يا الله!!! كيف لم أقرأ لجبران من قبل ❤️ كتاب على صغره وقصة على بساطتها تحمل الكثير والكثير من المشاعر والعذوبة والحزن والدموع وألم القلوب، خاصة أنها حقيقية
الأجنحة المنكسرة رواية حملت في طياتها آمال الحب المغتال، يروى جبران قصة حبه الطاهر ، حب بريء لا تشوبه شائبه لكنه حب حزين بائس ، يروى لنا قصة الحب العذري الذى أغتالته العادات والتقاليد في مجتمعنا الشرقي ، ذلك الحب الذى وقع ضحية استبداد الكنيسة الجائرة طمعًا في الثروة والمال . جبران و سلمى رمز للحب الفتِى البريء ، الحكاية التى أنتهت يوم بدأت وطويت صفحاتها الحزينة مبكرًا، سلمى كرامة الفتاة الارستقراطيه الرقيقة التى صاحبتها النهايات التعيسة منذ طلت على هذه الدنيا ، فالمال الوفير والثروة غالبًا ما تجلب التعاسة لأصحابه خاصة إذا كانوا يشبهون سلمى الفتاة الصغيرة الجميلة و اليتيمة فأصبحت النعمة نقمة عليها و أصبحت أموالها عبء على سعادتها وقلبها الرقيق فجعلتها ثروتها مطمع لأصحاب القلوب القاسية عديمة الرحمة ، فسلمى هى الابنة الوحيدة لفارس كرامة والوريثة الوحيدة لأمواله الطائله، فإضطر والدها أن يزفها لقفص مظلم بغير أرادة منه أو منها مستسلمًا للكنيسة ومطامع المطران الذى أرادها لإبن أخيه ،لتنتقل سلمى لسجنها الجديد بقلب أدمته الأحزان، كتمثال ذهبي لا روح فيه وحول له ولا قوة تمثال لامع و براق وبداخله فراغ و خواء. وتركت خلفها قلب جبران يائس و وحيد يعيش في ليل مظلم لتنقضي آماله في وصل محبوبته التى لا يستطيع نسيانها ولا الوصول إليها فتنتهي قصة حبهم بنهاية مأساوية مؤثرة. _ الرواية تحمل معانى الحب الطاهر و الحرب الأزلية بين رغبة القلب و الاستسلام للعادات . هل يشترى المال السعادة ؟ هل يحمل لنا الحب في طياته السعادة ؟ هل ستبتسم دنيانا يومًا للقلوب الموجوعة أم أنه خط لها في اللوح الحزن الدائم !؟ إشكاليات سطرها جبران بقلمه البليغ كفاجعته الأولى في الحب. إقتباسات أثرت قلبي : * إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بإنضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاكلها بالاحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنها ، فالقلوب التى تدنيها أوجاع الكآبه بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها. *ما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة، إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي، وإن لم يتمّ هذا التفاهم الروحي بلحظة واحدة لا يتمّ بعام ولا جيل كامل. *وكانت سلمى كثيرة التفكير قليلة الكلام، لكنّ سكوتها كان موسيقيًّا، ينتقل بجليسها إلى مسارح الأحلام البعيدة، ويجعله يصغي لنبضات قلبه، ويرى أخيلة أفكاره وعواطفه منتصبة أمام عينيه. * فربَّ زهرة تُلقونها على ضريح منسيٍّ تكون كقطرة الندى التي تسكبها أجفان الصباح بين أوراق الوردة الذابلة. * إن النفس الكئيبة تجد راحة بالعزلة و الانفراد فتهجر الناس مثلما يبتعد الغزال الجريح عن سربه ويتوارى في كهفه حتى يبرا او يموت. * فالحب قد أعتق لساني فَتكلمتُ ، ومزَّق أجفاني فبكيت ، وفتح حنجرتي فتنهدتُ وشكوتُ. * إن قلب المراة لا يتغير مع الزمن و لا يتحول مع الفصول قلب المرأة ينازع طويلا ولكنه لا يموت. * عذاب النفس بثباتها أمام المصاعب والمتاعب هو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن والطمأنينة حينما تتوق إلى نعمه لا تعرف لها اسما ,وحينما تحزن دون أن تدري لذللك سببا , فأنت في الحق تنمو مع كل ما ينمو وترتفع إلى ذاتك الكبرى. * الأم هي كلّ شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدرا ً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه.