...
Show More
الحرب هي السلم
الحرية هي العبودية
الجهل هو القوة
هذه الشعارات للحزب الحاكم في رواية أوريول. هل هي كلمات على ورق؟! معضلات منطقية؟! متناقضات أدبية؟! ام اسلوب عيش يحصل وقد يحصل في العديد من بقاع العالم؟!...
- 1984"، رواية تحذيرية في زمنها وفي حاضرنا وربما في مستقبلنا ايضاً! رواية تحذّر الفرد من السيطرة الشمولية للدولة وما يمكنه ان ينتج عن هكذا سيطرة وكيف ستتغير ملامح الوجود الإنساني للناس داخل هكذا نظام، فالطعام والشراب والنوم والكلام والإنجاب و"الحب" والعقل والتفكير والأطفال واللغة والماضي والحاضر تحت سيطرة الدولة بمختلف اجهزتها من "وزارة الحب" الى "وزارة الحقيقة" والوفرة وشرطة الفكر وغيرها...
لا مفرّ! لا شيء يخصك أنت وحدك إلا بضعة سنتيمترات مكعبة في داخل جمجمتك
- تطرح الرواية العديد من المفاهيم الإيديولوجية والوسائل التي تعتمدها دولة "اوقيانيا" من اجل السيطرة وبقاء نظامها في الحكم، فإلى جانب المراقبة الدائمة للأعضاء وغسيل الدماغ الذي تتبعه على كل من تسوّل له نفسه التفكير او التساؤل، هناك بعض الأفكار الشيطانية الأخرى:
- التحكم بالتاريخ، هذه اليوتوبيا التي يحلم الكثيرون بإمتلاكها في الواقع، امتلكتها الدولة في الرواية، واخذت تغيّر الماضي على هواها
اذا كان الآخرون يقبلون الكذبة التي يفرضها الحزب... واذا كانت السجلات كلها تسجل الكذبة نفسها... فإن تلك الكذبة تصبح تاريخاً، وتصبح حقيقة. من يتحكم بالماضي يتحكّم بالمستقبل: ومن يتحكم بالحاضر يتحكم بالماضي."
لعل من الممكن تماماً ان تكون كل كلمة في كتب التاريخ محض خيال، حتى تلك الأشياء التي يقبلها المرء من غير سؤال
- التحكم بالمصير:
ان البشر المستعبدين يسمحون لإيقاع الحرب المستمرة بالتسارع. لكن بنية إقتصاد العالم والعملية التي يستمر من خلالها تظل من دون اي تغير اساسي حتى اذا كفّ هؤلاء الناس عن الوجود
- مفهوم السلطة:
ليست السلطة أداة، بل غاية! لا يقيم المرء ديكتاتورية حتى يحمي ثورة... يقوم المرء بثورة حتى يبني حكماً ديكتاتورياً! دافع الإضطهاد هو الإضطهاد ودافع التعذيب هو التعذيب ودافع السلطة هو السلطة
السلطة هي انزال الألم والإذلال بالآخر. السلطة هي تمزيق عقول البشر إرباً ثم تركيبها من جديد في أشكال اخرى تقررها انت
- مفهوم الأخ الأكبر:
ان الأخ الأكبر قناع يقدم الحزب نفسه من خلاله الى العالم. ووظيفته هي ان يكون نقطة يتركز فيها الحب والخوف والإجلال
ان النمط القديم من الإشتراكيين، ممن اعتادوا النضال ضد شيء يدعى الإمتيازات الطبقية افترضوا ان ما لا يكون وراثياً لا يمكن ان يكون دائماً... ولم يتوقف هؤلاء الناس قليلاً ليفكروا في ان الارستقراطيات الوراثية كانت قصيرة العمر دائماً في حين ان المؤسسات التي تستطيع ادخال اشخاص جدد، كالكنيسة الكاثوليكية مثلاً، استطاعت الإستمرار مئات السنين او آلاف السنين!
- رواية سوداوية ومحبطة خصوصاً مع تلك النهاية "انه يحب الأخ الأكبر"، لكنها واقعية بالغاية ولو تعددت الوسائل! واذا قمنا بعقد مقارنة بين الرواية والواقع فبعضنا لن يصاب بأي دهشة!.. من يدري