●القراءة الثانية لميلان كونديرا بعد "كائن لا تحتمل خفته"..
الوجودية كمان وكمان، متعبة جدا والتفكير بالنهج الوجودى متعب ومرهق وسيجعلك ناقم على كل شيء، صحيح الانسان يحتاج الى مساحته الشخصية ولو لوقت طويل ولكن ليس ذلك بالتخلى عن المسؤليات والفرار بعيدا لمجرد الاحساس بالذات.
●●نبدأ من حيث ابدع كونديرا نسج خيوط روايته من ايماءة امرأة فى الستين من عمرها وتخيل قصة وحكايات فى اول الامر لن تستطيع ربطها ببعضها ولكن فى نهاية الرواية ستترابط الحكايات والشخصيات،اعشق الاديب الذى يخترع حكاية من لا شيء يذكر وحتى الادب الذى لا يحمل حبكة ونهاية احداث وذروة وكلام من هذا القبيل كما تحدث عنه كونديرا، ادب للاستمتاع بمعنى الادب
●●الحديث عن الخلود مربك ورائع ،جميل ان يخلد المرء بعد وفاته سواء بسيرته او اعماله وغريب ان يحاول شخص ان يقحم نفسه فى حياة المشاهير رغبة فى الخلود معهم كما فعلت بيتينا مع غوته وبيتهوفن، حتى فى حديث كونديرا فى فصل الصدفة عن الاحداث العابرة فى الحياة او الرواية ومقدار تأثيرها فى حياتك فى لحظة من اللحظات المتأخرة والتى لم تستطع انت ف البداية الحكم على هذا الحدث اكان عابرا حقا وغير مهما ام ستعود بعد مرور السنين ليشكل الحدث العابر او الصدفة تغيرا مهما فى مجرى حياتك
الباقية وتغير من طريقة خلودك.
●●فى فصل الصدفة ايضا اعجبتنى حكاية مقارنة جسدى لورا وانيس وروحيهما بالرسم.
●●فصل الانسان العاطفى فى بدايته لم افهمه او اتمكن من فهم مراد كونديرا ولعل هذا بسبب خوضه فى حكايات شعراء وادباء لا اعلم عنهم شيئا او فترة بعيدة عن ذهنى ،صراحة لم افهم بداية هذا الفصل
●●الرواية مليئة بالاقتباسات الملهمة والجميلة بالنسبة لى؛ لعل ابرزها "انك الحليف اللامع لحفارى قبرك ".. بالفعل ماذا سيفعل الانسان منا اذا اكتشف انه كان طوال حياته يدافع عن فكرة او عن مبدأ او شخص واتضح انه كان يساعد فى حفر قبره سواء كان قبرا بالمعنى الحرفى او قبر الافكار والايدولوجيات!!!
سيبقى كونديرا مربكا لأبعد الحدود وممتعا ايضا
بعض المقتطفات :
n n
"انا افكر اذن انا موجود هو قول مثقف يستهين بوجع الاضراس،اما انا احس فاذن انا موجود فحقيقة اعم بكثير "
"كانت بالتأكيد خبر عشيقة،كان يدعوها كنز سريرى"
"إنك الحليف اللامع لحفارى قبرك"
"ان الانسان فى مرحلة الشباب لا يكون قادرا على ادراك الزمن كدائرة،بل كمجرد طريق يقوده بشكل مستقيم الى آفاق دائمة التنوع،وهو لا يشك فى ان حياته لا تضم غير موضوع واحد؛وهذا ما سيدركه لاحقا لما تأتيه الحياة بتنويعاتها الأولى "