...
Show More
n n
قبل كل شىء عندما تقرأ رواية لساراماجو لامفر من أن تتأمل عبارة الإهداء
المقتضبة فى كل الأحوال
الدالة دوما على فرادة العلاقة بين جوزيه ورفيقة دربه فى سنوات التجلي الأخيرة بيلار ديل ريو
هاهنا الإهداء إلى بيلار ونقطة
وفى باقي الرواياتالكتب غير الروائية تظل بيلار هى أيقونة جوزيه التى لا تتبدل سواء حملت أولي السطور اسمها
"إلى بيلار التى لم تولد بعد حينها،واستغرقت وقتا طويلا للمجيء"
أو توارت رغم أثرها النافذ بين ثنايا الصفحات
***************
يعرف كل قراء جوزيه أنه ملحد
فلا رب ولا دين
ذلك يوجز ببساطة رؤية الرجل وفلسفته التى أخرج عبرها هذه الرواية الممتعة والمختلفة
هو إنجيل ساراماجو عن المسيح
لا الإنجيل كما هو معروف علي لسان ابن الربالإنسان وفقا للمعتقد اللاهوتي الراسخ،،،
يعمد ساراماجو إلى رواية قصة حياة السيد المسيح منذ الميلاد
ما قبل ميلاده بشهور
وحتى لحظة الصلب وإرتداء تاج الشوكالخلاص والصعود للملكوتالإصطفاء والصعود للسماوات،،،
***************
كا قال جوزيه هو يستخدم الأحداث المروية بالفعل فى أناجيل عديدة
لم يوضح ماهو معتمد منها وماهو هرطوقيأبوكريفا
لكن على أية حال فإنه يقرر أن إنجيله يملأ ما بين الفراغات فى روايات هذه الأناجيل
مضافا إليها تأويلاته الخاصة والتى أثارت وقت صدور الرواية سخط الكنيسة الكاثوليكية
ودعت القائمين على جائزة أريستيون الأدبية لرفع الرواية من القائمة القصيرة للروايات المرشحة للفوز
الأمر الذى أثار غضب جوزيه فرحل ليعيش رفقة بيلار فى جزيرة لانزاروتي الإسبانية حتى وفاته المنية هناك عام 2010،،،
***************
بإيجاز يري ساراماجو الأمر كله لعبةخدعةنهم لحيازة السلطة وإخضاع البشر
بدءا من الربالآلهة وصولا للدين والكهنوت عبر الأنبياء والديانات السماويةالرسالية ذاتها وفي روايتنا هذه هي المسيحية تحديدا،،،
الرب التوراتي بصفاته وأفعاله التى وردت في التوراةالكتب الخمسة الأوليأسفار موسي الخمسةالتناخ
هو محل إتهام وغضب ساراماجو
فبسببه هو أو برغبته هو كان إختيار المسيح للتضحية وحمل صليب الفداء
لا لشىء سوي لبسط نفوذه خارج أرض العبرانيين وصولا لجميع الأممالأغيار
يبدأ يسوع ابن يوسف الأريماثيالمسيح لاحقا فى دعوة الناس للتوبة وإظهر المعجزات واحدة تلو الأخري
ليتجمع الناس حوله،فيذيع صيته،وتنتشر تعاليمه وحتي لو كانت حياته وحياة حوارييه الثمن
فالمهم أن يكون للرب ما أراد وقد كان،،،
***************
هذا بإيجاز موجز فلسفة ساراماغو وراء كتابة هذه الرواية
التى يستوقفني فيها مشهدين حواريين مطولين
الأول فى الثلث الثاني من الرواية ص180 تقريبا،وفيه حوار يدور بين يسوع وباستورلراعيالشيطان،
والثاني في الثلث الأخير من الرواية ما بعد ص320 والحوار العميقالمنحرف المغزي كما تراه بين الربالرجل الصالح الأشيب
يسوع الناصريالجليليابن بيت لحم بالميلاد،والشيطانالراعيالصامت والمتواطيء مع الرب فى رغبته
أن يفعل يسوع ما قدر له أن يفعل لتتسع مساحة نفوذه وسيطرتهغوايته للبشر فى كل بقاع الأرض
***************
بطبيعة الحال لست فى حاجة للتأكيد على رأيى الخاص فى كل ما كتبت
المسألة ببساطة أننى حاولت أن أعطي صورة موجزة عن مضمون الرواية
ونزرا يسيرا من الدلالات الكامنة وراء السطور
فيم يبقى تعاملي معها تعاملي مع نص أدبي سأبين فى عجالة رأيي فى أهم عناصره:-
(1)
الحكايةالحبكة هاهنا لسنا أمام حكاية مختلقة أو خيالية فهي سيرةأحداث تاريخية أعاد الكاتب روايتها بنصها غالبا
وخرج على ذلك الإلتزام فى مواضع عدة أبرزها علاقة يسوع بالمجدلية في حدود علمي وحدود الشائع بالطبع
لذلك فليس في الأمر محل لإبراز تميز أو تفوق لافت من عدمه،،،
(2)
الأحداثبنية العمل وتصاعد وتيرتها والتطور الحادث لها كان متميزابطيئا فى بعض المواضع،،،
(3)
لغة ساراماجو وهنا بالطبع أقولها مجازا لأنني لا أقرأ البرتغالية
لكن بالإستناد للنصين العربيالإنجليزى فلغته جاءت متميزة وسلسة فى عمومها،،،
(4)
رسم الشخصيات جاء جميلا ومعبرا
وخصوصا فيم تعلق بيوسف الأريماثييسوعالمريمين بدرجة أقل
(5)
نمط السرد هو نمط ضمير الغائبالراوي الكلي العلمالعليمالمتداخل أحيانا بالتحليل والتعقيب والإحتجاج والتأويل
ما يعني أن صوت ساراماجو كان عاليا واضحا خلال النص بلا مواربة أو تستر،،،
***************
ختاما أعلم أن الرواية أثارت غضبضيقإستياءتحفظ الكثيرين
ولكل الحق المطلق فى التعاطي مع النص كما يحب بالنسبة لي كانت رواية جميلة من الناحية الفنيةالجماليةالأدبية
ماوراء ذلك لا يعنيني وصدقا لم يشغل بالي كثيرا رغم ذكاء وشطح أسئلة وتأويلات ساراماجو
إلا أنه في النهاية يبقي
"مالله لله وما لقيصر لقيصر"
قبل كل شىء عندما تقرأ رواية لساراماجو لامفر من أن تتأمل عبارة الإهداء
المقتضبة فى كل الأحوال
الدالة دوما على فرادة العلاقة بين جوزيه ورفيقة دربه فى سنوات التجلي الأخيرة بيلار ديل ريو
هاهنا الإهداء إلى بيلار ونقطة
وفى باقي الرواياتالكتب غير الروائية تظل بيلار هى أيقونة جوزيه التى لا تتبدل سواء حملت أولي السطور اسمها
"إلى بيلار التى لم تولد بعد حينها،واستغرقت وقتا طويلا للمجيء"
أو توارت رغم أثرها النافذ بين ثنايا الصفحات
***************
يعرف كل قراء جوزيه أنه ملحد
فلا رب ولا دين
ذلك يوجز ببساطة رؤية الرجل وفلسفته التى أخرج عبرها هذه الرواية الممتعة والمختلفة
هو إنجيل ساراماجو عن المسيح
لا الإنجيل كما هو معروف علي لسان ابن الربالإنسان وفقا للمعتقد اللاهوتي الراسخ،،،
يعمد ساراماجو إلى رواية قصة حياة السيد المسيح منذ الميلاد
ما قبل ميلاده بشهور
وحتى لحظة الصلب وإرتداء تاج الشوكالخلاص والصعود للملكوتالإصطفاء والصعود للسماوات،،،
***************
كا قال جوزيه هو يستخدم الأحداث المروية بالفعل فى أناجيل عديدة
لم يوضح ماهو معتمد منها وماهو هرطوقيأبوكريفا
لكن على أية حال فإنه يقرر أن إنجيله يملأ ما بين الفراغات فى روايات هذه الأناجيل
مضافا إليها تأويلاته الخاصة والتى أثارت وقت صدور الرواية سخط الكنيسة الكاثوليكية
ودعت القائمين على جائزة أريستيون الأدبية لرفع الرواية من القائمة القصيرة للروايات المرشحة للفوز
الأمر الذى أثار غضب جوزيه فرحل ليعيش رفقة بيلار فى جزيرة لانزاروتي الإسبانية حتى وفاته المنية هناك عام 2010،،،
***************
بإيجاز يري ساراماجو الأمر كله لعبةخدعةنهم لحيازة السلطة وإخضاع البشر
بدءا من الربالآلهة وصولا للدين والكهنوت عبر الأنبياء والديانات السماويةالرسالية ذاتها وفي روايتنا هذه هي المسيحية تحديدا،،،
الرب التوراتي بصفاته وأفعاله التى وردت في التوراةالكتب الخمسة الأوليأسفار موسي الخمسةالتناخ
هو محل إتهام وغضب ساراماجو
فبسببه هو أو برغبته هو كان إختيار المسيح للتضحية وحمل صليب الفداء
لا لشىء سوي لبسط نفوذه خارج أرض العبرانيين وصولا لجميع الأممالأغيار
يبدأ يسوع ابن يوسف الأريماثيالمسيح لاحقا فى دعوة الناس للتوبة وإظهر المعجزات واحدة تلو الأخري
ليتجمع الناس حوله،فيذيع صيته،وتنتشر تعاليمه وحتي لو كانت حياته وحياة حوارييه الثمن
فالمهم أن يكون للرب ما أراد وقد كان،،،
***************
هذا بإيجاز موجز فلسفة ساراماغو وراء كتابة هذه الرواية
التى يستوقفني فيها مشهدين حواريين مطولين
الأول فى الثلث الثاني من الرواية ص180 تقريبا،وفيه حوار يدور بين يسوع وباستورلراعيالشيطان،
والثاني في الثلث الأخير من الرواية ما بعد ص320 والحوار العميقالمنحرف المغزي كما تراه بين الربالرجل الصالح الأشيب
يسوع الناصريالجليليابن بيت لحم بالميلاد،والشيطانالراعيالصامت والمتواطيء مع الرب فى رغبته
أن يفعل يسوع ما قدر له أن يفعل لتتسع مساحة نفوذه وسيطرتهغوايته للبشر فى كل بقاع الأرض
***************
بطبيعة الحال لست فى حاجة للتأكيد على رأيى الخاص فى كل ما كتبت
المسألة ببساطة أننى حاولت أن أعطي صورة موجزة عن مضمون الرواية
ونزرا يسيرا من الدلالات الكامنة وراء السطور
فيم يبقى تعاملي معها تعاملي مع نص أدبي سأبين فى عجالة رأيي فى أهم عناصره:-
(1)
الحكايةالحبكة هاهنا لسنا أمام حكاية مختلقة أو خيالية فهي سيرةأحداث تاريخية أعاد الكاتب روايتها بنصها غالبا
وخرج على ذلك الإلتزام فى مواضع عدة أبرزها علاقة يسوع بالمجدلية في حدود علمي وحدود الشائع بالطبع
لذلك فليس في الأمر محل لإبراز تميز أو تفوق لافت من عدمه،،،
(2)
الأحداثبنية العمل وتصاعد وتيرتها والتطور الحادث لها كان متميزابطيئا فى بعض المواضع،،،
(3)
لغة ساراماجو وهنا بالطبع أقولها مجازا لأنني لا أقرأ البرتغالية
لكن بالإستناد للنصين العربيالإنجليزى فلغته جاءت متميزة وسلسة فى عمومها،،،
(4)
رسم الشخصيات جاء جميلا ومعبرا
وخصوصا فيم تعلق بيوسف الأريماثييسوعالمريمين بدرجة أقل
(5)
نمط السرد هو نمط ضمير الغائبالراوي الكلي العلمالعليمالمتداخل أحيانا بالتحليل والتعقيب والإحتجاج والتأويل
ما يعني أن صوت ساراماجو كان عاليا واضحا خلال النص بلا مواربة أو تستر،،،
***************
ختاما أعلم أن الرواية أثارت غضبضيقإستياءتحفظ الكثيرين
ولكل الحق المطلق فى التعاطي مع النص كما يحب بالنسبة لي كانت رواية جميلة من الناحية الفنيةالجماليةالأدبية
ماوراء ذلك لا يعنيني وصدقا لم يشغل بالي كثيرا رغم ذكاء وشطح أسئلة وتأويلات ساراماجو
إلا أنه في النهاية يبقي
"مالله لله وما لقيصر لقيصر"