...
Show More
أعتقد أنني تحدثت كثيرا عن هذه الرواية ربما وأنا أقرأ كنتُ أنقل لكم مشاعري أثناء القراءة كما كنتُ أفعل على تويتر إنني لم أهتم فقط بالقصة لكن ما سلب لبي و جعلني مأخوذة بهذه الرواية هو أسلوب ساراماغو السردي وإن لم أكن بعيدة عنه في رواياته الأخرى كم أحب هذه التدخلات التي يطل فيها ساراماغو برأسه ويلعب فيها دور السارد معللا ومفسرا ومفلسفا للكثير من تصرفات شخصياته
إن الأمر يجعلك مشاركا وليس مستمعا فقط إن حديثه المتخيل هذا يبين كم إن لهذا الرجل ملكة تخيل واسعة تمكنه من معرفة ماذا يدور في ذهن القارىء وكيف يستطيع أن يرد عليه ويرضي فضوله أو لعله يثيره أكثر إنها قمة البراعة
نعم أحب هذا الأسلوب كما أحب أيضا ثرثرة شخصياته دون أن يفصح عن القائل يحفز ذكائك ويجعلك مشدودا كوتر لتتابع وتتأكد من إنك قادر على مجاراة هذه اللعبة
الأمر أشبه بتحدي إلا إنك ستخرج منتصرا وليس مهزوما أبدا
بطل رواية الكهف خزاف وماكتبه ساراماغو عن هذه الصنعة على مدى 400 صفحة يجعلك تزداد إعجابا فمن أين تأتى لهذا الروائي كل هذه المعلومات عن هذه الحرفة ليس فقط معلومات عابرة بل يصل الأمر به إلى كل فنياتها ويتعداه إلى مشاعر الصانع وهو يمارسها
إن ساراماغو لا يكف عن إثارة القلق لدى القارىء
القلق الجميل الذي يصحبه رغبة في المتابعة والمعرفة
إنها حقا من إجمل الروايات التي يمكن أن تقرأها عن الوجود الإنساني حين يقف وجها لوجه مع الحداثة والرأسمالية وذلك التعليب والتجميد للضمير الإنساني
من المهم قراءة غلاف الرواية الخلفي عن إمثولة كهف إفلاطون
علما بإنك لن تحتاجها إلا في الصفحات الأخيرة من الرواية