...
Show More
n
n n
جذبني غلاف الرواية قبل أي شيء آخر، ولا أعلم لِمَ لم أقتنيها حين رأيتها مرات كثيرة في المكتبات! والاسم الغريب أيضًا والفاتح للشهية كذلك. ولكن شاءت الأقدار أن يكون وقت قراءتي لها في الفترة التي أتبّع فيها نظامًا غذائيًا صارمًا، فلا شوكولاتة ولا يحزنون! لشد ما تألمت لهذا السبب كثيرًا، فكمية الوصفات وطرق الطبخ، تملئ الرواية، شعرت بأنني أشم حقًا رائحة التوابل والبهارات! يا إلهي كم تعذبت معدتي الخاوية المسكينة بوصفات "تيتا" اللذيذة!
تيتا التي ولدت وتربّت في المطبخ وورثت عن أسلافها ألذ وأشهى الوصفات، وبمهارة وحذق وبراعة منقطعة النظير تمكنت من إتقان فن الطهي، فكانت فعلًا فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لكن تيتا أُجبِرت على حمل قدرها على كاهلها منذ أن ولدت ورأت عيناها النور، فتقرّ العادات والتقاليد آنذاك على أن تكرّس صغرى البنات في العائلة نفسها وحياتها لخدمة والدتها حتى تتوفى، فيحرم عليها الزواج والإنجاب وممارسة حقها كأنثى وكأم! وبهذا التقليد اللاإنساني والجائر والظالم حُرمت تيتا من حبيبها بيدرو، وتجرّعت الألم والمرارة واليأس والحسرة. ووضعت كل أحاسيسها ومشاعرها واضطرابها بالوصفات التي أتقنتها، وربما وجدت في الطبخ بعض العزاء لما حلَ بها.
موضوع الرواية الأساسي هو ذاك التقليد العائلي الجائر بحق الفتاة الصغرى من كل عائلة في المكسيك -ولست أعلم إن كان منتشرًا في كل البلاد أم في مناطق معينة فقط- والتي راحت ضحيته في روايتنا هذه "تيتا". في إطار من الأحداث السياسية المتقلّبة والثورات التي شهدتها المكسيك.
أما عن أسلوب الرواية، فهي آسرة جدًا، مليئة بالأحداث العجيبة السحرية كعادة الأدب اللاتيني، تتقاطع فيها مصائر الشخصيات بشكل غير متوقع، فلا تملك حيالهم سوى أن تشعر بالتعاطف. استمتعت بها جدًا وبالوصفات اللذيذة وبالاجتماعات العائلية والولائم العامرة بصنوف المأكولات الشهية.
...
"الحب لا يحتاج إلى التفكير، إما أن نشعر به أو لا نشعر"n
n n
جذبني غلاف الرواية قبل أي شيء آخر، ولا أعلم لِمَ لم أقتنيها حين رأيتها مرات كثيرة في المكتبات! والاسم الغريب أيضًا والفاتح للشهية كذلك. ولكن شاءت الأقدار أن يكون وقت قراءتي لها في الفترة التي أتبّع فيها نظامًا غذائيًا صارمًا، فلا شوكولاتة ولا يحزنون! لشد ما تألمت لهذا السبب كثيرًا، فكمية الوصفات وطرق الطبخ، تملئ الرواية، شعرت بأنني أشم حقًا رائحة التوابل والبهارات! يا إلهي كم تعذبت معدتي الخاوية المسكينة بوصفات "تيتا" اللذيذة!
تيتا التي ولدت وتربّت في المطبخ وورثت عن أسلافها ألذ وأشهى الوصفات، وبمهارة وحذق وبراعة منقطعة النظير تمكنت من إتقان فن الطهي، فكانت فعلًا فنانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لكن تيتا أُجبِرت على حمل قدرها على كاهلها منذ أن ولدت ورأت عيناها النور، فتقرّ العادات والتقاليد آنذاك على أن تكرّس صغرى البنات في العائلة نفسها وحياتها لخدمة والدتها حتى تتوفى، فيحرم عليها الزواج والإنجاب وممارسة حقها كأنثى وكأم! وبهذا التقليد اللاإنساني والجائر والظالم حُرمت تيتا من حبيبها بيدرو، وتجرّعت الألم والمرارة واليأس والحسرة. ووضعت كل أحاسيسها ومشاعرها واضطرابها بالوصفات التي أتقنتها، وربما وجدت في الطبخ بعض العزاء لما حلَ بها.
موضوع الرواية الأساسي هو ذاك التقليد العائلي الجائر بحق الفتاة الصغرى من كل عائلة في المكسيك -ولست أعلم إن كان منتشرًا في كل البلاد أم في مناطق معينة فقط- والتي راحت ضحيته في روايتنا هذه "تيتا". في إطار من الأحداث السياسية المتقلّبة والثورات التي شهدتها المكسيك.
أما عن أسلوب الرواية، فهي آسرة جدًا، مليئة بالأحداث العجيبة السحرية كعادة الأدب اللاتيني، تتقاطع فيها مصائر الشخصيات بشكل غير متوقع، فلا تملك حيالهم سوى أن تشعر بالتعاطف. استمتعت بها جدًا وبالوصفات اللذيذة وبالاجتماعات العائلية والولائم العامرة بصنوف المأكولات الشهية.
...