...
Show More
"الحياة مزروعة بتلك العجائب التي يستطيع أولئك الذين يحبّون أن يأملوها على الدوام."
على الإيقاع البديع للجزء الأول يستكمل "بروست" أحداث الجزء الثاني من سباعيته. المكون من قسمين: يكمل في أولهم؛ قصة حب "الراوي" لـِ"جلبييرت" ابنة السيد والسيدة "سوان" نرى مراحل تشكل مشاعر "الراوي" بدءا من مراحل طفولتهما الأولى وتنزههم على الشانزليزيه، والطُرق التي سلكها ليتمكن من مقابلتها والتقرب من والديها. وفي خضم هذا التقارب يُكمل لنا "الراوي" تطور علاقة "سوان - وأوديت" وارتباطاتهما بالمجتمع الأرستقراطي ومراحل تدرجهما داخله والتغيرات التي طرقت على" أوديت". وفي مجلس "أوديت" يقابل "الراوي" كاتبه المفضل ويصف لنا الفوارق بين كتاباته وشخصيته الحقيقية!. وبين تلك الأحداث نرى خطوط الغم والتطور اللا منتظم للنسيان من جرّاء انفصال "الراوي" عن حبيبته (فهي لم تنظر إليه إلا كصديق!!).
في القسم الثاني: يصحبنا "الراوي" معه في رحلته العلاجية في الصيف إلى "بالبيك" بعد توصية من طبيبه، ونرى مظاهر الحياة الجديدة والمختلفة. لكنه سريعًا ما يصاب بإحباط شديد يفقد معه القيمة الجمالية للأشياء. لكن مع لقائه وتعرفه ببعض الشخصيات الذين يشاركونه بعض اهتماماته، ومن خلال حواراتهم حول مختلف الموضوعات گ: الأدب، المسرح، الرسم، النحت، الموسيقى، المعالم الأثرية.) تعود له حالته الطبيعية. ومع نزهاته مع أصدقائه يتعرف على مجموعة من الفتيات ويشاركهم سهراتهم اليومية. وفي ظلال ربيع الفتيات تبرز من بينهم صورة "كما أن القمر الذي لا يعدو كونه غيمة بيضاء صغيرة ذات شكل أكثر تميزًا وثباتًا في أثناء النهار يكتسب قوته بعدما يزول هذا الأخير، كذلك كانت صورة (ألبيرتين)، وحدها هي التي ارتفعت في فؤداي".
مازال "بروست" كما في الجزء الأول؛ رائعًا مبهرًا بأوصافه وتشبيهاته البديعة للطبيعة والفن والموسيقى. بسرده المتدفق بالمشاعر العذبة. وغوصه في أعماق شخوصه ليس كأديبٍ فقط.. بل كفيلسوف وعالم نفس يغوص في أعماق (الأنا -والأنا العليا) واصفًا ومحللًا أفعالهم ومشاعرهم واضطراباتهم العاطفية والنفسية، ويفصل ويُوضح بين ما يدرو في العقل (الواعي واللاوعي).أسلوب "بروست" رائع وعذب، لكنه معقد بعض الشيء يحتاج قارئًا صبورًا، يصبر على فقراته الطويلة والمعقدة المغرقة بالوصف والسرد بأدق التفاصيل (ولا أنكر أن قد يصيب القارئ بعض الملل- كما هي العادة مع الأدب الكلاسيكي) لكنه يظل نصٌّ بديع غاية في الجمال والرقي.#تمت
على الإيقاع البديع للجزء الأول يستكمل "بروست" أحداث الجزء الثاني من سباعيته. المكون من قسمين: يكمل في أولهم؛ قصة حب "الراوي" لـِ"جلبييرت" ابنة السيد والسيدة "سوان" نرى مراحل تشكل مشاعر "الراوي" بدءا من مراحل طفولتهما الأولى وتنزههم على الشانزليزيه، والطُرق التي سلكها ليتمكن من مقابلتها والتقرب من والديها. وفي خضم هذا التقارب يُكمل لنا "الراوي" تطور علاقة "سوان - وأوديت" وارتباطاتهما بالمجتمع الأرستقراطي ومراحل تدرجهما داخله والتغيرات التي طرقت على" أوديت". وفي مجلس "أوديت" يقابل "الراوي" كاتبه المفضل ويصف لنا الفوارق بين كتاباته وشخصيته الحقيقية!. وبين تلك الأحداث نرى خطوط الغم والتطور اللا منتظم للنسيان من جرّاء انفصال "الراوي" عن حبيبته (فهي لم تنظر إليه إلا كصديق!!).
في القسم الثاني: يصحبنا "الراوي" معه في رحلته العلاجية في الصيف إلى "بالبيك" بعد توصية من طبيبه، ونرى مظاهر الحياة الجديدة والمختلفة. لكنه سريعًا ما يصاب بإحباط شديد يفقد معه القيمة الجمالية للأشياء. لكن مع لقائه وتعرفه ببعض الشخصيات الذين يشاركونه بعض اهتماماته، ومن خلال حواراتهم حول مختلف الموضوعات گ: الأدب، المسرح، الرسم، النحت، الموسيقى، المعالم الأثرية.) تعود له حالته الطبيعية. ومع نزهاته مع أصدقائه يتعرف على مجموعة من الفتيات ويشاركهم سهراتهم اليومية. وفي ظلال ربيع الفتيات تبرز من بينهم صورة "كما أن القمر الذي لا يعدو كونه غيمة بيضاء صغيرة ذات شكل أكثر تميزًا وثباتًا في أثناء النهار يكتسب قوته بعدما يزول هذا الأخير، كذلك كانت صورة (ألبيرتين)، وحدها هي التي ارتفعت في فؤداي".
مازال "بروست" كما في الجزء الأول؛ رائعًا مبهرًا بأوصافه وتشبيهاته البديعة للطبيعة والفن والموسيقى. بسرده المتدفق بالمشاعر العذبة. وغوصه في أعماق شخوصه ليس كأديبٍ فقط.. بل كفيلسوف وعالم نفس يغوص في أعماق (الأنا -والأنا العليا) واصفًا ومحللًا أفعالهم ومشاعرهم واضطراباتهم العاطفية والنفسية، ويفصل ويُوضح بين ما يدرو في العقل (الواعي واللاوعي).أسلوب "بروست" رائع وعذب، لكنه معقد بعض الشيء يحتاج قارئًا صبورًا، يصبر على فقراته الطويلة والمعقدة المغرقة بالوصف والسرد بأدق التفاصيل (ولا أنكر أن قد يصيب القارئ بعض الملل- كما هي العادة مع الأدب الكلاسيكي) لكنه يظل نصٌّ بديع غاية في الجمال والرقي.#تمت