Community Reviews

Rating(4.1 / 5.0, 100 votes)
5 stars
34(34%)
4 stars
37(37%)
3 stars
29(29%)
2 stars
0(0%)
1 stars
0(0%)
100 reviews
April 17,2025
... Show More
أخيرا انهيتها بعد وقت طويل لكثرة أحداث البؤس والشقاء سواء في حياة المجتمع العامة أو في حياة ذات الخاصة.فذات ماهي إلا صورة مصغرة لمصر الغلبانة المنسحقة بظروف المعيشة وتعاقب السنوات الهادر لكل شئ بما فيها أبسط الحقوق الانسانية.ذات أو مصر الكامنة في شخصها وبؤسها تحيا حياة تكفي لاعتناق الإكتئاب مذهباً,حياتها الزوجية ,زملائها في العمل,جيرانها حتى أولادها,التعامل الأوحد من جانب الجميع :المقاطعة. تتخلل الرواية مشاهد من الأخبار والجرائد اليومية ,تلك المشاهد التي أفزعتني لدرجة شعرت معها ان مجتمعنا المصري كان أشبه بمقبرة جماعية,كل الموتى قد ماتوا منذ زمن ولا أمل في البعث من جديد,مع كل تلك الأحداث التي دمرت مصر ببطئ قاتل كيف لم يثور المصريين يوما منذ سنوات؟! كيف رضوا بتلك الأوضاع المهينة بل وكيف شاركوا هم أيضا في صنعها؟! حالة البؤس المسيطرة على الرواية لم تكن وليدة الخيال بل هي الواقعية بكل مصائبها وحقائقها الرهيبة,الواقعية التي تتساءل معاها كيف رضى الناس على أنفسهم تلك الأوضاع سنوات وسنوات؟!
April 17,2025
... Show More

ينقلك صنع الله إبراهيم عبر الزمن لفترة من التاريخ المصري الساخن جدا الحافل بالمتغيرات الاجتماعية ناهيك عن السياسية. ولأنه رجل سياسي في المقام الأول فهو يغلف كل مشهد اجتماعي بتورية سياسية لا يخطأها القارئ أبدا.

ان كنت من مواليد السبعينات والثمانينات فقد عشت معظم أحداث الرواية لايف وستلقي بك في بحر من النوستلجيا يأخذك يمينا ويسارا قبل أن يلقي بك مرة أخري في الواقع الجميل الذي نعيش فيه الأن. وإن كنت تسعيناتي المولد فستستمتع بعالم غريب لم تعشه ولكن ربما سمعت عنه كثيرا من الغرائب والطرائف. أما إن كنت من مواليد الألفية وما وراءها فلا أنصحك بقراءة هذه الرواية التي ستبدو لك غريبة تماما.

الرواية تحكي عن فترة إزدهار الدولة القومية في عهد عبد الناصر وحتى انهيار مفهوم الدولة في أذهان الناس في عهد السادات ثم الانهيار الاجتماعي الشامل في عهد مبارك والذي مهد للانهيار السياسي بعد الرواية بعدة سنوات.

أما أنا فقد عاصرت نظام مبارك منذ بدايته فأدركت فترة كبيرة من عمر الرواية و حضرت الاختراع الرهيب المسمى بالحلة الكهربائية و مسيرة الهدم و البناء حيث استبدال أرضيات و أطقم الحمامات و المطابخ ثم سرمكة الحوائط ثم تغيير نوعية دهانات البيت بالكامل و الانتقال من شقة لأخرى و من منطقة لأخرى لمراعاة الوجاهة الاجتماعية و حضرت الغسالة العادية التي لم تستبدلها أمي بالغسالة نصف الأوتوماتيك تمهيدا للانتقال إلى الأتمتة الكاملة كما فعلت ذات و لكن انتظرت طويلا حتي حصلت على الغسالة الأوتوماتيكية مرة واحدة دون المرور بالمرحلة الوسطى. عاصرت أيضا الانتقال من التلفزيون الأبيض و الأسود ذو البوصات الاثنا عشر إلى الملون من نفس الحجم ثم إلي الأحجام الأكبر بعد ذلك قبل استبداله بالتلفزيونات الرقمية الحديثة. لن ننسى أيضا الثلاجة الإيديال ثمانية قدم الشهيرة التي لم يخل منها أي بيت من بيوت الطبقة المتوسطة قبل أن يلحقها التطوير بثلاجة كريازى أو ويستنجهاوس الملونة ذات البابين والست عشرة قدم وكذلك استبدال الأرضيات والحوائط بالسيراميك والبورسلين والرخام أو بالأخشاب وورق الحائط ووضع الموكيت ثم السجاد ثم رفع الموكيت والسجاد لصالح تشكيلات الرخام ثم وضع السجاد منفردا. حتى لوحة الطفل الباكي الروسية و الفازة الضخمة ذات الزهور الصناعية و التي تجد بداخلها بطاريات قديمة و أقلام ضائعة و نقود معدنية و بنس شعر و بكر خياطة و كأن بها ثقب أسود يبتلع كل ما يمر بها أو حولها من أشياء.

لم تغب أيضا جلسات البث بين أمي وخالاتي أو صديقاتها سواء من الجيران أو زميلات العمل والتليفونات التي لا تنتهي والمشاوير التي لا تنقطع وكذلك جلسات البث الأبوية الثنائية مع الصديق المقرب أو الجار الحِشري.

لم تفلت من صنع الله إحاطتنا بالأحداث الهامة حيث الديون المصرية الحكومية ونصيب الفرد منها ولا التطبيع مع الصهاينة ولا شركات توظيف الأموال وإضرابات عمال المصانع أحداث الأمن المركزي في منتصف الثمانينات وإرهاب الجماعات الإسلامية والمد السلفي حيث السواك والحجاب واللباس الأفغاني والخليجي. حتى الدعارة والرشوة وكل العورات كشفها لنا باقتدار وخفة دم وأدب حقيقي.

رواية قسمها قسمين وجعل لكل من فصولها قسم معلوم. فجزء روائي عن ذات وجزء عبارة عن مانشيتات الصحف في تلك الفترة فإن كنت ملولا فيمكنك تجاوز جزء المانشيتات فتوفر علي نفسك عناء قراءة نصف الصفحات وان كنت صبورا فستستمتع كثيرا بهذا الجزء تماما كاستمتاعك بالرواية الرائعة والتي تعد أروع ما قرأت للكاتب حتى الأن.
April 17,2025
... Show More
لا أعلم هل ظلم المسلسل الرواية أم ظلمت الرواية المسلسل. توقعت قبل قراءة الرواية أن الرواية ستحمل عبق المسلسل إلى عمل أدبي رائع مثلما كان الحال دائما عندما كنا نقرأ روايات يوسف السباعي ثم نراها أفلاما سينمائية بالرغم من التأثير السمعي مرئي الذي تحدثه السينما إلا أننا كنا دائما ما نجد أن قلم السباعي كان يعطينا الدفء والخيال الذي لم تستطع كاميرا المخرج ايصاله لنا. قس على هذا روايات نجيب محفوظ الشحاذ و ثرثرة فوق النيل وزقاق المدق .. بل حتى الروايات العائلية التي تعطيك الدفء العائلي المصري كرواية أم العروسة وتابعتها الحفيد لعبد الحميد جودة السحار.

رواية الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي تعد استثناءا حينما أبدع يوسف شاهين في تحويلها لفيلم سينمائي رائع امتزجت فيه الرواية مع الفيلم وأنجبت رائعة جديدة اضافت للرواية الرائعة في حد ذاتها بعدا جديدا.

انها المرة الأولى التي تفوق فيها العمل السينمائي العمل الأدبي، هذا الأمر حدث مع رواية ذات فكانت الصدمة منذ الصفحات الأولى. الرواية منذ بدايتها لا يوجد بها أي ترابط وتصاعد للأحداث مثلما كان المسلسل.كانت الأحداث في المسلسل مترابطة ومتوازية مع المناخ السياسي ومنبسقة منه ومتسقة معه حتى أننا ظننا أن الرواية لا تحكي حال "ذات" بقدر ما تحكي حال أمة بأكملها أما الرواية فلا تعلم هل هي رواية أم هي أرشيف صحفي لأحداث مصر طوال 60 عاما. بين كل فصل يقص حكاية ذات تجد فصلا آخر من 20 لـ 30 صفحة ما هو من أول سطر إلى آخر سطر سوى أرشيفا صحفيا لمناشيتات صحف تلك الفترة في ترتيب غير مرتب لا زمنيا ولا موضوعيا ولا يحكي عن شئ. وعندما تنتهي من "فره" وكأنه فاصل إعلاني وتعود لأحداث الرواية متوقعا أن لهذا الأرشيف بما يحمله من أحداث انعاكسا على الرواية، تجد أن الأمر لم يعد إلا "فاصل ونعود".

أعيب على صنع الله ابراهيم أيضا اقحامه لإيحاءات جنسية كثيرة بدون أي لزوم في كثير من السطور. ليست لمشهد درامي أو لوصف لحدث ولكن فقط للإيحاء وبأسلوب فج مثل وصف عملية الختان لذات أو وصولها لمرحلة البلوغ وكذا الاستخدامات المتعددة المشروعة والغير مشروعة للوسادة من النساء أو وسائل تفريغ الكبت عند الرجال ...الخ بالرغم من عدم وجود أي بعد درامي يستدعي اقحام هذا الأمر وبالرغم من أن المسلسل تناول مثل هذه النقاط ولكن بعذوبة وشاعرية وبلا فجاجة أقبحت المشهد.

أحداث الرواية متبحورة أكثر حول "ذات" وليس حول مجتمعها ولكننا لا نرى داخليات ذات ولا مشاعرها بالقدر الذي نراها فيه من الخارج وكأننا نتابع جارة لنا من شرفة بيتنا فنرى ما تفعله في حياتها وفي خروجاتها وفي علاقاتها بالآخرين ولكن دون أن نغوص في أعماقها أو نستكشف مشاعرها وأحاسيسها تجاه ما يحدث لا على مستواها الشخصي أو على مجتمعها وبلدها.

في النهاية من يريد قراءة الرواية مستشهدا بالمسلسل وفضولا لقراءة مصدر العمل فلا أنصح بذلك، أما من يريد قراءة الرواية باعتبارها عملا جديدا لصنع الله ابراهيم فليتفضل وإن كنت أنصحه بمشاهدة مسلسل كاملة أبو ذكري أفضل له.
Leave a Review
You must be logged in to rate and post a review. Register an account to get started.