...
Show More
هل لنا أن نحيا حتي و لو فقدنا القيمة التي كانت تميزنا ؟
هذه حتماً من أغرب الكتب التي قرأتها و كانت حول هذا السؤال.
يستيقظ "جريجور سامسا" من نومه ليذهب لعمله الرتيب حتي يستطيع سد ديون والديه ، ليتفاجأ سامسا بأنه قد تحول لحشرة .
ليكون شغل "سامسا" الشاغل هو كيف له أن يتأخر كل هذا الوقت في نومه و كيف له أن يستقل القطار لعمله الآن بهذه الأطراف المتلوية و قرون الاستشعار الطويلة !
لو استيقظتَ يوماً و وجدت نفسك حشرة علي السرير علي الأقل لم تكن لتفكر بالخروج من غرفتك ليوم أو يومين :) و لكن سامسا كان يفكر في حجة غياب يقدمها لمديره حينما يعود للعمل ظهراً.
عندما تراه عائلته علي هذا النحو يُغشي عليهم و تحل عليهم المصيبة ، فسامسا هو من كان يعولهم و الآن هو ليس قادرا علي إعالة نفسه.
اعتقدَ سامسا أن عائلته ستنهار حتماً بعد ما حدث له ، ليكتشف أن أباه بعد ما كان غير قادر على الخروج حتي من بيته رجع للعمل و باجتهاد ، و أمه رجعت للحياكة ، و أخته عملت كنادلة ، و أكملوا حياتهم بينما يتفقدونه من حين لآخر في اشمئزاز و هو يشاهدهم خائفا مرتعشاً من تحت السرير في رضا و امتنان حيناً و في غضب و استهجان حيناً آخر .
لنتحدث قليلا عن رمزية القصة : -
- تحوُّل سامسا لحشرة دلالة واضحة علي عمله الوضيع الذي يتملق فيه الزبائن و رؤساء عمله فكان كالحشرة الطفيلية لا قيمة لها ، هو فقط ترس في آلة مجتمعية رديئة يمكن استبداله في أي وقت.
- بعد تحوُّل سامسا كان يعتقد أن العائلة لن تقوم من بعده و لكن بالعكس قد أكملوا حياتهم بل صارت أفضل قليلا ! فكان كالحشرة لا فائدة منها ، يلقون له بعض فضلات الطعام - و التي صار سامسا يحبها الآن - من حين لآخر و يتمنون موته أو رحيله.
" أتمنى لو كان في مقدوره فهمنا... لأخذته الرأفة بنا، وأدرك أن الحياة المشتركة بين الانسان والمسخ أمر مستحيل، ولذهب لحال سبيله ، وعندئذ سأفقد أخي، ولكن كنا سنبقي على ذكراه حية مكرمة."
و لكن سامسا كان يفهمهم و لم يتخيل قط أن رحيله عنهم سيكون راحة لهم و لم يكتشف أبدا أنه سبب لهم كل هذا التعب ، و لم يفهم أنهم يتمنون رحيله كما يتمنون رحيل الحشرة الضارة من البيت ، بالتأكيد لن يفهم فهو قد تحول لحشرة.
- تسمية الرواية ب" التحول" لأنها في اعتقاد كافكا السوداوي حالة من التطور الطبيعي بهذا العالم أن تتطور لحشرة في مجتمع يعاملك علي هذا الأساس.
ستنهي النوفيلا و تتساءل كيف لكافكا أن يعرف كل هذه المعلومات عن الحشرات و تفكيرها و حركاتها و مشاعرها ربما لأنه كان يرصد لنا واقعاً من حياته المؤلمة التي عاش فيها كئيبا مُهمّشاً ، لأن سامسا هو كافكا في النهاية مع تغيير بعض الحروف.
نصيحة لا تقرأ الرواية إلا بترجمة سماح الجلوي فقد كانت بسيطة و واضحة رغم أنه لم يعجبني تسميتها الرواية بالانمساخ.
كانت رحلة غريبة مقلقة و لكنها حتماً ممتعة✨.
هذه حتماً من أغرب الكتب التي قرأتها و كانت حول هذا السؤال.
يستيقظ "جريجور سامسا" من نومه ليذهب لعمله الرتيب حتي يستطيع سد ديون والديه ، ليتفاجأ سامسا بأنه قد تحول لحشرة .
ليكون شغل "سامسا" الشاغل هو كيف له أن يتأخر كل هذا الوقت في نومه و كيف له أن يستقل القطار لعمله الآن بهذه الأطراف المتلوية و قرون الاستشعار الطويلة !
لو استيقظتَ يوماً و وجدت نفسك حشرة علي السرير علي الأقل لم تكن لتفكر بالخروج من غرفتك ليوم أو يومين :) و لكن سامسا كان يفكر في حجة غياب يقدمها لمديره حينما يعود للعمل ظهراً.
عندما تراه عائلته علي هذا النحو يُغشي عليهم و تحل عليهم المصيبة ، فسامسا هو من كان يعولهم و الآن هو ليس قادرا علي إعالة نفسه.
اعتقدَ سامسا أن عائلته ستنهار حتماً بعد ما حدث له ، ليكتشف أن أباه بعد ما كان غير قادر على الخروج حتي من بيته رجع للعمل و باجتهاد ، و أمه رجعت للحياكة ، و أخته عملت كنادلة ، و أكملوا حياتهم بينما يتفقدونه من حين لآخر في اشمئزاز و هو يشاهدهم خائفا مرتعشاً من تحت السرير في رضا و امتنان حيناً و في غضب و استهجان حيناً آخر .
لنتحدث قليلا عن رمزية القصة : -
- تحوُّل سامسا لحشرة دلالة واضحة علي عمله الوضيع الذي يتملق فيه الزبائن و رؤساء عمله فكان كالحشرة الطفيلية لا قيمة لها ، هو فقط ترس في آلة مجتمعية رديئة يمكن استبداله في أي وقت.
- بعد تحوُّل سامسا كان يعتقد أن العائلة لن تقوم من بعده و لكن بالعكس قد أكملوا حياتهم بل صارت أفضل قليلا ! فكان كالحشرة لا فائدة منها ، يلقون له بعض فضلات الطعام - و التي صار سامسا يحبها الآن - من حين لآخر و يتمنون موته أو رحيله.
" أتمنى لو كان في مقدوره فهمنا... لأخذته الرأفة بنا، وأدرك أن الحياة المشتركة بين الانسان والمسخ أمر مستحيل، ولذهب لحال سبيله ، وعندئذ سأفقد أخي، ولكن كنا سنبقي على ذكراه حية مكرمة."
و لكن سامسا كان يفهمهم و لم يتخيل قط أن رحيله عنهم سيكون راحة لهم و لم يكتشف أبدا أنه سبب لهم كل هذا التعب ، و لم يفهم أنهم يتمنون رحيله كما يتمنون رحيل الحشرة الضارة من البيت ، بالتأكيد لن يفهم فهو قد تحول لحشرة.
- تسمية الرواية ب" التحول" لأنها في اعتقاد كافكا السوداوي حالة من التطور الطبيعي بهذا العالم أن تتطور لحشرة في مجتمع يعاملك علي هذا الأساس.
ستنهي النوفيلا و تتساءل كيف لكافكا أن يعرف كل هذه المعلومات عن الحشرات و تفكيرها و حركاتها و مشاعرها ربما لأنه كان يرصد لنا واقعاً من حياته المؤلمة التي عاش فيها كئيبا مُهمّشاً ، لأن سامسا هو كافكا في النهاية مع تغيير بعض الحروف.
نصيحة لا تقرأ الرواية إلا بترجمة سماح الجلوي فقد كانت بسيطة و واضحة رغم أنه لم يعجبني تسميتها الرواية بالانمساخ.
كانت رحلة غريبة مقلقة و لكنها حتماً ممتعة✨.