...
Show More
كاتب عبقري، إذ تحدث عن كروموسومات الإنسان بطريقة قصصية، فكان حديثه مُركز على أحد جينات كل كروموسوم ليكتب تاريخاً ولو موجزاً له ولجيناته.
الاستفزاز في الترجمة أن المتجرم كان يكتب أحياناً الكلمات الانجليزية بأحرف عربية عن (DNA) يكتب دنا ! :/
/////
فيما يتعلق بالكتاب،، وبما أخذته من الكتاب.
لماذا سقطت النجمة الخامسة؟
بسبب الحديث عن نظرية التطور والداورينية "تباً له ولها" فحتى عقلي البشري -بعيداً عن البُعد الديني- يجعلني غير قادرة على استيعاب أنّ جدي كان بكتيريا فيما مضى، أو سمكة بزعانف.. أوشمبانزي أو غوريلا.
صحيح أنّ الكائنات الحية كلها جيناتها قريبة جداً مع بعضها مع اختلافات بسيطة جداً، ولكن بكل بساطة كلنا "نحن الكائنات الحية من أصغر بكتيريا إلى شجرة السرو غلى الإنسان وهلم جراً، كلنا من هذه الأرض طبيعي جداً جداً أن تتقارب جيناتنا (عندما تتجلى عبقريتي!) :D
~~~~~~
وُجدت في الكتاب معلومات لم أكن أعلمها، وما لم أقرأ هذا الكتاب لما علمتها ايضاً وكأنه مُلخص سريع لقصة الجينيوم البشري.هذه الكتب لا تُعلّم في الجامعة!
"دعنا نتخيل أن الجينيوم كتاب، هناك 23 فصلاً تسمى كروموسومات،
كل فصل يحوي آلافاً عديدة من القصص تسمى الجينات.
كل قصةقد صنعت من فقرات،تسمى إكسونات،تقطعها إعلانات تسمى إنترونات.
كل فقرة قد صنعت من كلمات تسمى كودونات
كل كلمة قد كتبت بحروف تسمى قواعد "
ولا اروع من هكذا تقديم..طريقة جميلة لتُدرس في المدرسة والجامعة !
وبما إن الهدف الرئيس للجينات هو اختزان وصفة لصنع البروتينا التي بدورها تصنع جسم الإنسان بالكامل تقريباً، فمن الطبيعي أن أي خلل في أي جين من شأنه أن يؤدي لخلل في تركيب الجسم سواء في خلية دم حمراء أو خلية جلدية أو أو..وهذا حسب موقع الجين بالنسبة للكروموسومات،وحسب أهميته .
يعد اكتشاف الجينيوم البشري أخطر اكتشافات القرن العشرين إن لم يكن في كل الألفية، يقول واطسن وكريك عن وصف للجينيوم البشري:
" حامضDNA
يحتوي شفرة مكتوبة بطول درجات سلم أنيق متشابك في لولب مزدوج، يمكن أن يطول إلى ما لانهاية.وهذه الشفرة تنسخ نفسها بواسطة انجذابتا كيماوية بين حروفها،وتعبر عن وصفات للبروتينات بواسطة قاموس للعبارات ما زال غير معروف يربط ال DNAبالبروتينات. "
شيء مُدهش آخر،
"الجينات امتدادات من ال DNA
تكوّن وصفة للبروتينات،إلا أن 97% من الجينيوم البشري لا تتألف مطلقاً من أي جينات حقيقية، بل تتألف من كيانات غريبة تسمى:جينات كاذبة،جينات كاذبة ارتجاعية،توابع،ترانسبوزونات..." وكلها معاً تسمى ب "ال DNA الأناني"
وهذا دي أن ايه اللغو أو الأناني هو أول جزء من الجينيوم يلاقي استخداماً عملياُ في الحياة اليومية، فهو قد أدى إلى بصمة ال DNA "
يقول البيولوجيين التطوريين المهتمين بالسلوك على وجه الخصوص:
"التطور الانتخابي الطبيعي لا يدور في أغلبه حول التنافس بين الأنواع، ولا التنافس بين المجموعات،ولا حتى التنافس بين الأفراد، وإنما يدور حول التنافس بين الجينات في الأفراد وحتى في المجتمعات"
بصراحة..أجدني شخصياً أميلُ لهذا القول، فجيناتنا،منذ بدء الخليقة وهي تسعى دائماً للتكيف على المصاب التي تحدث في البيئة المحيطة،فكم من طفرات كانت أسلم من الشكل الطبيعي؟! "هكذا كان استنتاجي والله أعلم "
~~~~~
مَن الذي يُديرنا ؟!
العقل والجسد والجينيوم تتماسك هي الثلاثة في رقصة واحدة.
ليس الواحد منا مخاً يدير الجسد بأن يشغل زر الهرمونات.كما أن المرء ليس جسداً يدير الجينيوم بأن يشغل زر مستقبلات الهرمون،وليس المرء جينوماً يدير المخ بأن يشغل زر الجينات التي تشغل زر الهرمونات، وإنما المرء كل هذا في وقت واحد.
حمداً لله أني قرأتُ الكتاب... لأعرف هذه المنظومة المعقدة !
ليس هذا فقط... "العامل النفسي يسبق العامل الجسدي، والعقل يسوق الجسد،الذي يسوق الجينيوم"
مما يعني أن البيئة المحيطة تُؤثر أولاً، حتى أنّ أغلب الامراض الجسدية ناتجة عن أمراض نفسية..
مثلاً " عوامل التوتر قصيرة المدى تسبب إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين،فيزداد خفقان القلب وتبرد الأطراف،وهذا في حالات الطوارئ "الكر والفر". أما عوامل التوتر التي تبقى زمناً-فترة امتحانات لأسبوعين مثلا- أطول فهي تنشط مساراً مختلفاً ينتج عنه زيادة الكورتيزول على نحو بطيء لكنه اكثر استمرارية.وأحد تأثيرات زيادة الكروتيزول أنه يكبت فاعلية جهاز المناعة فهو يخفض من نشاط وعدد ومدى حياة الخلايا الليمفاوية."
مثال آخر : " الأفراد الذين كانوا يعيشون على مقربة من المفاعل النووري في جزيرة "ثري ميل" وقت وقوع حادثته،أصيبوا بحالات سرطان بعدها ب3 سنوات عددها اكثر من المتوقع: ولم يكن هذا بسبب الإشعاع فهم لم يتعرضوا له! وإنما كان بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول،مما قلل من درجة استجابتهم المناعية للخلايا السرطانية.
السلوك أبعد من أن يكون تحت رحمة بيولوجيتنا، في حين أنه كثيراً ما تكون بيولوجيتنا تحت رحمة سلوكنا. :)
"واقع الجينات والبيئات: متاهة من تفاعلات معقدة فيما بينها وليست بالحتمية ذات الاتجاه الواحد.السلوك الاجتماعي ليس بعض سلسلة خارجية من الأحداث تأخذ عقولنا وأجسادنا على حين غزة.وإنما هو جزء حميم من تركيبنا،وقد برمجت جيناتنا،لا لينتج عنها سلوك اجتماعي فحسب،وإنما ايضاً لتستجيب لهذا السلوك.
"من الممكن أن تُحَث الجينات على التغير بواسطة فعل واعٍ إرادي وبإرادة حرة."
فقد يؤدي تغير ثقافي إلى تغير تطوري بيولوجي،فعلى سبيل المثال وُجد أن من لديهم أغلى تكرارية لهضم الحليب حتى بعد الطفولة،هم من كان لديهم تاريخ رعوي،كسكان افريقيا الوسطى وغرب أفريقيا،والايرلنديون والتشيك والاسبان" لدرجة أنهم يعتبرون أبطال هضم الحليب في العرق البشري.
وفيما يتعلق بالعلاج الجيني، فقد رُفض بشدة ذات يوم، وكانت أول تجربة لعلاج جيني -بعد محاولات مستميتة- كان في سبتمبر عام 1990،لطفلة مريضة بمرض النقس الشديد للمناعة المشتركة،ولم يُعطِ شفاءا أكيداً وقتها، رغم أنه قد زاد من عدد خلايا الدم البيضاء.. لكن هذا لم يمنع عن الاستمرار في العلاج البروتيني "الذي يقضي بتناول البروتين الذي يُنتجه الجين المغلوط!"
اليوم... أعتقد أنهم قد بدأوا بالعلاج الجيني، يُقال ان الصين هي الرائدة في هذا المجال.
أخيراً.. كان للاستغلال السيء للعلم الورادة،مجيء علم تحسين النسل بطريقة جداً بشعة..حيث استغلته الدول لإبادة وتعقيم المجانين وضعاف العقول والخ الخ.. لئلا يتناسلوا ويجلبوا المزيد من الأبناء لهذا العالم.فالعديد من الدول سنّت التعقيم الإجباري، من بينها أمريكا، السويد، ألمانيا، الخ الخ.. ولكن بريطانيا ظلت ترفض هكذا مشاريع على الصعيد الحكومي رغم المحالاوت للبعض من جعله قانوناً.
المعارضون لهذه الفكرة، يقولون أنها حرية شخصية، ليس للدولة الحق أن تتدخل في جينات البشر.. وفي قرارااتهم.
ملحوظة// وجدتُ أن بريطانيا مُحافِظة جداً جداً، التطورات الوراثية والأبحاث التي تقوم على اختبارات ذكاء وتحسين نسل،كانت عادية جداً في أمريكا.في حين أن البريطانيين كانوا يعتبرونها شيئاً فيه غير مرغوب فيه.
"إنّ الجينيوم الذي نفك شفرته في هذا الجيل ليس سوى لقطة واحدة لوثيقة تتغير أبداً.فليس هناك وجود لأي طبعة نهائية من هذا الكتاب"
كالعادة تأتيني أفكار خلال القراءة، سرعان ما تتبخر بعد الانتهاء من القراءة.!