...
Show More
الرواية بالنسبة لي هي عودة ثانية للأدب، عودة لجمال الكلمة و كمال الصورة ، نزعا لأسمال و فردا لطيات خلفتها سنون مريرة و رتيبة و عديدة من الصراع الفكري على النفس، جبال من الأتربة ذرتها تلك الرواية في الهواء.. مخاطبة للمشاعر و ضاربة على أوتار داخلية تتفجر طربا و ذكريات و تحققا و دموعا على إثر نقرات بسيطة تجري من خلال السرد المضطرب لوعي ميخائيل برامة الساري اماما و خلفا و دورانا كالدوامات ..
الرواية ليست بسهلة على الاستحواذ العقلي الكامل او ليست قابلة لذلك.. لكنها سهلة لينة طيعة على التماس الذاتي المباشر من بوابة المشاعر و نوافذ التاريخ و الجغرافيا المشتركة. لكن لتصل الى داخلك يجب ان توجعك .. وجع شبيه بشعاع نور يخترقك ليصل إليك و تخترقها لتصل إليها..
أتخوف و أتألم من ان تكون رامة هي مصر.. ان تكون تجسيدا لها.. لأنها مؤلمة و متألمة و تبدو بلا أمل و بلا تحقق للذات او التكامل باحثة دوما عن شيء ما مفقود و مستحيل.. فهي تمنح جسدها و حنانها و رعايتها للعديد من الرجال .. منهم ميخائيل، لا تريد منهم الكثير و لا تتوقع ان يطلبوا منها الكثير ايضا.. هي ليست خالصة لأحد.. لا تكذب في هذا بل واضحة و مباشرة في طلب ما تريد من غزاتها الرجال مختلفي الاعمار و الجنسيات و الأديان.. هي تحب الحب و لا تخجل من حسيتها و شبقها و رغبتها في ادراك ذروة المتعة، تحكي عن ماضيها النضالي و اختلاطها بالناس و سعة حيلتها، لا تريد ان تحمل الامور فوق ما قد تحتمل.. تريد من عشاقها ان يأخذوها بطريقة اكثر بساطة و مباشرة.. بينما هم يرون وجهها قناعا لا تمكن احدا ان يرى ما تحته..عيناها خضراوان بلون الزرع، لكنهما ايضا جزء من القناع الذي يلبسونها اياه .. لا تكشف لهم عن روحها، التي لم يصل اليها أحد، حتى ميخائيل .. رغم قربه من الوصول لشيء ما.. رغم احساسه انها ليست امرأة عادية بل هي المرأة بالتعريف.
ميخائيل مسيحي، أما رامة فليس لها دين..هي مسلمة بالبطاقة.. هى في الحقيقة متعددة الآلهة.. هي لا يمكن ان تكون من رعايا إله واحد.. فهم كعشاقها عديدون ولكن هي مجموعهم و توحدوا فيها.. هي إلهة الآلهة..
ميخائيل يحبها حبا حسيا يتركه في عذابات ليلية رهيبة شوقا و تمزقا من البعد او الابعاد.. يحبها حبا روحيا يروم التواصل من خلف الجسد الذي ليس كاملا و البعيد في تضاريسه و ثراءه عن أجساد الراهبات و براءة العذراوات..جسد له عيوبه و تجاوز ذروة شبابه و يذخر بالحسيات التي تطوي الروح و تخفيها ربما عمدا.. لا يكتفي ميخائيل بل يقاوم و يحاول مرة بعد مرة و يفشل و يصد و تقتله الغيرة و الخوف من المستقبل و النهاية لرحلة العلاقة مع رامة.
نتلقى ما نتلقى عبر روح ميخائيل القبطي الصعيدي في علاقته برامته.. هي لغز و عشق، حنان و قسوة، تاريخ و مفاجآت، تعدد و توحد.. و هو لا يستطيع مجاراتها و لا الاستحواذ عليها و لا الانطواء تماما تحت جناحها، لا يستطيع ألا يغير عليها و لا أن يتقبل عدم اخلاصها المعلن و رغبتها و مباشرتها في الوصول الى كمالها الجسدي.. هو بعيد عن حقيقتها و يبدو للأسف ذو عمق مختلف .. فهي تتهمه كثيرا انه بيوريتاني و عنده أزمة أخلاقية في علاقته معها.. هو ينفي و لكن هل تصدقه؟
أقتل ميخائيل التنين؟ هل أنقذ رامة؟ أم شرب معه الراح في الصيف؟
تنتهي الرواية و ميخائيل على شاطيء البحر يعترف ان حب رامة و شهوتها صادقة فماذا اذا؟ هل هو استسلام أم برء أم جولة أخرى؟
لا ادعي الفهم الواعي الكامل بالرواية..أهذا اصلا مستطاع؟ لكن روحيا و ذاتيا هي تتملك و تستحوذ و تستطيع ان تتبادل معها المشاعر كاملة.. صعبة لكن شكرا لإدوار الخراط الذي جعل الصعب سهلا.
الرواية ليست بسهلة على الاستحواذ العقلي الكامل او ليست قابلة لذلك.. لكنها سهلة لينة طيعة على التماس الذاتي المباشر من بوابة المشاعر و نوافذ التاريخ و الجغرافيا المشتركة. لكن لتصل الى داخلك يجب ان توجعك .. وجع شبيه بشعاع نور يخترقك ليصل إليك و تخترقها لتصل إليها..
أتخوف و أتألم من ان تكون رامة هي مصر.. ان تكون تجسيدا لها.. لأنها مؤلمة و متألمة و تبدو بلا أمل و بلا تحقق للذات او التكامل باحثة دوما عن شيء ما مفقود و مستحيل.. فهي تمنح جسدها و حنانها و رعايتها للعديد من الرجال .. منهم ميخائيل، لا تريد منهم الكثير و لا تتوقع ان يطلبوا منها الكثير ايضا.. هي ليست خالصة لأحد.. لا تكذب في هذا بل واضحة و مباشرة في طلب ما تريد من غزاتها الرجال مختلفي الاعمار و الجنسيات و الأديان.. هي تحب الحب و لا تخجل من حسيتها و شبقها و رغبتها في ادراك ذروة المتعة، تحكي عن ماضيها النضالي و اختلاطها بالناس و سعة حيلتها، لا تريد ان تحمل الامور فوق ما قد تحتمل.. تريد من عشاقها ان يأخذوها بطريقة اكثر بساطة و مباشرة.. بينما هم يرون وجهها قناعا لا تمكن احدا ان يرى ما تحته..عيناها خضراوان بلون الزرع، لكنهما ايضا جزء من القناع الذي يلبسونها اياه .. لا تكشف لهم عن روحها، التي لم يصل اليها أحد، حتى ميخائيل .. رغم قربه من الوصول لشيء ما.. رغم احساسه انها ليست امرأة عادية بل هي المرأة بالتعريف.
ميخائيل مسيحي، أما رامة فليس لها دين..هي مسلمة بالبطاقة.. هى في الحقيقة متعددة الآلهة.. هي لا يمكن ان تكون من رعايا إله واحد.. فهم كعشاقها عديدون ولكن هي مجموعهم و توحدوا فيها.. هي إلهة الآلهة..
ميخائيل يحبها حبا حسيا يتركه في عذابات ليلية رهيبة شوقا و تمزقا من البعد او الابعاد.. يحبها حبا روحيا يروم التواصل من خلف الجسد الذي ليس كاملا و البعيد في تضاريسه و ثراءه عن أجساد الراهبات و براءة العذراوات..جسد له عيوبه و تجاوز ذروة شبابه و يذخر بالحسيات التي تطوي الروح و تخفيها ربما عمدا.. لا يكتفي ميخائيل بل يقاوم و يحاول مرة بعد مرة و يفشل و يصد و تقتله الغيرة و الخوف من المستقبل و النهاية لرحلة العلاقة مع رامة.
نتلقى ما نتلقى عبر روح ميخائيل القبطي الصعيدي في علاقته برامته.. هي لغز و عشق، حنان و قسوة، تاريخ و مفاجآت، تعدد و توحد.. و هو لا يستطيع مجاراتها و لا الاستحواذ عليها و لا الانطواء تماما تحت جناحها، لا يستطيع ألا يغير عليها و لا أن يتقبل عدم اخلاصها المعلن و رغبتها و مباشرتها في الوصول الى كمالها الجسدي.. هو بعيد عن حقيقتها و يبدو للأسف ذو عمق مختلف .. فهي تتهمه كثيرا انه بيوريتاني و عنده أزمة أخلاقية في علاقته معها.. هو ينفي و لكن هل تصدقه؟
أقتل ميخائيل التنين؟ هل أنقذ رامة؟ أم شرب معه الراح في الصيف؟
تنتهي الرواية و ميخائيل على شاطيء البحر يعترف ان حب رامة و شهوتها صادقة فماذا اذا؟ هل هو استسلام أم برء أم جولة أخرى؟
لا ادعي الفهم الواعي الكامل بالرواية..أهذا اصلا مستطاع؟ لكن روحيا و ذاتيا هي تتملك و تستحوذ و تستطيع ان تتبادل معها المشاعر كاملة.. صعبة لكن شكرا لإدوار الخراط الذي جعل الصعب سهلا.