...
Show More
لفترة ما في التسعينات، كانت ناعومي كلاين هي الصوت الأميركي الأكثر غضباً ورفضاً لكل نتائج العولمة والثقافة الاستهلاكية التي أصبحنا نعيشها في كل دقيقة وساعة من حياتنا. تحكي كلاين عن طفولتها ومراهقتها قائلةً أنها كانت مهووسة بالموضة والأزياء وأغلى السلع والبضائع، وأنها كانت تقيم نفسها والآخرين من خلال ما يمتلكونه. وكانت تحلم بالعمل في إحدى الشركات الدولية الكبرى.
ولكنها تغيرت فيما بعد، وهذا التغير الذي نضج أثناء عملها في مجلة "تايم" الأميركية الشهيرة جعلها ترى أضرار العولمة نمط الحياة الاستهلاكية على حياة البشر وأخلاقهم ومعاملاتهم اليومية، وكذلك مستويات الفقر والمعيشة في بلدان العالم الثالث.
نشرت ناعومي كلاين هذا الكتاب في العام 2000، ينقسم الكتاب إلى 4 أقسام وهي: بلا مكان، ويتحدث عن غزو الاعلانات التجارية للفضاء العام في أي مجتمع. أم القسم الثاني من الكتاب وهو : بلا اختيار، ويتحدث عن الأساليب المختلفة التي تستعملها الشركات العالمية العملاقة للقضاء على صغار التجار وأصحاب المحلات والأعمال الصغيرة المستقلة. أما القسم الثالث من الكاتب وهو : بلا وظيفة، فيتحدث عن الطريقة المشابهة التي يقترب فيها العمل في الشركات الكبرى من العبودية، بدون أن يشعر العاملون هناك بذلك. ويتحدث القسم الأخير من الكتاب وهو : بلا ماركة، عن الحراك العالمي ضد سيطرة الشركات الضخمة المتعددة الجنسيات والثقافة الاستهلاكية على حياتنا.
يتميز الكتاب بأسلوب الكاتبة السهل الممتنع (باللغة الإنجليزية) ويتميز كذلك بالأمثلة الواقعية التي صاحبت جميع أقسام الكتاب. كما أن الكاتبة لم تعتمد فحسب على خبرتها كصحفية، بل قامت بمقابلة عشرات العاملين في الشركات الكبرى التي أضحت توجه أسلوب حياتنا، وتقوم ناعومي كلاين بكشف تفاصيل الفساد الأخلاقي وفساد الذمم المنتشر في هذه البيئة.
الكتاب يستحق القراءة وخاصة لمن يريد أن يزيد معرفته عن العالم الاستهلاكي الذي نعيش فيه اليوم.