...
Show More
إنه دون كيشوت يا سادة؛ الرجل الذي حارب «طواحين الهواء» تلك الشياطين المجنحة؛ مصدر الشرور في الدنيا! قبل أن يتيح له القدر أن يخوض معركته الضارية ضد هذا الجيش الجرار من «قطيع الأغنام» ليثبت فيها بطولته ويخلِّد إسمه، واللتان باءتا بالفشل بسبب خصومه الأشرار من «السحرة»؛ ليحرموه من نصره المؤكد.
المسرحية مليئة بالإسقاطات التي تدعو للتأمل؛ ومع ذلك فهي ممتعة وطريفة إلى حد كبير، خاصة حوارات دون كيشوت مع تابعه المسكين سانشو.
بعد الإنتهاء من القراءة، والتأمل قليلا؛ أدركت أن هذا الدون لم يكن مجنونا إلى هذا الحد؛ فنحن بعد ربعمائة عام من أول إصدار لهذه الرواية؛ مازلنا نحارب طواحين هواء "دون كيشوت"، لازلنا في دوامة الأحلام والأوهام.. منعزلين عن العالم، نرفض كل شيء، ندّعي حمل لواء الحق والعدل والقيم النبيلة، ونبني أعداء من خيالنا، ثم نبتدع مبررات لهزائمنا المتكررة منهم، لنبرئ أنفسنا، فيزداد الوضع سوءً ولا جديد!