...
Show More
هذا كتاب لن يحبه الصينيون المعاصرون في ما أعتقد.
يتبع قصة عائلة وانغ لانغ في الصين الزراعية قبل الحرب العالمية الثانية.
وانغ لانغ فلاح صيني، أرضه أعز ما في دنياه. هو نموذج للفلاح الساذج- شديد السذاجة.
عالم وانغ لانغ ضيق، الزراعة اليدوية تستهلك كل وقته، لم يتعلم القراءة قط، لم يعرف حياة المدن إلا لما فر إليها حين كاد يموت جوعا.
فقره وفقر والده منعه من الزواج إلا بجارية من جواري البيت الكبير تصدقوا بها عليه، أو-لاي، المرأة المكافحة الصابرة المدبرة الطيبة، المكسورة كسرا لا يجبر، فقد باعها أهلها للبيت الكبير وهي بعد طفلة. نراها دائما خاضعة مكسورة لايسمع لها صوت. هي أكثر شخصية تعلقت بها. تنجب الطفل تلو الطفل لتضمن المكانة لنفسها بإنجاب الأولاد الذكور لزوجها. لكنها زوجة صيني قبل الثورة الشيوعية، يهينها زوجها ويعاملها بفظاظة وعدم تقدير حتى آخر أيامها حين يشتد عليها المرض.
شيئا فشيئا، بالعمل الدؤوب المكلل بحب الأرض الطيبة، يبدأ وانغ لانغ في الإثراء واستحصال أجر كده. وهو كلما جمع شيئا من المال اشترى أرضا وضمها لأرضه.
وانغ لانغ لديه عقدة نقص شديدة، هدفه- اللاشعوري ربما- هو أن يصير السيد هوانغ الكبير، العين الثري الذي وهبه جاريته زوجة. فهو يبتاع أراضي السيد هوانغ مرة بعد مرة، ثم يستقبل مدبرة منزله في بيته، ثم في النهاية يشتري البيت الكبير وينتقل للإقامة فيه. وانغ لانغ في محاولته الخروج من سلم الفقر الاجتماعي، يقلد الأثرياء بطريقة خرقاء، يتردد على صالات الشاي ودور البغاء، ولا يلبث أن يقع في غرام مومس، تستهلك الكثير من ماله، يسيء بفظاظة لزوجته أو-لان، يتزوج المومس ويبني لها جناحا في بيته هو أرقى جناح، لكنه كما هو متوقع، بعد فترة قصيرة يمل منها. يشتري الجواري كما يفعل الأثرياء، ينتقل للبيت الكبير، ثم وهو شيخ في الثمانين، يغرم بطفلة من جواريه. محاولات واضحة لتقليد النبلاء،
لكنه يظل في داخله ذلك الفلاح المحب للأرض الطيبة، حتى بعد أن يصبح صاحب أملاك وجوار وأراض.
لم أحب هذه الصورة المثيرة للشفقة. كنت آمل أن يخرج أحد من أبناء وانغ لانغ عن هذه الصورة النمطية المثيرة للشفقة للفلاح،؛ لكن لا أحد منهم كان شخصية راديكالية أو غير نمطية على الأقل، فاهتماماتهم لا تتعدى التجارة بخيرات الأرض أو اكتراء الأراضي أو حل خصام الزوجات، وحتى في المشهد الأخير يتفق اثنان من أبنائه على بيع الأرض الطيبة لكن لا يغير ذلك في الأمر شيئا، تفكيرهما يظل قرويا رجعيا خجولا. ربما الابن الثالث الذي انضم للثورة في نهاية الرواية سيكون المحرك للأحداث في الأجزاء القادمة من الثلاثية.
جهل الفلاح وسذاجته، احتقار النساء، تعدد الزوجات، زواج القاصرات، بيع البنات، العنف المنزلي، عبادة الأوثان، هذه عادات صينية أضحت غير متقبلة لا في الصين ولا خارجها. بيرل باك تحتفل بها. لا أحد ينكر أنها وجدت لقرون في ثقافة الصين، لكن هناك خلل في عرض بيرل باك، تجعلها تبدو جيدة ربما بشكل منفر، لذلك أقول تحتفل بها. لكن مع ذلك، "احتفلت" بيرل باك بعادات صينية جميلة؛ كالعلاقات الأسرية واحترام الكبار.
أصرت بيرل باك على تذكير وانغ لانغ بأفعال الأغنياء قبله- وهو أصلا اكتسب ثروته من سرقة أحد الأغنياء في غوغاء اقتحم المتسولون خلالها بيته.
إذن، ما رسالة الرواية؟
بالعمل الجاد والتدبير الجيد، يصير الفقير غنيا، على شاكلة الأغنياء الذين أذلوه واضطهدوه في فقره؟! وكأنها حلقة مفرغة في دورة أبدية
اللغة عادية، الترجمة جيدة جدا، لكن الاستعارات القرآنية ليست مناسبة لرواية صينية.
يتبع قصة عائلة وانغ لانغ في الصين الزراعية قبل الحرب العالمية الثانية.
وانغ لانغ فلاح صيني، أرضه أعز ما في دنياه. هو نموذج للفلاح الساذج- شديد السذاجة.
عالم وانغ لانغ ضيق، الزراعة اليدوية تستهلك كل وقته، لم يتعلم القراءة قط، لم يعرف حياة المدن إلا لما فر إليها حين كاد يموت جوعا.
فقره وفقر والده منعه من الزواج إلا بجارية من جواري البيت الكبير تصدقوا بها عليه، أو-لاي، المرأة المكافحة الصابرة المدبرة الطيبة، المكسورة كسرا لا يجبر، فقد باعها أهلها للبيت الكبير وهي بعد طفلة. نراها دائما خاضعة مكسورة لايسمع لها صوت. هي أكثر شخصية تعلقت بها. تنجب الطفل تلو الطفل لتضمن المكانة لنفسها بإنجاب الأولاد الذكور لزوجها. لكنها زوجة صيني قبل الثورة الشيوعية، يهينها زوجها ويعاملها بفظاظة وعدم تقدير حتى آخر أيامها حين يشتد عليها المرض.
شيئا فشيئا، بالعمل الدؤوب المكلل بحب الأرض الطيبة، يبدأ وانغ لانغ في الإثراء واستحصال أجر كده. وهو كلما جمع شيئا من المال اشترى أرضا وضمها لأرضه.
وانغ لانغ لديه عقدة نقص شديدة، هدفه- اللاشعوري ربما- هو أن يصير السيد هوانغ الكبير، العين الثري الذي وهبه جاريته زوجة. فهو يبتاع أراضي السيد هوانغ مرة بعد مرة، ثم يستقبل مدبرة منزله في بيته، ثم في النهاية يشتري البيت الكبير وينتقل للإقامة فيه. وانغ لانغ في محاولته الخروج من سلم الفقر الاجتماعي، يقلد الأثرياء بطريقة خرقاء، يتردد على صالات الشاي ودور البغاء، ولا يلبث أن يقع في غرام مومس، تستهلك الكثير من ماله، يسيء بفظاظة لزوجته أو-لان، يتزوج المومس ويبني لها جناحا في بيته هو أرقى جناح، لكنه كما هو متوقع، بعد فترة قصيرة يمل منها. يشتري الجواري كما يفعل الأثرياء، ينتقل للبيت الكبير، ثم وهو شيخ في الثمانين، يغرم بطفلة من جواريه. محاولات واضحة لتقليد النبلاء،
لكنه يظل في داخله ذلك الفلاح المحب للأرض الطيبة، حتى بعد أن يصبح صاحب أملاك وجوار وأراض.
لم أحب هذه الصورة المثيرة للشفقة. كنت آمل أن يخرج أحد من أبناء وانغ لانغ عن هذه الصورة النمطية المثيرة للشفقة للفلاح،؛ لكن لا أحد منهم كان شخصية راديكالية أو غير نمطية على الأقل، فاهتماماتهم لا تتعدى التجارة بخيرات الأرض أو اكتراء الأراضي أو حل خصام الزوجات، وحتى في المشهد الأخير يتفق اثنان من أبنائه على بيع الأرض الطيبة لكن لا يغير ذلك في الأمر شيئا، تفكيرهما يظل قرويا رجعيا خجولا. ربما الابن الثالث الذي انضم للثورة في نهاية الرواية سيكون المحرك للأحداث في الأجزاء القادمة من الثلاثية.
جهل الفلاح وسذاجته، احتقار النساء، تعدد الزوجات، زواج القاصرات، بيع البنات، العنف المنزلي، عبادة الأوثان، هذه عادات صينية أضحت غير متقبلة لا في الصين ولا خارجها. بيرل باك تحتفل بها. لا أحد ينكر أنها وجدت لقرون في ثقافة الصين، لكن هناك خلل في عرض بيرل باك، تجعلها تبدو جيدة ربما بشكل منفر، لذلك أقول تحتفل بها. لكن مع ذلك، "احتفلت" بيرل باك بعادات صينية جميلة؛ كالعلاقات الأسرية واحترام الكبار.
أصرت بيرل باك على تذكير وانغ لانغ بأفعال الأغنياء قبله- وهو أصلا اكتسب ثروته من سرقة أحد الأغنياء في غوغاء اقتحم المتسولون خلالها بيته.
إذن، ما رسالة الرواية؟
بالعمل الجاد والتدبير الجيد، يصير الفقير غنيا، على شاكلة الأغنياء الذين أذلوه واضطهدوه في فقره؟! وكأنها حلقة مفرغة في دورة أبدية
اللغة عادية، الترجمة جيدة جدا، لكن الاستعارات القرآنية ليست مناسبة لرواية صينية.