...
Show More
أولًا لازم أوجه تحية وشكر للمركز القومي للترجمة على اهتمامه بترجمة الكلاسيكيات، وتراث اليونان والرومان الفكري، وإنه يهتم بأن تكون الترجمة متخصصة على إيد كبار الكلاسيكين في مصر. كمان لازم أشكره على اهتمامه بإعادة نشر تراث الترجمة.
ثانيًا: الفكرة اللي تم طرحها في مقدمة الطبعات القديمة عن سلسلة متخصصة في ترجمة الأعمال الكلاسيكية على إيد المتخصصين فكرة رائعة جدًا، ابتدت من زمان بمبادرة من كبار الكلاسيكيين وبعدين توقفت، والحمد لله إن الفترة الأخيرة ابتدت ترجع تاني بس بصورة مختلفة شوية، واللي تولى الموضوع في الفترة الأخيرة هو المركز القومي للترجمة اللي نشر ترجمات كتير لأساتذة في الكلاسيكيات زي ترجمات د. منيرة كروان لكل أعمال سوفوكليس اللي وصلتلنا، وترجماتها الحالية لأعمال يوريبيديس، وزي ترجمات د. علاء صابر لكاتولّوس وأوفيديوس، وغيرهم من الأساتذة.
طبعًا واحد من كبار الكلاسيكيين المصريين والعرب، ومن القلائل اللي كان ليهم ثقل دولي بحق وحقيق د. أحمد عتمان ربنا يرحمه يارب، قد إيه الدراسات الكلاسيكية في مصر بتفتقد مجهوداته سواء في الترجمة، أو المؤتمرات، أو الكتب والأبحاث، د. أحمد عتمان الله يرحمه كان قوة دافعة كبيرة خرج من تحت إيده مشاريع كبيرة منها على سبيل المثال الترجمة الرائعة المتخصصة للإلياذة اللي هو كان المحرر بتاعها. د. أحمد كان ليه ميزة مش موجودة عند كتير بردو وهي إطلاعه على الجديد في العالم، مكنش من النوع اللي الكلاسيكيات بالنسبالهم توقفت عند الطريقة التقليدية وماتت تقريبًا، لكن كان بيوظف المناهج الحديثة في النقد الأدبي، وكان على اتصال وعارف إيه اللي بيتعمل برة. ربنا يرحمه ويبارك في عمر الباقي من الجيل ده، وتخرج الأجيال الجديدة من الكلاسيكيين على مستوى عال وتعوض الخسارة اللي خسرناها.
ثالثًا: الفرق في الترجمة العربية ما بين الجيل اللي ترجم الإنيادة وما بين الجيل الحالي شاسع، سواء في الأسلوب وطريقة التعبير، أو في تكنبك الترجمة نفسه، وفي مراعاة اللغة المستقبلة. إحنا العربي عندنا بقى خربان، والجملة المترجمة بقت تقيلة على الودن، ودي حاجة لازم نهتم بيها جدًا.
رابعًا: إلى كل كاتب في جيلنا إليك هذه المفاجأة، تخيل عزيزي الكاتب الشاب إن كاتب بعظمة فرجيليوس، وعمل بعظمة وأهمية الإنيادة للرومان، تصور أن فرجيليوس وصى أصدقائه وهو بيموت إنهم يحرقوا العمل ده اللي قضى في كتابته 11 سنة، مع محاولات استعجاله من الإمبراطور ومن مايكيناس المستشار الثقافي للإمبراطور أغسطس، ومع انتظار الدوائر الأدبية والشعب الروماني ليه ، تصور ليه ؟ّ!! لأنه ملحقش ينقحه!!!! تصور وإحنا بنبوس إيدك بس علشان تقبل وتوافق وتدي العمل بتاعك لمراجع لغوي بس!!! مش هكلمك بقى لا على تطوير الفكر الموجود فيه ولا الحبكة ولا البتاع بس اللغة بس.
خامسًا: ثقافة فرجيليوس بتظهر في الإنيادة بشكل رهيب، وبيقدر يوظف المعلومات اللي هو عايز يقولها جوة الأحداث بشكل مبدع. فرجيليوس لف إيطاليا وقرا عن عادات وتقاليد سكان كل منطقة فيها، وعن تاريخهم، وعن طبيعة المكان اللي هما ساكنين فيه، علشان يقدر يكتب عمل بالشكل ده، يكون فخر للرومان، زي ما اليونان عندهم الإلياذة والأوديسية. كمان فرجيليوس قرا الإلياذة والأوديسية واستقباله ليهم ظهر في الإنيادة بشكل رائع، قدر يعمل خليط من ال 2 ، ودي حاجة ظهرت من السطر الأول في الملحمة، ومن أعمال تانية لكتاب تانيين، ده غير إبداعه الفردي وتوظيفه للتاريخ الروماني والفلسفة والعلوم وغيرها علشان يخرجلنا الإنيادة بالشكل ده. .
الجزء الأول من الترجمة هو ال 6 كتب الأولى، واللي بتوازي أوديسية هوميروس، لأن الحكاية فيها عن ترحال آينياس، زي ما الأوديسية كانت بتحكي عن ترحال أوديسيوس، والجزء التاني ال 6 كتب التانيين بيوازوا الإلياذة لأنهم بيتكلموا عن الحروب اللي خاضها آينياس على الأراضي الإيطالية، زي ما الإلياذة بتتكلم عن الحرب.
سادسًا: تصوير فرجيليوس لنفسية الملكة القرطاجية ديدو، تصوير مبدع قدر يصور مشاعرها تجاه آينياس وحبها الكبير ليه، وشقائها بعد ما هجرها، لكن في الوقت نفسه رغم شقائها إلا إنها عندها اعتزاز بنفسها وبكرامتها بشكل كبير، وده كان باين في اختياراتها. تصوير ديدو راااائع، وتفاصيل شخصيتها وأفعالها بيمزج بين العاطفية وبين الكبرياء بشكل عظيم. ديدو شخصية بتمس القلب جدًا.
الإنيادة عمل عظيم. عمل بتحس بالمهابة والقداسة وأنت بتقراه.
ثانيًا: الفكرة اللي تم طرحها في مقدمة الطبعات القديمة عن سلسلة متخصصة في ترجمة الأعمال الكلاسيكية على إيد المتخصصين فكرة رائعة جدًا، ابتدت من زمان بمبادرة من كبار الكلاسيكيين وبعدين توقفت، والحمد لله إن الفترة الأخيرة ابتدت ترجع تاني بس بصورة مختلفة شوية، واللي تولى الموضوع في الفترة الأخيرة هو المركز القومي للترجمة اللي نشر ترجمات كتير لأساتذة في الكلاسيكيات زي ترجمات د. منيرة كروان لكل أعمال سوفوكليس اللي وصلتلنا، وترجماتها الحالية لأعمال يوريبيديس، وزي ترجمات د. علاء صابر لكاتولّوس وأوفيديوس، وغيرهم من الأساتذة.
طبعًا واحد من كبار الكلاسيكيين المصريين والعرب، ومن القلائل اللي كان ليهم ثقل دولي بحق وحقيق د. أحمد عتمان ربنا يرحمه يارب، قد إيه الدراسات الكلاسيكية في مصر بتفتقد مجهوداته سواء في الترجمة، أو المؤتمرات، أو الكتب والأبحاث، د. أحمد عتمان الله يرحمه كان قوة دافعة كبيرة خرج من تحت إيده مشاريع كبيرة منها على سبيل المثال الترجمة الرائعة المتخصصة للإلياذة اللي هو كان المحرر بتاعها. د. أحمد كان ليه ميزة مش موجودة عند كتير بردو وهي إطلاعه على الجديد في العالم، مكنش من النوع اللي الكلاسيكيات بالنسبالهم توقفت عند الطريقة التقليدية وماتت تقريبًا، لكن كان بيوظف المناهج الحديثة في النقد الأدبي، وكان على اتصال وعارف إيه اللي بيتعمل برة. ربنا يرحمه ويبارك في عمر الباقي من الجيل ده، وتخرج الأجيال الجديدة من الكلاسيكيين على مستوى عال وتعوض الخسارة اللي خسرناها.
ثالثًا: الفرق في الترجمة العربية ما بين الجيل اللي ترجم الإنيادة وما بين الجيل الحالي شاسع، سواء في الأسلوب وطريقة التعبير، أو في تكنبك الترجمة نفسه، وفي مراعاة اللغة المستقبلة. إحنا العربي عندنا بقى خربان، والجملة المترجمة بقت تقيلة على الودن، ودي حاجة لازم نهتم بيها جدًا.
رابعًا: إلى كل كاتب في جيلنا إليك هذه المفاجأة، تخيل عزيزي الكاتب الشاب إن كاتب بعظمة فرجيليوس، وعمل بعظمة وأهمية الإنيادة للرومان، تصور أن فرجيليوس وصى أصدقائه وهو بيموت إنهم يحرقوا العمل ده اللي قضى في كتابته 11 سنة، مع محاولات استعجاله من الإمبراطور ومن مايكيناس المستشار الثقافي للإمبراطور أغسطس، ومع انتظار الدوائر الأدبية والشعب الروماني ليه ، تصور ليه ؟ّ!! لأنه ملحقش ينقحه!!!! تصور وإحنا بنبوس إيدك بس علشان تقبل وتوافق وتدي العمل بتاعك لمراجع لغوي بس!!! مش هكلمك بقى لا على تطوير الفكر الموجود فيه ولا الحبكة ولا البتاع بس اللغة بس.
خامسًا: ثقافة فرجيليوس بتظهر في الإنيادة بشكل رهيب، وبيقدر يوظف المعلومات اللي هو عايز يقولها جوة الأحداث بشكل مبدع. فرجيليوس لف إيطاليا وقرا عن عادات وتقاليد سكان كل منطقة فيها، وعن تاريخهم، وعن طبيعة المكان اللي هما ساكنين فيه، علشان يقدر يكتب عمل بالشكل ده، يكون فخر للرومان، زي ما اليونان عندهم الإلياذة والأوديسية. كمان فرجيليوس قرا الإلياذة والأوديسية واستقباله ليهم ظهر في الإنيادة بشكل رائع، قدر يعمل خليط من ال 2 ، ودي حاجة ظهرت من السطر الأول في الملحمة، ومن أعمال تانية لكتاب تانيين، ده غير إبداعه الفردي وتوظيفه للتاريخ الروماني والفلسفة والعلوم وغيرها علشان يخرجلنا الإنيادة بالشكل ده. .
الجزء الأول من الترجمة هو ال 6 كتب الأولى، واللي بتوازي أوديسية هوميروس، لأن الحكاية فيها عن ترحال آينياس، زي ما الأوديسية كانت بتحكي عن ترحال أوديسيوس، والجزء التاني ال 6 كتب التانيين بيوازوا الإلياذة لأنهم بيتكلموا عن الحروب اللي خاضها آينياس على الأراضي الإيطالية، زي ما الإلياذة بتتكلم عن الحرب.
سادسًا: تصوير فرجيليوس لنفسية الملكة القرطاجية ديدو، تصوير مبدع قدر يصور مشاعرها تجاه آينياس وحبها الكبير ليه، وشقائها بعد ما هجرها، لكن في الوقت نفسه رغم شقائها إلا إنها عندها اعتزاز بنفسها وبكرامتها بشكل كبير، وده كان باين في اختياراتها. تصوير ديدو راااائع، وتفاصيل شخصيتها وأفعالها بيمزج بين العاطفية وبين الكبرياء بشكل عظيم. ديدو شخصية بتمس القلب جدًا.
الإنيادة عمل عظيم. عمل بتحس بالمهابة والقداسة وأنت بتقراه.