...
Show More
لماذا يقسم هذا الكتاب الصغير إلى مجلدات؟ التاريخ منذ بدايته يسرده العبقري ويلز بأسلوبه الأدبي الوجيز بداية من نشأة الكون مرورا بنشأة الحياة وتطورها إلى أوائل التاريخ والإنسان البدائي ثم بداية الحضارة والتاريخ المكتوب، ومن بعد ذلك بداية صراع ممالك بني الإنسان وتقتلهم بعضهم بعضاً تحت دوافع غامضة تجعله متعطشاً للقتال والموت وسفك الدماء! توقف الجزء الاول إلى ما بعد مقتل المسيح ،وطغيان المسيحية، وإشراف الإمبراطورية الرومانية على الزوال.
المهم أن ويلز استطاع بحنكة إيجاز كل هذا في سطور قليلة، وبأسلوب شيق غير ممل. ولكن يعيبه كالعادة الإسهاب في شرح المعارك العسكرية خاصة مع دخول الدولة الرومانية ومن قبل ذلك أسهب في شرح تحركات القبائل العرقية في أوروبا وتبادلهم السيطرة على المواقع الجغرافية المختلفة، كان أسلوبه في هذا الإطار مربكاً، كما أن إسهابه فيها لا يتناسب مع طبيعة الكتاب الموجزة، إضافة إلى أنه أمر ليس بهذه الأهمية من وجهة نظري! تكرر الامر مع الإمبراطورية الرومانية لاحقاً رغم اعترافه بأنها إمبراطورية عسكرية لم تنتج علماً ولا فلسفة كما فعلت مدن الإغريق العظيمة، رغم أنه يصرح في غير موضع رفضه للحرب وللاقتتال، لكن يبدو أنه يحب الكتابة عن المعارك لحربة ويجد لذة في ذلك، أو يرى إبداعه تجلى فيها؛ رغم أنني لا أتفق معه!
ومن مسالب الكتاب أيضاً حينما تجاسر ويلز وساوى بين حضارة الإغريق المبنية على العلم والفلسفة والفن والأدب من ناحية، وبين فلسفات كل من جوتاما وكونفوشيوس ولاوتسي الشرق آسيوية، من ناحية أخرى، وظهور أنبياء اليهود ونبوءاتهم وادعائهم بإيحاء الله لهم من ناحية ثالثة! إنها بحق إهانة بالغة لعلم وفن وفلسفة الإغريق العظماء، يتجلى هنا تحيزه الفاحش لانتماءه المسيحي. إنها حتى إهانة لفلسفتي جوتاما وكونفوشيوس! إذا اعتبرت جزمه بان القبائل الكنعانية الفلسطينية جائت إلى غزة بعد القبائل الإسرائيلية هو رأي شخصي تاريخي، لا يمكن أن يعتبر نبوءات أنبياء اليهود هي مؤسسة أول ضمير حر في العالم! هذا ما يتعارض مع كلام العالم يهودي الاصل جيمس هنري برستد الذ أكد في كتابه فجر الضمير أن المصري القديم هو أول إنسان ذو ضمير، وإن كان هذا الآخر رأياً شخصياً، لكن احتكار ثلة من المخرفن لكلمة الله لا يمكن أن يكون راياً شخصياً على الإطلاق! مع العلم أنه بشكل ما أشار غلى أن اليهودية بشرية الشأة وان التوراه هي مجموعة من الاعمال الأدبية البشرية!
المهم أن ويلز استطاع بحنكة إيجاز كل هذا في سطور قليلة، وبأسلوب شيق غير ممل. ولكن يعيبه كالعادة الإسهاب في شرح المعارك العسكرية خاصة مع دخول الدولة الرومانية ومن قبل ذلك أسهب في شرح تحركات القبائل العرقية في أوروبا وتبادلهم السيطرة على المواقع الجغرافية المختلفة، كان أسلوبه في هذا الإطار مربكاً، كما أن إسهابه فيها لا يتناسب مع طبيعة الكتاب الموجزة، إضافة إلى أنه أمر ليس بهذه الأهمية من وجهة نظري! تكرر الامر مع الإمبراطورية الرومانية لاحقاً رغم اعترافه بأنها إمبراطورية عسكرية لم تنتج علماً ولا فلسفة كما فعلت مدن الإغريق العظيمة، رغم أنه يصرح في غير موضع رفضه للحرب وللاقتتال، لكن يبدو أنه يحب الكتابة عن المعارك لحربة ويجد لذة في ذلك، أو يرى إبداعه تجلى فيها؛ رغم أنني لا أتفق معه!
ومن مسالب الكتاب أيضاً حينما تجاسر ويلز وساوى بين حضارة الإغريق المبنية على العلم والفلسفة والفن والأدب من ناحية، وبين فلسفات كل من جوتاما وكونفوشيوس ولاوتسي الشرق آسيوية، من ناحية أخرى، وظهور أنبياء اليهود ونبوءاتهم وادعائهم بإيحاء الله لهم من ناحية ثالثة! إنها بحق إهانة بالغة لعلم وفن وفلسفة الإغريق العظماء، يتجلى هنا تحيزه الفاحش لانتماءه المسيحي. إنها حتى إهانة لفلسفتي جوتاما وكونفوشيوس! إذا اعتبرت جزمه بان القبائل الكنعانية الفلسطينية جائت إلى غزة بعد القبائل الإسرائيلية هو رأي شخصي تاريخي، لا يمكن أن يعتبر نبوءات أنبياء اليهود هي مؤسسة أول ضمير حر في العالم! هذا ما يتعارض مع كلام العالم يهودي الاصل جيمس هنري برستد الذ أكد في كتابه فجر الضمير أن المصري القديم هو أول إنسان ذو ضمير، وإن كان هذا الآخر رأياً شخصياً، لكن احتكار ثلة من المخرفن لكلمة الله لا يمكن أن يكون راياً شخصياً على الإطلاق! مع العلم أنه بشكل ما أشار غلى أن اليهودية بشرية الشأة وان التوراه هي مجموعة من الاعمال الأدبية البشرية!