...
Show More
كل ما تشوف صور الرئيس السيسي حفظه الله في الشوارع، اِفتكر الأخ الكبير، وكل ما تشوف الإعلام المصري، افتكر الرواية دي، وغسيل الدماغ اللي بيُمارس علينا.
المؤسسات المصرية أصبحت بتمنح مميزات لمن يبلغ عن (إرهابي) , من فرص
عمل وخلافه , يعني بورقة وسخة ممكن تأذي جارك اللي بينك وبينه مشاكل أو تسجن زميلك اللي بينافسك في الشغل , يعني المفروض نعمل لجورج أورويل مقام ونطوف حواليه.
الرواية التى سنسجن بسببها جميعا , ونوضع فى الأغلال ويركبونا على حمير بالشقلوب ويلفوا بينا الأسواق وهاتف يهتف : انهم يدعون إلى دين جديد , يدعون إلى عدم تقديس الحاكم وسلطته .
إنها الرواية التى يقبض على مالكها (لا فى الاتحاد السوفيتى ولا ما يشبهه) بل فى ام الدنيا مصر .
أنا قرأت كم كتب مترجمه عظيم من حيث الكم (حتى انى وانا صغير) كنت بقول صعب ان حاجه اجنبيه تبهرنى تانى(هطل بعيد عنكم ) . ايه اللى ممكن يبهرنى بعد تولستوى او دستويفسكى او شكسبير او هوجو اوغيرهم وغيرهم .
وخاصة لو روايه ذات طابع سياسى بحت لجوروج اورويل . (انا ما بحبش الروايات السياسيه البحته)
لكنى فوجئت بوجهة نظر مستقبليه عظيمه لاديب صاحب قلم ادبى راقى بيكتب عن النفس الانسانيه بصورة بليغه تجبرك انك تشغل دماغك وتندمج فى العمل الموضوع امامك. عمل يبين لك الحقيقه البشريه فى اسمى واحط صورها.
لو كان اورويل ديكتاتور سابق لم يكن لينجح فى تقديم هذا العمل بهذه الجوده. تحليل دقيق لنظام الحكم القمعى يبين لك كيفية اداء هذه الانظمه .
لمن شاهد فيلم (V for Vendetta ) ممكن يكون فكرة سطحيه عن النظام المقصود . اينعم الروايه حولت لفيلم سينمائى ولكنى لم اشاهده .
1984 تتحدث عن اى نظام قمعى شمولى وكل نظام قمعى شمولى .
الاخ
الكبير هو كل ديكتاتور افتكر نفسه اله فى تاريخ البشريه : هو هتلر هو موسولينى هو عبدالناصر هو صدام هو حافظ الاسد وابنه هو ستالين هو تيتو و فرانكو وسالازار وغيرهم وغيرهم
هو كل حاكم اتخذ من سلطته صنم ليعبده الناس.
1984 هو زمن كل مجتمع متخلف ارتضى ان تسوقه انظمته الى عصور التخلف والجهاله
1984 شهادة وتأريخ سيظل حقيقى الى ان تقوم الساعه.
هى وصمة عار على كل ديكتاتور وعلى كل مجتمع متخلف .
ايها الساده : الادب فى اسمى صوره عندما يؤرخ للماضى والحاضر والمستقبل وهذا ما فعله اورويل