...
Show More
كان عُمر بابيون خمسة وعشرون عامًا عندما حُكم عليه بالسجن مدى الحياة على جريمة لم يرتكبها. بعد محاولات عديدة وفاشلة للهروب استطاع أن ينجو في محاولته الأخيرة. فرّ من السجن بعد إحدى عشرة عامًا من الظلم والمعاناة والتوق للحرية، حيث استطاع بنجاح أن يصل إلى عاصمة غويان الإنجليزية. ومن ثم هرب إلى فنزويلا، حيث استقرّ فيها.
الرواية ملحمة إنسانية مؤثرة ومحفزة للتواقين للحرية، فإذا كنت قد شاهدت الفيلم سابقًا فقد فاتك الكثير، ففي الرواية تقرأ عن أحداث ومعاناة لم ترد في الفيلم.
أسلوب الكاتب رائع، سهل سلس وشيق، كتب بكل انسابية قصة سجنه ومحاولات هروبه. كتب أيضًا قصص سجناء آخرين، سبب سجنهم، معاناتهم من التعذيب في السجون، الجنون الذي أصاب البعض بسبب السجن الإنفرادي، مقتل بعض السجناء سواءً على يد سجناء آخرين أو على يد سجانيهم أو أثناء الهرب. ثقافة وأخلاق أُناس وشعوب عاصرهم وعاش معهم، منهم الطيب ومنهم الشرير.
أحداث مؤلمة وأخرى جميلة ستقرئها في هذه الرواية. من أبشع ما ستقرأ عن السجن الانفرادي الذي كان يُسمّى بسجن آكل الرجال!.
رواية شيقة ومُلهمة عن الحرية والعدالة والظلم والبؤس، التعذيب اللاإنساني الذي يمارسهُ السجّان على أخيه الإنسان.
اقتباسات…
“أدانتني المحكمة وأنا بريء..!”.
“لقد حولني قمع العدالة إلى رقّاص ساعة، فالذهاب والإياب في الزنزانة هما كل عالمي”.
“ليس من حق الشعب أن ينتقم في صورة سريعة أو أن يخلع الأشخاص الذين أساؤوا إلى المجتمع، فهؤلاء الأشخاص أولى بالعناية بدلًا من معاقبتهم بصورة لا إنسانية”.
“الناس الصرحاء الذين لا يراؤون وهم على درجة حسنة من التربية الحضارية، تكون ردود الفعل عندهم عفوية، وسرعان ما يبدو عليهم الفرح أو الحزن، السرور أو الغم، الاهتمام أو اللامبالاة”.
“لم أستطع أن أتحمل أو أتصور أن بلدًا مثل بلدي فرنسا أم الحرية في العالم أجمع، الأرض التي أنبتت حقوق الإنسان والمواطن، كيف أمكن مع ذلك أن تقيم في غويان، فوق جزيرة ضائعة في الأطلسي لا تزيد مساحتها على رقعة منديل، بربرية زجرية، مثل الانفرادي في سان جوزف”.
“انعموا بالنوم الهادئ أيها الجبناء الذين حكمتم علي. انعموا بالنوم، وأظن أنكم لو علمتم مآلي لرفضتم وترعرعتم عن أن تكونوا من طالبوا بتطبيق مثل هذه العقوبة”.
“احذر نظرة منك كاذبة أن تحسب السجّان إنسانًا سَوِيًّا. إن ينتسب إنسان إلى هذه المجموعة فليس جديرًا بهذه التسمية. وقد يعتاد المرء على كل شيء في هذه الحياة حتى الدناءة قد يجعل منها ديدنه. ولا يرعوي إلا إذا دنا من القبر وخشي ربّه إن كان ديّناً فيمسي خاشعًا نادمًا. لا لأن ضميره يؤنبه بل لأنه يخاف أن يحاسبه به على ما جنت يداه وأن الله هو الحاكم الذي سيحاكمه”.
“أقول بكل إخلاص: إنني أفضل أن أكون مجرمًا على أن أكون سجّانًا”.
“الحياة، الحياة، الحياة، هذا ما يجب أن يكون مذهبي الأوحد”.
“عليّ أن أحلم وأن أحلّق في جو الخيال قدر المستطاع مختارًا الأفكار السعيدة حتى أبعد عن نفسي شبح الجنون”.
“الحياة، الحياة، الحياة. عليّ أن أردّد كلمة الأمل هذه ثلاثًا، كلما شعرت بالاستسلام إلى اليأس، لا يأس مع الحياة”.