...
Show More
هل لطمتك هذه الحياة؟
هل تشعر بالتعب والانهاك؟
هل خسرت من الحروب والصراعات والسياسة اجمل مافي نفسك وفي حياتك؟
هل حلمت بدراسة مجال معين ومنعتك علاماتك الدراسية من اكمال طريقك فيه؟ او حصلت على شهادة ولا تعمل بها؟ او حصلت على شهادة لاجل الشهادة ولكنها في مجال لا يتناسب مع اهتمامتك؟
هل تتحطم احلامك الواحدة تلو الاخرى عند عتبات الواقع؟
هل اكتفيت من الليالي التي قضيتها باكياً على وجع ؟
هل اكتفيت من هالات الالم التي تحيط بك وبكل من تحب؟
هل تريد التخلص من كل هذا؟
لدينا الحل....سنخلق لك مجتمع خالي من الألم, من الحروب, من الجوع, من الكره, من الحسد والحقد, من كل شئ سلبي يمكن ان نحقق لك كل احلامك...يمكن ان نعرف من خلال مراقبتك من اول يوم لولادتك حتى العمر المناسب للتخصص في مجال معين....يمكن ان نعرف اهتماماتك وقدراتك على العطاء في مجال ما...وتجهيزك طوال حياتك لتخدم المجتمع في هذا المجال....خائف الا تستطيع الزواج ؟ سنؤهلك لكل هذا...وسنختار لك اجمل وانسب زوجة تناسبك...خائف من امكانيات الزواج؟ خائف ان تكون شقتك اقل من شقق الغير؟ لا تقلق فالجميع يحصل على نفس الشقة. نفس البيت نفس الديكور نفس الفرش
الجميع يرتدي نفس الثياب, الجميع متساوي...خائف من اختلاف عرق؟ من اختلاف دين؟ من اختلاف فكر؟ لا تقلق سنلغي كل هذا...
خائف من الجوع؟ من العطش؟ خائف من الوحدة؟ من المرض؟ خائف من الجرائم والسرقات والقتل؟ خائف من التعرض للعنف؟ خائف ان تفشل في الصراعات في كل شئ في الحياة؟
لا تقلق لن تعيش كل هذا بعد الان
ولكن لنستطيع فعل ذلك يجب علينا ان نضحي ببعض الامور....علينا ان نضحي بالفروق...علينا ان نعيش في تماثل تام وتساوي مطلق....علينا ان نجردك من الاختيار...حتى لا تختار بشكل خاطئ, علينا ان نجردك من المشاعر, حتى لا تعذبك, علينا ان نجردك من الحب, الموسيقى, الالوان, الاختيار, من كل شئ يمكن ان يجعلك مختلفا عن اي فرد من افراد مجتمعك الجديد.
عليك ان تضحي لتعيش في سعادة مستمرة؟ اما مللت من الألم؟ لماذا عليك ان تختبر الألم؟ طالما يمكنك ان تعيش في غيبوبة مريحة طوال حياتك؟
يالـ هذا العالم الذي خلقته تلك الكاتبة لويس,,,اكاد اجزم انها لو خيرت المصريين لاختاروا ان يضحوا بكل شئ في سبيل التخلص من جبال الهموم على اكتافهم....وان يعيشوا حياتهم وحياة كل الاجيال بعدهم في هذا النعيم....النعيم الرمادي الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة....اللاشئ افضل من شئ قد يؤلم.
اذا اردت الا تشعر بالاحتياج لاي شئ....وجب عليك لا الا تلغي ذاك الشئ....بل ان تلغي شعورك بالاحتياج من الاصل لاي شئ
وهذا هو الهدف الرئيسي لخلق مجتمع كالمجتمع الذي ولد فيه بطل قصتنا جوناس
جوناس في حفل اكماله 12 عاما عليه ان يواجه الاختيار الاخير في حياته....فإن مجتمع الراشدين سيختار له اخيرا الوظيفة التي سيعيش عمره كله يتدرب عليها ويمارسها ليفيد مجتمعه
كان خائفا وعلى عكس الجميع لم يكن لديه اي فكرة عما ستكون وظيفته....لانه لم يملك اهتماما معيناً في حياته ولم يكن يميل لمجال معين عن اخر
لكنهم اختاروه لوظيفة متميزة في المجتمع....وظيفة يعمل بها شخص واحد فقط في المجتمع كاملا...وهذا الشخص سيكونه جوناس! حامل الذكريات!
حتى يحمون البشر لابد ان يملك احدهم الذكريات ليعرف من خلالها الحكمة من خلال تجارب السابقين...فلا يكون بالنسبة له اي وضع هو وضع جديد...لكن ليستطيع ان يقوم بهذه المهمة على اكمل وجه...عليه ان يواجه كل ما تم الغاه...الالم الجوع الوحدة القتل الكره الحسد..
وهنا يواجه جوناس الصغير الحقيقة...المعنى الحقيقي للحياة...
الانسان يعيش ليسعد....ولكن الوسيلة الوحيدة التي يستطيع ان يعيش بها...وياللاسف...هي الشقاء!
لا شقاء اذن موت....والسعادة للاسف هي الموت!
هذه الرواية الفلسفية المحيرة....التي تتركك تتساءل ...تتركك تتصارع مع نفسك...مع رغباتك اما الحقيقة....الحقيقة المجردة...
لتجعلك في نهاية صفحات الرواية...وياللعجب تختار الشقاء! عن تلك الحياة السعيدة المطفأة...ذلك السبات المريح.
رواية جميلة جميلة جميلة...خصوصا بلغتها الانجليزية السهلة والعميقة في نفس الوقت...احببتها واحببت الفيلم
واكاد اموت شوقا لقراءة بقية اجزاءها
نقطة اخيرة تفقع المرارة
الكتاب ده بيدرس لطلبة امريكا في 6 ابتدائي!