كيف تكتب عن كارثة؟ هذا هو السؤال الذي سيجابه أي كاتب روائي يحاول نزع الصفة الإخبارية عن كارثة ما، وإبراز الوجه الإنساني منها، مشكلة هذا النوع من الكتابة هو أن الكوارث ضخمة، معقدة في أسبابها وأحداثها وآثارها، ومتضمنة في داخلها الكثير من البشر، فلذا يلجأ الكتاب إلى الحيلة إياها، أي التركيز على وجوه من وجوه الكارثة، وجعله الصورة الكبيرة، أو الرمز للكارثة، وتعريف القارئ على عدد محدود من الشخصيات التي ستتعرض أو ستتأثر بهذه الكارثة، وعادة يتعرف بهم القارئ قبل حدوث الكارثة حتى يمكن له أن يبنى معهم علاقة عاطفية مبكرة، ويتفاعل مع معاناتهم فيما بعد.
فكرت بهذا وأنا أفرغ من رواية الكاتب الإنجليزي روبرت هاريس (بومبي) والتي تناولت كارثة مدينة بومبي التي ضربها بركان جبل فيزوف في الرابع والعشرين من أغسطس سنة 79 م، مدمرا ً ودافنا ً إياها مع من بقي من سكانها.
ما الذي ميز كارثة بومبي عن الكثير من الكوارث البركانية المماثلة؟ أمرين الأول هو أنها كانت كارثة منسية، حيث طوت الأرض المدينة وبقاياها لألفي عام حتى لحظة الكشف الأثري لها في القرن الثامن عشر، الأمر الثاني هو أن التنقيب الأثري لم يكشف فقط عن خرائب بومبي، وإنما عن شيء آخر أكثر إثارة، أجساد سكانها وقد تجمدوا بذات الوضعيات التي كانوا عليها في لحظاتهم الأخيرة، بهذا الكشف قفزنا زمنيا ً إلى لحظة الكارثة، إلى اليوم الأخير والدقائق الأخيرة قبل أن تطمر بومبي بالمقذوفات البركانية والرماد، اقترب إنسان العصر الحديث كثيرا ً من تلكم الكارثة، أقرب من أي كارثة أخرى، وصار يمكنه أن يعيد تركيبها ومشاهدتها – وهذا ما فعلته قناة الـ BBC في فيلمها الوثائقي (Pompeii: The Last Day) حيث تم تركيب قصة درامية تحاول الاستفادة من وضعيات الجثث في تركيب قصة ذلك اليوم، حيث نشاهد أسرة تتجمع حول ابنتها الحامل، وسيدة غنية هربت إلى منزل مجالدين وماتت هناك -.
كانت هذه بومبي المدينة والكارثة والآن لنتحدث عن بومبي الرواية.
لا تبدأ رواية بومبي لروبرت هاريس في بومبي بل في مدينة ميسينيوم التي تقع على الجهة المقابلة من خليج نابولي، عند عنق الحذاء الإيطالي، وكل تلكم المدن المتقاربة بومبي، ميسينيوم، هيراكولوم، أوبلونتس، ستابيي ونولا كانت مدن رومانية، تابعة لسلطة القيصر الروماني حينها تيتوس، وكانت كلها تحصل على المياه من القناة المائية (أكوا أوغوستا) التي أنشأها الإمبراطور أغسطس.
يصل إلى مدينة ميسينيوم المهندس – يلقب بالساقي في ذلكم - (ماركوس أتيليوس بريموس) قادما ً من روما، ليتولى مسئولية القناة خلفا ً للساقي السابق اكزومينوس الذي اختفى فجأة.
هذه المهمة تواجه اختبارها الأول سريعا ً حيث تبدأ المياه في النضوب من الخزان الرئيسي لمسينيوم، مترافقة مع رائحة كبريت، عندها ينطلق أتيليوس مع فريق من تابعيه للبحث عن سبب هذا العطل بعدما توقع وفقا ً لأخبار سمعها من بعض القادمين إلى ميسينيوم أن موقع العطل قريب من مدينة بومبي، هذه المهمة التي تبدو روتينية تتم في اليوم السابق لكارثة بومبي، وتمنح أتيليوس وتمنحنا وتمنح الكاتب فرصة استعراض مدينة بومبي في أيامها الأخيرة، حيث نكتشف حجم الفساد السياسي والمالي للمدينة، وسيطرة إمبلياتوس على مجلس المدينة، وهو عبد سابق أعتقه سيده وأثرى بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المدينة قبل سنوات، حيث بقي إمبلياتوس وقام ببناء المدينة من جديد مستخدما ً كل الأساليب الممكنة، وأحد هذه الأساليب كان الحصول على المياه الرخيصة من القناة، عن طريق صفقة كان قد أبرمها مع الساقي السابق اكزومينوس، ولكن مع اختفاء هذا الأخير، واحتلال أتيليوس منصبه، يعرض عليه إمبلياتوس الصفقة ذاتها، يرفض أتيليوس العرض بأنفة، فيمده إمبلياتوس بالمساعدة التي يحتاجها في مهمة إصلاح القناة ولكنه يخطط في الوقت نفسه للقضاء عليه بعد إنجاز المهمة.
ينطلق أتيليوس ويتمكن من إصلاح القناة بمساعدة تابعيه والعبيد الذين قدمهم له إمبلياتوس، ولأن موقع العطل كان قريبا ً من جبل فيزوف يكونون شهودا ً على بداية ثورة البركان، حيث يهرع العبيد عائدين إلى بومبي ترافقهم كوريليا ابنة إمبلياتوس والتي كانت قد فرت من منزل والدها الذي يحاول إجبارها على الزواج من ابن مالكه السابق وعضو مجلس المدينة، وجاءت إلى أتيليوس لتنذره مما يضمره والدها له، ولكن أتيليوس يقنعها بالعودة إلى المنزل وقبول حياتها رغم مشاعره تجاهها، يتعرض أتيليوس بعد هذا لمحاولة قتل ينجو منها، فيعود إلى مدينة ميسينوم حيث قائد الأسطول الروماني والمؤرخ العجوز المهتم بالطبيعيات بليني والذي يقود حملة إنقاذ، مصطحبا ً معه كاتبه، مقدما ً وصفا ً شاملا ً للحادثة، جعلت ذلكم الشكل من الانفجار البركاني يسمى الآن في علم البراكين بالثوران البليني، حملة بليني تفشل سريعا ً، وتجنح السفن التي جاء بها إلى مدينة ستابيي وتكون نهاية بليني هناك، ولكن وصفه والأوراق التي كتبها عبده خلال الرحلة تصل إلى يد ابن أخت بليني والمعروف تاريخيا ً باسم بليني الأصغر.
يغادر أتيليوس - قبل هذه النهاية الحزينة لبليني - الحملة عائدا ً إلى بومبي على قدميه مخاطرا ً بحياته، كل هذا لينقذ كوريليا من المصير الذي ساقها إليه بكلماته ونصائحه، وبالفعل يلتقي بها هناك والمدينة تعيش الكارثة بتفاصيلها المرعبة، وينجح في إنقاذها من جنون والدها الذي احتجز العائلة كلها في مشروع الحمامات العامة الذي كان يقيمه مراهنا ً على أن المدينة ستنجو من هذه الأزمة كما نجت من أزمة الزلزال السابق، وأنه سيعود منتصرا ً وغنيا ً مرة أخرى، ينهي هاريس روايته بأسطورة نلمح منها إمكانية نجاة أتيليوس وكوريليا وخروجهما سالمين من بومبي باستخدام القناة المائية.
الرواية فاقت توقعاتي بقوتها، وأسرتني فيها شخصيات أتيليوس وبليني، حتى شخصية إمبلياتوس الكريهة رسمها هاريس بطريقة ذكية ورائعة، للأسف لم تترجم لهذا الروائي أي روايات أخرى، رغم أن له عدد لا بأس به منها، وخاصة في الجانب التاريخي، فله مثلا ً:
-tرواية (Fatherland 1992): وهي من روايات التاريخ البديل، حيث يتخيل الكاتب كيف سيكون العالم لو أن ألمانيا النازية انتصرت في الحرب العالمية الثانية، الرواية كانت من الروايات الأفضل مبيعا ً في بريطانيا بثلاثة ملايين نسخة. -t(Archangel 1998): عن مذكرات ستالين المفقودة. -t(The Ghost 2007): وهي رواية غموض سياسية حولت إلى فيلم بعنوان (The Ghost Writer 2010) أخرجه رومان بولانسكي، وأداه إيوان مكريجور، وبيرس بروسنان. -tوأخيرا ً ثلاثيته عن الخطيب الروماني شيشرون والتي صدر منها حتى الآن جزأين هما (Imperium 2006) و (Lustrum/Conspirata 2009)
My review for Pompeii by Robert Harris is going to be really short, lots of other people reviewed it, so if you want all the extra stuff, read those. I am not going to say anything, well almost anything about the author. I see he is a Goodreads author, so anything you want to know about the author you can read here without me jumping in.
I do want to say that I enjoyed Pompeii and I plan to read it again just to see if I move my stars from three to four, it was pretty hectic around here while I was reading it so there were lots of interruptions. There are lots and lots of people in the book, lots of rich people and I suppose lots of poor people or who would there be to take care of the rich people? Slaves I supposed, poor slaves. And there were really good people, and really bad people, and a few crazy people. Like the guy who thought he could stop the eruption by standing in the street joining hands with everybody else and building a tower.
"It will stop at any moment, Ampliatus thought. He willed it to do so. Let it subside now, and the situation will still be controllable. He had the nerve, the force of character; it was all a question of presentation. He could handle even this; "The gods have given us a sign, citizens! Let us heed their instruction! Let us build a great column, in imitation of this celestial inspiration! We live in a favored spot!"
They better be very good builders to get the column (not a tower) built by the time they are all wiped out by lava.
And now I get to the one thing that disappointed me about the book - I knew the ending as soon as I opened the book. Maybe even a little before that. :-) Oh well, I guess I should have paid less attention in school. Happy reading. :-)
Прецизно проучване на епохата на Помпей и силни герои. Второто обикновено куца при Харис за сметка на първото, но тук балансът е постигнат. Вечните човешки добродетели и грехове пламват ярко на фона на разярените пирокластични потоци.