...
Show More
قال إيشفار: كيف يمكن للوقت أن يكون طويلا أم قصيرًا ؟
لا طول و لا عرض للوقت تكمن المسألة في الأحداث التي جرت خلال مروره و ما حدث هو أن حياة كل منا إنضمت إلى حياة الآخر
الرواية تتفق تمام مع معايير الفيلم الهندي الطويل الدرامي مع خليط من الأحداث اللا متوقعة
و لكن الفرق شاسع. فمتعة قراءة الرواية تتجسد في الإشارات الوجودية فيها التي تضفي عليها رونق إنسانيًا.
هذه الرواية تصف حالة الهند في السبعينات من خلال حياة أربعة شخصيات مركزية جمعت بينهم الظروف:
1/ دنيا دلال: ارملة تعيش بمفردها في شقة لإيجار بعد عجزها عن سداد الإيجار بمفردها تقترح عليها صديقتها المقربة "زنوبيا " إيجار غرفة من منزلها و توظيف "خياطين"للعمل بقطعة".
نعيش حكاية "دلال " منذ طفولتها المدللة مع والدها الطبيب ثم وفاته و انقلاب موازين عالمها لتعيش تحت سلطة اخوها و كيف تتحايل كي تخبئ القليل من مال لحضور الحفلات الموسيقية أين ستتعرف على زوجها و بعد 3 سنوات من زواج ينقلب عالمها مرة اخرى
و تبدأ رحلة كفاحها و إصرارها على استقلاليتها من خلال عمل بالخياطة و التغيير الذي سيطرأ على طريقة عيشها بعد إلتقائها الخياطين و"مانيك".
2/ الشخصية الثانية : "مانيك" الطفل الوحيد الذي عاش في منطقة جبلية يسافر للمدينة لحصول على شهادة و يعيش في سكن مع صديق "أفبتاش" لكن بعد تعرضه لحادث يكره سكن جامعي و يقرر كتابة رسالة لوالديه كي يسمحوا له بعودة للمنزل فيفاجئ بهم يقترحون عليه الايجار غرفة.
فيذهب للسكن مع خالة" دنيا " مُكرهًا فتُغير فيه و يُغير فيها.
3/ الشخصية الثالثة: "إيشفار " العم من الطبقة الدنيا في المجتمع الهندوسي: طبقة الدباغين نسبة لعملهم صناعة الجلود يُعتبر والده من الذين تمردوا على قوانين المجتمع الهندوسي بتعليم ولديه الخياطة، بعد فاجعة عائلية كعقاب لهم من طبقة العليا لتمردهم على القوانين.
يصبح وصي على إبن أخيه" اوم" و يقرارن السفر للمدينة للعمل و حصول على مال ثم عودة للقرية لتزويج "اوم " و فتح مشغل و بعد جهد في البحث يجدان عمل عند سيدة "دنيا".
4/ الشخصية الاخيرة "أوم" : شاب يحلم بالعدالة ضمن المجتمع الهندوسي يعامله كالحيوان.
فيرحل للمدينة مع عمه إثر فاجعة عائلته.
بعد قراءة الرواية إ كتشفت المجتمع الهندوسي و كيفية تنظيمه . هذا إقتباس منها يفسر قوانين الصارمة لهذا المجتمع.
《 أقر الباندي لالورام : تعلم هناك أربع مجموعات في مجتمعنا "البرهمية،الكشاترية،القايشية و الشودرية".
و كل منا ينتمي إلى إحدى هذه المجموعات و لا يمكنها إختلاط فيما بينها》.
إشمززت في احيان كثيرة من العقابات المسلطة على الطبقة الدنيا بسبب زلات تفاهة في نظري.
و بحكم عرفهم و ديانتهم جرم فادح مثل :
إجبار أحد أفراد الطبقة الدنيا "شامرى " أكل غائط سيده لأنه تجر أ على قرب من البئر المخصص لهم.
أو طريقة كسبهم للقوتهم و كيف تعرضت جدة "اوم" لحادث لا ينسى في حياة اي امراة و رد فعل زوجها
لا تُنسى هي أخرى
و المحزن أن هذا التنظيم الجائر سائر في المدينة ايضا :
《 قال" إيشفار " ليس عليك أن تخبرنا عن البرهميين و رجال الدين فجشع هذه الطبقات العليا معروف جدا في قريتنا.
قال "راجارام" : هذا ما هو الحال عليه في كل مكان
مازلت أنتظر إلتقاء من يعاملني ك ندٍ له كالإنسان
هذا كل ما أريد ه لا أكثر 》.
من المشاهد التي ابكتني مشاهد معسكر "حد النسل" الذي فرضته رئيسة وزراء و كيف يقتاد الناس إلى الشاحنات يتم رميهم و ضربهم بالعصي ثم يجبرون على عمليات في ظروف مأسوية وسط ضحك و إستهزاء الشرطة.
هناك العديد من محطات الأخرى على غرار حياة الفقراء في الأكواخ و إقتياد" إيشفار" و "أوم" إلى معسكر تجميل المدينة
على إمتداد 628 صفحة نعيش الواقع اللا إنساني
و المأسوي في الهند تحت قمع السلطة و التسول و القتل و التشرد.
لكن كما يقول أحد رواة في الرواية :
ما الذي يمكنه فعله في هذه الظروف؟
تقبل الامر و الإستمرار في الحياة. رجاءً تذكر
أن سر البقاء يكمن في تقبل التغيير بسرور و التكيف معه.
كل الامور تسقط و تبنى مجددا و أولئك الذين يبنونها مجددا يكونون مبتهجين.
رواية الإنسانية بالامتياز و الرواية واقعية مؤلمة.
لأول مرة أعطي الالم و المأساة خمس نجوم الإبداع الكاتب.
16 Mars 18
لا طول و لا عرض للوقت تكمن المسألة في الأحداث التي جرت خلال مروره و ما حدث هو أن حياة كل منا إنضمت إلى حياة الآخر
الرواية تتفق تمام مع معايير الفيلم الهندي الطويل الدرامي مع خليط من الأحداث اللا متوقعة
و لكن الفرق شاسع. فمتعة قراءة الرواية تتجسد في الإشارات الوجودية فيها التي تضفي عليها رونق إنسانيًا.
هذه الرواية تصف حالة الهند في السبعينات من خلال حياة أربعة شخصيات مركزية جمعت بينهم الظروف:
1/ دنيا دلال: ارملة تعيش بمفردها في شقة لإيجار بعد عجزها عن سداد الإيجار بمفردها تقترح عليها صديقتها المقربة "زنوبيا " إيجار غرفة من منزلها و توظيف "خياطين"للعمل بقطعة".
نعيش حكاية "دلال " منذ طفولتها المدللة مع والدها الطبيب ثم وفاته و انقلاب موازين عالمها لتعيش تحت سلطة اخوها و كيف تتحايل كي تخبئ القليل من مال لحضور الحفلات الموسيقية أين ستتعرف على زوجها و بعد 3 سنوات من زواج ينقلب عالمها مرة اخرى
و تبدأ رحلة كفاحها و إصرارها على استقلاليتها من خلال عمل بالخياطة و التغيير الذي سيطرأ على طريقة عيشها بعد إلتقائها الخياطين و"مانيك".
2/ الشخصية الثانية : "مانيك" الطفل الوحيد الذي عاش في منطقة جبلية يسافر للمدينة لحصول على شهادة و يعيش في سكن مع صديق "أفبتاش" لكن بعد تعرضه لحادث يكره سكن جامعي و يقرر كتابة رسالة لوالديه كي يسمحوا له بعودة للمنزل فيفاجئ بهم يقترحون عليه الايجار غرفة.
فيذهب للسكن مع خالة" دنيا " مُكرهًا فتُغير فيه و يُغير فيها.
3/ الشخصية الثالثة: "إيشفار " العم من الطبقة الدنيا في المجتمع الهندوسي: طبقة الدباغين نسبة لعملهم صناعة الجلود يُعتبر والده من الذين تمردوا على قوانين المجتمع الهندوسي بتعليم ولديه الخياطة، بعد فاجعة عائلية كعقاب لهم من طبقة العليا لتمردهم على القوانين.
يصبح وصي على إبن أخيه" اوم" و يقرارن السفر للمدينة للعمل و حصول على مال ثم عودة للقرية لتزويج "اوم " و فتح مشغل و بعد جهد في البحث يجدان عمل عند سيدة "دنيا".
4/ الشخصية الاخيرة "أوم" : شاب يحلم بالعدالة ضمن المجتمع الهندوسي يعامله كالحيوان.
فيرحل للمدينة مع عمه إثر فاجعة عائلته.
بعد قراءة الرواية إ كتشفت المجتمع الهندوسي و كيفية تنظيمه . هذا إقتباس منها يفسر قوانين الصارمة لهذا المجتمع.
《 أقر الباندي لالورام : تعلم هناك أربع مجموعات في مجتمعنا "البرهمية،الكشاترية،القايشية و الشودرية".
و كل منا ينتمي إلى إحدى هذه المجموعات و لا يمكنها إختلاط فيما بينها》.
إشمززت في احيان كثيرة من العقابات المسلطة على الطبقة الدنيا بسبب زلات تفاهة في نظري.
و بحكم عرفهم و ديانتهم جرم فادح مثل :
إجبار أحد أفراد الطبقة الدنيا "شامرى " أكل غائط سيده لأنه تجر أ على قرب من البئر المخصص لهم.
أو طريقة كسبهم للقوتهم و كيف تعرضت جدة "اوم" لحادث لا ينسى في حياة اي امراة و رد فعل زوجها
لا تُنسى هي أخرى
و المحزن أن هذا التنظيم الجائر سائر في المدينة ايضا :
《 قال" إيشفار " ليس عليك أن تخبرنا عن البرهميين و رجال الدين فجشع هذه الطبقات العليا معروف جدا في قريتنا.
قال "راجارام" : هذا ما هو الحال عليه في كل مكان
مازلت أنتظر إلتقاء من يعاملني ك ندٍ له كالإنسان
هذا كل ما أريد ه لا أكثر 》.
من المشاهد التي ابكتني مشاهد معسكر "حد النسل" الذي فرضته رئيسة وزراء و كيف يقتاد الناس إلى الشاحنات يتم رميهم و ضربهم بالعصي ثم يجبرون على عمليات في ظروف مأسوية وسط ضحك و إستهزاء الشرطة.
هناك العديد من محطات الأخرى على غرار حياة الفقراء في الأكواخ و إقتياد" إيشفار" و "أوم" إلى معسكر تجميل المدينة
على إمتداد 628 صفحة نعيش الواقع اللا إنساني
و المأسوي في الهند تحت قمع السلطة و التسول و القتل و التشرد.
لكن كما يقول أحد رواة في الرواية :
ما الذي يمكنه فعله في هذه الظروف؟
تقبل الامر و الإستمرار في الحياة. رجاءً تذكر
أن سر البقاء يكمن في تقبل التغيير بسرور و التكيف معه.
كل الامور تسقط و تبنى مجددا و أولئك الذين يبنونها مجددا يكونون مبتهجين.
رواية الإنسانية بالامتياز و الرواية واقعية مؤلمة.
لأول مرة أعطي الالم و المأساة خمس نجوم الإبداع الكاتب.
16 Mars 18