لا استطيع ان أجزم اننى استطعت أدراك كل ما يريد محفوظ توصيلة من خلال المقتطفات المكتوبة لسببين:
الاول ان عدد غير قليل من المقتطفات لم افهمة ولم استطع ان أصل الى ما يريد توصيلة.
ثانيا اما المقتطفات التى ادركتها وفهمتها وجدتها كئيبة وسودواية فمحفوظ يقدم رؤيتة للحياة والناس وهو فى منتصف العقد الثامن!!وهى حكمة بالرغم من وضوحها الا اننى لااستطيع الاعجاب بها والاقتناع الكامل لها قد يكون لطبيعة المرحلة السنية التى أعيشها التى تتناقض تماما مع المرحلة التى كتب فيها محفوظ الكتاب. قد أؤمن فيما بعد بما كتبة فى هذا الكتاب وأجدة رؤية عبقرية للناس والحياة اما الان فصعب .
"أصابتني وعكة فرقاني الشيخ عبد ربه التائه ودعا لى قائلاً: اللهم مُنّ عليه بحسن الختام .. وهو العشق!"
خلاصة تجارب وفلسفة وحياة النجيب كلها بين يدىّ في هذا الكتاب.
لم يكتب النجيب سيرة ذاتية كالمعتادة يكون هو بطلها ويتحدث فيها عن نفسه ويسرد لنا تفاصيل حياته بل إتجه إلى كتابة مجموعة من النصوص القصيرة التي تجمع بين تفاصيل حياته وتأملاته الفلسفية بأسلوبه الروائي المميز ولغة شاعرية هادئة.
يتحدث النجيب في هذا الكتاب عن حبه الأول والمستحيل، ويتحدث عن سعد زغلول الذي ظل مخلصاً لذكراه حتى أيامه الأخيرة، كما تطرق للتحدث عن بعض السياسيين والأدباء الذين عاصرهم، وتحدث أيضاً عن زوجته وبناته.
نعم هذا هو محفوظ .. الأديب الذي لا أتخيله يكتب لجمهور أو أشخاص بل دائما ما أتخيله يحكي لـ "مصر " ! تلك الفتاه الجميلة الواقفة بجوار أبو الهول في تمثال مختار :)
فهو في خيالي لا يفارق كرسيه أمام التمثال .. ناسيا كل من حوله .. رافعا وجهه ناحية محبوبته يحكي لها عن أبنائها و عاداتهم و شوارعها و تفاصيلها
و لذلك فأنت لا تستطيع أن تري مصر دون محفوظ و لا محفوظ دون مصر ! :)
درة تاج كتابات نجيب محفوظ و خلاصة فلسفته و عصارة فكره 01 يطاردني الشعور بالشيخوخة رغم إرادتي وبغير دعوة … لا أدري كيف أتناسى دنو النهاية وهيمنة الوداع … تحيةً للعمر الطويل الذي أمضيته في الأمان والغبطة . تحية لمتعة الحياة في بحر الحنان والنمو والمعرفة … الآن يؤذن الصوت الأبديّ بالرحيل ، ودّع دنياك الجميلة واذهب إلى المجهول . وما المجهول يا قلبي إلا الفناء … دع عنك ترهات الانتقال إلى حياة أخرى . كيف ولماذا وأي حكمةٍ تبرّر وجودها ؟ أمّا المعقول حقّاً فهو ما يحزن له قلبي … الوداع أيّتها الحياة التي تلقيتُ منها كل معنى ثمّ انقضت مخلّفةً وراءها تاريخاً خالياً من أيّ معنى … (من خواطر جنين في نهاية شهره التاسع) 02 سألت الشيخ عبد ربه التائه. - متى يصلح حال البلد؟ فأجاب : - عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة 03 سألت الشيخ عبد ربه: كيف تنتهى المحنة التى نعانيها؟ فأجاب: إن خرجنا سالمين فهى الرحمة، و إن خرجنا هالكين فهو العدل 04 وردة جافة مبعثرة الأوراق عثرت عليها وراء صف من الكتب وأنا أعيد ترتيب مكتبتي. ابتسمت. انحسرت غيابات الماضي السحيق عن نور عابر. وأفلت من قبضة الزمن حنين عاش دقائق خمس. وند عن الأوراق الجافة عبير كالهمس. وتذكرت قول الصديق الحكيم . " قوة الذاكرة تنجلي في التذكر كما تنجلي في النسيان 05 هذه الصورة القديمة جامعة لأفراد أسرتي وهذه جامعة لأصدقاء العهد القديم نظرت إليهما طويلا حتى غرقت في الذكريات جميع الوجوه مشرقة ومطمئنة وتنطق بالحياة ولا إشارة ولو خفيفة إلى ما يخبئه الغيب وها هم قد رحلوا جميعا فلم يبق منهم أحد فمن يستطيع أن يثبت أن السعادة كانت واقعا حيا، لا حلما ولا وهما 06 سألت الشيخ عبد ربه التائه: -لماذا يغلب عليك التفاؤل؟ فأجاب: - لأننا مازلنا نعجب بالأقوال الجميلة، حتى وإن لم نعمل بها 07 قال الشيخ عبد ربه التائه: ما نكاد نفرغ من إعداد المنزل حتى يترامى إلينا لحن الرحيل 08 قال الشيخ عبد ربه التائه : آه من تلك المرأة الجميلة التي لا وفاء لها . لا هي تشبع ، ولا عشاقها يتعظون 09 قال الشيخ عبد ربه التائه:لا يوجد أغبي من المؤمن الغبي سوي الكافر الغبي 10 سألت الشيخ عبدربه التائه : كيف لتلك الحوادث أن تقع فى عالم هو من صنع رحمن رحيم فأجاب بهدوء : لولا أنه رحمن رحيم ما وقعت
أكثر من رائعة ،إذا لم تقرأ لنجيب محفوظ قبل هذا فلن يعجبك الكتاب ،أما عاشقي نجيب محفوظ فسيقرأون هذا الكتاب أكثر من مرة كل فقرة فيه يمكن أن تفسر بأكثر من جهة وتري بأكثر من رؤية ،الكتاب كله يمكن أن يكون مأثورات ومقتبسات ،والجزء الخاص بعبد ربه التائه أكثر من رائع ،كتب يجب أن يقرأه كل عاشقي نجيب محفوظ
مهما حاولت إيجاد لفظ مناسب أطلقه على هذه النصوص فلن أجد أدقّ ولا أبلغ من «أصداء»، كل نص له صدى مميز يتردد في النفس من حين إلى حين، كل نص له دلالة ومعنى يؤخذان كأسلوب للحياة لا مجرد نصوص تُقرأ والسلام، وجدير بالذكر أن هناك نص انتشلني من حزن دفين ربما لم أكن لأتخلص منه ولو بعد أيام.
حياة نجيب محفوظ هي التطبيق العملي لفلسفته، وهنا ترقد فلسفته بكل تفاصيلها، خصوصًا فلسفته الوجودية الحيويّة، ومهما حاولنا إيجاد معنى نهائي لنص من النصوص فلن نستطيع، كل نص له دلالات تُؤخَذ وتُأوَّل على نحو يُخرج أكثر من معنى، وكل معنى له بريق مميز عن الآخر.
حبي لنجيب محفوظ والعلاقة بيني وبينه لا أستطيع التعبير عنهما مهما حاولت، لكن سأظل دائمًا أقول إن نجيب محفوظ متربع على عرش قلبي.
إن المجاز هو أساس البيان يمنعك أن تفهم إلا بالقرينة والعلاقة، فلا يطلق لك الفهم بل يقيده بهما،ولا يترك لك أن تقول أفهم ولا أفهم،بل إحدى اثنتين:إماأن تقر للكلام وإماأن تقرعلى نفسك.
ونجيب محفوظ فى أصداءه لم يأت بقرينة أو علاقة فأطلق الفهم ولم يقيده ولم يكن منا حين فهمنا ألا أن أقررنا للكلام بل وأقررنا على أنفسنا أما عن ما لم أفهمه فلازلت أبحث عنه أكثر ما أعجبنى هو الجزء المتعلق بالشيخ عبد ربه التائه
كتاب يحتاج إلى الكثير من التركيز وصفاء الذهن ، سأرجع إليه يوما ما بعد التعمق أكثر فى عالم نجيب محفوظ