...
Show More
تصف هذه الملحمة الإنسانية قصة رجل كافح بأشد مايمكن لهذه الكلمة من معنى ليصنع حريته الخاصة غصباً عن الشرطة والقانون والمجتمع بأسره!
هنري شاريير رجلٌ حُكم عليه بالسجن بسبب جريمة لم يرتكبها “ على حسب قوله”، وأرسل إلى جزيرة غويان الفرنسية “ ثلاث جزر صغيرة مخصصة حصراً لتكون سجناً” . في البداية لم أفهم الأمر، كيف لمجرم أثبت القانون إجرامه أن يسهب في وصف الحياة الشريفة ويصر وبشكل عجيب على تطبيق العدل وإحقاق الحق؟! كيف لرجل وضع تحت اسمه عبارة “ خطر جداً” أن يتحدث وبحماسة شديدة عن الشرف وكلمة الرجال وإسداء الجميل؟
هنري أنت مجرم، الشرطة اكتشفت ذلك والقانون صدقه، لقد نبذك المجتمع، نبذتك دولتك، بل ونبذتك الحضارة بأسرها! لكن لا، هذه ليست الحقيقة المطلقة، فلا شرطة ولا هيئة محلفين تستطيع أن تختبر المعدن الحقيقي للرجال، سواء كانوا مذنبين أم لا..
الرواية تحكي قصة حقيقية، قصة أغرب من الخيال نفسه، قصة تجرد وحشية بعض البشر وتضعها تحت مسائلة العامةالذين لم يكونوا يعرفوا بوجودها من قبل، أو تغاضوا عنها طويلاً.
مشكلتي هُنا أني لا أعرف ماذا أقول! أأحكي قصص الهروب التسعة التي نجح ثلاث منها فقط؟
أأحكي قوة صبر وجلد بابي في تحمل كُل هذه الإنكسارات واحداً بعد الآخر لإيمانه الصلب بسمو روحه البشرية وتساويها مع غيرها من البشر؟
أم أتكلم عن الرسالة الموضحة بتكرار واضح وصريح وباين للعنان، بأن العنصرية التي سلطناها سيفاً مصوباً على رقابنا ليست إلا نذير موت نبشر أنفسنا به رعباً ؟
“”
ماذا تعني الحضارة أيها المدير؟ هل تعتقد لأننا نملك مصاعد كهربائية وطيارات وقطارات تحت الأرض، هل في هذا برهان على أن الفرنسيين هم أكثر حضارة من أناس استقبلونا وبذلوا لنا العناية؟ في رأيي المتواضع أن الحضارة الإنسانية هي بمقدار السمو الروحي وفهم كل مخلوق في هذا المجتمع الذي يعيش في سذاجة في هذه الطبيعة ولو لم يستكمل - وهذه حقيقة- أسباب الحضارة الصناعية وحسناتها، فإذا لم تتوفر لهم منجزات التقدم لم يحرموا من عاطفة محبة الله المسيحية التي هي أسمى من كل ادعاءات الحضارات في العالم. فأنا أفضل أن أكون أمياً في هذه الضيعة على المجاز في الأداب من السوربون في باريس الذي تقمص يوماً ما روح المدعي العام وحكم علي. فالأول هو دوماً الإنسان، والآخر نسي أنه إنسان. “”
ملاحظة جانبية:
لطالما شق علي التحدث عن الكتب التي تعجبني جداً وتجعلني مبهورة، هذه الرواية ليست قصة حقيقية فحسب، إنها ملحمة بطلها شخص واحد وثقته المطلقة بإنسانيته السامية القابلة للإصلاح والتعديل.
هنري شاريير رجلٌ حُكم عليه بالسجن بسبب جريمة لم يرتكبها “ على حسب قوله”، وأرسل إلى جزيرة غويان الفرنسية “ ثلاث جزر صغيرة مخصصة حصراً لتكون سجناً” . في البداية لم أفهم الأمر، كيف لمجرم أثبت القانون إجرامه أن يسهب في وصف الحياة الشريفة ويصر وبشكل عجيب على تطبيق العدل وإحقاق الحق؟! كيف لرجل وضع تحت اسمه عبارة “ خطر جداً” أن يتحدث وبحماسة شديدة عن الشرف وكلمة الرجال وإسداء الجميل؟
هنري أنت مجرم، الشرطة اكتشفت ذلك والقانون صدقه، لقد نبذك المجتمع، نبذتك دولتك، بل ونبذتك الحضارة بأسرها! لكن لا، هذه ليست الحقيقة المطلقة، فلا شرطة ولا هيئة محلفين تستطيع أن تختبر المعدن الحقيقي للرجال، سواء كانوا مذنبين أم لا..
الرواية تحكي قصة حقيقية، قصة أغرب من الخيال نفسه، قصة تجرد وحشية بعض البشر وتضعها تحت مسائلة العامةالذين لم يكونوا يعرفوا بوجودها من قبل، أو تغاضوا عنها طويلاً.
مشكلتي هُنا أني لا أعرف ماذا أقول! أأحكي قصص الهروب التسعة التي نجح ثلاث منها فقط؟
أأحكي قوة صبر وجلد بابي في تحمل كُل هذه الإنكسارات واحداً بعد الآخر لإيمانه الصلب بسمو روحه البشرية وتساويها مع غيرها من البشر؟
أم أتكلم عن الرسالة الموضحة بتكرار واضح وصريح وباين للعنان، بأن العنصرية التي سلطناها سيفاً مصوباً على رقابنا ليست إلا نذير موت نبشر أنفسنا به رعباً ؟
“”
ماذا تعني الحضارة أيها المدير؟ هل تعتقد لأننا نملك مصاعد كهربائية وطيارات وقطارات تحت الأرض، هل في هذا برهان على أن الفرنسيين هم أكثر حضارة من أناس استقبلونا وبذلوا لنا العناية؟ في رأيي المتواضع أن الحضارة الإنسانية هي بمقدار السمو الروحي وفهم كل مخلوق في هذا المجتمع الذي يعيش في سذاجة في هذه الطبيعة ولو لم يستكمل - وهذه حقيقة- أسباب الحضارة الصناعية وحسناتها، فإذا لم تتوفر لهم منجزات التقدم لم يحرموا من عاطفة محبة الله المسيحية التي هي أسمى من كل ادعاءات الحضارات في العالم. فأنا أفضل أن أكون أمياً في هذه الضيعة على المجاز في الأداب من السوربون في باريس الذي تقمص يوماً ما روح المدعي العام وحكم علي. فالأول هو دوماً الإنسان، والآخر نسي أنه إنسان. “”
ملاحظة جانبية:
لطالما شق علي التحدث عن الكتب التي تعجبني جداً وتجعلني مبهورة، هذه الرواية ليست قصة حقيقية فحسب، إنها ملحمة بطلها شخص واحد وثقته المطلقة بإنسانيته السامية القابلة للإصلاح والتعديل.