهم القول فصار مغضوب عليهم ووضعهم في حصار دون شرطة وبوليس
وبصراحة ياريت الحكاية انتهت عند نصفها الاول وتوقفت لهذا الحد....فرد فعل اهل العاصمة ، المصوتين باصوات بيضاء كان مذهلا، عبقريا، ساخرا، سيريالي بشكل بديع (إنارة النوافذ والبلكونات لتشير للوزراء والجيش ووالشرطة طريق الخروج كان من المشاهد التي اتمني رؤيتها سينمائيا...مشهد مكتوب بشكل ممتاز ، تعاون اهل العاصمة واستقبال الفارين منها اكثر من ممتاز ) لكن يبدأ النصف الثاني بشكل اكثر سيريالية...وقاحة وواقعية سوداء
** القصة **
النصف الثاني
--------
الحكومة والقيادة كلها يستشيطون غيظا...بعد كل أساليبهم الوسخة كالتفجير يريدون حفظ ماء الوجه امام العالم
وهنا يستخدم ساراماجو روايته الأشهر والانجح والتي تسببت في لفت انتباه القائمين علي جائزة نوبل للأدب لمنحه اياها ليغتالها فعليا وبعد 9 سنوات من نشرها يعيد فتح قضيتها، قضية العمي، ليربطها بتلك الرواية وقضية الاصوات البيضاء
ربما يريد هنا اثبات ان الحكومة والسياسة القذرة قد تنجح دوما في العثور علي كبش فداء ولو كان بريئا تماما لتلطيخه ومسح ماء وجوههم به
لم استمتع علي الاطلاق بالنصف الثاني، ليس فقط بسبب النهاية -والتي هي السبب الرئيسي لغضبي من الرواية - وانما لان الاسلوب كان فيه الكثير من التطويل والملل في تحقيقات غبية بلا أهمية بين مامور ومفتش ومعاون للبحث عن بطلة رواية العمي
نعم لوهلات بالنصف الثاني شعرت ببعض الامل في التغيير...شعرت ان الاحداث قد تنقلب بقوة لتخفف اغلب اجزاء النصف الثاني المملة
لكن للاسف لم يكن
*** الاسلوب ***
------------
العجيب ان رغم انني لم امانع كثيرا من اسلوب ساراماجو العجيب في عدم وجود فواصل بين الجمل الحوارية ، بالضبط كالاسلوب الذي اتبعه في رواية العمي ، لكن الاطناب الكثير هنا في تلك الرواية مع قلة الأحداث تقريبا تماما او ضعفها جعل ايقاع الرواية سيئا جدا
للاسف كنت اجر نفسي خلال الصفحات مجبرا إجبار الناخب علي الإدلاء بصوته في الانتخابات
لكن يظل في النهاية الحسنة الوحيدة بالرواية هو حوارات الحكومية الأثيرة التي لن تشعر بغربة تجاهها..لن تشعر انها غريبة عننا
لكن، اعود واقول...اعجبني العمي لانني كما قلت بنهاية مراجعتها
خلي عندك أمل
واذا كان بين سطور رواية البصيرة كتب سارماجو جملة بديعة
“الامل كالملح لا يغذي لكنه يعطى للخبز طعماً”
لكني شعرت ان تلك الرواية احتاجت المزيد من الملح
بالاخص بنهايتها السوداء
الذي غطي علي كل البياض
محمد العربي
من 25 مارس 2018
الي 27 مارس 2018
فترة الانتخابات المصرية